صغيرون قطر
23-06-2007, 12:46 AM
1.5 مليار ريال إنفاق القطريين على إجازاتهم الصيفية
مع حلول موسم الصيف والسفر، بدأ العديد من القطريين في التفكير بإجازاتهم السنوية والميزانيات التي تتطلبها وحجم الانفاق المتوقع.
وفي الواقع، ثمن الهروب من قيظ الصيف في الدوحة مرتفع جدا بل وباهظ، فقضاء إجازة لا تقل عن شهر في أوروبا وعدة دول عربية خلال هذا الصيف سيستنزف من المواطنين القطريين أكثر من 1.5 مليار ريال مقابل 800 مليون ريال قبل عامين، وذلك بحسب تقديرات غير رسمية لمصرفيين ورجال أعمال قطريين.
يقول رجل الأعمال القطري عبد الرحمن المفتاح إن الأسرة القطرية المتوسطة الدخل تنفق على إجازة الصيف ما بين 50 الى 80 الف ريال، بينما قد تنفق الأسرة فوق المتوسطة الدخل 200 الف ريال، في حين يصل حجم إنفاق الأسرة الميسورة خلال إجازة الصيف الى نحو 700 الف ريال.
وتعتبر قطر من أعلى الدول الخليجية والعربية بالنسبة لمستوى دخل الفرد، حيث يبلغ نحو 53 الف دولار سنويا.
يضيف المفتاح قائلا إن هناك من الأسر القطرية من ينفق أكثر من مليون ريال، لكن مع ذلك، يتجه نحو 70% من القطريين الى الاقتراض لتوفير التزامات ومتطلبات إجازاتهم السنوية.
معدلات الانفاق
لكن هذه الاجازات السنوية التي تعد متعة ومتنفسا ينتظره معظم المواطنين في قطر، تعتبر بحد ذاتها مصدر ضغط على معدلات إنفاق بعض تلك الأسر فيما بعد، نظرا لأن نسبة كبيرة من المواطنين الذين يقضون إجازاتهم في الخارج، تلجأ للبنوك وجهات تمويل أخرى لاقتراض ما يسد نفقات سفرها وقضاء إجازاتها التي تتراوح ما بين 20 يوما الى شهرين حسب وجهة السفر ، وحسب اعتبارات الوضع المعيشي والمالي للأسرة.
ويعتقد عدد من المصرفيين ورجال الأعمال أن معدلات إنفاق الأسر القطرية على الاجازات السنوية طبيعية وتتماشى مع معدل دخل الفرد في قطر.
لكنهم يعلقون على ظاهرة الاقتراض بقولهم انهم لا يستطيعون أن يمنعوا أي إنسان من الحصول على أي قرض إذا كان دخله يسمح بالسداد ، أما إذا لم يكن فلا يتم تشجيعهم على الحصول على القروض مهما كانت الحاجة للأموال.
وتتخوف بعض البنوك القطرية من الاجازات التي تتطلب نفقات وتكاليف مرتفعة، وتستلزم بالتالي من العميل فترة طويلة للسداد.
ويقول خبير مالي إن ما يعزز ارتفاع قدرة المستهلك القطري على الشراء هو ظهور فوائض مالية كبيرة لدى البنوك المحلية ، لافتا الى أن السياسات المصرفية التي تتبعها البنوك المحلية تتحمل مسؤولية كبيرة في زيادة القوة الشرائية للمواطن .
وجهات السفر
وقال إن عمليات إقراض الأفراد يجب أن تحكمها ضوابط بشكل أكبر لزيادة القوة الشرائية ، حيث ان موظف الدولة يعتبر ركيزة أساسية في عجلة الاقتصاد الوطني ، ما يحتم ضرورة توفير الامكانات المناسبة له لتوظيف جزء من دخله الشهري في الشراء لخلق مبادلات تجارية تساهم في تحفيز الاقتصاد .
ويعتقد الخبير المالي أنه يتعين على البنوك المحلية في حالة إقراض الفرد أن تخصم من دخله الشهري ما نسبته 40% ، بحيث يتبقى له 60% ، وليس العكس كما هو حاصل حاليا ، حيث انه عندما تكون نسبة الخصم أقل من 50% ، فإن ذلك سيساهم في دعم القوة الشرائية للمستهلك من دون التأثير على حركة نشاط السوق المحلي .
