مغروور قطر
29-06-2007, 09:35 AM
دراسة: 8 أسباب تضعف العلاقة بين الاقتصاد الوطني وسوق الأسهم
الجمعة 29 يونيو 2007 3:29 م الاقتصادية السعودية
أثارت مسألة الارتباط بين أسواق المال والنمو الاقتصادي الاهتمام في العقد الأخير، ويتمحور النقاش بشكل أساسي حول ما إذا كان النمو الاقتصادي يقود سوق الأسهم أم أن ذلك نتيجة حتمية لزيادة النشاط الاقتصادي، وقد حاول العديد من الباحثين تحديد طبيعة العلاقة، وكنتيجة لهذه المساعي خرج العديد من البحوث في هذا الإطار. هدفت الدراسة إلى اختبار علاقات الارتباط والسببية بين سوق الأسهم والنمو الاقتصادي في المملكة من خلال تحليل السلاسل الزمنية لاختبار مستوى العلاقة.
حيث تم تطبيق تحليل التكامل المشترك cointegration واختبار جرينجر للسببية Granger Causality على بيانات الناتج المحلي وتلك التي تعكس نمو سوق الأسهم السعودي، حيث تم استخدام بيانات إجمالي الناتج المحلي للفترة من عام 1985م إلى 2006م لقياس النمو الاقتصادي، بينما تم قياس النمو المالي من خلال حجم وسيولة سوق الأسهم المحلية حيث تم استخدام القيمة السوقية للأسهم وقيمة الأسهم المتداولة للفترة نفسها.
كما أن أسواق الأسهم العالمية شهدت نموا سريعا على مدى العقد الماضي، فإن أسواق الأسهم الناشئة شهدت نموا أسرع لتتحمل قدرا أكبر من الانتعاش العالمي، فقد ارتفعت حصة رسملة الأسواق الناشئة إلى إجمالي رسملة أسواق الأسهم حول العالم من 4 في المائة إلى 13 في المائة خلال العقد الأخير، وقد جذب الانتعاش العالمي ومشاركة الأسواق الناشئة الفاعلة فيه اهتمام العديد من الباحثين وصانعي السياسات لمعرفة الأسباب وراء تطور الأسواق المالية جنبا إلى جنب مع نمو الاقتصاد وطبيعة الترابط بين المتغيرات الاقتصادية الحقيقية والمؤشرات المالية، كما خرج الكثير من الدراسات التي عنيت بالتركيز على كيفية قياس فوائد التنوع الجغرافي للمحافظ الاستثمارية في ظل الإصلاحات التنظيمية لتعزيز تطوير سوق رأس المال وجذب رأس المال الأجنبي في عدد من الدول.
لعل من المسلم به وجود ارتباط بين النمو الاقتصادي والمالي، إلا أن الباحثين يختلفون في اتجاه العلاقة السببية بينهما، حيث يتوقع بعض الباحثين أن الأسواق المالية تسرع وتيرة النمو الاقتصادي عن طريق زيادة سيولة الأصول المالية العالمية، وتسهيل تنويع المخاطر بالنسبة للمستثمرين، وتشجيع القرارات الاستثمارية الواعية بناء على المعلومات المتاحة، وزيادة الإنتاجية من خلال حث مديري الشركات على العمل الجاد من أجل مصلحة حملة الأسهم، وتحويل مدخرات أكبر إلى الشركات، في حين يرى البعض الآخر أن نمو القطاع المالي ينتج كمحصلة للنمو في النشاط الاقتصادي، على اعتبار أن الأسواق المالية مرآة للاقتصاد، وبالتالي فهي تعكس النمو الاقتصادي، وينمو السوق عن طريق تقديم الخدمات المالية والمنتجات الاستثمارية اللازمة للتطور الاقتصادي.
