تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الـ «وقود» تفتح ملف الاحتكار ومعاناة ارتفاع الأسعار



ahmed jasim
03-06-2007, 10:08 PM
إذا كانت شركة وقود تحظى بحق الامتياز الحصري من قبل الدولة في توزيع النفط ومشتقاته للاستهلاك المحلي، وكذلك في إنشاء محطات البترول والتعامل المباشر مع المستفيد الأخير من المنتج - وهي فكرة جيدة من حيث المبدأ في تعميم الفائدة على الجميع من خلال طرحها كشركة مساهمة عامة، بدلاً من إعطاء الحق في المتاجرة بهذا المنتج عالي الطلب لفئة دون الأخرى في المجتمع - فمن باب أوْلى أن يكون هناك في «وقود» من يوضح ويرد على تساؤلات الجميع عن النقص الكبير الحاصل في الديزل والبترول بشقيه الممتاز والعادي، مع التركيز أكثر على نقص الديزل.

وبالرغم من أن هذه التساؤلات أصبحت حديث الشارع الآن، إلا أن شركة وقود، وللأسف، تغط في سبات عميق، وكأن الامر لا يعنيها، بالرغم من وجود اتصال مباشر بينهم وبين الكثير من المسؤولين، والذين تعاني مؤسساتهم من النقص الكبير الحاصل في الديزل، والذين عبروا لمسؤولي «وقود» عن القلق الكبير الذي يعيشونه، وبالتالي فإننا نرى أن أهمية ما يحدث قد وصل إلى مكاتبهم، ولكن ــ للأسف ــ لم نجد من يخرج لنا بتوضيح يبين لنا فيه ما يحدث أو سببه على أقل تقدير، بالرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي حصلت بالدولة، والتي تعتبر بدرجة أهم بكثير من نقص الديزل الآن، إلا أننا لم ننتظر كل هذه المدة حتى يخرج لنا بيان رسمي يشرح لنا أسباب ما حدث، ويوجهنا التوجيه الصحيح لتغيير نمط استهلاكنا وتعاملنا في فترة الأزمة على أقل تقدير، حتى نشاركهم في تحمّل المسؤولية، بدلاً من الصمت المطبق والمخيف والذي قد يثير الكثير من التساؤلات، ويخلق التربة الخصبة لترويج الإشاعات، وبعدها نجد أنفسنا في وضع لا تحمد عقباه.

لا أريد أن أتطرق إلى ما نمى إلى مسامعنا من بعض الإشاعات التي تكوّنت بسبب نقص المعلومة من المصدر الصحيح، مما سبب الكثير من الضرر للمستهلك في دولة تعتمد وبشكل رئيسي في اقتصادها على إنتاج النفط ومشتقاته، والذي أصبح عملة نادرة الآن في سوقه المحلي، وهنا أوجه سؤالي مباشرة إلى مدير شركة وقود وهو:

ألم تكن هناك خطة للطوارئ للتعامل مع حدث كهذا؟

وبالرغم من أننا لا نعرف أسباب المشكلة إلى الآن، إلا أنني أتصور من ناحية إدارية وتنظيمية أن تكون هناك خطة طوارئ موضوعة ومعتمدة وجاهزة للتشغيل في حال تعرضنا لأي طارئ.

حتى وإن كان السبب مجهولا لدينا كمواطنين ومستهلكين لنقص هذا المنتج المهم والحيوي، ألم يكن من باب أوْلى على إدارة هذه الشركة أن تضع بدائل وحلولا لجميع الاحتمالات لتزويد ذلك المنتج حتى ان وصلت هذه الاحتمالات إلى وجود حالة حرب في المنطقة (لا قدر الله) وتتأثر الدولة تأثرا مباشرا بهذا الوضع؟

هل الحق الحصري الذي مُنح لـ «وقود» ومُنح لبعض الشركات يجعل الإدارة في هذه الشركات المحتكرة تنظر إلى المستهلك على أنه يجب أن يكون في آخر اهتماماتها، وعليه الخضوع لقوانينها ولوائحها وسياساتها التسويقية والإدارية، ولا يجب عليه أن يحصل إلا على ما تمنحه هذه الشركات من خدمات أو منتجات، بغض النظر عن الجودة التي يمكن أن تكون عليه المنتجات؟

الاحتكار آفة تنخر في الاقتصاد، وتهبط بمستوى الخدمات والمنتجات إلى أقل المستويات، ولكن في وضع الاقتصاد المحلي في الوقت الراهن قد يكون أمرا جيدا لمساعدة الشركات المحلية في تقوية مركزها المالي والحصول على حصة جيدة من السوق، تساعدها على النمو والوصول بأداء الشركة من النطاق المحلي إلى الإقليمي والعالمي، ليصبح الاقتصاد المحلي قويا ومتينا، ويتم تنويع مصادر الدخل لنا كدولة دون الاعتماد على منتجات النفط والغاز بمفردها، وبالتالي تعرض الدخل القومي لنا في الدولة لكثير من الهزات التي قد يتعرض لها سوق النقط والغاز ولنا في العقود السابقة عبرة كبيرة في هذا الشأن.

