تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تيسيــر الكريم المنــان في إثبات أن الله ليس في كل مكان



السعدي999
28-06-2007, 11:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليما مزيدا

ربي اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، وحلل عقدة من لساني ، يفقهوا قولي .

الاخوة الكرام من المعلوم لديكم ،اني بداءت اكتب في عقيدة اهل السنة والجماعة ، ولكن كما يقال مكره أخوك لا بطل.

وانامطر الان لافراد هذا الموضوع الهام لما وجدت هنا من أناس ينتسبون إلى أهل السنة يعتقدون بهذه العقيدة الخبيثة ، عقيدة وحدة الوجود أو على أقل تقدير عقيدة الصوفية المنحرف عن الصراط المستقيم .

لقد سمعنا من اناس كثيرين يعتقدون ويقولون بان الله في كل مكان والعياذ بالله فجادلني واحد وقال انتم لا تفهمون العقيدية فسالته بما سال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية

أين الله ؟؟؟ .
فكانت المفاجئة الكبيرة لي أنه قال الله في كل مكان .
لم اتوقع منه هذا الجواب .
فأخذت اقول له أن الله على العرش .
وهو مصر على أن الله في كل مكان .
أخذت أتي له بأقوال منكرة وكبيرة لكي يعي ما يقول وإن الامر خطر .
قلت له وكنا نشرب الشاي ، قلت له هل الله في هذا الكاس ؟؟
قال نعم .!!!!استعظمت ذلك في قلبي .
فقلت له هل الله في الحمامات ، وهوسؤال عظيم وكبير ولكن قلت في نفسي لعله يرتدع ويعرف ما يقول .
ولكن كانت الطامة الكبرى أنه قال نعم!!! وليته سكت كان أفضل لي وله .
وعذروني أخواني على نقل مثل هذا ولكن كما يقال أخر العلاج الكي .
فقلت له كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية عندما كان يناظر الجهمية .
قلت له لو قلت أنا بقولك هذا لكفرت ،ولكن انت عندي لست كافر لانك لا تعلم ما تقول .

انصرفت وأنا مذهول مما سمعت وأحس بقلبي قد طار من صدري .

فقررت اكتب هذه الليلة حول ما ييسر الله ويفتح علي بهذا الشأن .

ولهذا :

أعلموا أخواني الكرام أنه في الوجود لا يوجد غير موجودين.
الخـــــــــــــــــالـــــــــــق والمخــــــــــــــلــــــــوق .

وكلنا نعلم انه الخالق هو الله ،والمخلوق كل شيءما سوى الله.

اذن في هناك علاقة بين هذاين الموجودين :
ولهذا الله لما خلق المخلوقات له ثلاثة حالات لا يخلو من أحدهم :

الحالة الاولى :
أما أن يكون الله خلق هذه المخلوقات في نفسه المقدسة .
وهذا كفرا بأتفاق العقلاء حتى من غير المسلمين ، لان يؤدي إلى القول إنه يحل في ذات الله المقدسة القاذورات ويكون الله محل للنجاسات ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

الحالة الثانية :
وإما أن يكون خلق الله الخلائق ثم دخل هو فيهم .
وهذا قول منكرا وكفرا ، لانه يفضي الى القول بوحدة الوجود (( أي كل شيء ترأه فهو الله )) ويكون معنى القول إن الله حل هو أي دخل في أماكن القاذورات والنجاسات تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

الحالة الثالثة :
إن يكون الله خلق الخلائق مبايين عنه منفصلين عنه ، وهو عال عليهم وفوقهم ، وقاهرا عليهم .
وهذا هو قول اهل السنة .

واعلموا ان العلو نوعان علو الذات ،وعلو الصفات (( وعلو الصفات نوعان علو القدر ، وعلو القهر )).

وأعلموا اخواني الكرام إن علو الله على خلقه قد دل عليها الدلالات الثالث ، الفطرة والعقل والسمع (( ولا يفوتني أن انبه على معنى السمع"" السمع يقصد به الادلة من الكتاب والسنة أي التي لا طريق لمعرفتها الا عن طرق الله ورسوله )) .

