تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع أسعار العقارات أبرز مسببات التضخم في قطر



مغروور قطر
30-06-2007, 05:13 AM
اختلال موازين العرض والطلب على السلع والخدمات يساهم في ارتفاعه
التضخم.. كبوة حصان الاقتصاد القطري
عدد القراء: 17

ارتفاع أسعار العقارات أبرز مسببات التضخم في قطر

30/06/2007
الدوحة - القبس:
نمو الاقتصاد القطري في السنوات الثلاث الاخيرة بمعدل 33.5% حسب ارقام رسمية لمصرف قطر المركزي، وضع قطر في مأزق اقتصادي، اذ اقترن هذا النمو غير المسبوق، بارتفاع غير مسبوق ايضا في معدل التضخم 11.4%.
هذا التضخم اصبح بمنزلة الشبح الذي يطارد الاقتصاد القطري، وتطارده الجهات الرسمية وحتى غير الرسمية، في محاولة للحد من اتجاهه التصاعدي، فتشكلت - بقرار من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- لجنة حكومية مهمتها السيطرة على التضخم وكبح جماحه، وعقدت اللجنة أكثر من اجتماع بحضور الأمير شخصيا.
تشكيل اللجنة لم يكن اولى الخطوات التي عبرت عن اهتمام رأس الدولة شخصيا بموضوع التضخم، فالامير دق ناقوس الخطر عندما اعلن في خطابه امام مجلس الشورى في نوفمبر 2006، بأنه لا بد من مواجهة التضخم من خلال إجراءات حكومية على ارض الواقع، موضحا - أي الامير- ان الارتفاع التصاعدي للتضخم منذ 2004 سببه الزيادة العالمية في اسعار الواردات، ومعدل النمو المرتفع للاقتصاد القطري، مما أدى الى اختناقات لم يتمكن فيها العرض من الاستجابة الكاملة للطلب المتزايد، فارتفعت اسعار المساكن- احد اهم مكونات التضخم - وانعكس ذلك على قطاعات اخرى كالمواد الغذائية والخدمات والفنادق.
الاجراءات التي اتخذتها الحكومة قبل خطاب الامير، اقتصرت على تشريع قانون مؤقت للايجارات نص على حد أعلى للزيادة السنوية في الايجارات السكنية لا تتجاوز نسبته 10%، لكن هذا الاجراء لم يكن كافيا بنظر رجل الاعمال يوسف الكواري، ويقول ان العديد من ملاك العقارات تحايلوا على القانون، كما ان القانون جاء بعدما كانت اسعار الايجارات قد حلقت في السماء، ووصلت الى ارقام فلكية.



دور الدولة
ويرى الكواري ان للدولة دور غير مباشر في تحديد أسعار الايجارات السكنية، حيث أن الحكومة ومؤسساتها والشركات التابعة لها تستأثر بنسبة 50% من سوق الايجارات، 'فاذا حددت اسعار تعاقدها مع الملاك بسعر مناسب، فسوف يساعد ذلك على استقرار اسعار ايجارات الوحدات السكنية'.
اذا كانت الايجارات السكنية تستحوذ على 20% من مؤشر أسعار المستهلك الذي يقيس التضخم - حسب ارقام مصرف قطر المركزي، فان ارتفاعها بنسبة 64% خلال عام 2006 حسب وزارة الاقتصاد، يجعلها السبب الرئيسي في ارتفاع التضخم الى هذا المستوى، خاصة ان ارقام المصرف المركزي تبين ان نسبة التضخم في الاقتصاد القطري تقف عند 3.4% خارج قطاع البناء والتشييد.
بالنسبة لاحد الخبراء الاقتصاديين، فان ارتفاع نسبة التضخم في قطر لم ينتج عن انخفاض في سعر صرف العملة الوطنية (الريال)، مثلما يحدث عادة في دول عديدة، مؤكدا أن سعر صرف الريال مستقر، وإن كان يتأثر بين حين وآخر بتراجع الدولار، ولكن هذا التأثير محدود، موضحا أن المصرف المركزي الذي يقوم على إدارة السياسة النقدية لتحقيق سياسة الأسعار، يعمل بشكل متواصل للمحافظة على استقرار سعر الريال واستقرار الاسعار في السوق من خلال التأثير في سعر الفائدة.