وفي المملكة، دار جدل كبير حول العلاقة بين سوق الأسهم المحلية والنمو الاقتصادي مع الزخم الذي حظيت به السوق في السنوات الأخيرة، وثارت التساؤلات خاصة بعد مسلسل الهبوط الحاد الذي بدأ في 25 شباط (فبراير) من العام الماضي، وتكبدت سوق الأسهم خسائر فادحة حيث فقدت السوق 52 في المائة من قيمتها خلال عام 2006م، في حين أن الاقتصاد ينمو بمعدلات صحية وأسعار النفط تشهد ارتفاعا مطردا ووصلت إلى مستويات قياسية خلال العام المنصرم، كما أن الحكومة السعودية رفعت مستوى الإنفاق الحكومي من خلال أكبر ميزانية وطنية في تاريخ البلاد، التي قدرت أبواب نفقاتها بمبلغ 380 مليار ريال سعودي (101 مليار دولار أمريكي) وإيراداتها بمبلغ 400 مليار ريال سعودي (106 مليارات دولار) لعام 2007م.
الإطار النظري للعلاقة بين النمو المالي والاقتصادي
أشار العديد من الدراسات إلى أن المتغيرات المالية لها تأثيرات مهمة على النمو الاقتصادي، وكانت معظم الاختبارات ترتكز على استخدام المؤشرات البنكية كمقياس للتطور المالي مثل نسبة السيولة ومعدل الائتمان الداخلي إلى القطاع الخاص، وخلال العقد الأخير تم التركيز على مؤشرات سوق الأسهم بسبب الدور المتزايد للأسواق المالية في الاقتصاد.
إن العلاقة السببية بين النمو الاقتصادي والتنمية المالية هي من القضايا الأكثر جدلا في الاقتصاد، وتعاظم الاهتمام بها خلال العقد الأخير ودار النقاش بشكل أساسي حول ما إذا كان النمو الاقتصادي يقود القطاع المالي أم العكس، وقد حاول العديد من الباحثين تحديد طبيعة العلاقة وخرج العديد من البحوث والدراسات في هذا الإطار، التي يمكن تقسيمها حسب اتجاه العلاقة إلى أربع مجموعات رئيسية:
أولاً: التطور المالي يسبب النمو الاقتصادي: تقترح بعض التحليلات أن التطور المالي هو أحد أسباب النمو الاقتصادي، إذ إن إنشاء المؤسسات والأسواق المالية يزيد من توافر الخدمات المالية، فالقطاع المالي يزيد من المدخرات ويوجهها إلى استثمارات منتجة، لذا يمكن للتطور في القطاع المالي أن يحث النمو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، فإن النتائج التي توصل إليها ماكينون McKinnon, 1973، وشاو Shaw, 1973، وكنج وليفين King and Levine, 1993 تدعم هذا الافتراض.
ثانياً: النمو الاقتصادي يسبب التطور المالي: بعض التحليلات تفترض علاقة سببية متجهة من النمو الاقتصادي إلى التطور المالي، فهذه الفرضية تؤكد الدور السلبي للنظام المالي، فطبقا لهذا الرأي، فإن تطور القطاع المالي يحدث كمحصلة للنشاط الاقتصادي الكلي، حيث يتطلب التوسع الاقتصادي المستمر مزيدا من الخدمات والأدوات المالية، فيكيف النظام المالي نفسه مع الاحتياجات المالية للقطاعات الحقيقية، لذا فهذا النوع من التطور المالي يلعب دوراً سلبياً في عملية النمو، وقد وجد عدد من الباحثين مثل جيرلي وشاو Gurley and Shaw 1955 وجولد سميث Goldsmith, 1969 أن النمو الاقتصادي يسبب تطورا في القطاع المالي.
ثالثاً: العلاقة التبادلية: ترتكز وجهة النظر الثالثة على وجود علاقة متبادلة بين تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي، فالنمو الاقتصادي يجعل تطور نظام الوساطة المالية مربحاً، كما أن تأسيس نظام مالي فعّال يسمح بنمو اقتصادي سريع، فعن طريق التخصص في جمع الأموال وتنوع الفرص وإدارة السيولة وتقييم المشروعات والمراقبة فإن النظام المالي يحسن من كفاءة مخصصات رأس المال ويزيد من الطاقة الإنتاجية للقطاع الحقيقي، وفي الوقت نفسه، فإن الكفاءة التقنية للقطاع المالي تزداد مع حجمه، لأن الاقتصادات ذات الثقل الكبير لها تأثيرها على أنشطة الوساطة المالية، ونتيجة لذلك فإن القطاع الحقيقي يستطيع أن يعتمد دائماً على القطاع المالي من خلال حجم المدخرات، لذا فإن التطور المالي والنمو الاقتصادي يؤثر كل منهما في الآخر بشكل إيجابي في عملية التنمية.