دليل الفطرة :
يقول العلامة ابن ابي العز في شرحه للطحاوية .
أما ثبوته بالفطرة ، فان الخلق جميعا بطباعهم وقلوبهم السليمة يرفعون أيدييم عند الدعاء ، ويقصدون جهة العلو بقلوبهم عند التضرع لله تعالى .
وقد ذكر محمد بن طاهر المقدسي ، أن الشيخ ابا جعفر الهمذاني حضر مجلس الاستاذ ابي المعالي الجويني : المعروف بإمام الحرمين ، وهو يتكلم عن نفي صفة العلو ، يقول كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان عليه !! فقال له الشيخ ابوجعفر : أخبرنا يا استاذ عن هذه الصورة التي نجدها في قلوبنا ؟؟ فإنه ما قال عارف قط : يا الله ، إلا وجد في قلبه ضرورة تطلب العلو ، لا يلتفت يمنة ولا يسرة ، فكيف ندفع هذه الضرورة من قلوبنا ؟؟ قال : فلطم أبو جعفر رأسه ونزل !! وأظنه قال : فبكى !! وقال : حيرني الهمذاني جيرني الهمذاني .

دليل العقل :
يدل العقل على ان الله إما إن يكون في أعلى عليين ، وإما إن يكون في أسفل سافلين .
فالثاني ممتنع لان صفة السفل صفة نقص من كل الوجوه لا مدح فيها ، ألم ترى ان إذا أردت تشتم واحد تقول له يا سافل .
ولو اردت تمدح أخر تقول له أنت عالي أو مكانك عالي ,
فتعين عند العقلاء ان يكون الرب في أعل عليين ، ويدخل في ذلك ما سبق في الحالات الثلاث عندما خلق الله الخلائق هل خلقهم داخله وهذا ممتنع ، أم خلقهم ودخل فيهم وهذا ممتنع ، واما خلقهم مبايين عنه منفصلين وهذا هو الحق المبين .

الدليل السمعي :
وهذا لا قدرة لي على سرد كل الادلة التي تثيت العلو لله فقد وصلت إلى الف دليل ، ولكن أذكر بعضها للاستشهاد ،وإلا فان العلو لا ينكره الا من نزع الله من قلبه المهابة من الله والقول عليه ووصفه بما لا يليق به سبحانه وتعالى .

1/ قول الله تعالى (( يخافون ربهم من فوقهم )).
2/ قول الله تعالى (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) . يصعد أي انه في جهة العلو لان الصعود يكون من الاسفل الى الاعلى .
3/ قول الله قول الله تعالى (( وهو العلي العظيم )) (( وهو العلي الكبير )) (( إنه علي كبير)) .
4/ قول الله تعالى (( الرحمن على العرش إستوى)).

إلى أخر الادلة الكثيرة التي يفيد العلو المطلق لله جل وعلا .

ومن أدلة السنة :
الحديث المشهور عند عامة الناس والذي أخرجه الامام مسلم في صحيحه والذي يسمى حديث الجارية:
عندما سالها رسول الله (( اين الله قالت في السماء ، قال ومن أنا قالت رسول الله ، قال رسول الله اعتقها فانها مؤمنة)).أنظر كيف حكم عليها رسول الله بانها مؤمنة لانها عرفت أن لها رب في السماء.
فبارك الله فيها ، فهذه الجارية الراعية خير من كثير ممن ينتسبون الى العلم فضلا عن كثير من عامة المسلمين .

وأيضا أحاديث الرؤية وهي كثيرة ولولا الخوف من الاطلة لسردتها كلها ، ومن اراد الزيادة او التعقيب على الموضوع فالباب مفتوح والقلب قبله مفتوح للنقاش .

ولا يفوتني أن أرد شبهة يطرحها بعض ضعفاء العلم والنفوس :
وهي قوله تعالى (( وهو الذي في السماء إله وفي الارض إله)) هذه الشبه اطرحها للنقاش او للرد من قبل الاخوة الاعضاء .
في السماء معلوم فكيف هو في الارض إله ونحن نقول انه على العرش ؟؟؟؟؟
وايضا حديث الجارية المنقول سابقا ، هي قالت انه في السماء ولم تقل انه على العرش ، او على السماء؟؟؟
فان ما كان من صواب فمن الله وما كان من خطا فمن نفس والشيطان .
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

(احمد)
29-06-2007, 02:56 AM
جزاك الله خيرا وكثر من امثالك

ان شاء الله ما يطلع واحد اشعري عندنا في المنتدى (اكيد راح يجن)

واما الايه عندي واضح التفسير والله اعلم

معناها ((هو الذي في السماء معبود وفي الارض معبود ))