ولكن هل يعني الاحتكار المقبول نوعاً ما الآن أن يتم التعامل معنا بهذه الطريقة؟

ahmed jasim
03-06-2007, 10:09 PM
لدينا شركة لحوم حية قائمة وتمارس نشاطها، ومع ذلك تعرضنا لارتفاع كبير جداً وأزمة حادة في أسعار الخراف والماشية، ولا أدري إذا كان الأمن الغذائي للدولة من أولويات هذه الشركة أم أن هذه الشركة تمارس نشاطا آخر غير المتاجرة في اللحوم الحية وتوفيرها بصورة مستمرة وبأسعار مناسبة للسوق المحلي، كنشاط المتاجرة في العقار ــ مثلا ــ أو إنشاء محافظ استثمارية في سوق الأوراق المالية، لتحقيق عائد مالي سريع، يدعم موقف مجلس الإدارة أمام الجمعية العمومية؟

ahmed jasim
03-06-2007, 10:10 PM
لدينا أيضا شركة لإنتاج الأسمنت ونتعرض كثيراً لأزمات في نقص كمية الأسمنت الذي يحتاجه سوق العقار والإنشاءات بالدولة، وبالتالي نرى الأسمنت يصل إلى أسعار فلكية، كما يقوم ضعاف النفوس بتوريد أسمنت من دول بعيدة وبمواصفات غير متطابقة مع مواصفاتنا ويدخل إلى دول مجاورة ويتم تعبئته في أكياس مكتوب عليها أنه من دولة شقيقة لتسهيل عملية بيعه في السوق المحلي!

وعندما يتحرك رجال أعمال قطريون، ومعهم الكثير من المواطنين، لتأسيس شركة أسمنت ثانية تساعد على تخفيف العبء على الشركة الوحيدة الموجودة، نجد وزارة الطاقة والصناعة تستميت في الدفاع عن الشركة القائمة والإصرار على عدم منح أي ترخيص آخر حتى لا نضر بمصالح الشركة الحالية ومساهميها، وكأن مساهمي الشركة الجديدة ليسوا مواطنين وأن التنافس من أجل ارتفاع الجودة وتحقيق الوفرة أمر يضر الاقتصاد لا ينفعه.

ahmed jasim
03-06-2007, 10:10 PM
أيضا لدينا شركة لإدارة أسواق التجزئة لبيع المواد الاستهلاكية، ونجد المجمعات العالمية والتي تأتي من الخارج بمسميات أجنبية تعرض منتجاتها بأسعار أرخص وتحقق عوائد وأرباحا أعلى، ويعاني الاقتصاد المحلي من خلالها من تسريب العملة للخارج بسبب ملكية هذه المجمعات والشركات للأجانب، وأن عملية تأسيس هذه الشركة وتحويلها من جمعيات تعاونية إلى شركة مساهمة عامة كانت قد أنجزت بسرعة البرق، وأما تشغيلها وتسمية مساهميها وتعميم الفائدة عليهم من خلال مشترياتهم والعوائد التي قد يحصلون عليها فقد يتطلب الأمر أكثر من سنتين، بسبب الإدارة بطريقة حكومية لهذه الشركة.
ولدينا شركة دواجن ويتعرض البيض لأزمة، وارتفاع الأسعار. وكذلك لدينا شركة محتكرة لفحص السيارات وللأسف يعاني الأغلبية من الانتظار لساعات طويلة أو حتى أيام ليحصل على الاختبار لسيارته لتجديد الترخيص.

ahmed jasim
03-06-2007, 10:11 PM
وإنني أتساءل مع من يتساءل غيري، وهم كثيرون، عن كيفية إدارة الشركات القطرية المساهمة لنشاطها المرخص لها مزاولته والتي أنشئت من أجله.

ومن الملاحظ أنه منذ أن تم إنشاء شركات متخصصة في الدولة ونحن نعاني الكثير والكثير من الأزمات، والتي توضح لنا ودون أدنى شك، أن إدارة هذه الشركات بعيدة كل البعد عما يدور في اقتصادنا المحلي من متطلبات واحتياجات، وكأن الامر بالنسبة لهم هو تحقيق المتطلبات الوقتية والتي يستطيعون الاعتماد عليها في تحقيق أرباح سنوية تساعدهم في الظهور بمظهر المديرين الناجحين في إدارة مشاريعهم، دون رسم أي توقعات مستقبلية تساعد على توفير الاحتياجات للمستهلك، وتحقق الأمن المطلوب للمجتمع القطري، كل حسب مجاله، سواء الأمن الغذائي أو الأمن الصحي أو غيرهما.

وهنا يجدر بنا أن نطرح السؤال الآتي: ألا يطّلع رؤساء وأعضاء مجالس الادارات في هذه الشركات، وهم في نفس الوقت مسؤولون كبار في الدولة، على حجم الطلب المتوقع الذي سيصل في عام 2010 وعام 2015 وعام 2020 على المنتجات الاستهلاكية والخدمات المطلوبة، من خلال الخطة الموضوعة لحجم المشاريع التي تنفذ في الدولة، وعدد السكان الذي سيصل في تلك الاعوام؟

إنه امر مهم ومقلق في نفس الوقت أن نرى وبكل وضوح النقص في الخطط الاستراتيجية في دعم مشاريع التنمية الحاصلة في الدولة، ولكني لن أوجه هذه التساؤلات لكل هذه الشركات في الوقت الحاضر ولا أريد الجواب الشافي الآن عما يحدث فيها، وأكتفي الآن بتوجيه سؤالي، عما يحدث في محطات البترول.. فهل من مجيب من السادة مسؤولي شركة وقود الكرام؟!


أحمد السليطي

ahmed jasim
05-06-2007, 07:45 PM
بعث سعادة عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة ببرقية تهنئة الى الزميل احمد بن عبدالله السليطي بمناسبة تعيينه رئيسا لتحرير الوطن وأعـــــرب ســـعادة نائب رئيس مجلس الوزراء في برقيته عن امنياته للزميل السليطي بدوام التوفيق والنجاح ولوطننا الغالي بمزيد من التقدم والسمو والازدهار.