سيف قطر
04-06-2007, 01:52 PM
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1155275937.gif
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2/822 ط: عالم الفوائد [في عرض كلامه عن فضول المخالطة]
ومنهم من مخالطته حمى الروح ، وهو الثقيل البغيض العثل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ، ولا يعرف نفسه ؛ فيضعها في منزلتها ، بل إن تكلم ؛ فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين ، مع إعجابه بكلامه ، وفرحه به ، فهو يحدث من فيه كلما تحدث ، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ! ، وإن سكت ، فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ، ولا جرها على الأرض .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com18.gif
ويذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر .
ورأيت يوما عند شيخنا ـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب ، والشيخ يحتمله ، وقد ضعفت القوى عن حمله ، فالتفت إليّ ، وقال: مجالسة الثقيل حمى الرِّبـْع ، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى ، فصارت لها عادة ، أو كما قال .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com18.gif
وبالجملة ، فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ، ولازمة ، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب ، وليس له بد من معاشرته ، ومخالطته ، فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا .اهـ
وينظر ما قبله وبعده فهو نفيس.
اللهم يسر لي جليسا صالحـا
هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم
إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار .
أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ، وبهذه المسألة : " اللهم يسر لي جليسا صالحـا "
إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1155228235.gif
وروى الترمذي والنسائي عن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يَسِّر لي جليساً صالحا
.
قال : فجلست إلى أبي هريرة ، فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليسا صالحا ، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به .
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيُكمل بها ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله على ذلك
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1155408799.gif
http://img430.imageshack.us/img430/9615/l13rtu0.gif
إن لمجالسة الصالحين ثماراً طيبة، منها:
1ـ أن من يجالسهم تشمله بركة مَجالِسِهم، ويعمُّه الخيُر الحاصلُ لهم وإن لم يكن عمله بالغاً مبلغَهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم.
2ـ التأثر بهم، فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
ولقد أحسن من قال:
عن المرء لا تسلْ وسلْ عن قرينه *** فكل قرينٍ بالمقارِن يَقْتَدِى
إذا كنت فى قوم فصاحبْ خيارَهم *** ولا تصحبِ الأردى فتردَى معَ الرَّدِىِ
3ـ ومنها تبصرته بعيوبه لإصلاحها، فالمؤمن مرآة أخيه، إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه فى السر والعلانية.
4ـ مقارنته عملَه بأعمالهم فيعرف قدره ويصلح خطأه.
5ـ مجالسة أهل الخير يدلونك على أمثالهم فتنتفع بمعرفتهم.
6ـ ومن ثمارها انكفاف جليسهم عن المعصية.
7ـ تحفظ وقتك الذى هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال.
8ـ هذه المصاحبة سبب لدخولك فى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف 67].
9ـ رؤية الصالحين تذكّر بالله سبحانه، فإذا حصل لمن رآهم هذا الخير، فكيف بمن يجالسهم ؟
10 ـ ومن ثمار مجالسة الصالحين الانتفاع بدعائهم لك بظهر الغيب فى حياتك وبعد مماتك.
11 ـ الصالحون زيْن وأُنس فى الرخاء، وعُدّة فى البلاء.
12 ـ المجالسة سبب لمحبة الله تعالى (وجبت محبتى للمتحابين فىّ والمتجالسين فىّ) ومن ثمرات المجالسة للصالحين أنها تؤدى إلى محبتهم فى الله تعالى، وهذه المحبة لها من الثمرات والفضائل الكثير والكثير.
أرأيت أخى الكريم كم لمجالسة الصالحين من ثمار وفوائد، فاحرص عليها تفز وتربح..
