المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القطاع المصرفي القطري حقق نتائج ممتازة وخبرات واسعة



مغروور قطر
05-07-2007, 04:59 AM
القطاع المصرفي القطري حقق نتائج ممتازة وخبرات واسعة

الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي يتحدث لالراية:
دخول المصارف القطرية إلي سوريا فرصة كبيرة لتطور القطاع المصرفي فيها
مؤتمر الريادة والإدارة الرشيدة شكل فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وتلاقي العقول
القطاع المصرفي السوري لم يتأثر أبداً بالضغوط الخارجية
عازمون علي فك ارتباط الليرة السورية بالدولار الأمريكي .. ولا تعويم
هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب تطبق المعايير الدولية
ارتفاع أسعار العقارات في سوريا لا يرتبط بعمليات غسل الأموال


دمشق - الراية - شادي جابر :

أكد الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سوريا المركزي أن القطاع المصرفي في دولة قطر حقق نتائج ممتازة من جميع النواحي وبالمقاييس كافة، مشيراً إلي أن تطور هذا القطاع هو نتيجة طبيعية لتطور الاقتصاد القطري في مختلف القطاعات منذ العام 2002.

وأثني في حوار مع "الراية" علي التجربة العريقة والخبرة الواسعة للمصارف الإسلامية والتقليدية في دولة قطر، منوهاً بأن دخول هذه المصارف إلي السوق السورية يشكل فرصة كبيرة أمام القطاع المصرفي السوري للتطور.

ويُعتبر الدكتور ميالة من الشخصيات الاقتصادية البارزة في سوريا. عهد إليه مهمة إجراء إصلاحات في القطاع المصرفي السوري، ونجح خلال فترة عمله كحاكم لمصرف سوريا المركزي في تحقيق نقلة نوعية شملت العديد من مجالات العمل المصرفي في سوريا.

"الراية" التقت الدكتور "أديب ميالة" حاكم مصرف سوريا المركزي وكان الحوار التالي:

نبدأ من مشاركتكم في مؤتمر الريادة والإدارة الرشيدة في القطاع المصرفي الذي عقد مؤخراً في قطر.. كيف وجدتم هذا المؤتمر.. وما هي أبرز المحاور التي استوقفتكم فيه؟

-لقد شكل مؤتمر الريادة والإدارة الرشيدة فرصة ثمينة أتاحت إمكانية تبادل الخبرات في مجال الحوكمة وتلاقي العقول في المجال المصرفي، لتبادل الأفكار والتجارب بما يُفعّل التواصل الإيجابي بين الجهات المصرفية المختلفة.

أما عن أبرز المحاور التي تداولها المؤتمر فيمكن الحديث عن النقاش الذي دار حول الركائز الأساسية للحوكمة والمتمثلة في الشفافية والإفصاح، إضافة إلي مكافحة الفساد الإداري والمالي وضرورة تطبيق المعايير المحاسبية الدولية، سواء في مجال كفاية رأس المال أو في مجال مكافحة غسل الأموال والإرهاب، وبالتالي التشديد علي أهمية السلطات الرقابية المصرفية ذات الدور الأساسي في لفت انتباه المسؤولين في الإدارات الرئيسية للمؤسسات المالية حول أي قصور تحتاج هذه المؤسسات إلي تلافيه.

ومن أهم النقاط التي طرحها المؤتمر أيضاً تلك المتعلقة بمجلس إدارة المؤسسات المالية ورئاسة هذا المجلس، بما في ذلك الأسس المتبعة في اختيار أعضاء مجلس الإدارة، والذي يجب أن يتكون من أشخاص يمثلون المساهمين تمثيلاً جيداً، إضافة إلي منع الازدواجية بين مهام المدير العام وعضوية مجلس الإدارة أو رئاسته.. إلي جانب الحرص علي تجنب تضارب المصالح خاصة بين عضوية مجلس الإدارة في المؤسسات المالية وعضوية هيئات الرقابة والإشراف.

وأضاف: تمت مناقشة العديد من الجوانب المتعلقة بالحوكمة والإدارة الرشيدة، علي صعيد أسواق المال، بما في ذلك التنويع للمنتجات الاستثمارية وتطوير أسواق أدوات الدين، وبالذات أسواق السندات، وضرورة تفعيل التكنولوجيا الحديثة والوسائل التقنية التي تتضمن المؤهلات والكفاءات والبني التحتية والمؤسساتية.

وفي النهاية أود أن أشير إلي أن مصرف سوريا المركزي في سعي مستمر للوصول إلي تطبيق كامل وسليم لمبادئ الحوكمة والإدارة الرشيدة عن طريق الشفافية في السياسات المتبعة مع السوق المالي، وتطوير عملية الرقابة المصرفية بما يتناسب ومعايير "بازل" والأعراف المحاسبية الدولية، هذا إلي جانب الجهد الكبير المبذول علي صعيد مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والذي كلل أخيرا بانضمام سوريا إلي مجموعة "إيغمونت"، إضافة إلي السعي المستمر لتطوير القوانين الناظمة لعمل السوق المالي وفقاً لركائز الإدارة الرشيدة والحوكمة.