وتتعدد وجهات المسافرين القطريين الى الخارج، وتبرز في الأفق ثلاث وجهات أساسية في هذا الخصوص تتمثل في دول أوروبا ودول شرق آسيا والدول العربية، وإن كان التركيز هذا العام سيكون على الدول العربية بحسب رجال أعمال قطريين.
وفي الوقت الذي يفضل فيه ذوو الدخول المرتفعة السفر الى أوروبا ودول شرق آسيا، فإن متوسطي الدخل يفضلون السفر الى الدول العربية، أما محدودو الدخل والذين أثقلتهم الديون وخسائر الأسهم، فإنهم يفضلون عدم السفر نهائيا للخارج في خلال شهور الصيف كمحاولة للملمة الخسائر والترشيد في الانفاق لمحاولة تعويض ما تكبدوه من خسائر.
لا لأميركا
ويعتقد رجال أعمال وأصحاب مكاتب سياحة وسفر أن بوصلة سفر القطريين هذا العام لن تتجه الى مكان وحيد بعينه، لكن الواضح أن وجهة السفر الى أميركا لم تعد تظهر في الأفق كثيرا، حيث يبدو أن تشديد إجراءات الدخول إليها وتشديد عمليات التفتيش في المطارات خاصة للزائرين العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، قد جعلت الكثيرين ينفرون من السفر والذهاب إليها تجنبا للمعاملة السيئة لزوارها في المطارات وعدم مراعاة العادات والتقاليد العربية والاسلامية المحافظة.
ولا يتوقع رجل أعمال قطري طلب إغفال اسمه أن تكون أعداد المسافرين القطريين والخليجيين بشكل عام الى الولايات المتحدة كبيرة في هذا الصيف، وقال إنه سيكون هناك انخفاض أيضا بالنسبة للمسافرين الى أوروبا.
وقال إن رجال الأعمال والأسر القطرية والخليجية باتت تفضل بسبب تداعيات أحداث 11 سبتمبر السفر الى الدول العربية على الأجنبية كوجهة لقضاء إجازاتها السنوية، موضحا أن دبي والأردن وسوريا ومصر ستكون مقصد القطريين ونسبة كبيرة من الخليجيين في هذا الصيف، في حين أن معظم المسافرين لقضاء إجازاتهم في الخارج سيستثنون لبنان هذه المرة من جدول الأماكن التي سيقضون فيها إجازاتهم، وذلك بسبب التوترات الحاصلة هناك.
لبنان
وأوضح رجل الأعمال أن المشاكل السياسية التي يشهدها لبنان والمستمرة منذ موسم السياحة السابق، ستحرم هذا البلد مرة أخرى من أموال طائلة كان سينفقها المواطنون الخليجيون خلال إجازاتهم السنوية.
وأضاف: بسبب الأزمات التي يشهدها لبنان، فإن معظم القطريين والخليجيين سيحجمون عن زيارته في موسم الاجازات والسفر الحالي.
ويقول محمد السليطي وهو مواطن قطري يعمل في القطاع الخاص إنه كان يفضل السفر الى لبنان هذا الصيف، لكن التوترات السياسية تلاحق هذا البلد، ويبدو أنها لا تريد أن تنفك عنه.
وقال مدير إحدى مكاتب السياحة والسفر إن الأسر القطرية والخليجية ستحقق هدفين من خلال السفر الى الدول العربية، أولهما يتمثل في تخفيض حجم التكاليف والانفاق، وثانيهما أن هذه الأسر ستكون في أمان وإستقرار تام دون أن تتعرض لأي إجراءات تفتيشية محتملة ومساءلات هي في غنى عنها خلال مرورهم في المطارات الأميركية والأوروبية.
