المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأردن: مؤسسات الإقراض متناهي الصغر تجابه الفقر والبطالة



مغروور قطر
03-07-2007, 05:03 AM
الأردن: مؤسسات الإقراض متناهي الصغر تجابه الفقر والبطالة

عمان - الوطن الاقتصادي- يوسف ضمرة


تلعب مؤسسات تمويل المشاريع الصغيرة في الاردن دورا فاعلا في مجابهة الفقر والبطالة، عبر تقديمها قروضا متناهية الصغر لأفراد تعينهم على بدء مشاريع مدرة للدخل وتحولهم لأفراد منتجين قادرين على الوفاء بتكاليف الحياة.

وأظهرت نتائج مسح العمالة والبطالة الذي نفذته دائرة الاحصاءات العامة الأردنية خلال شهر فبراير الماضي ان معدل البطالة بلغ 3‚14% فيما بلغت بطالة الذكور 8‚11% مقابل 4‚25% للاناث.

وتعرف دراسات متخصصة التمويل الأصغر بأنه «تقديم قروض صغرى لأسر غاية في الفقر بهدف مساعدتها على البدء بأنشطة إنتاجية أو تنمية مشاريعهم الصغيرة».

ويرى خبراء أن دائرة التمويل الأصغر «اتسعت مع مرور الزمن لتشمل مزيداً من الخدمات كالإقراض والادخار والتأمين، نظراً لحاجة الفقراء لمجموعة متنوعة من الخدمات المالية بعد أن استعصى عليهم الانتفاع من المؤسسات المالية الرسمية القائمة».

أما في مجال الفقر، فقد أشارت بيانات دائرة الإحصاءات العامة التي اعتمدت على مسح دخل الأسرة للعام 2005، من خلال عينة من الأسر بلغ حجمها 192‚3 أسرة إلى أن خط الفقر العام في الأردن قد بلغ 504 دنانير للفرد الواحد سنوياً لعام 2005، مقارنة مع 392 ديناراً للفرد الواحد سنوياً في عام 2002، أي بزيادة مقدارها 6‚28%.ويؤكد المدير التنفذي للشركة الأردنية لتمويل المشاريع الصغيرة «تمويلكم» زياد الرفاعي أن التركيز على الخدمات غير المالية يدعم الحاصلين على القروض ويساعدهم على مواصلة مشاريعهم.

وتروي فتحية سنقرط قصة النجاح التي حققتها حين وظفت طموحها نحو العمل في مجال تشكيل الجبص إذ تعلمت هذه الحرفة على يد حرفيين مهرة.

وكانت سنقرط حصلت على قرضها الأول من «تمويلكم» مع مجموعة مكونة من أربعة أفراد، عملت من خلالها بجد لتطوير حرفتها في تصميم وتصنيع الجبص.

وتؤكد أن «تمويلكم» ساعدتها في الترويج لمنتجاتها من خلال الاشتراك في معارض وبازارات متنوعة، كالقرية العالمية، ما أمّن لها مردوداً مادياً كافياً لتسديد قيمة القرض في الوقت المحدد، بالإضافة إلى مساعدتها على توسيع أعمالها.وتشير الى أنها توسعت وما أن انتهت من سداد قيمة قرضها الأول حتى سارعت بتقديم طلب للحصول على القرض الثاني، الذي استخدمته في شراء وتصنيع القوالب المستخدمة في تشكيل الجبص.

يذكر أن «تمويلكم» شركة غير ربحية، مملوكة بالكامل لمؤسسة نور الحسين التي تعمل بشكل مستقل تحت مظلة مؤسسة الملك حسين بن طلال، ويعمد القائمون على «تمويلكم» لاقراض أصحاب المشاريع متناهية الصغر لمساعدتهم على تطوير حياتهم ورفع معدل دخل أسرهم، بالاضافة الى توفير فرص الاقتراض لغير القادرين على الحصول على القروض عبر النظام البنكي التقليدي نظراً لعدم قدرتهم على توفير الضمانات التي تطلبها البنوك،بحسب ما يؤكده ضباط تسويق في تلك الشركات.

ويؤكد الرفاعي إن المساهمة في رفع سوية الاقتصاد الوطني من خلال تمويل المشاريع الصغيرة تساعد في تحسين المستوى المعيشي وخلق فرص عمل، مؤكدا أنه تم منح أكثر من 43 ألف قرض بمبلغ يتجاوز 25 مليون دينار.

وتشير بيانات دائرة الاحصاءات العامة،الى أن نسبة الفقر بلغت 7‚14% في عام 2005 مقارنة مع 2‚14% في عام 2002. وقد بلغت نسبة الفقر في الريف 8‚22% مقارنة مع 7‚18% في عام 2002، وفي الحضر 1‚13% مقارنة مع 9‚12% في عام 2002.

يذكر ان الجهود الحكومية تركزت في مجال التشغيل ومكافحة الفقر على تحسين البنية التحتية الجاذبة للاستثمار وتطوير إمكانات المنظمات الأهلية من خلال برنامجي حزمة الأمان الاجتماعي وتعزيز الإنتاجية، بالإضافة إلى تقديم المعونة المالية المتكررة للأسر المحتاجة من خلال صندوق المعونة الوطنية، وتوفير برامج التدريب المهني.وتؤكد احدى السيدات المستفيدات من «تمويلكم» والمشاركة في بازار الزرقاء والخمسينية من عمرها أنها تبيع الاثواب النسائية المطرزة، تقول «في العادة أبيع في الشهر من ثوب الى ثوبين في أحسن الظروف،إلا أن مشاركتي في البازار الذي أقامته «تمويلكم» مكنتني من بيع 5 أثواب في اليوم الاول».

وتشير في حديثها «أن الزوار أبدوا اعجابا في مطرزاتها التي تصنعها ،مما حقق لها 450 دينارا لقاء بيع 5 أثواب ونقدا».

وتذكر تلك الخمسينية من عمرها أن البيع للاهل والجيران جيد لكن البيع للجمهور مباشرة يحقق فوائد اكبر سواء بالهامش الربحي أو الحصول على الثمن مباشرة دون انتظار لفترات أكبر.

وأنفقت الحكومة خلال السنوات السبع الماضية ما مجموعه 2‚720 مليون دينار على خمسة برامج رئيسة موجهه للتشغيل ومكافحة الفقر، بحسب برنامج الحكومة للتشغيل ومكافحة الفقر 2006 -2007.

من جهته، أكد مدير عام صندوق التنمية والتشغيل علي الغزاوي إن الصندوق منذ تأسيسه في العام 1989 ،مول 33 ألف مشروع انتاجي بقيمة تمويلية وصلت الى 88 مليون دينار، وفرت نحو 40 ألف فرصة عمل، وفي مختلف القطاعات والمحافظات في المملكة.

واشار الغزاوي إلى أن 23% من قيمة القروض كانت لمنتفعين في الارياف، فيما شكلت نسبة 70% من قيمة الاقراض لصالح مشاريع صغيرة وجديدة لتوفير فرص عمل جديدة.

واكد أهمية خلق ثقافة الاقراض الصغير ونشرها، مشيرا الى صدور الارادة الملكية السامية في العام 2004 ،بتخصيص جائزة سنوية باسم «جائزة الملك عبدالله الثاني للعمل الحر والريادة» حيث تكرم أفضل 3 مشاريع يتم اختيارها.