المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أميركا تتباطأ نموا وبقية العالم.. فيه البركة



العبيـدلي
07-06-2007, 08:08 PM
قالت مؤسسة ميريل لينش المتخصصة في ادارة الثروات واسواق الرساميل والاستشارات في تقرير حديث لها، ان الاقتصادات العالمية بدأت تفك ارتباطها بالاقتصاد الاميركي، مشيرة الى ان فك الارتباط ظاهرة طويلة الامد وليست قفزة عابرة. واضافت في سبتمبر، اطلقنا لاول مرة الرأي بان اقتصاد الولايات المتحدة قد ابتدأ في التباطؤ، لكن الاقتصاد العالمي سيتغلب على تلك العاصفة افضل من المتوقع. اما الآن، وقد مضى ما يقرب من السنة، فلا نزال نشعر بالارتياح الى ذلك الرأي. ويمكننا القول ان رأينا صعودا في النمو العالمي لم يكن صعوديا بما فيه الكفاية. واذا تطلعنا الى ما تبقى من عام 2007 يظل تفكيرنا من دون تغيير، فهذا العام يشكل مرحلة انتقالية تسلم فيها الولايات المتحدة قيادة النمو الى باقي العالم. وهنا يمكن ان نطلق دعوات جديدة وقوية.

وتابعت نشعر بارتياح كبير ان باقي العالم لن يتباطأ بقدر له اهميته في النصف الثاني من 2007، ونظل فوق الاجماع على رأينا بنمو البلدان خارج الولايات المتحدة ودون الاجماع في رأينا بالنمو في الولايات المتحدة. نتوقع ان ينمو مجمل الانتاج المحلي العالمي خارج الولايات المتحدة بمعدل 5.7% في 2007، و5.5% في 2008 متفوقا بارتياح على 1.8% و2.8% معدل النمو المتوقع في الولايات المتحدة في الفترات ذاتها. وبالفعل يستبعد خبراؤنا الاقتصاديون ان ينشأ تباطؤ دوري خارج الولايات المتحدة قبل النصف الثاني من عام 2008 او في 2009.

فك الارتباط

وقالت: ان فك الارتباط العالمي هو في الواقع اكثر من امر محض دوري. ونعتقد ايضا ان النمو الراهن خارج الولايات المتحدة هو اعلى مما يقدره الاجماع في الوقت الحاضر. فالولايات المتحدة تنقل القيادة الى باقي العالم في سباق طويل الامد لا في قفزة قصيرة، في رأينا، وهذه في واقع الامر نظرتنا الشاملة والاقوى التي سنستمر فيها لعدد من السنين، ونعتقد ان السوق لم يبين بعد هذا الرأي في منظومة الاسعار.

وذكرت ان ارتفاع مخاطر التضخم ربما اصعب من كل المواضيع التي نعالجها، والتي لم نقتنع بها سوى القليل، ومع ذلك، في مواجهتنا لسنة اخرى من النمو العالمي المتناسق، نرى ان اخطار التضخم هي اعلى مما جرى بناؤه في نظام الاسعار حتى الآن خارج الولايات المتحدة. وهذا من شأنه ان يشكل الخطر الرئيسي الشامل الذي سوف يطال الاسواق.

وقالت المؤسسة: ان فك الارتباط العالمي لزمن طويل يوحي بان سياسة الانفصال ستستمر، خصوصا في آسيا والبلدان المنتجة للنفط، فاسعار الصرف بين العملات، لا معدلات الفائدة، ستكون اداة السياسة الاستثمارية الفضلى لاعادة التوازن بين الاقتصادات، لذلك ننصح بشراء عملات البلدان الآسيوية والدول المنتجة للنفط ضد الدولار. اما البديل عن ذلك فيبدو جذابا شراء أسهم الشركات التي تستفيد من قوة الطلب الداخلي وخاصة مع القدرة الإنتاجية، خارج الولايات المتحدة. كذلك يستحسن الاستثمار في شركات مختارة من منتجي السلع.

ان الاستمرار الطويل في الزمن لفك الارتباط يعبر عنه بالطريقة الفضلى في أدوات الدخل الثابت. فالاتجاه المرتفع للنمو يضع ضغطا صعوديا على المردود في الطرق الأبعد من منحنيات مردود السندات. ويدعم هذا الرأي الضغوط الصعودي على العلاوات التي تغطي الأخطار التي تنشأ من حل الاختلالات العالمية بقدر ما هي ناشئة عن مدى مفاجآت ارتفاع التضخم، أما البديل، فهو تفضيل الأسهم على السندات. ففي الأسهم، يستلزم طول عمر فك الارتباط ضغطا صعوديا على مكرر السعر إلى الربح. ويوحي أيضا بأن الأسهم ستظل صنف الأصول المفضل ضد السندات، خارج الولايات المتحدة.

ان مخاطر تضخم أعلى يمكن أن تظهر للعيان من خلال توسع الفرق بين معدلات الفائدة الناشئة عن استحقاقات الدين المتباعدة، وعلى الخصوص خارج الولايات المتحدة التي تجعل استراتيجيات الحماية جذابة. ويحتم ان تزداد التقلبات عند تصفية عمليات 'الفرشخة' Carry Trade (اقتراض عملة ذات فائدة منخفضة واقراض عملة ذات فائدة عالية). أما البديل، فنحبذ توظيف الأموال في القطاعات المرشحة أن تستفيد من قدرتها التسعيرية المتجددة.
* * *

نبذة

ميريل لينش هي في طليعة شركات إدارة الثروة وأسواق الرساميل والاستشارات في العالم، حيث لديها مكاتب في 37 بلدا ومنطقة ويبلغ ما يملكه زبائنها من أصول نحو 1.6 تريليون دولار. ولما كانت مصرفا للاستثمار تعد متاجرة طليعية ومكتتبة عالمية في الأوراق المالية والمشتقات في طائفة عريضة من الأصول وتعمل مستشارة استراتيجية للشركات والحكومات والمؤسسات والأفراد في جميع أنحاء العالم، تملك ميريل لينش ما يقارب نصف بلاك روك التي تعتبر واحدة من كبرى شركات إدارة الاستثمار المتداولة أسهمها في البورصة في العالم وتدير نحو 1054 تريليون دولار من الأصول.