ولا يقتصر السفر للخارج علي المواطنين القطريين فقط، بل يشمل جانبا مهما أيضا من المقيمين الذين يفضلون قضاء اجازاتهم السنوية خلال شهور الصيف، خصوصا العاملين في مجال التعليم وبعض العاملين في مجال الاعلام، وتشير الاحصاءات الى أن قرابة 60% من العمالة الموجودة في قطر تفضل قضاء إجازاتها السنوية خلال الصيف.
تداعيات الاجازات
ويدعو علي الشيب المواطنين القطريين الى قضاء إجازاتهم السنوية في الدول العربية بدلا من الأجنبية، موضحا أن هناك العديد من الدول العربية التي تمتاز بطقسها المعتدل أو البارد، ففي الأردن وسوريا مثلا هناك أماكن سياحية أكثر من رائعة مثل جرش وعجلون والبتراء ووادي رم واللاذقية وبلودان، لكن الأسعار في سوريا أقل بكثير منها في الأردن.
ويقول مواطن قطري آخر يدعى خالد البنعلي إنه يفضل السفر هذا العام الى دبي أو سوريا، وقال إنني سافرت العام الفائت الى ماليزيا، أما الدول الأوروبية فإنني لا أفضل الذهاب إليها نظرا لغلاء الأسعار الشديد فيها، فعلى سبيل المثال، يصل سعر صحن الحمص الى أكثر من 11 دولارا وهذا سعر مرتفع جدا بالنسبة لطبق شعبي، ويمكن القياس عليه بالنسبة لأسعار باقي السلع.
وخلال هذه الفترة يعاني السوق القطري من حالة ركود لا تنتهي إلا بعد عودة النشاط مرة أخرى مع حلول شهر سبتمبر من كل عام، وتشمل حالة الركود نشاط الفنادق أيضا حيث تعاني من قلة عدد النزلاء، فيكاد يتوقف موسم عقد المهرجانات والمؤتمرات الدولية التي تمثل مصدر النشاط الأساسي للفنادق القطرية.
ويشير الفريدوني الى أن لجوء نسبة كبيرة من المسافرين القطريين الى الاقتراض لتغطية نفقات الاجازة يؤثر سلبا على السوق المحلي، خصوصا أن الأسرة القطرية تحتاج في المتوسط الى راتب ثلاثة أشهر لتغطية تكاليف السفر.
موسم نشط للبنوك والصرافين
تواجه معظم البنوك وشركات الصرافة القطرية حاليا نشاطا غير مسبوق في عمليات تحويل الأموال واستبدال العملات، ويحظى الدولار بنصيب الأسد في إجمالي حجم الطلب، يليه اليورو وباقي العملات الرئيسية الأخرى. قال مصرفي في أحد البنوك القطرية إن هذه البنوك تساهم بدور كبير في خدمة موسم السفر والاجازات الذي ينتظره المواطنون والمقيمون على حد سواء ، لافتا الى أن نسبة كبيرة جدا من البطاقات الائتمانية التي يفضل استخدامها كثير من المسافرين في إجازاتهم تصدر عن بنوك.
واضاف إن السوق القطري يشهد حاليا زيادة ملحوظة في استبدال الريال بعملات أجنبية ، موضحا أن حجم الطلب على الدولار ارتفع بشكل مضاعف حاليا مقارنة مع ما كان عليه قبل موسم الاجازات والسفر.
هجرة جماعية
تشهد حاليا شركات الطيران العاملة في الدوحة على اختلافها، إقبالا غير عادي استعدادا لموسم السفر والاجازات السنوية، ويصل الازدحام على خطوط الطيران الى ذروته خلال شهري يوليو وأغسطس، وهما الشهران المفضلان للسفر وقضاء الاجازات الصيفية.
وقال رجل أعمال طلب عدم الاشارة الى اسمه إن الجو القاسي في منطقة الخليج لا يساعد كثيرا في دعم الجهود التي تقوم بها العديد من الجهات المختصة في دول المنطقة لتشجيع مواطنيها على عدم السفر الى الخارج خلال فصل الصيف.
وأضاف 'قد تنجح هذه الجهود في الحد من أعداد المسافرين كل عام، لكنها لن تؤدي بأي حال من الأحوال الى تقليصها بمعدلات كبيرة'.
