OTOsan
11-06-2007, 01:54 PM
( هل هو المولود الاول الذي ترزق به ؟! )
اخرجني هذا السؤال من صمتي وتفكيري عندما وجهه لي الشخص الوحيد الذي كنت معه في غرفة الانتظار تلك اللحظة في مستشفى النساء والولادة .. وغرفة الانتظار من معناها .. ان تنتظر اخبارا جديدة توافيك بها مراسلة الجميع هناك وهي الموظفة المسؤولة في ذلك القسم ..
كانت اجابتي بالايجاب .. ومع ابتسامة خفيفة اردف قائلا ( لم تسعني الفرحة ذلك اليوم عندما رزقت باول مولود ) ..
اجبت في قلبي .. انا لست كذلك حتى الآن !!
لم استطع تحليل المشاعر التي احتوتني في تلك اللحظات .. فمن خوف على زوجتي .. الى دعاء بحسن الخلق .. والخلقه .. الى ملل .. والى رغبة في الخروج .. يكبحها خوفي من ان يحصل شئ وانا بالخارج لاسمح الله ،،
لم اكن اجد متنفسا سوى ان اخرج لدقائق .. خارج المستشفى باكمله .. اراقب الناس .. واخذ انفاسا من سيجارتي .. التي كنت قد انقطعت عنها لفترة ولكنني عدت .. والتي سيحرمني منها ابني ( او ابنتي ) بعد ذلك !!
مرت الساعات داخل الغرفة .. ثقيلة .. بطيئة .. تتخللها دقائق من المرح مع ( حنان ) .. الطفلة الشقية التي كانت من ضمن من اتوا وذهبوا .. وهي تنتظر مع اباها .. مثلي ،
تمنيت ان يكون لي ابنا بذلك النشاط .. والمرح .. ولا تستغربوا ان قلت ( ابنا ) .. فهو ليس اعتراضا على شئ .. ولكنها رغبة يشاركني بها الكثير .. ان يكون المولود الاول ( ذكرا ) .. وان كانت انثى فهي لاتغير من الوضع بشئ ،،
بعد عشر ساعات تقريبا من الانتظار جاء الخبر المفرح ..
مبروك .. زوجتك ربت .. وجابت ولد ،،
الحمدلله .. المهم انها بخير .. والمولود كذلك .. وابلغتني بان انتظر في احد الطوابق العليا .. بانتظار ان ينقلوها مع الصغير الى الغرفة ..
انتظرت بباب الغرفة الى ان تأتي .. وعندما تأخروا .. اردت ان انزل للاسفل كي اسأل عنها .. و هممت بالنزول .. فصادفت زوجتي على سرير تقوده الممرضات حولها .. وورائهم سرير .. ادركت انه لولدي الصغير ..
مشيت بجانب السرير وانا انظر الى زوجتي .. واتحمد الله على سلامتها .. فقالت لي الممرضة .. ( الا تريد النظر الى ابنك ) .. فاجبتها .. ( حاليا .. امه اهم ! ) ..
وعندما استقرت في الغرفة .. واطمئنيت عليها .. سنحت لي الفرصة الكاملة ان ارى ( ابني ) !!
يالهذه السنين .. كيف تمر بسرعة البرق ! .. وانا الذي كنت من قبل .. لا اسأل عن شئ .. ولا اهتم لشئ .. اصبحت ( أباً ) .. واصبحت لي ( أسرة ) .. كأبي واسرته التي انا فرد منها .. وكتلك الاسر التي كنت اراها في المسلسلات والافلام !!
تأملت وجه ولدي .. فاذا هو ملاك صغير .. نائم .. لم يتعرف بعد الى أي شئ في هذه الدنيا .. مع شعوري بانه حزين لفراقه بطن امه وخروجه الى هذه الدنيا التي لايدري ما الذي تخبئه له الايام فيها ..
تأملته .. واخذت اتفكر فيه واقول : هذا ولدي .. وانا اليوم اصبحت ( اب ) !!
من الوهلة الاولى لم ادرك انه يشبهني في شئ سوى عينيه ، ولكن الممرضة التي لاحظت تأملي فيه قالت ( ليس الان .. ملامحه ستتضح اكثر عندما يكبر قليلا ) ..
وانا اطالعه .. تخيلته مستقبلا .. وتسائلت .. ترى كيف سيكون حاله ! هل سيجعلني فخورا به .. هل سيطيعني .. هل سيبر بي .؟ كما انا مع ابي ..
