العبيـدلي
30-05-2007, 03:28 PM
ملتقى قطر الاقتصادي بين الواقع والطموح
30/05/2007
تشهد دولة قطر ومنذ سنوات نشاطا اقتصاديا غير مسبوق يطال جميع القطاعات. ويسجل اقتصادها معدلات نمو هي الاعلى في العالم، ويتوقع لها الاستمرار على مدى السنوات المقبلة وبمعدلات قد لا تقل عن 15% سنويا.
ويأتي هذا النمو وهذه الوفرة الاقتصادية ثمرة للايرادات في مجال الغاز، حيث بدأت الحكومة قبل سنوات بخطة طموحة لزيادة الانتاج من الاحتياطي الضخم من الغاز سوف تكون اكبر مصدر للغاز عام 2011 وفي موازاة ذلك كانت الحكومة تستثمر بمبالغ ضخمة من اجل زيادة طاقة النفط التي سوف تتجاوز المليون برميل يوميا اضافة الى التوسع في قطاع البتروكيماويات وهو ما سيجعلها الدولة الرابعة عالميا. لقد تشرفت مع مجموعة من الزملاء العاملين في قطاع الاستثمار بحضور ملتقى قطر الاقتصادي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر وبحضور رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي افتتح الملتقى وكان ضيفا في الجلسة الاولى للمؤتمر واجاب بكل شفافية عن الرؤية التي تتبناها القيادة السياسية للمستقبل الاقتصادي بعيدا كل البعد عن النفط والغاز خلال السنوات ال 10 القادمة.
رهان الساسة في قطر بأن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية النفط والغاز سوف يعززها انفاق حكومي على مشاريع الطاقة وعلى مشاريع البنية التحتية والمرافق استعدادا لاستيعاب النشاط الاقتصادي المتزايد والذي يترافق معه تزايد كبير في عدد السكان والمهاجرين.
وخلال المؤتمر الذي حضره اكثر من 1100 خبير اقتصادي ومالي تحدث الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء للصحافيين عن النهضة الاقتصادية وقال: نهضتنا الاقتصادية تتميز بأنها تؤسس نموا اقتصاديا مستداما وبناء على توجيهات رئيس دولة فقد قمنا منذ منتصف التسعينات باتخاذ برامج للتحديث والتطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي لثقتنا بأن الاصلاح يجب ان يكون شاملا ومتكاملا كي تحقق اهدافه ومن هنا كان لابد ان تهتم بالمواطن القطري لانه هو رأس المال الحقيقي والثابت الذي ينمي الثروات الطبيعية، لذلك باشرنا بالاتصال بأفضل الجامعات على مستوى العالم كي تكون قطر هي البوابة التعليمية للشرق الاوسط وشرق اسيا.
لقد كان تنظيم المؤتمر اكثر من رائع وحضور جماهيري من جميع انحاء العالم وبالفعل استطاعت الدوحة ان تحصل على امتياز مع مرتبة الشرف في التنظيم والادارة لهذا المنتدى الاقتصادي.
ان الانفتاح الذي تشهده قطر انفتاح مدروس من جميع النواحي حيث استطاعت دولة قطر ان تجذب استثمارات خليجية وعالمية في مشاريع عقارية مثال بروة الخور وجزيرة اللؤلؤ ومشاريع الطاقة مثل مدينة الطاقة واول بورصة للطاقة في الشرق الاوسط ومشاريع تعليمية مثل جامعات كورنيل العريقة وجامعة كرنجي ميلون التي تصنف من افضل جامعات العالم في مجال الهندسة وعلوم الكمبيوتر. هذه المشاريع سوف تجذب استثمارات تقدر 200-130 مليار دولار خلال نهاية العقد القادم حسب تصريح وزير المالية يوسف كمال اثناء المؤتمر.
والخطة التي يرسمها القطريون والتي سوف تكون ضمن الاحداث العالمية وتصنف الدوحة ضمن المدن المتقدمة هي تنظيم الاولمبياد خصوصا بعد نجاحهم في تنظيم اسياد اسيا 2006 وتطمح قطر بشرف الى تنظيم الاولمبياد 2018 . ويجب ان تؤهل الدولة سنة 2010 فهذا النوع من التنظيم يحتاج الى زيادة الغرف الفندقية من 5000 غرفة حاليا الى 35 الف غرفة وزيادة الملاعب الى 8 ملاعب حسب التصنيف العالمي، وتوسعة في المطار بالاضافة الى شبكة مواصلات واتصالات على مستوى عالمي.
مشكلة التضخم
ورغم الفورة الاقتصادية فان الاقتصاد القطري يعاني حاليا من ارتفاع في معدلات التضخم، وهذه المشكلة تقلق الساسة في قطر حيث وصل معدل التضخم الى 11% وهو يعتبر من المعدلات الاعلى عالميا. فالطلب المتزايد ادى الى ارتفاع اسعار الخدمات والسلع ولاسيما القطاع العقاري، والى حصول اختناقات من وقت الى اخر مما ساهم في تفاقم التضخم الذي بدأ ينعكس سلبا على كلفة المعيشة، وادى الى اختلالات حادة الى حد بعيد بين العرض والطلب في القطاع السكني، ووصل احيانا الى حالة الندرة في ايجاد المساكن ولاسيما لفئات الدخل المتوسط ومادون ورغم وجود هذه المشكلة فان الدولة بدأت تدرسها بشكل جدي لتضع لها الحلول المناسبة.