المصدر - القبس الكويتية 22-06-2007م الجمعة:deal:
مع حلول موسم الصيف والسفر، بدأ العديد من القطريين في التفكير بإجازاتهم السنوية والميزانيات التي تتطلبها وحجم الانفاق المتوقع.
وفي الواقع، ثمن الهروب من قيظ الصيف في الدوحة مرتفع جدا بل وباهظ، فقضاء إجازة لا تقل عن شهر في أوروبا وعدة دول عربية خلال هذا الصيف سيستنزف من المواطنين القطريين أكثر من 1.5 مليار ريال مقابل 800 مليون ريال قبل عامين، وذلك بحسب تقديرات غير رسمية لمصرفيين ورجال أعمال قطريين.
يقول رجل الأعمال القطري عبد الرحمن المفتاح إن الأسرة القطرية المتوسطة الدخل تنفق على إجازة الصيف ما بين 50 الى 80 الف ريال، بينما قد تنفق الأسرة فوق المتوسطة الدخل 200 الف ريال، في حين يصل حجم إنفاق الأسرة الميسورة خلال إجازة الصيف الى نحو 700 الف ريال.
وتعتبر قطر من أعلى الدول الخليجية والعربية بالنسبة لمستوى دخل الفرد، حيث يبلغ نحو 53 الف دولار سنويا.
يضيف المفتاح قائلا إن هناك من الأسر القطرية من ينفق أكثر من مليون ريال، لكن مع ذلك، يتجه نحو 70% من القطريين الى الاقتراض لتوفير التزامات ومتطلبات إجازاتهم السنوية.
معدلات الانفاق
لكن هذه الاجازات السنوية التي تعد متعة ومتنفسا ينتظره معظم المواطنين في قطر، تعتبر بحد ذاتها مصدر ضغط على معدلات إنفاق بعض تلك الأسر فيما بعد، نظرا لأن نسبة كبيرة من المواطنين الذين يقضون إجازاتهم في الخارج، تلجأ للبنوك وجهات تمويل أخرى لاقتراض ما يسد نفقات سفرها وقضاء إجازاتها التي تتراوح ما بين 20 يوما الى شهرين حسب وجهة السفر ، وحسب اعتبارات الوضع المعيشي والمالي للأسرة.
ويعتقد عدد من المصرفيين ورجال الأعمال أن معدلات إنفاق الأسر القطرية على الاجازات السنوية طبيعية وتتماشى مع معدل دخل الفرد في قطر.
لكنهم يعلقون على ظاهرة الاقتراض بقولهم انهم لا يستطيعون أن يمنعوا أي إنسان من الحصول على أي قرض إذا كان دخله يسمح بالسداد ، أما إذا لم يكن فلا يتم تشجيعهم على الحصول على القروض مهما كانت الحاجة للأموال.
وتتخوف بعض البنوك القطرية من الاجازات التي تتطلب نفقات وتكاليف مرتفعة، وتستلزم بالتالي من العميل فترة طويلة للسداد.
ويقول خبير مالي إن ما يعزز ارتفاع قدرة المستهلك القطري على الشراء هو ظهور فوائض مالية كبيرة لدى البنوك المحلية ، لافتا الى أن السياسات المصرفية التي تتبعها البنوك المحلية تتحمل مسؤولية كبيرة في زيادة القوة الشرائية للمواطن .
وجهات السفر
وقال إن عمليات إقراض الأفراد يجب أن تحكمها ضوابط بشكل أكبر لزيادة القوة الشرائية ، حيث ان موظف الدولة يعتبر ركيزة أساسية في عجلة الاقتصاد الوطني ، ما يحتم ضرورة توفير الامكانات المناسبة له لتوظيف جزء من دخله الشهري في الشراء لخلق مبادلات تجارية تساهم في تحفيز الاقتصاد .
ويعتقد الخبير المالي أنه يتعين على البنوك المحلية في حالة إقراض الفرد أن تخصم من دخله الشهري ما نسبته 40% ، بحيث يتبقى له 60% ، وليس العكس كما هو حاصل حاليا ، حيث انه عندما تكون نسبة الخصم أقل من 50% ، فإن ذلك سيساهم في دعم القوة الشرائية للمستهلك من دون التأثير على حركة نشاط السوق المحلي .
