المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هواجس «البيع العشوائي» تثير قلق المستثمرين من هبوط أسعار الأسهم



مغروور قطر
06-06-2007, 06:13 AM
هواجس «البيع العشوائي» تثير قلق المستثمرين من هبوط أسعار الأسهم

تحقيق ــ هيثم حسام الدين
يترقب المستثمرون تواصل عمليات البيع العشوائية وغير المبررة في السوق المالي خلال الأسبوع الحالي مما قد يؤدي إلى هبوط أسعار الأسهم وخصوصا القيادية منها والتي وصلت إلى مستويات مرتفعة قياسا بالأسابيع الماضية.

وتباينت آراء عدد من المحللين والمراقبين للسوق بين أن تستمر طلبات المستثمرين على شراء الأسهم، وبين أن تتغلب قوى العرض على قوى الطلب بشكل ملحوظ دافعة الأسهم المرتفعة إلى أسعارها التي كانت عليها قبل أسبوعين، وهو ما قد يخلق أجواء نفسية «متذبذبة» تخيم على صالات التداول في السوق المالي.

محمد حجازي «محلل مالي» يقول ان أداء السوق خلال الايام الثلاثة الماضية يثير القلق في الوقت الذي أكد فيه أن كافة العوامل والمؤشرات يجب ان تدفع بانتعاش السوق لا باتجاه انتكاسته موضحا ان السوق لا تعاني من نقص سيولة، اضافة الى ان النتائج الربعية للشركات المعلنة حتى الآن ايجابية ومشجعة، ودعا حجازي المستثمرين في السوق المالي بكافة شرائحهم وفئاتهم الى اعادة النظر باستراتيجيتهم الاستثمارية وعدم اعتماد مبدأ جني الارباح في هوامش ضيقة للغاية حتى يتمكن السوق من استعادة توازنه الفعلي، مشيرا إلى ضرورة خلق دعم سعري خصوصا للاسهم القيادية، وأكد أن الهبوط الحاد في الاسعار الذي واكب أشهرا عديدة خلق فرصا استثمارية مغرية يجب على مديري المحافظ والمستثمرين استغلالها.

من جهته هاجم أحمد دالي «مدير محفظة» الاشاعات التي تعصف بالسوق المالي متمنيا على المستثمرين أن يهتموا بالارقام والحقائق التي تعلن تباعا، مؤكدا أن الحذر الذي يسود السوق مبالغ فيه مع استمرار العوامل الإيجابية المحيطة بالسوق، وأن المطلوب من المستثمرين تحديد دقيق لهدفهم من الاستثمار في الأسهم، بين تحقيق أرباح آنية أو طويلة الأجل، وأن المطلوب أيضا اتخاذ أسلوب حماية أكبر لضمان عدم خروج رؤوس الأموال من السوق، وتقديم تسهيلات من البنوك تفاديا لعمليات المضاربة في السوق وتجنيب المستثمرين وخاصة الصغار الخسائر.

ونصح دالي المتعاملين بعدم الاندفاع وراء البيع العشوائي للأسهم لمجرد هبوطها ليوم أو ليومين متتاليين قائلا «هناك عوامل محفزة بانتظار السوق أبرزها قرب إعلان أرباح النصف الثاني للشركات ومواصلة الأداء القوي للاقتصاد الوطني»، مؤكدا على أن البيع العشوائي من جانب قليلي الخبرة يؤدي إلى ضغوط على السوق خاصة أن كبار المستثمرين يتركون السوق تهبط إلى مستويات متدنية ليحصلوا على كميات من الأسهم بأسعار منخفضة.

وجاءت آراء المستثمر منصور الهاجري متوافقة مع دالي بتحذيره المتعاملين في السوق المالي بعدم الانجراف وراء المضاربات العشوائية أو البيع العشوائي وذلك من منطلق أن الإشاعات التي يطلقها الكثير من شأنها أن تؤدي إلى هبوط الأسعار، موضحا أن اسلم طريقة للمستثمرين هي التوزيع الجيد للمحافظ بحيث تكون هناك 50 في المائة منها سيولة والباقي أسهم كإجراء احترازي لأي حدث متوقع خلال الأيام القادمة لاسيما أن المؤشرات تقول إن هناك صعودا قويا ومتواصلا، وذهب في حديثه إلى أن عملية جني الأرباح «المعقولة» والمتوازنة وبالتحديد في الشركات القيادية ستسهم في هدوء السوق وعدم هبوطه لأن كثرة الفجوات في هذه الشركات قد تسبب ضغوطا على المؤشر.