رابعاً: الحيادية: يرتكز ذلك الاتجاه إلى كون القطاع المالي مستقل تماما عن النمو الاقتصادي، وبالتالي فإن أيا منهما لا يؤثر في الآخر، ولم يتوصل بعض الباحثين إلى وجود علاقة ذات مغزى بين تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي في بعض الدول.
تطور سوق الأسهم السعودية
يعود تاريخ سوق الأسهم في المملكة العربية السعودية إلى الثلاثينيات من القرن الماضي عندما تم تأسيس أول شركة مساهمة وهي الشركة العربية للسيارات في عام 1934م، وفي عام 1954م تم طرح أسهم شركة الأسمنت العربية، وتبع ذلك تخصيص الحكومة السعودية ثلاث شركات كهرباء، ومن ثم تم تأسيس المزيد من الشركات المساهمة استجابة لحاجات التطور الاقتصادي المتنامي، أما سوق الأسهم بصفته الحالية فلم يبدأ في الظهور إلا في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وفي ظل الافتقار إلى التشريعات المنظمة في ذلك الوقت ظل تداول الأسهم محدوداً بصفة عامة حتى أوائل الثمانينيات.
ونتيجة لعدم وجود الأنظمة الخاصة بسوق الأسهم وعدم وجود سوق مستقلة للتداول أو مؤسسة حكومية تنظم السوق، أصدرت الحكومة السعودية مرسوماً ملكياً في نيسان (أبريل) من عام 1983م، يتضمن إنشاء لجنة وزارية عليا مهمتها صياغة لوائح تداول الأسهم، وتتكون من ثلاثة أعضاء هم وزير المالية، ووزير التجارة، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ووضعت الحكومة السعودية في عام 1985م كل شؤون تداول الأسهم تحت إشراف ورقابة مؤسسة النقد، وقامت المؤسسة بإنشاء نظام إلكتروني للتداول يعتمد على وحدة مركزية في مقر مؤسسة النقد في الرياض مرتبطة بالأنظمة الداخلية للبنوك المحلية، كما تم تأسيس الشركة السعودية لتسجيل الأسهم لتتولى مسؤولية إدارة سجلات المساهمين وشهادات الأسهم.
وفي حزيران (يونيو) من عام 2003م، أقرّ مجلس الوزراء الصيغة النهائية لنظام سوق رأس المال، وينص النظام على إنشاء هيئة السوق المالية التي تحظى بالصلاحيات التشريعية والقضائية لتنظيم ومراقبة السوق، وتأسيس سوق مالية مستقلة للتداول تضطلع بإدارة وتسهيل أنشطة تداول الأسهم وتطبيق المعايير الخاصة بالوسطاء والوكلاء. بناء على النظام الجديد تم تأسيس هيئة السوق المالية في عام 2004م كمؤسسة حكومية ذات استقلال مالي وإداري تتولى تنظيم وتطوير السوق المالية وإصدار اللوائح والقواعد والتعليمات اللازمة لتطبيق أحكام نظام السوق المالية، كما أقر مجلس الوزراء أخيرا تأسيس شركة للسوق المالية على شكل شركة مساهمة يتم طرحها للاكتتاب لاحقا.
وقد اتسم أداء سوق الأسهم السعودية بالتذبذب الحاد منذ بدء السوق أنشطتها بشكل نظامي، حيث ارتفع المؤشر العام للسوق بشكل مطرد من سعر الأساس البالغ 1000 نقطة في عام 1985م ليصل إلى مستوى 1888 نقطة بنهاية عام 1992م، بعد ذلك بدأ السوق مرحلة الانحسار، حيث أغلق عند مستوى 1282 نقطة في عام 1994م، وشهدت السوق حالة من الاستقرار السعري قبل أن ترتفع مجددا عام 1999م ليتجاوز مؤشر السوق حاجز 2000 نقطة، ويصل إلى 4437 في نهاية 2003م، وفي عام 2005م ارتفع المؤشر بمعدل يفوق 100 في المائة حتى وصل إلى ذروته أوائل 2006م عندما بلغ مشارف 21000 نقطة قبل أن يبدأ الهبوط الحاد ليخسر السوق 52 في المائة خلال عام 2006 ليغلق عند مستوى 7933 نقطة في نهاية العام.