اختلال العرض والطلب
ويعتقد الخبير الاقتصادي الذي طلب إغفال اسمه أن السبب الاساسي لارتفاع نسبة التضخم، يتمثل في وجود اختلال واضح في موازين العرض والطلب على السلع والخدمات، اما سبب هذا الاختلال -كما يؤكد، فيرجع الى النمو المتسارع للاقتصاد القطري بمعدل 33.5 في المائة سنويا بالاسعار الجارية في السنوات الثلاث الماضية، ويتابع: 'هذا النمو ادى الى خلق طلب شديد على جميع السلع والخدمات، بما يفوق المعروض، خاصة في ظل الزيادة السكانية المرتبطة باستقدام مزيد من العمالة الوافدة لتغطية جزء كبير من الوظائف الجديدة'.
ويرى أن خطة تطوير الدوحة وما رافقها من هدم لأعداد كبيرة من المباني القديمة، احدث خللا في ميزان العرض والطلب بالنسبة للوحدات السكنية، 'فالفترة الواقعة ما بين هدم تلك المباني وتشييد مباني جديدة، تستغرق من سنتين الى ثلاث سنوات على اقل تقدير'، واصفا تلك الفترة بأنها فترة الذروة بالنسبة لارتفاع معدل التضخم.
هذه المسألة عبر عنها وزير المالية يوسف كمال عندما أعلن في حديث متلفز، عن تعليمات حكومية بعدم اخلاء وهدم العقارات المستملكة للدولة الا بعد توفير البديل من المباني الجديدة، حتى لا تتفاقم ازمة المساكن، مؤكدا تشديد الاجراءات المتعلقة بقانون الايجارات المؤقت، بحيث لا يستطيع المالك رفع قيمة الايجار باكثر من النسبة المحددة ب 10% سنويا، 'واذا اراد عكس ذلك فمن حق المستاجر ان يودع قيمة الايجار لدى المحكمة'.

سد الثغرات
حمى الطلب على مواد البناء خلال فترة اعداد وتشييد المباني المتعلقة بدورة الالعاب الآسيوية التي استضافتها قطر في ديسمبر 2006، كانت عاملا حاسما في ارتفاع اسعار مواد البناء، وساهم الى حد كبير في زيادة التضخم في قطاع الاسكان لكن الخبير الاقتصادي، يرى ان هذا العامل اصبح معطلا الآن، 'فالالعاب انتهت، والضغط الكبير على القطاع العقاري هدأ الى حد ما، مما يجعلنا متفائلين بانفراج قريب في ازمة المساكن، خاصة ان بعض المباني التي تم شغلها خلال الدورة الآسيوية اصبحت متاحة الآن في سوق الايجارات'.
ويرى الخبير الاقتصادي ان علاج التضخم ياتي عن طريق زيادة المعروض من السلع والخدمات بكافة اشكالها، مبديا تفاؤله باللجنة التي شكلها امير دولة قطر للسيطرة على التضخم، ومؤكدا ان اللجنة ستنجح في سد الثغرات الناتجة عن الخلل في ميزان ا لعرض والطلب. كلام الخبير الاقتصادي ينسجم مع ما اعلنه وزير المالية يوسف كمال، بان الدولة تقوم باجراءات عملية لوقف التضخم، من بينها زيادة عدد مصانع الرمل واستيراد بعض مواد البناء من الخارج، وانشاء مصنع جديد للصلب، وهي عوامل- بنظر الوزير، سوف تساعد في تقليل اسعار مواد البناء.