وحديث الجارية المذكور ((طبعا اهل البدع ))يعتبرونه مضطرب

لاكن قولهم باطل على كل حال

لان الايات داله على لفظه ومعناه ((أأمنتم من في السماء))

وحرف (في) لا يلزم منه الظرفية

ولفظ على العرش معلوم عند العرب بالمعاني الاربعة التي ذكرها ابن القيم في النونية

وجل الدليل الذي عند اهل البدع

بيت الاخطل النصراني المعروف

ولايوجد فيه دليل على زعمهم لانهم يقولون ان الاستوى بمعنا الاستولاء

وهذا خطاء قبيح لما فيه من اخراج احد مخلوقات الله عز وجل

عن ملكه واستيلائه عليه من جديد

السعدي999
29-06-2007, 11:02 PM
جزاك الله خيرا وكثر من امثالك

ان شاء الله ما يطلع واحد اشعري عندنا في المنتدى (اكيد راح يجن)

واما الايه عندي واضح التفسير والله اعلم

معناها ((هو الذي في السماء معبود وفي الارض معبود ))

وحديث الجارية المذكور ((طبعا اهل البدع ))يعتبرونه مضطرب

لاكن قولهم باطل على كل حال

لان الايات داله على لفظه ومعناه ((أأمنتم من في السماء))

وحرف (في) لا يلزم منه الظرفية

ولفظ على العرش معلوم عند العرب بالمعاني الاربعة التي ذكرها ابن القيم في النونية

وجل الدليل الذي عند اهل البدع

بيت الاخطل النصراني المعروف

ولايوجد فيه دليل على زعمهم لانهم يقولون ان الاستوى بمعنا الاستولاء

وهذا خطاء قبيح لما فيه من اخراج احد مخلوقات الله عز وجل

عن ملكه واستيلائه عليه من جديد
صدقت
لا ينكر هذا الا جاهل مكابر ...وذو عقل قاصر ...

فهل هناك دليل اقوى من من أدلة الآيات والأحاديث و أقوال السلف...

لننظر الى قوله تعالى : " يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ " .

وقوله: "بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ :.

وقوله -تعالى-: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ".

وقوله: "أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" .

وقوله: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "

ومنها التصريح برفع بعض المخلوقات إليه ...

قوله تعالى: ] " بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ" ..... "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا " ..... " بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " ..... " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "

إذن من أنواع أدلة علوه -تعالى- على خلقه هو التصريح برفع بعض المخلوقات إليه، كما في هاتين الآيتين، ومن التصريح بصعود بعض المخلوقات إليه :

قال تعالى : "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ" وعروج بعض المخلوقات إليه "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" فهذه كلها أنواع من أدلة علوه، ومنها التصريح بفوقيته -تعالى- على عباده " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ " .

ومن ذلك التصريح بالفوقية مقرونة بمن "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " ومنها -أيضا- التصريح بأنه في السماء، وهذا في القرآن في موضعين، كما هنا قال -تعالى-: "أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ" .
ومن النصوص الدالة على علوه التصريح بوصف العلو "وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ " اسم من أسمائه "العلي" فله العلو بكل معانيه، وله الفوقية بكل معانيها: ذاتا وقدرا وقهرا، ولكن العلو الذي أنكره المعطلة، هو علو الذات،وعلو القدر، وإن أثبتوه لفظا، فما أثبتوه في الحقيقة؛ لأن من نفى صفات الرب -تعالى- نفى أسماءه وصفاته، فما أثبت لله علو القدر "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ "

فالعلو الذي فيه نزاع بين أهل السنة وطوائف المبتدعة، هو علو الذات، فأهل السنة يؤمنون بما دلت عليه هذه النصوص من أنه في العلو، فوق جميع المخلوقات، فهو عال بذاته فوق جميع المخلوقات، فهو العلي الأعلى، هو العلي، وهو الأعلى "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ".

وأما أهل البدع فيقولون - أعوذ بالله من الضلال والزيغ زيغ القلوب- فيقولون: إنه ليس في السماء، ليس في العلو، بل هو في كل مكان، حال في المخلوقات، وهؤلاء هم الحلولية الذين رد عليهم الإمام أحمد، وقال: إن قولكم هذا يستلزم أن يكون الله في الأماكن المستقذرة والمستهجنة من الحشوش وبطون الحيوانات، وكفى بهذا تنقصا لرب العالمين، فالله أعلى وأجل من أن تحيط به مخلوقاته، وأن يحويه شيء من مخلوقاته، بل هو العلي العظيم، العلي فوق كل شيء، العظيم الذي لا أعظم منه، فلو كان حالا في كل مكان لما كان هو العلي، ولما كان هو العظيم مطلقا.