الجمعة 29 يونيو 2007 3:29 م الاقتصادية السعودية
أثارت مسألة الارتباط بين أسواق المال والنمو الاقتصادي الاهتمام في العقد الأخير، ويتمحور النقاش بشكل أساسي حول ما إذا كان النمو الاقتصادي يقود سوق الأسهم أم أن ذلك نتيجة حتمية لزيادة النشاط الاقتصادي، وقد حاول العديد من الباحثين تحديد طبيعة العلاقة، وكنتيجة لهذه المساعي خرج العديد من البحوث في هذا الإطار. هدفت الدراسة إلى اختبار علاقات الارتباط والسببية بين سوق الأسهم والنمو الاقتصادي في المملكة من خلال تحليل السلاسل الزمنية لاختبار مستوى العلاقة.
حيث تم تطبيق تحليل التكامل المشترك cointegration واختبار جرينجر للسببية Granger Causality على بيانات الناتج المحلي وتلك التي تعكس نمو سوق الأسهم السعودي، حيث تم استخدام بيانات إجمالي الناتج المحلي للفترة من عام 1985م إلى 2006م لقياس النمو الاقتصادي، بينما تم قياس النمو المالي من خلال حجم وسيولة سوق الأسهم المحلية حيث تم استخدام القيمة السوقية للأسهم وقيمة الأسهم المتداولة للفترة نفسها.
كما أن أسواق الأسهم العالمية شهدت نموا سريعا على مدى العقد الماضي، فإن أسواق الأسهم الناشئة شهدت نموا أسرع لتتحمل قدرا أكبر من الانتعاش العالمي، فقد ارتفعت حصة رسملة الأسواق الناشئة إلى إجمالي رسملة أسواق الأسهم حول العالم من 4 في المائة إلى 13 في المائة خلال العقد الأخير، وقد جذب الانتعاش العالمي ومشاركة الأسواق الناشئة الفاعلة فيه اهتمام العديد من الباحثين وصانعي السياسات لمعرفة الأسباب وراء تطور الأسواق المالية جنبا إلى جنب مع نمو الاقتصاد وطبيعة الترابط بين المتغيرات الاقتصادية الحقيقية والمؤشرات المالية، كما خرج الكثير من الدراسات التي عنيت بالتركيز على كيفية قياس فوائد التنوع الجغرافي للمحافظ الاستثمارية في ظل الإصلاحات التنظيمية لتعزيز تطوير سوق رأس المال وجذب رأس المال الأجنبي في عدد من الدول.
لعل من المسلم به وجود ارتباط بين النمو الاقتصادي والمالي، إلا أن الباحثين يختلفون في اتجاه العلاقة السببية بينهما، حيث يتوقع بعض الباحثين أن الأسواق المالية تسرع وتيرة النمو الاقتصادي عن طريق زيادة سيولة الأصول المالية العالمية، وتسهيل تنويع المخاطر بالنسبة للمستثمرين، وتشجيع القرارات الاستثمارية الواعية بناء على المعلومات المتاحة، وزيادة الإنتاجية من خلال حث مديري الشركات على العمل الجاد من أجل مصلحة حملة الأسهم، وتحويل مدخرات أكبر إلى الشركات، في حين يرى البعض الآخر أن نمو القطاع المالي ينتج كمحصلة للنمو في النشاط الاقتصادي، على اعتبار أن الأسواق المالية مرآة للاقتصاد، وبالتالي فهي تعكس النمو الاقتصادي، وينمو السوق عن طريق تقديم الخدمات المالية والمنتجات الاستثمارية اللازمة للتطور الاقتصادي.
وفي المملكة، دار جدل كبير حول العلاقة بين سوق الأسهم المحلية والنمو الاقتصادي مع الزخم الذي حظيت به السوق في السنوات الأخيرة، وثارت التساؤلات خاصة بعد مسلسل الهبوط الحاد الذي بدأ في 25 شباط (فبراير) من العام الماضي، وتكبدت سوق الأسهم خسائر فادحة حيث فقدت السوق 52 في المائة من قيمتها خلال عام 2006م، في حين أن الاقتصاد ينمو بمعدلات صحية وأسعار النفط تشهد ارتفاعا مطردا ووصلت إلى مستويات قياسية خلال العام المنصرم، كما أن الحكومة السعودية رفعت مستوى الإنفاق الحكومي من خلال أكبر ميزانية وطنية في تاريخ البلاد، التي قدرت أبواب نفقاتها بمبلغ 380 مليار ريال سعودي (101 مليار دولار أمريكي) وإيراداتها بمبلغ 400 مليار ريال سعودي (106 مليارات دولار) لعام 2007م.
