سيف قطر
02-06-2007, 10:42 AM
http://www.21za.com/pic/salam_kalam003_files/21.gif
http://www.21za.com/pic/salam_kalam005_files/35.gif
العناية بالتراث الإسلامي
لا شك أن التراث الإسلامي أمره مهم والعناية به واجبة ، وعلى رأس هذا التراث كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، فهما أعظم تراث وأفضل تراث وأنفع تراث ، وهما أصل دين الإسلام وأساسه ، خلفهما لنا رسولنا ونبينا وإمامنا محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم ، والله يقول في كتابه العظيم :{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[1] وعلى رأس المصطفين رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ثم صحابته الكرام ثم أتباعهم بإحسان جعلنا الله وإياكم من أتباعهم بإحسان .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فكتاب الله فيه الهدى والنور ، وهو أعظم التراث وأفضل التراث وأصدقه ، فيه الهدى والنور ، فيه الدلالة على كل خير والتحذير من كل شر ، فيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والتحذير من سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال ، يقول الله عز وجل في وصف نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام في سورة القلم : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[2] وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه على {خُلُقٍ عَظِيمٍ} وهذا الخلق العظيم وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها : كان خلقه القرآن لما سئلت عن ذلك ، والأمر كما قال الله عنه ، فإن خلقه هو القرآن ممتثلا لأوامره ، وينتهي عن نواهيه ، ويدعو إليه ، ويعمل بالصفات التي أثنى على أهلها القرآن ، ويبتعد عن الصفات التي ذم أهلها القرآن ، هكذا كان عليه الصلاة والسلام ، على هذا الخلق العظيم ، من امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه والدعوة إلى سبيله ، كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة والصفات الحميدة ، فهو خير الناس وأفضلهم وأكملهم علما وسيرة وخلقا وأصدقهم قيلا وأحسنهم عملا ، عليه الصلاة والسلام ، وهو صلى الله عليه وسلم يدعو إلى ما يدعو إليه القرآن العظيم في قوله تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[3] ويقول سبحانه : {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[4] ويقول : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً}[5]
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فهو تبيان لكل شيء ، أوضح الله فيه كل شيء إجمالا وتفصيلا ، وجعله هدى وشفاء ، جعله الله سبحانه هدى وشفاء للناس ، شفاء لما في الصدور من أمراض الشرك والكفر والحسد والكبر والنفاق ، وشفاء للأبدان من أمراض كثيرة تستعصي على الأطباء ويشفيها القرآن ، يقول جل وعلا : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[6] ويقول جل وعلا : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا}[7]
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على أهل الإسلام العناية بهذا الكتاب العظيم وحفظه والمذاكرة فيه وتدبر معانيه ونقل ألفاظه ومعانيه للناس كما أنزل ؛ لأن فيه الهدى والنور ، فيه الدلالة على كل خير ، فيه الدعوة لكل ما ينفع العباد والبلاد وفيه الترهيب من كل سوء . ولهذا أوصى عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع بهذا الكتاب العظيم فيما رواه مسلم في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم عرفة وقال في خطبته : ((وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله)) وفي رواية الحاكم وغيره كتاب الله وسنتي فالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو السبيل الوحيد للنجاة ، وهو الصراط المستقيم ، فالواجب على أهل الإسلام بل على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله ، وأن يلتزموا بدين الله ، وأن يعتصموا بهذا الكتاب العظيم والسنة المطهرة ، وذلك فرض على جميع المكلفين من الجن والإنس ، من العرب والعجم ، من الذكور والإناث ، والأغنياء والفقراء والحكام والمحكومين ، فرض عليهم جميعا أن يدخلوا في دين الله ، وهو الإسلام ، كما قال الله سبحانه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[8] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ}[9] فرض عليهم أن يدخلوا في دين الله ، وأن يعتصموا بكتابه وهو القرآن ، وبسنة الرسول الصحيحة الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام ، وليس لهم أن يحيدوا عن ذلك .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على اليهود والنصارى وعلى جميع المشركين وعلى جميع أصناف الكفرة - الواجب على الجميع أن يدخلوا في دين الله ، وأن يلتزموا به ، وهذا هو التراث الذي فيه سعادتهم إذا عقلوا . وعلى أهل الإسلام الذين من الله عليهم بالإسلام أن يحمدوا الله على ذلك ويشكروه وأن يستقيموا على دينهم ، وأن يحفظوا تراثهم العظيم ، ويتواصوا به كثيرا ويتدبروه ويتعقلوه ويعملوا به كما قال عز وجل : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[10] وقال سبحانه : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[11] وقال عز وجل : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[12].