زيادة الرواتب
تحاول الحكومة القطرية من خلال هذه الاجراءات، تقليص ارتفاع التضخم ليصل الى 6% قبل نهاية العام الجاري، وتخفيف الآثار السلبية للتضخم الحالي على المواطنين والمقيمين، حيث أنه في هذا السياق جاء القرار الاميري في ديسمبر 2006 بزيادة رواتب الموظفين المدنيين والمتقاعدين بنسبة 4%.
بعض المحللين الاقتصادين فسروا هذه الزيادة بانها الاجراء الحكومي الاول لمواجهة التضخم، بعد خطاب الامير في مجلس الشورى، لكنهم حذروا من استغلال التجار لهذه الزيادة في زيادة اسعار المواد الاستهلاكية.
تحذير المحللين جاء في مكانه، فقد ارتفعت اسعار السلع بعد قرار زيادة الرواتب، بأكثر من 20% حسب احصائيات غير رسمية: فارتفع سعر كيلو اللحم الاسترالي من 20 ريالا الى 23 ريالا، كما ارتفعت الرسوم الدراسية للطالب الواحد من 3500 ريالا الى 4500 ريالا للفصل الدراسي الواحد، ليصبح موظفو القطاع الخاص هم اكبر المتضررين من زيادة رواتب موظفي الحكومة، فاسعار السلع ارتفعت، في حين بقيت رواتبهم كما هي، ما اوجد حالة من الضغط على اصحاب الشركات لزيادة رواتب العاملين لديهم.
امام هذا الضغط، يقول رجل الاعمال عبد الهادي الشهواني ان بعض الشركات زادت رواتب المديرين ومسؤولي المشاريع واهملت بقية الموظفين، لكنه في الوقت نفسه، لا يرى حاجة ملحة لزيادة رواتب العاملين في القطاع الخاص اسوة بموظفي الحكومة، ويقول ان غالبية العاملين في القطاع الخاص جاءوا الى قطر بعقود مبرمة بينهم وبين جهات العمل التي تؤمن لهم السكن والمواصلات والتأمين الصحي، وبالتالي فإنهم - كما يعتقد - لم يتأثروا بارتفاع التضخم.



ظاهرة ظرفية
ارتفاع التضخم اصبح من الاسباب الرئيسية التي تعيق جلب الاستثمارات الخارجية، لكن رجل الاعمال محمد بن طوار، يعتقد ان ظاهرة ارتفاع التضخم هي ظاهرة ظرفية وان تأثيرها على التدفقات الاستثمارية نحو قطر محدود، نظرا للامكانات الاستثمارية الكبرى التي يقدمها الاقتصاد القطري في جميع المجالات وخصوصا الصناعة والسياحة.
ويرى بن طوار وهو عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر، ان التضخم يعود الى ارتفاع أسعار مواد البناء والغلاء العالمي، ويضيف أن استيراد مواد البناء بأسعار أقل من السوق المحلي سوف يخفض تكلفة البناء، ما سيقود بالتالي الى تخفيض نسبة التضخم.
ولا يؤيد بن طوار تعويم العملة القطرية أو ربطها بسلة عملات، 'لأن الدولار لا يزال عملة عالمية مدعومة من أكبر اقتصاد في العالم، إلى جانب أن النفط لا يزال يسعر بالدولار' يقول: 'حتى لو جاءنا التضخم بسبب انخفاض الدولار، فهذا لا يعني أن الدولار سيظل عند مستوياته المتدنية امام العملات الرئيسية إلى الأبد'.
الربط بين ارتفاع اسعار الايجارات وارتفاع اسعار السلع والخدمات، على اعتبار ان الاول يؤدي الى الثاني، دفع رجل الاعمال محمد كاظم الانصاري الى الدعوة لبناء مزيد من الوحدات السكنية لتحقيق زيادة في العرض، وفقا لفلسفة السوق: كلما زاد المعروض قل السعر.

تسهيل القروض
لكن الأنصاري وهو أحد أبرز المستثمرين العقاريين في قطر، يرى من الأهمية بمكان ضرورة الاهتمام بتنوع الوحدات السكنية الجديدة، بحيث لا تكون موجهة فقط للطبقات الغنية والقادرة على دفع القيم الايجارية المرتفعة، 'مثلما يحصل الان، حيث معظم المباني الجديدة هي ابراج وفلل من النوع الفاخر والباهظ الثمن'، يقول: 'من المهم أيضا أن تكون سياسة البناء مدروسة، بحيث تحقق حلا لمشكلة ارتفاع الإيجارات من دون أن تسبب آثارا سلبية على قطاع العقار الذي اجتذب في السنوات القليلة الماضية نسبة كبيرة من مدخرات المواطنين'.
عندما تراجعت بورصة الدوحة في 2006 الى مستويات متدنية، وفقدت الاسهم اكثر من 50% من قيمتها، اتجه عدد كبير من المواطنين الى القطاع العقاري لتعويض خسائرهم في الاسهم، ما زاد من الضغط على القروض العقارية.
يرى الانصاري إن تسهيل القروض العقارية قد يسهم فى زيادة ونمو القطاع العقاري، لكنه ليس الحل الأمثل، 'فزيادة القروض العقارية قد تأتي على حساب ودائع العملاء لدى البنوك أو قد تأتي على حساب القطاع التجارى والائتماني' يقول مفسرا: 'عندما حدد المصرف المركزى سقف ال 15% للإقراض العقاري، كانت لديه نظرة شاملة للقطاعات الاقتصادية والإنتاجية ككل وليس لقطاع بعينه'، ورغم ذلك، فالانصاري يؤيد زيادة سقف القروض العقارية، ولكن بنسبة تتناسب مع حجم الطفرة العمرانية الحاصلة الآن، وشريطة ألا يضر ذلك بالقطاعات الأخرى.