وتتعدد وجهات المسافرين القطريين الى الخارج، وتبرز في الأفق ثلاث وجهات أساسية في هذا الخصوص تتمثل في دول أوروبا ودول شرق آسيا والدول العربية، وإن كان التركيز هذا العام سيكون على الدول العربية بحسب رجال أعمال قطريين.
وفي الوقت الذي يفضل فيه ذوو الدخول المرتفعة السفر الى أوروبا ودول شرق آسيا، فإن متوسطي الدخل يفضلون السفر الى الدول العربية، أما محدودو الدخل والذين أثقلتهم الديون وخسائر الأسهم، فإنهم يفضلون عدم السفر نهائيا للخارج في خلال شهور الصيف كمحاولة للملمة الخسائر والترشيد في الانفاق لمحاولة تعويض ما تكبدوه من خسائر.
لا لأميركا
ويعتقد رجال أعمال وأصحاب مكاتب سياحة وسفر أن بوصلة سفر القطريين هذا العام لن تتجه الى مكان وحيد بعينه، لكن الواضح أن وجهة السفر الى أميركا لم تعد تظهر في الأفق كثيرا، حيث يبدو أن تشديد إجراءات الدخول إليها وتشديد عمليات التفتيش في المطارات خاصة للزائرين العرب والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر، قد جعلت الكثيرين ينفرون من السفر والذهاب إليها تجنبا للمعاملة السيئة لزوارها في المطارات وعدم مراعاة العادات والتقاليد العربية والاسلامية المحافظة.
ولا يتوقع رجل أعمال قطري طلب إغفال اسمه أن تكون أعداد المسافرين القطريين والخليجيين بشكل عام الى الولايات المتحدة كبيرة في هذا الصيف، وقال إنه سيكون هناك انخفاض أيضا بالنسبة للمسافرين الى أوروبا.
وقال إن رجال الأعمال والأسر القطرية والخليجية باتت تفضل بسبب تداعيات أحداث 11 سبتمبر السفر الى الدول العربية على الأجنبية كوجهة لقضاء إجازاتها السنوية، موضحا أن دبي والأردن وسوريا ومصر ستكون مقصد القطريين ونسبة كبيرة من الخليجيين في هذا الصيف، في حين أن معظم المسافرين لقضاء إجازاتهم في الخارج سيستثنون لبنان هذه المرة من جدول الأماكن التي سيقضون فيها إجازاتهم، وذلك بسبب التوترات الحاصلة هناك.
لبنان
وأوضح رجل الأعمال أن المشاكل السياسية التي يشهدها لبنان والمستمرة منذ موسم السياحة السابق، ستحرم هذا البلد مرة أخرى من أموال طائلة كان سينفقها المواطنون الخليجيون خلال إجازاتهم السنوية.
وأضاف: بسبب الأزمات التي يشهدها لبنان، فإن معظم القطريين والخليجيين سيحجمون عن زيارته في موسم الاجازات والسفر الحالي.
ويقول محمد السليطي وهو مواطن قطري يعمل في القطاع الخاص إنه كان يفضل السفر الى لبنان هذا الصيف، لكن التوترات السياسية تلاحق هذا البلد، ويبدو أنها لا تريد أن تنفك عنه.
وقال مدير إحدى مكاتب السياحة والسفر إن الأسر القطرية والخليجية ستحقق هدفين من خلال السفر الى الدول العربية، أولهما يتمثل في تخفيض حجم التكاليف والانفاق، وثانيهما أن هذه الأسر ستكون في أمان وإستقرار تام دون أن تتعرض لأي إجراءات تفتيشية محتملة ومساءلات هي في غنى عنها خلال مرورهم في المطارات الأميركية والأوروبية.
ولا يقتصر السفر للخارج علي المواطنين القطريين فقط، بل يشمل جانبا مهما أيضا من المقيمين الذين يفضلون قضاء اجازاتهم السنوية خلال شهور الصيف، خصوصا العاملين في مجال التعليم وبعض العاملين في مجال الاعلام، وتشير الاحصاءات الى أن قرابة 60% من العمالة الموجودة في قطر تفضل قضاء إجازاتها السنوية خلال الصيف.