وهؤلاء الضلال الملاحدة عمدوا إلى هذه النصوص الكثيرة، فحرفوها كما حرفوا نصوص الاستواء فيما سبق، حرفوا الباقي، أو فوضوا، فقد يقولون: بل رفعه الله إليه، رفع الله عيسى إليه، رفعه إليه يعني: إلى محل عظمته وسلطانه، يعني: هذا من نوع تحريفاتهم، " تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ " إلى محل عظمته وسلطانه، والسلطان معه في كل مكان.

في عموم النصوص في نحو هذه التأويلات السمجة يعني: "أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ " هكذا يقول: أأمنتم من في السماء أمره -سبحانه- أمر الله -سبحانه- نافذ في كل شيء، فيحرفون هذه النصوص فعندهم أن الله في كل مكان، فالملائكة لا تعرج إليه، نسبة كل المخلوقات إلى الله سواء، ليس بعضها أقرب إلى الله من بعض، والنصوص دالة على أن من العباد ومن المخلوقات ما هو عنده "إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ" هؤلاء مقربون، الملائكة المقربون "إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ".

وكفى بهذا تنقصا لرب العالمين وتلاعبا بكلامه -سبحانه وتعالى - حيث يصرف عن وجهه، ويحرف عن مواضعه، وتجعل كل هذه النصوص، ليست على حقيقتها بل هي مجاز.

إذن يجب الإيمان بأنه -تعالى- له العلو بكل معانيه، والفوقية بكل معانيها، وأنه -تعالى، إذن- فوق جميع المخلوقات، ولا يخفى عليه شيء من أعمالهم، فتقول: إنه -تعالى- فوق جميع المخلوقات، وأنه العالي على جميع المخلوقات، ولكن لا تقل: إنه استوى على جميع المخلوقات، فالاستواء على العرش.. فالاستواء مختص بالعرش، وأما العلو فإنه على جميع المخلوقات.

ويقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-: إن الاستواء طريق العلم به، هو السمع فقط، وأما العلو فوق جميع المخلوقات، فطريق العلم به هو السمع والعقل، إذن العلو صفة ذاتية، العقل يعني: سمعية عقلية، يعني: طريق العلم بها هو السمع المطابق للعقل، وأما الاستواء فطريق العلم بها السمع، السمع يعني: النصوص السمعية النقلية من الكتاب والسنة.

*******

والآية {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}

وحديث الجارية الذي رواه مسلم حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((أين الله)) فقالت في السماء وقال لها ((من أنا)) قالت رسول الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((أعتقها فإنها مؤمنة))

{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده سبحانه.

أما حديث الجارية التي أراد سيدها إعتاقها كفارة لما حصل منه من ضربها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ((أين الله))؟ قالت في السماء قال ((من أنا))؟ قالت رسول الله قال ((أعتقها فإنها مؤمنة)) فإن فيه الدلالة على علو الله على خلقه، وأن الاعتراف بذلك وبرسالته صلى الله عليه وسلم دليل على الإيمان .

والواجب على المسلم أن يسلك في هذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحيحة الدالة على أسماء الله وصفاته مسلك أهل السنة والجماعة وهو الإيمان بها، واعتقاد صحة ما دلت عليه وإثباته له سبحانه على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهذا هو المسلك الصحيح الذي سلكه السلف الصالح واتفقوا عليه، كما يجب على المسلم الذي يريد السلامة لنفسه تجنيبها الوقوع فيما يغضب الله والعدول عن طريق أهل الضلال الذين يؤولون صفات الله أو ينفونها عنه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاهلون علواً كبيراً.

سيف قطر
03-07-2007, 12:01 AM
http://halabk.net/upl/uploads/d139.gif

عبد الناصر
03-07-2007, 05:36 PM
يسلمووووووو

خفايا الروووح
03-07-2007, 09:02 PM
جزاك ربي وأثابك الجنة

بوجاسم83
04-07-2007, 09:59 AM
جزاك الله الف خير أخي العزيز

ولد قطر2
04-07-2007, 10:54 AM
جزاك الله خير