الإطار النظري للعلاقة بين النمو المالي والاقتصادي
أشار العديد من الدراسات إلى أن المتغيرات المالية لها تأثيرات مهمة على النمو الاقتصادي، وكانت معظم الاختبارات ترتكز على استخدام المؤشرات البنكية كمقياس للتطور المالي مثل نسبة السيولة ومعدل الائتمان الداخلي إلى القطاع الخاص، وخلال العقد الأخير تم التركيز على مؤشرات سوق الأسهم بسبب الدور المتزايد للأسواق المالية في الاقتصاد.
إن العلاقة السببية بين النمو الاقتصادي والتنمية المالية هي من القضايا الأكثر جدلا في الاقتصاد، وتعاظم الاهتمام بها خلال العقد الأخير ودار النقاش بشكل أساسي حول ما إذا كان النمو الاقتصادي يقود القطاع المالي أم العكس، وقد حاول العديد من الباحثين تحديد طبيعة العلاقة وخرج العديد من البحوث والدراسات في هذا الإطار، التي يمكن تقسيمها حسب اتجاه العلاقة إلى أربع مجموعات رئيسية:
أولاً: التطور المالي يسبب النمو الاقتصادي: تقترح بعض التحليلات أن التطور المالي هو أحد أسباب النمو الاقتصادي، إذ إن إنشاء المؤسسات والأسواق المالية يزيد من توافر الخدمات المالية، فالقطاع المالي يزيد من المدخرات ويوجهها إلى استثمارات منتجة، لذا يمكن للتطور في القطاع المالي أن يحث النمو الاقتصادي، فعلى سبيل المثال، فإن النتائج التي توصل إليها ماكينون McKinnon, 1973، وشاو Shaw, 1973، وكنج وليفين King and Levine, 1993 تدعم هذا الافتراض.
ثانياً: النمو الاقتصادي يسبب التطور المالي: بعض التحليلات تفترض علاقة سببية متجهة من النمو الاقتصادي إلى التطور المالي، فهذه الفرضية تؤكد الدور السلبي للنظام المالي، فطبقا لهذا الرأي، فإن تطور القطاع المالي يحدث كمحصلة للنشاط الاقتصادي الكلي، حيث يتطلب التوسع الاقتصادي المستمر مزيدا من الخدمات والأدوات المالية، فيكيف النظام المالي نفسه مع الاحتياجات المالية للقطاعات الحقيقية، لذا فهذا النوع من التطور المالي يلعب دوراً سلبياً في عملية النمو، وقد وجد عدد من الباحثين مثل جيرلي وشاو Gurley and Shaw 1955 وجولد سميث Goldsmith, 1969 أن النمو الاقتصادي يسبب تطورا في القطاع المالي.
ثالثاً: العلاقة التبادلية: ترتكز وجهة النظر الثالثة على وجود علاقة متبادلة بين تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي، فالنمو الاقتصادي يجعل تطور نظام الوساطة المالية مربحاً، كما أن تأسيس نظام مالي فعّال يسمح بنمو اقتصادي سريع، فعن طريق التخصص في جمع الأموال وتنوع الفرص وإدارة السيولة وتقييم المشروعات والمراقبة فإن النظام المالي يحسن من كفاءة مخصصات رأس المال ويزيد من الطاقة الإنتاجية للقطاع الحقيقي، وفي الوقت نفسه، فإن الكفاءة التقنية للقطاع المالي تزداد مع حجمه، لأن الاقتصادات ذات الثقل الكبير لها تأثيرها على أنشطة الوساطة المالية، ونتيجة لذلك فإن القطاع الحقيقي يستطيع أن يعتمد دائماً على القطاع المالي من خلال حجم المدخرات، لذا فإن التطور المالي والنمو الاقتصادي يؤثر كل منهما في الآخر بشكل إيجابي في عملية التنمية.