مغروور قطر
30-06-2007, 05:13 AM
حل حاسم
المتأمل في السلاسل الإحصائية للاقتصاد القطري منذ ثمانينات القرن الماضي يلاحظ وجود ثلاث دورات تضخمية تراوحت نسبها بين مستويات عليا وأخرى دنيا وأحيانا سالبة، عرفت أوجها في السنتين الماضيتين.
فقد ارتفع معدل التضخم في الدورة الاولى حسب بيانات مصرف قطر المركزي من 1.11% في عام 1986 ليصل إلى حد أقصى 4.56% سنة 1988 ، ثم تناقص ليصل إلى سالب 0.81% سنة 1993، وفي الدورة الثانية وصل مستوى التضخم إلى 7.84 سنة 1996 ثم تناقص إلى سالب 0.21% سنة 2002 ، أما الدورة الثالثة، فقد شهدت مستويات مرتفعة من التضخم انطلقت بنحو 3.21% سنة 2003، و8.48% في 2004، ووصلت إلى 12.62 سنة 2005، ثم 13% في 2006.
اذا كان وزير المالية يتوقع ان تصل نسبة التضخم الى 6% قبل نهاية العام الجاري، فإن تحقيق ذلك يتطلب حلا حاسما لمعادلة العرض والطلب، ويرى خبير اقتصادي أن وصول التضخم الى 6% في منتصف 2007 جائز ومحتمل خاصة اذا طبقت الحكومة الاجراءات التي اعلنتها للسيطرة على التضخم.

النظرية صعبة التحقيق
ترتبط العملة القطرية كما هي حال العملات الخليجية الاخرى، بالدولار الاميركي الذي شهد تراجعا ملحوظا امام العملات الرئيسية كاليورو والاسترليني والين، وكان لهذا التراجع اثر على زيادة مستوى التضخم في قطر التي يعتمد اقتصادها على النفط والغاز المسعرين بالدولار، ويعتمد سوقها على استيراد البضائع من دول اوروبية تتعامل باليورو، لكن الانصاري يعارض فك ارتباط الريال بالدولار لتخفيض نسب التضخم.
ويقول رجل الاعمال محمد كاظم الانصاري ان هذه النظرية ليس من السهل تحقيقها على مستوى دولة واحدة، 'فمعظم اقتصاديات دول الخليج ترتبط بالدولار الذى يعد العملة الرسمية للنفط، ويتابع: 'ربما يكون هبوط الدولار قد سبب زيادة اسعار السلع المستوردة من دول الاتحاد الاوروبي، ولكن هذه ظاهرة عالمية تعاني منها كثير من الدول المصدرة للنفط، واستطاعت هذه الدول أن تواجه شبح التضخم بمزيد من الإجراءات المحلية مثل زيادة الصادرات، والتقليل من الواردات، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي'.
وخلافا لما يطرحه البعض، يعتقد الانصاري ان سن قوانين لتحديد الأسعار، يتعارض مع سياسة آليات السوق التي تنتهجها قطر، ويتعارض أيضا مع التعهدات والاتفاقيات الدولية لدولة قطر تجاه المنظمات الاقتصادية العالمية مثل منظمة التجارة الدولية، التي تلزم جميع الدول الاعضاء بعدم اتخاذ إجراءات حيادية أو دعم للمنظمات الوطنية.