وبين الهاجري أن هناك عمليات بيع حقيقية وقوية تترقبها تعاملات اليومين الأخيرين من هذا الأسبوع مقارنة بتداولات الأسبوع الماضي، مستدركا «هذا ليس بمؤشر سلبي على وجود قوى شراء كبيرة»، مؤكدا أنه يجب متابعة الأسعار بحذر شديد وفق منطق استثماري، وأوضح أن تعاملات هذه الأيام لابد أن تصاحبها عمليات ضغط تمارس من قبل المحافظ الكبيرة حتى لا تتراكم الأرباح بشكل كبير ومن ثم تجدد الانهيارات الحادة.

وشدد الهاجري على تحذيره من مغبة عمليات البيع العشوائية حتى في ظل ارتفاع الأرباح المحققة في المحافظ، خصوصا هذه الأيام ومع الانتعاش الذي تعيشه الأسعار.

أما المستثمر حسن سلمان فرأى أن أسعار الأسهم أصبحت عرضة لتذبذبات متوسطة ومرتفعة قد يعقبها انخفاض سريع بنفس القدر وربما أكثر، «لذلك أجد أن الحل لمواجهة ذلك يتمثل في الشراء والبيع خلال نفس الجلسة وعدم الانتظار ولو ليوم واحد والاكتفاء بتحقيق هامش ربح بسيط والخروج من السوق خوفا من حدوث هبوط أكبر للسوق»، لذلك ظهر في السوق خلال هذه الفترة ما يعرف بمتداولي الدراهم وهؤلاء هم المتداولون يوميا الذين يدخلون السوق مشترين مع بداية جلسة التداول ويبيعون في منتصفها أو مع نهايتها في حال حدوث ارتفاع طفيف مكتفين بهامش ربح بسيط لا يتعدى دراهم معدودة في السهم الواحد، موضحا أن الذين يتبعون هذه السياسة يضطرون للتعامل بهذا المنطق يوميا خوفا من حدوث هبوط عنيف للسوق حيث يكتفي بتحقيق ربح يتراوح بين 1000 و2000 ريال يوميا بعد سداد عمولة الوسيط.

وفي حين يرى سلمان أن هذه السياسية تتسبب في إطالة فترة التراجع في السوق باعتبار أن البيع السريع فور حدوث تحسن نسبي في الأسعار يعيد السوق مجددا إلى حالة الهبوط ولا يمكنها من المقاومة والارتداد سريعا إلى أعلى، وأن تذبذبات الأسعار أوشكت على الانتهاء، وفي انتظار قوة دفع من سيولة جديدة تدخل السوق سواء من قبل المستثمرين الذين «سيلوا» أموالا في الأشهر الماضية، يرى المستثمر محمد السادة أن تذبذبات الأسعار ستكون سمة الأسواق لفترة طويلة خلال الأشهر المقبلة بل أن حدوث عمليات تصحيح كبيرة غير مستبعد لأسباب أهمها أن معدلات السيولة الفائضة التي تخزنت في فترة تراجع السوق شجعت المزيد من المستثمرين على الشراء، الأمر الذي سيزيد من حجم السيولة في السوق المالي نتيجة لمثل عمليات الشراء هذه وما قد يصاحبها من ارتفاع في الأسعار.

وقال: في الوقت الذي وصلت فيه الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال الأشهر الماضية وباتت مغرية بالشراء، إضافة إلى وجود المحافظ المترقبة للدخول بقوة في الأوقات الحاسمة مطمئنين من عدم حدوث تراجع أشد في الأسعار، فإن هذه المعطيات تعطي إشارة واضحة على أن السيولة متوافرة في السوق المالي لدى كبار المستثمرين ويبدو أنهم سيقومون باستثمارها في حال وجدوا السعر المناسب الذي يرضون به، خاصة أن جلسات الأيام الماضية شهدت طلبات قوية على غالبية الأسهم وخصوصا القيادية منها، وأضاف: يبقى السؤال: متى تتوقف عمليات البيع العشوائي ويتمكن المؤشر من وقف مسلسل الهبوط المتواصل، وهل يأتي ارتفاع الأسعار خلال جلسات هذا الأسبوع مؤشرا على قرب ارتفاع آخر تدريجي خصوصا وأن أسعار غالبية الأسهم وبالتحديد القيادية وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام، أو أن قناعة لدى المستثمرين تشير إلى أن مستويات الأسعار قد قاربت من الوصول إلى أعلى المستويات الممكنة حالياً.

وألمح السادة إلى أن ثمة حاجة إلى تولد هذه القناعة لدى المشتثمرين حتى تتوقف عمليات البيع على هذه الأسعار المرتفعة، مما سيدفع بأسعار الطلبات في الارتفاع، متوقعا أن تكون تذبذبات الأسعار سمة ملازمة في السوق المالي حتى نهاية العام الحالي، وهو ما يستدعي الحذر من جانب صغار المستثمرين الذين يرون في بيوعهم السريعة السياسة الأفضل للاستثمار في السوق المالي.

سيف قطر
06-06-2007, 07:02 AM
http://www.eda2at.net/vb/uploaded/7281_1156005125.gif