قال ابن القيم في بدائع الفوائد 2/822 ط: عالم الفوائد [في عرض كلامه عن فضول المخالطة]
ومنهم من مخالطته حمى الروح ، وهو الثقيل البغيض العثل الذي لا يحسن أن يتكلم فيفيدك ، ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك ، ولا يعرف نفسه ؛ فيضعها في منزلتها ، بل إن تكلم ؛ فكلامه كالعصي تنزل على قلوب السامعين ، مع إعجابه بكلامه ، وفرحه به ، فهو يحدث من فيه كلما تحدث ، ويظن أنه مسك يطيب به المجلس ! ، وإن سكت ، فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها ، ولا جرها على الأرض .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com18.gif
ويذكر عن الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر .
ورأيت يوما عند شيخنا ـ قدس الله روحه ـ رجلا من هذا الضرب ، والشيخ يحتمله ، وقد ضعفت القوى عن حمله ، فالتفت إليّ ، وقال: مجالسة الثقيل حمى الرِّبـْع ، ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى ، فصارت لها عادة ، أو كما قال .
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com18.gif
وبالجملة ، فمخالطة كل مخالف حمى للروح فعرضية ، ولازمة ، ومن نكد الدنيا على العبد أن يبتلى بواحد من هذا الضرب ، وليس له بد من معاشرته ، ومخالطته ، فليعاشره بالمعروف حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا .اهـ
وينظر ما قبله وبعده فهو نفيس.
اللهم يسر لي جليسا صالحـا
هذه هي مسألة أولئك الأخيار ، وهذا كان من دعائهم
إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار .
أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ، وبهذه المسألة : " اللهم يسر لي جليسا صالحـا "
إن الجليس الصالح ربما كان أندر من الغُراب الأعصم
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1155228235.gif
وروى الترمذي والنسائي عن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يَسِّر لي جليساً صالحا
.
قال : فجلست إلى أبي هريرة ، فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليسا صالحا ، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به .
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيُكمل بها ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله على ذلك
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1155408799.gif
http://img430.imageshack.us/img430/9615/l13rtu0.gif
إن لمجالسة الصالحين ثماراً طيبة، منها:
1ـ أن من يجالسهم تشمله بركة مَجالِسِهم، ويعمُّه الخيُر الحاصلُ لهم وإن لم يكن عمله بالغاً مبلغَهم، فهم القوم لا يشقى بهم جليسُهم.
2ـ التأثر بهم، فالمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.
ولقد أحسن من قال:
عن المرء لا تسلْ وسلْ عن قرينه *** فكل قرينٍ بالمقارِن يَقْتَدِى
إذا كنت فى قوم فصاحبْ خيارَهم *** ولا تصحبِ الأردى فتردَى معَ الرَّدِىِ
3ـ ومنها تبصرته بعيوبه لإصلاحها، فالمؤمن مرآة أخيه، إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه فى السر والعلانية.
4ـ مقارنته عملَه بأعمالهم فيعرف قدره ويصلح خطأه.
5ـ مجالسة أهل الخير يدلونك على أمثالهم فتنتفع بمعرفتهم.
6ـ ومن ثمارها انكفاف جليسهم عن المعصية.
7ـ تحفظ وقتك الذى هو الحياة وهو الوعاء لكل الأعمال.
8ـ هذه المصاحبة سبب لدخولك فى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) [الزخرف 67].
9ـ رؤية الصالحين تذكّر بالله سبحانه، فإذا حصل لمن رآهم هذا الخير، فكيف بمن يجالسهم ؟
10 ـ ومن ثمار مجالسة الصالحين الانتفاع بدعائهم لك بظهر الغيب فى حياتك وبعد مماتك.
11 ـ الصالحون زيْن وأُنس فى الرخاء، وعُدّة فى البلاء.
12 ـ المجالسة سبب لمحبة الله تعالى (وجبت محبتى للمتحابين فىّ والمتجالسين فىّ) ومن ثمرات المجالسة للصالحين أنها تؤدى إلى محبتهم فى الله تعالى، وهذه المحبة لها من الثمرات والفضائل الكثير والكثير.
أرأيت أخى الكريم كم لمجالسة الصالحين من ثمار وفوائد، فاحرص عليها تفز وتربح..