رابعاً: الحيادية: يرتكز ذلك الاتجاه إلى كون القطاع المالي مستقل تماما عن النمو الاقتصادي، وبالتالي فإن أيا منهما لا يؤثر في الآخر، ولم يتوصل بعض الباحثين إلى وجود علاقة ذات مغزى بين تطور القطاع المالي والنمو الاقتصادي في بعض الدول.
تطور سوق الأسهم السعودية
يعود تاريخ سوق الأسهم في المملكة العربية السعودية إلى الثلاثينيات من القرن الماضي عندما تم تأسيس أول شركة مساهمة وهي الشركة العربية للسيارات في عام 1934م، وفي عام 1954م تم طرح أسهم شركة الأسمنت العربية، وتبع ذلك تخصيص الحكومة السعودية ثلاث شركات كهرباء، ومن ثم تم تأسيس المزيد من الشركات المساهمة استجابة لحاجات التطور الاقتصادي المتنامي، أما سوق الأسهم بصفته الحالية فلم يبدأ في الظهور إلا في أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، وفي ظل الافتقار إلى التشريعات المنظمة في ذلك الوقت ظل تداول الأسهم محدوداً بصفة عامة حتى أوائل الثمانينيات.
ونتيجة لعدم وجود الأنظمة الخاصة بسوق الأسهم وعدم وجود سوق مستقلة للتداول أو مؤسسة حكومية تنظم السوق، أصدرت الحكومة السعودية مرسوماً ملكياً في نيسان (أبريل) من عام 1983م، يتضمن إنشاء لجنة وزارية عليا مهمتها صياغة لوائح تداول الأسهم، وتتكون من ثلاثة أعضاء هم وزير المالية، ووزير التجارة، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ووضعت الحكومة السعودية في عام 1985م كل شؤون تداول الأسهم تحت إشراف ورقابة مؤسسة النقد، وقامت المؤسسة بإنشاء نظام إلكتروني للتداول يعتمد على وحدة مركزية في مقر مؤسسة النقد في الرياض مرتبطة بالأنظمة الداخلية للبنوك المحلية، كما تم تأسيس الشركة السعودية لتسجيل الأسهم لتتولى مسؤولية إدارة سجلات المساهمين وشهادات الأسهم.
وفي حزيران (يونيو) من عام 2003م، أقرّ مجلس الوزراء الصيغة النهائية لنظام سوق رأس المال، وينص النظام على إنشاء هيئة السوق المالية التي تحظى بالصلاحيات التشريعية والقضائية لتنظيم ومراقبة السوق، وتأسيس سوق مالية مستقلة للتداول تضطلع بإدارة وتسهيل أنشطة تداول الأسهم وتطبيق المعايير الخاصة بالوسطاء والوكلاء. بناء على النظام الجديد تم تأسيس هيئة السوق المالية في عام 2004م كمؤسسة حكومية ذات استقلال مالي وإداري تتولى تنظيم وتطوير السوق المالية وإصدار اللوائح والقواعد والتعليمات اللازمة لتطبيق أحكام نظام السوق المالية، كما أقر مجلس الوزراء أخيرا تأسيس شركة للسوق المالية على شكل شركة مساهمة يتم طرحها للاكتتاب لاحقا.
وقد اتسم أداء سوق الأسهم السعودية بالتذبذب الحاد منذ بدء السوق أنشطتها بشكل نظامي، حيث ارتفع المؤشر العام للسوق بشكل مطرد من سعر الأساس البالغ 1000 نقطة في عام 1985م ليصل إلى مستوى 1888 نقطة بنهاية عام 1992م، بعد ذلك بدأ السوق مرحلة الانحسار، حيث أغلق عند مستوى 1282 نقطة في عام 1994م، وشهدت السوق حالة من الاستقرار السعري قبل أن ترتفع مجددا عام 1999م ليتجاوز مؤشر السوق حاجز 2000 نقطة، ويصل إلى 4437 في نهاية 2003م، وفي عام 2005م ارتفع المؤشر بمعدل يفوق 100 في المائة حتى وصل إلى ذروته أوائل 2006م عندما بلغ مشارف 21000 نقطة قبل أن يبدأ الهبوط الحاد ليخسر السوق 52 في المائة خلال عام 2006 ليغلق عند مستوى 7933 نقطة في نهاية العام.