ماذا علينا في الكويت؟
ان التخطيط السليم والتجربة القطرية في جذب المستثمر الاجنبي تجربة تستحق الاشادة، ويجب ان نحيي الاخوان في قطر على هذه الجهود ويجب علينا في الكويت تفعيل دور القطاع الخاص وتنمية القدرات البشرية. كما نطالب السادة اعضاء مجلس الامة بالتفكير في مستقبل البلد والابتعاد عن دغدغة مشاعر المواطنين بمشاريع غير منطقية وغير عقلانية مثل اسقاط القروض وزيادة الرواتب والتقاعد المبكر، وكفانا عبثا بمقدرات البلد وينبغي التخطيط للمستقبل لاننا نمر في وفرة مالية غير مسبوقة يجب استغلالها الاستغلال الجيد، كما يجب الابتعاد عن المقولة بأن النفط موجود الى ما لا نهاية والتفكير بخلق بدائل لتمويل الخزانة العامة وعدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل.
وفي النهاية يجب ان احيي الاخوان والزملاء الذين حضروا المؤتمر وكانوا بالفعل سفراء ومستشارين ماليين ومثاليين في الرقي والتنافس والتعامل والاخلاق الكويتية الاصيلة السادة مالك العجيل وفهد العبدالجليل وعبدالمحسن البحر وبدر الغانم وانس الفلاح وثامر الصالح وخالد الروضان وهنادي الفوزان وصاحب الكرم الحاتمي يوسف الابراهيم ومشعل المسلم وعيسى حبيب وفهد الرحماني وسيد الطبطبائي. ورغم تنافسنا في بيع المنتجات الاستثمارية فاننا تبادلنا كثيرا من المعلومات حول الاسواق المالية. كما يجب ان اوجه الشكر الى الاخ الفاضل الشيخ محمد بن عويضة ال ثاني على كرمه وضيافته للمستثمرين الكويتيين. وفي النهاية تبقى الدوحة نموذجا اقتصاديا وماليا مميزا يجب الاستفادة منه.
عدنان احمد الدرويش
عضو مجلس ادارة الجمعية الاقتصادية
الكـــــويت
30/05/2007
تشهد دولة قطر ومنذ سنوات نشاطا اقتصاديا غير مسبوق يطال جميع القطاعات. ويسجل اقتصادها معدلات نمو هي الاعلى في العالم، ويتوقع لها الاستمرار على مدى السنوات المقبلة وبمعدلات قد لا تقل عن 15% سنويا.
ويأتي هذا النمو وهذه الوفرة الاقتصادية ثمرة للايرادات في مجال الغاز، حيث بدأت الحكومة قبل سنوات بخطة طموحة لزيادة الانتاج من الاحتياطي الضخم من الغاز سوف تكون اكبر مصدر للغاز عام 2011 وفي موازاة ذلك كانت الحكومة تستثمر بمبالغ ضخمة من اجل زيادة طاقة النفط التي سوف تتجاوز المليون برميل يوميا اضافة الى التوسع في قطاع البتروكيماويات وهو ما سيجعلها الدولة الرابعة عالميا. لقد تشرفت مع مجموعة من الزملاء العاملين في قطاع الاستثمار بحضور ملتقى قطر الاقتصادي تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر وبحضور رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي افتتح الملتقى وكان ضيفا في الجلسة الاولى للمؤتمر واجاب بكل شفافية عن الرؤية التي تتبناها القيادة السياسية للمستقبل الاقتصادي بعيدا كل البعد عن النفط والغاز خلال السنوات ال 10 القادمة.
رهان الساسة في قطر بأن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية النفط والغاز سوف يعززها انفاق حكومي على مشاريع الطاقة وعلى مشاريع البنية التحتية والمرافق استعدادا لاستيعاب النشاط الاقتصادي المتزايد والذي يترافق معه تزايد كبير في عدد السكان والمهاجرين.
وخلال المؤتمر الذي حضره اكثر من 1100 خبير اقتصادي ومالي تحدث الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء للصحافيين عن النهضة الاقتصادية وقال: نهضتنا الاقتصادية تتميز بأنها تؤسس نموا اقتصاديا مستداما وبناء على توجيهات رئيس دولة فقد قمنا منذ منتصف التسعينات باتخاذ برامج للتحديث والتطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي لثقتنا بأن الاصلاح يجب ان يكون شاملا ومتكاملا كي تحقق اهدافه ومن هنا كان لابد ان تهتم بالمواطن القطري لانه هو رأس المال الحقيقي والثابت الذي ينمي الثروات الطبيعية، لذلك باشرنا بالاتصال بأفضل الجامعات على مستوى العالم كي تكون قطر هي البوابة التعليمية للشرق الاوسط وشرق اسيا.