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله ( الإسلام ) وأن يلتزموا به ، وأن يخضعوا لأوامر الله وينتهوا عن نواهيه ، ويلتزموا بهذا الكتاب العظيم فيدينوا به ، ويؤمنوا به ، ويعملوا به مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها الوحي الثاني . وهذا التراث هو أعظم تراث ، ولا نجاة للعالم ولا سعادة للعالم إلا بحفظ هذا التراث والتفقه فيه ، والاستقامة عليه ، والدعوة إليه علما وعملا وعقيدة ، خلقا وسيرة .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فكتاب الله فيه الهدى والنور وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيان ما قد يخفى ، مع بيان أحكام جاءت بها السنة لم تذكر في كتاب الله ، وأحكام فصلتها السنة لم تفصل في كتاب الله ، قال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[13] وقال جل وعلا : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[14] فالله أنزل الكتاب عليه تبيانا لكل شيء ، وأمره سبحانه أن يبين للناس وأن يشرح لهم ما قد يخفى عليهم ، وأن يوضح لهم ما قد يختلفون فيه ، حتى يرجعوا إلى الصواب ، وحتى يستقيموا على الهدى ، وقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام ، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، حتى قال لهم يوم عرفة بعد ما خطبهم وبين لهم ما يجب عليهم في حجهم ، وبين لهم أمورا أخرى تهمهم وتهم المسلمين جميعا فيما يتعلق بالربا ، وأمور الجاهلية وبتحريم الدماء والأموال والأعراض ، وما يتعلق بالنساء ، والوصية بهن خيرا وبيان حقوقهن على أزواجهن وحق أزواجهن عليهن- قال بعد ذلك وبعد ما أوصاهم بالقرآن : ((وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون)) قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فرفع أصبعه إلى السماء فقال ((اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد)) يستشهد ربه وهو فوق العرش وفوق جميع المخلوقات ، سبحانه وتعالى ، يستشهده عليهم ، وكل عالم يشهد ، وكل مسلم يشهد بأنه بلغ الرسالة ، وكل مسلم عرف دين الله يشهد لهذا النبي الكريم أنه أدى الرسالة وأدى الأمانة وبلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام . فعلينا جميعا معشر المسلمين ، ومعشر طلاب العلم ، ومعشر العلماء ، على الجميع إن يعظموا هذا التراث العظيم ، وأن يحببوه إلى الناس ويذكروهم بهذا التراث ويتمسكوا به ويعضوا عليه بالنواجذ ، ويعملوا به مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنها الوحي الثاني الموضح لكتاب الله والدال على أحكام أخرى أوحاها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ، وهذا التراث العظيم ، كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هما أعظم التراث ، وهما أهم التراث ، والواجب العناية بهما ، والوصية بهما والتمسك بهما قولا وعملا وعقيدة ، في السر والجهر ، في الشدة والرخاء ، في الصحة والمرض ، في السفر والإقامة ، من الذكور والإناث ، من العرب والعجم ، من الجن والإنس ، من الحكام والمحكومين ، من الأغنياء والفقراء ، على هؤلاء جميعا أن يعملوا بهذا القرآن وسنة رسول الله المطهرة ، وأن يحفظوا هذا التراث حفظا يتضمن العمل والنصيحة ، والدعوة إلى هذا التراث والاستقامة على معناه ، والحرص على تبليغه لجميع العالم وبكل الطرق وبجميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة . يقول سبحانه وتعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[15] ويقول عز وجل : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[16] ويقول جلا وعلا : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[17] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) ويقول صلى الله عليه وسلم لما بعث عليا إلى خيبر وأمره أن يدعو أهلها وهم اليهود إلى الإسلام قال عليه الصلاة والسلام : ((فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)) متفق على صحته .