ام انه سيكون على النقيض .. وساظل اتابعه من مكان لمكان .. واظل اشتكي منه واشكوه .. بانه غير مؤدب او انه يسرف في المال .. او انه يظل خارج البيت !!!
واستعذت بالله لحظتها من هذه الافكار السابقة لاوانها .. وفكرت ان المستقبل بيد الله لا احد يعلم ماذا سيحدث .. وكل ما علي ان اؤدي واجباتي تجاهه ..
ثم حملته بصعوبة .. بمساعدة الممرضة .. وانا الذي لم احمل رضيعا في يدي من قبل ! اذنت في اذنه اليمنى .. واقمت في اذنه اليسرى .. وتمنيت من الله .. ان يكون فردا صالحا .. لنفسه .. ولوالديه .. ولامته .. وسألت الله ان يعينني الله على تربيته .. وان ابذل قصارى جهدي فيها ،،
لا اخفيكم الامر .. انني في ذلك اليوم .. عندما كنت اراه .. لم اكن اشعر بأي شئ .. من مشاعر الابوة .. ربما لانني لا اعرفها لانني لم اعايشها سابقا .. وهو شعور شاطرني فيه كثير من اصدقائي الذين رزقوا بأطفال ،، فهو شعور لم استطع وصفه في حينه لانه بلا ملامح !!
الآن .. وبعد مرور اسبوع .. بدأت ادرك مشاعر الابوة .. والخوف على الابن .. وحبه .. والشوق له .. فأنا اصبحت لا اطيق الانتظار حتى اعود للمنزل .. وانظر اليه .. والاعبه .. وان كان لايفقه أي شئ بعد .. سوى ان يرضع .. وان يبكي .. وان يستكشف ماحوله !!
عبدالله .. ابني الصغير .. فلتعلم انني احبك .. ولتعلم انني من الآن قررت ان ابذل قصارى جهدي في جعلك تفتخر بي بعد ان تكبر .. وان ابذل قصارى جهدي كذلك في تربيتك فيما يرضي الله ..
الحمدلله على نعمة البنون .. واسال الله ان ينعم بها على من حرم منها .. اللهم آمين !!
اخوكم .. بوعبدالله ،،
اخرجني هذا السؤال من صمتي وتفكيري عندما وجهه لي الشخص الوحيد الذي كنت معه في غرفة الانتظار تلك اللحظة في مستشفى النساء والولادة .. وغرفة الانتظار من معناها .. ان تنتظر اخبارا جديدة توافيك بها مراسلة الجميع هناك وهي الموظفة المسؤولة في ذلك القسم ..
كانت اجابتي بالايجاب .. ومع ابتسامة خفيفة اردف قائلا ( لم تسعني الفرحة ذلك اليوم عندما رزقت باول مولود ) ..
اجبت في قلبي .. انا لست كذلك حتى الآن !!
لم استطع تحليل المشاعر التي احتوتني في تلك اللحظات .. فمن خوف على زوجتي .. الى دعاء بحسن الخلق .. والخلقه .. الى ملل .. والى رغبة في الخروج .. يكبحها خوفي من ان يحصل شئ وانا بالخارج لاسمح الله ،،
لم اكن اجد متنفسا سوى ان اخرج لدقائق .. خارج المستشفى باكمله .. اراقب الناس .. واخذ انفاسا من سيجارتي .. التي كنت قد انقطعت عنها لفترة ولكنني عدت .. والتي سيحرمني منها ابني ( او ابنتي ) بعد ذلك !!
مرت الساعات داخل الغرفة .. ثقيلة .. بطيئة .. تتخللها دقائق من المرح مع ( حنان ) .. الطفلة الشقية التي كانت من ضمن من اتوا وذهبوا .. وهي تنتظر مع اباها .. مثلي ،
تمنيت ان يكون لي ابنا بذلك النشاط .. والمرح .. ولا تستغربوا ان قلت ( ابنا ) .. فهو ليس اعتراضا على شئ .. ولكنها رغبة يشاركني بها الكثير .. ان يكون المولود الاول ( ذكرا ) .. وان كانت انثى فهي لاتغير من الوضع بشئ ،،
بعد عشر ساعات تقريبا من الانتظار جاء الخبر المفرح ..
مبروك .. زوجتك ربت .. وجابت ولد ،،
الحمدلله .. المهم انها بخير .. والمولود كذلك .. وابلغتني بان انتظر في احد الطوابق العليا .. بانتظار ان ينقلوها مع الصغير الى الغرفة ..
انتظرت بباب الغرفة الى ان تأتي .. وعندما تأخروا .. اردت ان انزل للاسفل كي اسأل عنها .. و هممت بالنزول .. فصادفت زوجتي على سرير تقوده الممرضات حولها .. وورائهم سرير .. ادركت انه لولدي الصغير ..
مشيت بجانب السرير وانا انظر الى زوجتي .. واتحمد الله على سلامتها .. فقالت لي الممرضة .. ( الا تريد النظر الى ابنك ) .. فاجبتها .. ( حاليا .. امه اهم ! ) ..
وعندما استقرت في الغرفة .. واطمئنيت عليها .. سنحت لي الفرصة الكاملة ان ارى ( ابني ) !!
يالهذه السنين .. كيف تمر بسرعة البرق ! .. وانا الذي كنت من قبل .. لا اسأل عن شئ .. ولا اهتم لشئ .. اصبحت ( أباً ) .. واصبحت لي ( أسرة ) .. كأبي واسرته التي انا فرد منها .. وكتلك الاسر التي كنت اراها في المسلسلات والافلام !!
تأملت وجه ولدي .. فاذا هو ملاك صغير .. نائم .. لم يتعرف بعد الى أي شئ في هذه الدنيا .. مع شعوري بانه حزين لفراقه بطن امه وخروجه الى هذه الدنيا التي لايدري ما الذي تخبئه له الايام فيها ..
تأملته .. واخذت اتفكر فيه واقول : هذا ولدي .. وانا اليوم اصبحت ( اب ) !!
من الوهلة الاولى لم ادرك انه يشبهني في شئ سوى عينيه ، ولكن الممرضة التي لاحظت تأملي فيه قالت ( ليس الان .. ملامحه ستتضح اكثر عندما يكبر قليلا ) ..
وانا اطالعه .. تخيلته مستقبلا .. وتسائلت .. ترى كيف سيكون حاله ! هل سيجعلني فخورا به .. هل سيطيعني .. هل سيبر بي .؟ كما انا مع ابي ..
ام انه سيكون على النقيض .. وساظل اتابعه من مكان لمكان .. واظل اشتكي منه واشكوه .. بانه غير مؤدب او انه يسرف في المال .. او انه يظل خارج البيت !!!
واستعذت بالله لحظتها من هذه الافكار السابقة لاوانها .. وفكرت ان المستقبل بيد الله لا احد يعلم ماذا سيحدث .. وكل ما علي ان اؤدي واجباتي تجاهه ..
ثم حملته بصعوبة .. بمساعدة الممرضة .. وانا الذي لم احمل رضيعا في يدي من قبل ! اذنت في اذنه اليمنى .. واقمت في اذنه اليسرى .. وتمنيت من الله .. ان يكون فردا صالحا .. لنفسه .. ولوالديه .. ولامته .. وسألت الله ان يعينني الله على تربيته .. وان ابذل قصارى جهدي فيها ،،
لا اخفيكم الامر .. انني في ذلك اليوم .. عندما كنت اراه .. لم اكن اشعر بأي شئ .. من مشاعر الابوة .. ربما لانني لا اعرفها لانني لم اعايشها سابقا .. وهو شعور شاطرني فيه كثير من اصدقائي الذين رزقوا بأطفال ،، فهو شعور لم استطع وصفه في حينه لانه بلا ملامح !!
الآن .. وبعد مرور اسبوع .. بدأت ادرك مشاعر الابوة .. والخوف على الابن .. وحبه .. والشوق له .. فأنا اصبحت لا اطيق الانتظار حتى اعود للمنزل .. وانظر اليه .. والاعبه .. وان كان لايفقه أي شئ بعد .. سوى ان يرضع .. وان يبكي .. وان يستكشف ماحوله !!
عبدالله .. ابني الصغير .. فلتعلم انني احبك .. ولتعلم انني من الآن قررت ان ابذل قصارى جهدي في جعلك تفتخر بي بعد ان تكبر .. وان ابذل قصارى جهدي كذلك في تربيتك فيما يرضي الله ..
الحمدلله على نعمة البنون .. واسال الله ان ينعم بها على من حرم منها .. اللهم آمين !!
اخوكم .. بوعبدالله ،،