لقد كان تنظيم المؤتمر اكثر من رائع وحضور جماهيري من جميع انحاء العالم وبالفعل استطاعت الدوحة ان تحصل على امتياز مع مرتبة الشرف في التنظيم والادارة لهذا المنتدى الاقتصادي.
ان الانفتاح الذي تشهده قطر انفتاح مدروس من جميع النواحي حيث استطاعت دولة قطر ان تجذب استثمارات خليجية وعالمية في مشاريع عقارية مثال بروة الخور وجزيرة اللؤلؤ ومشاريع الطاقة مثل مدينة الطاقة واول بورصة للطاقة في الشرق الاوسط ومشاريع تعليمية مثل جامعات كورنيل العريقة وجامعة كرنجي ميلون التي تصنف من افضل جامعات العالم في مجال الهندسة وعلوم الكمبيوتر. هذه المشاريع سوف تجذب استثمارات تقدر 200-130 مليار دولار خلال نهاية العقد القادم حسب تصريح وزير المالية يوسف كمال اثناء المؤتمر.
والخطة التي يرسمها القطريون والتي سوف تكون ضمن الاحداث العالمية وتصنف الدوحة ضمن المدن المتقدمة هي تنظيم الاولمبياد خصوصا بعد نجاحهم في تنظيم اسياد اسيا 2006 وتطمح قطر بشرف الى تنظيم الاولمبياد 2018 . ويجب ان تؤهل الدولة سنة 2010 فهذا النوع من التنظيم يحتاج الى زيادة الغرف الفندقية من 5000 غرفة حاليا الى 35 الف غرفة وزيادة الملاعب الى 8 ملاعب حسب التصنيف العالمي، وتوسعة في المطار بالاضافة الى شبكة مواصلات واتصالات على مستوى عالمي.
مشكلة التضخم
ورغم الفورة الاقتصادية فان الاقتصاد القطري يعاني حاليا من ارتفاع في معدلات التضخم، وهذه المشكلة تقلق الساسة في قطر حيث وصل معدل التضخم الى 11% وهو يعتبر من المعدلات الاعلى عالميا. فالطلب المتزايد ادى الى ارتفاع اسعار الخدمات والسلع ولاسيما القطاع العقاري، والى حصول اختناقات من وقت الى اخر مما ساهم في تفاقم التضخم الذي بدأ ينعكس سلبا على كلفة المعيشة، وادى الى اختلالات حادة الى حد بعيد بين العرض والطلب في القطاع السكني، ووصل احيانا الى حالة الندرة في ايجاد المساكن ولاسيما لفئات الدخل المتوسط ومادون ورغم وجود هذه المشكلة فان الدولة بدأت تدرسها بشكل جدي لتضع لها الحلول المناسبة.
ماذا علينا في الكويت؟
ان التخطيط السليم والتجربة القطرية في جذب المستثمر الاجنبي تجربة تستحق الاشادة، ويجب ان نحيي الاخوان في قطر على هذه الجهود ويجب علينا في الكويت تفعيل دور القطاع الخاص وتنمية القدرات البشرية. كما نطالب السادة اعضاء مجلس الامة بالتفكير في مستقبل البلد والابتعاد عن دغدغة مشاعر المواطنين بمشاريع غير منطقية وغير عقلانية مثل اسقاط القروض وزيادة الرواتب والتقاعد المبكر، وكفانا عبثا بمقدرات البلد وينبغي التخطيط للمستقبل لاننا نمر في وفرة مالية غير مسبوقة يجب استغلالها الاستغلال الجيد، كما يجب الابتعاد عن المقولة بأن النفط موجود الى ما لا نهاية والتفكير بخلق بدائل لتمويل الخزانة العامة وعدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل.
وفي النهاية يجب ان احيي الاخوان والزملاء الذين حضروا المؤتمر وكانوا بالفعل سفراء ومستشارين ماليين ومثاليين في الرقي والتنافس والتعامل والاخلاق الكويتية الاصيلة السادة مالك العجيل وفهد العبدالجليل وعبدالمحسن البحر وبدر الغانم وانس الفلاح وثامر الصالح وخالد الروضان وهنادي الفوزان وصاحب الكرم الحاتمي يوسف الابراهيم ومشعل المسلم وعيسى حبيب وفهد الرحماني وسيد الطبطبائي. ورغم تنافسنا في بيع المنتجات الاستثمارية فاننا تبادلنا كثيرا من المعلومات حول الاسواق المالية. كما يجب ان اوجه الشكر الى الاخ الفاضل الشيخ محمد بن عويضة ال ثاني على كرمه وضيافته للمستثمرين الكويتيين. وفي النهاية تبقى الدوحة نموذجا اقتصاديا وماليا مميزا يجب الاستفادة منه.
عدنان احمد الدرويش
عضو مجلس ادارة الجمعية الاقتصادية
الكـــــويت