نتابع ...
http://www.21za.com/pic/salam_kalam005_files/35.gif
العناية بالتراث الإسلامي
لا شك أن التراث الإسلامي أمره مهم والعناية به واجبة ، وعلى رأس هذا التراث كتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، فهما أعظم تراث وأفضل تراث وأنفع تراث ، وهما أصل دين الإسلام وأساسه ، خلفهما لنا رسولنا ونبينا وإمامنا محمد بن عبد الله عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم ، والله يقول في كتابه العظيم :{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}[1] وعلى رأس المصطفين رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ثم صحابته الكرام ثم أتباعهم بإحسان جعلنا الله وإياكم من أتباعهم بإحسان .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فكتاب الله فيه الهدى والنور ، وهو أعظم التراث وأفضل التراث وأصدقه ، فيه الهدى والنور ، فيه الدلالة على كل خير والتحذير من كل شر ، فيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والتحذير من سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال ، يقول الله عز وجل في وصف نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام في سورة القلم : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[2] وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه على {خُلُقٍ عَظِيمٍ} وهذا الخلق العظيم وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها : كان خلقه القرآن لما سئلت عن ذلك ، والأمر كما قال الله عنه ، فإن خلقه هو القرآن ممتثلا لأوامره ، وينتهي عن نواهيه ، ويدعو إليه ، ويعمل بالصفات التي أثنى على أهلها القرآن ، ويبتعد عن الصفات التي ذم أهلها القرآن ، هكذا كان عليه الصلاة والسلام ، على هذا الخلق العظيم ، من امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه والدعوة إلى سبيله ، كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة والصفات الحميدة ، فهو خير الناس وأفضلهم وأكملهم علما وسيرة وخلقا وأصدقهم قيلا وأحسنهم عملا ، عليه الصلاة والسلام ، وهو صلى الله عليه وسلم يدعو إلى ما يدعو إليه القرآن العظيم في قوله تعالى : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[3] ويقول سبحانه : {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[4] ويقول : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً}[5]
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فهو تبيان لكل شيء ، أوضح الله فيه كل شيء إجمالا وتفصيلا ، وجعله هدى وشفاء ، جعله الله سبحانه هدى وشفاء للناس ، شفاء لما في الصدور من أمراض الشرك والكفر والحسد والكبر والنفاق ، وشفاء للأبدان من أمراض كثيرة تستعصي على الأطباء ويشفيها القرآن ، يقول جل وعلا : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[6] ويقول جل وعلا : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا}[7]
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على أهل الإسلام العناية بهذا الكتاب العظيم وحفظه والمذاكرة فيه وتدبر معانيه ونقل ألفاظه ومعانيه للناس كما أنزل ؛ لأن فيه الهدى والنور ، فيه الدلالة على كل خير ، فيه الدعوة لكل ما ينفع العباد والبلاد وفيه الترهيب من كل سوء . ولهذا أوصى عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع بهذا الكتاب العظيم فيما رواه مسلم في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم عرفة وقال في خطبته : ((وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله)) وفي رواية الحاكم وغيره كتاب الله وسنتي فالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو السبيل الوحيد للنجاة ، وهو الصراط المستقيم ، فالواجب على أهل الإسلام بل على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله ، وأن يلتزموا بدين الله ، وأن يعتصموا بهذا الكتاب العظيم والسنة المطهرة ، وذلك فرض على جميع المكلفين من الجن والإنس ، من العرب والعجم ، من الذكور والإناث ، والأغنياء والفقراء والحكام والمحكومين ، فرض عليهم جميعا أن يدخلوا في دين الله ، وهو الإسلام ، كما قال الله سبحانه : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[8] {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ}[9] فرض عليهم أن يدخلوا في دين الله ، وأن يعتصموا بكتابه وهو القرآن ، وبسنة الرسول الصحيحة الثابتة عنه عليه الصلاة والسلام ، وليس لهم أن يحيدوا عن ذلك .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على اليهود والنصارى وعلى جميع المشركين وعلى جميع أصناف الكفرة - الواجب على الجميع أن يدخلوا في دين الله ، وأن يلتزموا به ، وهذا هو التراث الذي فيه سعادتهم إذا عقلوا . وعلى أهل الإسلام الذين من الله عليهم بالإسلام أن يحمدوا الله على ذلك ويشكروه وأن يستقيموا على دينهم ، وأن يحفظوا تراثهم العظيم ، ويتواصوا به كثيرا ويتدبروه ويتعقلوه ويعملوا به كما قال عز وجل : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[10] وقال سبحانه : {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[11] وقال عز وجل : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[12].