أسباب أخرى للتضخم
يعتقد محمد كاظم الانصاري ان تراجع الدولار ليس السبب الوحيد للتضخم، 'فهنالك أسباب اخرى كارتفاع الإيجارات وزيادة تكلفة الإنتاج والاعتماد على الاستيراد'، ويتابع القول: 'لايمكن أن تكون هناك طريقة واحدة للحد من التضخم، فالحل يكمن في حزمة من الإجراءات كزيادة الانتاج المحلي، ومواجهة ظاهرة ارتفاع الايجارات عن طريق تشييد مزيد من الوحدات السكنية، وتسهيل أنشطة الصناعات الخفيفة والمتوسطة، مع مزيد من الوعي لجمهور المستهلكين الذين ينفقون مبالغ هائلة على سلع وكماليات مستوردة من الخارج وتستنزف جزءا كبيرا من العملة الصعبة.
البحث عن حلول لارتفاع التضخم لم يقتصر على الجهات الحكومية، فغرفة التجارة بوصفها ممثلا للقطاع الخاص القطري، تحاول هي الاخرى معالجة مشكلة ارتفاع التضخم، وتعمل لهذه الغاية على تشكيل لجنة للتضخم يشترك فيها ممثلون عن الغرفة وعدد من الوزارات والجهات المختصة في الدولة والخبراء الاقتصاديين، مهمتها وضع تصور عملي قابل للتطبيق لوقف استشراء ظاهرة التضخم، ويتوقع محمد بن طوار - صاحب فكرة تشكيل اللجنة، ان تنجح هذه الاخيرة في وضع حلول عملية للتضخم.

مصادر ارتفاع الأسعار
اعتبرت دراسة حديثة لمصرف قطر المركزي ان التضخم في قطر يرد الى ثلاثة مصادر رئيسية:
الاول :التضخم المستورد، وهذا يعود الى ارتفاع اسعار الواردات في بلاد المصدر، او انخفاض قيمة الدولار الاميركي امام العملات الرئيسية اليورو والين، فكان للانخفاض المستمر للدولار الاميركي خلال السنوات الاخيرة انعكاسا على معدلات التضخم في الاقتصاد القطري.
الثاني: السياسة المالية التوسعية في ظل اسعار مرتفعة للنفط والغاز، وما ترتب عليه من توسع في الطلب الكلي، وهذا التوسع له شقان، أولهما ناجم عن زيادة الدخل الكلي نتيجة زيادة قوة العمل المستوردة والزيادة في دخول اصحاب العمل المنفذين للمشروعات، وثانيهما يتصل بالتوسع النقدي الناتج عن التوسع في الانفاق الحكومي، مما يترتب عليه فائض في السيولة المحلية يتجه الى اسواق الاصول، مولدا ضغوطا تضخمية اضافية مباشرة وغير مباشرة.
الثالث: توقعات السوق المحلي بشأن التضخم، فتوقع المتعاملين لمعدلات تضخم مرتفعة يقود في حد ذاته الى زيادة في الاسعار تغذي آلية التضخم، وتعتبر التوقعات التضخمية عاملا حاسما يؤدي انفلاته الى تسارع معدلات التضخم.

ثلاث دورات تضخمية
شهد الاقتصاد القطري منذ ثمانينات القرن الماضي ثلاث دورات تضخمية تراوحت نسبها بين مستويات عليا وأخرى دنيا وأحيانا سالبة، عرفت أوجها في السنتين الماضيتين:
الفترة التضخمية الاولى: 1986 الى 1988، ارتفع فيها معدل التضخم من 1.11% في 1986 الى 4.56% في 1988، وكان السبب الرئيسي الدافع للتضخم العام هو تضخم اسعار السلع المتاجر بها دوليا - اي التضخم المستورد.
الفترة التضخمية الثانية 1993الى 1996، ازداد فيها معدل التضخم بشكل تدريجي من سالب 0.81% في 1993 ليصل الى 7.84% في 1996، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك التضخم هو تضخم اسعار السلع المتاجر بها دوليا- التضخم المستورد.
الفترة التضخمية الثالثة 2002 الى 2005، وفيها تزايد معدل التضخم من سالب 0.21% من عام 2002، الى 8.48% في عام 2004، ليصل الى ذروته عند 12.62% في 2005، وعلى عكس الفترتين السابقتين، كان المكون الرئيسي للتضخم خلال الفترة الثالثة هو ارتفاع اسعار الايجارات، نتيجة الاوضاع السائدة على جانب العرض في قطاعي العقارات والتشييد والبناء، وباستبعاد بند ايجار السكن من الرقم القياسي العام للاسعار، يتقلص معدل التضخم الجوهري الى 4.39% في 2005، بارتفاع نقطة مئوية واحدة عنه في 2004 عندما بلغ 3.39%.

ســـهم
30-06-2007, 06:49 AM
الله يعطيك الف عافيه اخوي مغروور

مغروور قطر
30-06-2007, 08:08 AM
الله يعافيك اخوي سهم