تداعيات الاجازات
ويدعو علي الشيب المواطنين القطريين الى قضاء إجازاتهم السنوية في الدول العربية بدلا من الأجنبية، موضحا أن هناك العديد من الدول العربية التي تمتاز بطقسها المعتدل أو البارد، ففي الأردن وسوريا مثلا هناك أماكن سياحية أكثر من رائعة مثل جرش وعجلون والبتراء ووادي رم واللاذقية وبلودان، لكن الأسعار في سوريا أقل بكثير منها في الأردن.
ويقول مواطن قطري آخر يدعى خالد البنعلي إنه يفضل السفر هذا العام الى دبي أو سوريا، وقال إنني سافرت العام الفائت الى ماليزيا، أما الدول الأوروبية فإنني لا أفضل الذهاب إليها نظرا لغلاء الأسعار الشديد فيها، فعلى سبيل المثال، يصل سعر صحن الحمص الى أكثر من 11 دولارا وهذا سعر مرتفع جدا بالنسبة لطبق شعبي، ويمكن القياس عليه بالنسبة لأسعار باقي السلع.
وخلال هذه الفترة يعاني السوق القطري من حالة ركود لا تنتهي إلا بعد عودة النشاط مرة أخرى مع حلول شهر سبتمبر من كل عام، وتشمل حالة الركود نشاط الفنادق أيضا حيث تعاني من قلة عدد النزلاء، فيكاد يتوقف موسم عقد المهرجانات والمؤتمرات الدولية التي تمثل مصدر النشاط الأساسي للفنادق القطرية.
ويشير الفريدوني الى أن لجوء نسبة كبيرة من المسافرين القطريين الى الاقتراض لتغطية نفقات الاجازة يؤثر سلبا على السوق المحلي، خصوصا أن الأسرة القطرية تحتاج في المتوسط الى راتب ثلاثة أشهر لتغطية تكاليف السفر.
موسم نشط للبنوك والصرافين
تواجه معظم البنوك وشركات الصرافة القطرية حاليا نشاطا غير مسبوق في عمليات تحويل الأموال واستبدال العملات، ويحظى الدولار بنصيب الأسد في إجمالي حجم الطلب، يليه اليورو وباقي العملات الرئيسية الأخرى. قال مصرفي في أحد البنوك القطرية إن هذه البنوك تساهم بدور كبير في خدمة موسم السفر والاجازات الذي ينتظره المواطنون والمقيمون على حد سواء ، لافتا الى أن نسبة كبيرة جدا من البطاقات الائتمانية التي يفضل استخدامها كثير من المسافرين في إجازاتهم تصدر عن بنوك.
واضاف إن السوق القطري يشهد حاليا زيادة ملحوظة في استبدال الريال بعملات أجنبية ، موضحا أن حجم الطلب على الدولار ارتفع بشكل مضاعف حاليا مقارنة مع ما كان عليه قبل موسم الاجازات والسفر.
هجرة جماعية
تشهد حاليا شركات الطيران العاملة في الدوحة على اختلافها، إقبالا غير عادي استعدادا لموسم السفر والاجازات السنوية، ويصل الازدحام على خطوط الطيران الى ذروته خلال شهري يوليو وأغسطس، وهما الشهران المفضلان للسفر وقضاء الاجازات الصيفية.
وقال رجل أعمال طلب عدم الاشارة الى اسمه إن الجو القاسي في منطقة الخليج لا يساعد كثيرا في دعم الجهود التي تقوم بها العديد من الجهات المختصة في دول المنطقة لتشجيع مواطنيها على عدم السفر الى الخارج خلال فصل الصيف.
وأضاف 'قد تنجح هذه الجهود في الحد من أعداد المسافرين كل عام، لكنها لن تؤدي بأي حال من الأحوال الى تقليصها بمعدلات كبيرة'.
المصدر - القبس الكويتية 22-06-2007م الجمعة:deal: