البندري
28-08-2005, 11:31 AM
مجنون ليلى
كان سبب عشق المجنون لليلى ،انه اقبل ذات يوم على ناقة له كريمه ، وعليه حّلتان من حلل الملوك، فمر بامرأة من قومه يقال لها كريمه، وعندها نسوة يتحدثن،فيهن ليلى، فأعجبهن جماله وكماله ،فدعونه إلى النزول والحديث فنزل وجعل يحدثهن ،وأمر عبدا له كان معه، فعقر لهن ناقته، وظل يحدثهن بقية يومه.
فبينما هو كذلك، إذ طلع عليهم فتى علية بردة من برد الأعراب يقال له:"منُاِزل" يسوق معزة له ،فلما رأينه اقبلن عليه، وتركن المجنون ، فغضب وخرج من عندهن وانشأ يقول :
أأعقر من جرا كريمة ناقتي
ووصلي مفروش لوصل منازل
إذا جاء قعقعن الحلي ولم أكن
إذا جئت أرضى صوت تلك الخلاخل
متى ما انتضلنا السهام نضلته
وإن نرم رشقا عندها فهو ناضلي
فلما أصبح لبس حلته ، وركب ناقة له أخرى ومضى متعرضا لهن، فألفى ليلى قاعدة بفناء بيتها ،وقد علق حبه بقلبها وهوته ، وعندها جويريات يتحدثن معها ، فوقف بهن وسلم ، فدعونه للنزول وقلن له :هل لك في محادثة من لايشغله عنك منازل ولا غيره؟ فقال :إي لعمري ! فنزل وفعل مثل مافعله بالامس ، فأرادت أن تعلم ، هل لها عنده مثل ما له عندها ،فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة وتحدث غيره ، وقد كان علق بقلبها مثل حبها إياه ، وشغفته واستملحها.
فبينما هي تحدثه اذ اقبل فتى من الحي ،فدعته وسارّته سرارا طويلا ثم قالت له :انصرف ،ونظرت إلى وجه المجنون فوجدته قد تغير وامتقع لونه ،وشق عليه فعلها فانشأت تقول:
كلانا مظهر للناس بغضا ********* وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما اردنا :rolleyes: ********* وفي القلبين ثــَـــم هوى دفين :shy:
فلما سمع البيتين شهق شهقة وأغمي عليه، فمكث على ذلك ساعة ،ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى بلغ منه كل مبلغ.وسلامتكم :p
كان سبب عشق المجنون لليلى ،انه اقبل ذات يوم على ناقة له كريمه ، وعليه حّلتان من حلل الملوك، فمر بامرأة من قومه يقال لها كريمه، وعندها نسوة يتحدثن،فيهن ليلى، فأعجبهن جماله وكماله ،فدعونه إلى النزول والحديث فنزل وجعل يحدثهن ،وأمر عبدا له كان معه، فعقر لهن ناقته، وظل يحدثهن بقية يومه.
فبينما هو كذلك، إذ طلع عليهم فتى علية بردة من برد الأعراب يقال له:"منُاِزل" يسوق معزة له ،فلما رأينه اقبلن عليه، وتركن المجنون ، فغضب وخرج من عندهن وانشأ يقول :
أأعقر من جرا كريمة ناقتي
ووصلي مفروش لوصل منازل
إذا جاء قعقعن الحلي ولم أكن
إذا جئت أرضى صوت تلك الخلاخل
متى ما انتضلنا السهام نضلته
وإن نرم رشقا عندها فهو ناضلي
فلما أصبح لبس حلته ، وركب ناقة له أخرى ومضى متعرضا لهن، فألفى ليلى قاعدة بفناء بيتها ،وقد علق حبه بقلبها وهوته ، وعندها جويريات يتحدثن معها ، فوقف بهن وسلم ، فدعونه للنزول وقلن له :هل لك في محادثة من لايشغله عنك منازل ولا غيره؟ فقال :إي لعمري ! فنزل وفعل مثل مافعله بالامس ، فأرادت أن تعلم ، هل لها عنده مثل ما له عندها ،فجعلت تعرض عن حديثه ساعة بعد ساعة وتحدث غيره ، وقد كان علق بقلبها مثل حبها إياه ، وشغفته واستملحها.
فبينما هي تحدثه اذ اقبل فتى من الحي ،فدعته وسارّته سرارا طويلا ثم قالت له :انصرف ،ونظرت إلى وجه المجنون فوجدته قد تغير وامتقع لونه ،وشق عليه فعلها فانشأت تقول:
كلانا مظهر للناس بغضا ********* وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما اردنا :rolleyes: ********* وفي القلبين ثــَـــم هوى دفين :shy:
فلما سمع البيتين شهق شهقة وأغمي عليه، فمكث على ذلك ساعة ،ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى بلغ منه كل مبلغ.وسلامتكم :p