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فالواجب على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله ( الإسلام ) وأن يلتزموا به ، وأن يخضعوا لأوامر الله وينتهوا عن نواهيه ، ويلتزموا بهذا الكتاب العظيم فيدينوا به ، ويؤمنوا به ، ويعملوا به مع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها الوحي الثاني . وهذا التراث هو أعظم تراث ، ولا نجاة للعالم ولا سعادة للعالم إلا بحفظ هذا التراث والتفقه فيه ، والاستقامة عليه ، والدعوة إليه علما وعملا وعقيدة ، خلقا وسيرة .
http://img.photobucket.com/albums/v505/MCsam/4thTCFbar.gif
فكتاب الله فيه الهدى والنور وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بيان ما قد يخفى ، مع بيان أحكام جاءت بها السنة لم تذكر في كتاب الله ، وأحكام فصلتها السنة لم تفصل في كتاب الله ، قال تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[13] وقال جل وعلا : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[14] فالله أنزل الكتاب عليه تبيانا لكل شيء ، وأمره سبحانه أن يبين للناس وأن يشرح لهم ما قد يخفى عليهم ، وأن يوضح لهم ما قد يختلفون فيه ، حتى يرجعوا إلى الصواب ، وحتى يستقيموا على الهدى ، وقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام ، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، حتى قال لهم يوم عرفة بعد ما خطبهم وبين لهم ما يجب عليهم في حجهم ، وبين لهم أمورا أخرى تهمهم وتهم المسلمين جميعا فيما يتعلق بالربا ، وأمور الجاهلية وبتحريم الدماء والأموال والأعراض ، وما يتعلق بالنساء ، والوصية بهن خيرا وبيان حقوقهن على أزواجهن وحق أزواجهن عليهن- قال بعد ذلك وبعد ما أوصاهم بالقرآن : ((وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون)) قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فرفع أصبعه إلى السماء فقال ((اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد)) يستشهد ربه وهو فوق العرش وفوق جميع المخلوقات ، سبحانه وتعالى ، يستشهده عليهم ، وكل عالم يشهد ، وكل مسلم يشهد بأنه بلغ الرسالة ، وكل مسلم عرف دين الله يشهد لهذا النبي الكريم أنه أدى الرسالة وأدى الأمانة وبلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام . فعلينا جميعا معشر المسلمين ، ومعشر طلاب العلم ، ومعشر العلماء ، على الجميع إن يعظموا هذا التراث العظيم ، وأن يحببوه إلى الناس ويذكروهم بهذا التراث ويتمسكوا به ويعضوا عليه بالنواجذ ، ويعملوا به مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنها الوحي الثاني الموضح لكتاب الله والدال على أحكام أخرى أوحاها الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ، وهذا التراث العظيم ، كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هما أعظم التراث ، وهما أهم التراث ، والواجب العناية بهما ، والوصية بهما والتمسك بهما قولا وعملا وعقيدة ، في السر والجهر ، في الشدة والرخاء ، في الصحة والمرض ، في السفر والإقامة ، من الذكور والإناث ، من العرب والعجم ، من الجن والإنس ، من الحكام والمحكومين ، من الأغنياء والفقراء ، على هؤلاء جميعا أن يعملوا بهذا القرآن وسنة رسول الله المطهرة ، وأن يحفظوا هذا التراث حفظا يتضمن العمل والنصيحة ، والدعوة إلى هذا التراث والاستقامة على معناه ، والحرص على تبليغه لجميع العالم وبكل الطرق وبجميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة . يقول سبحانه وتعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[15] ويقول عز وجل : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[16] ويقول جلا وعلا : {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[17] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) ويقول صلى الله عليه وسلم ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا)) ويقول صلى الله عليه وسلم لما بعث عليا إلى خيبر وأمره أن يدعو أهلها وهم اليهود إلى الإسلام قال عليه الصلاة والسلام : ((فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)) متفق على صحته .
نتابع ...