القطاع المصرفي القطري

من خلال زياراتك المتكررة لدولة قطر وتواصلك مع الشخصيات والمؤسسات المصرفية فيها.. كيف وجدت القطاع المصرفي والمالي في هذا البلد؟

- لا شك أن النتائج التي حققها القطاع المصرفي القطري هي نتائج ممتازة من جميع النواحي وبكافة المقاييس، سواء من ناحية زيادة معدلات نمو الودائع والتسليفات أو من حيث ارتفاع نسبة الأرباح أو من ناحية قدرة السوق القطرية علي اجتذاب مزيد من المصارف الإسلامية والتقليدية. ويأتي تطور القطاع المصرفي القطري كنتيجة طبيعية لتطور الاقتصاد القطري، والذي تشهده جميع القطاعات منذ العام 2002. ويقف وراء تطور القطاع المصرفي القطري مجموعة من العوامل، لعل أهمها تطور التشريعات والقوانين التي تحكم العمل المصرفي. وهناك ناحية هامة أخري وهو ما يقوم به مصرف قطر المركزي من أجل تقوية القطاع المصرفي وتنظيم أعماله وفق مبادئ "بازل 2" ومثال ذلك التعليمات المتعلقة باعتماد المقياس المعياري في حساب نسبة كفاية رأس المال وفقا لمبادئ "بازل 2".

التعاون المصرفي بين سوريا وقطر

أين وصلت العلاقات الاقتصادية بين سوريا و قطر، لا سيما في قطاع البنوك والمصارف الإسلامية.. وهل ثمة مشاريع جديدة مشتركة في المستقبل القريب بعد تأسيس مصرف سوريا الدولي الإسلامي؟

-في ظل الانفتاح الاقتصادي وضمن توجهات الخطة الخمسية العاشرة في الجمهورية العربية السورية، ونهج جذب الاستثمارات الدولية والعربية إلي سوريا بشكل عام، وبهدف تطوير العلاقات السورية القطرية، كان هناك مبادرات جادة من الجانب القطري للاستثمار في القطاع المالي والمصرفي في سوريا، وقد يكون علي رأس هذه المبادرات مساهمات شخصيات اعتبارية وطبيعية قطرية في تأسيس بنك سوريا الدولي الإسلامي خلال عام 2006، والذي يعتبر من أوائل المصارف الإسلامية التي دخلت السوق السورية، حيث بلغت نسبة مساهمة الجانب القطري "49% من رأس مال البنك الإسلامي البالغ 5 مليارات ليرة سورية وفق القوانين والأنظمة المصرفية المطبقة في سوريا، وتم طرح 51% من رأس المال للاكتتاب العام للمواطنين السوريين، وتجدر الإشارة هنا إلي ما تتمتع به الشخصيات الاعتبارية القطرية من خبرة رائدة في المجال المصرفي والمالي والتجاري "بنك قطر الدولي الإسلامي ، شركة البروق التجارية ، الشركة الإسلامية القطرية للتأمين ، شركة المشاريع الخاصة"، إلي جانب الوضع المالي والسمعة الجيدة للشخصيات الطبيعية القطرية، ويعتبر ذلك الخطوة الأولي علي صعيد جذب الاستثمارات القطرية إلي سوريا، فهناك اليوم استفسارات كثيرة من جانب مستثمرين قطريين بهدف التوجه نحو استثمارات مستقبلية في سوريا، وعلي سبيل المثال تقدم بنك قطر مؤخراً للحصول علي ترخيص للعمل كبنك تقليدي.

في ظل التجربة القطرية الرائدة في هذا المجال.. هل بحثتم تفعيل التعاون من أجل تطوير القطاع المصرفي في سوريا؟

- إن دخول المصارف القطرية الإسلامية منها أو التقليدية إلي السوق السورية، حاملة معها نتاج تجربتها العريقة وخبرتها الواسعة، هو فرصة كبيرة أمام القطاع المصرفي السوري للتطور، سواء من حيث المنافسة التي سيخلقها دخول مثل هذه المصارف إلي السوق السورية أو من حيث الخبرة الرائدة لهذه المصارف والتي سيتم توطينها لدي المصارف السورية.

سعر الصرف وتعويم الليرة

نجح مصرف سوريا المركزي في المحافظة علي سعر صرف الليرة مقابل العملات الأخري لاسيما الدولار الأمريكي، وأدي تدخل المصرف إلي استقرار ملموس في أسعار الصرف.. هل هذا الاستقرار الحاصل يعني صرف النظر عن خطط تعويم الليرة التي كانت مطروحة في السابق في إطار الانفتاح الاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة السورية، خاصة مع الإعلان عن الرغبة بفك ارتباط الليرة السورية بالدولار الأمريكي؟

- بداية لا بد من التأكيد علي أن استقرار سعر صرف الليرة السورية يمثل الهدف المعلن للسياسة النقدية علي الأمد المتوسط، وقد نجحت السياسة النقدية في تحقيق هذا الهدف خلال الفترة المنصرمة من منظورين اثنين منظور السياسات الإسعافية ومنظور السياسات الوقائية.

فمن منظور السياسات الإسعافية: نجحت السياسة النقدية خلال الفترة المنصرمة في مواجهة أزمة سعر الصرف التي عصفت بالليرة السورية خلال عام 2005، حيث قام مجلس النقد والتسليف برفع معدلات الفائدة الدائنة علي الودائع بالليرة السورية لمرتين متتاليتين، مما أدي إلي الحد من حركة السحوبات بالليرة السورية خارج الجهاز المصرفي، كما قام المجلس أيضاً في ذات الفترة باتخاذ قرار يقضي بالسماح للمصارف بإصدار شهادات إيداع مصرفية حيث يساعد ذلك في امتصاص مزيد من السيولة بالليرة السورية من السوق.

إلي جانب ذلك، ونظراً لكون أثر رفع معدلات الفوائد بحاجة إلي فترة زمنية أطول ليأخذ مفعوله المطلوب، فقد كان لابد من تدخل المصرف المركزي ليقوم بتصحيح دورة القطع الأجنبي في سوريا عن طريق السماح ببيع القطع الأجنبي إلي السوق، وبث مزيد من الثقة في نفوس المتعاملين. لقد نجحت السياسات السابقة مجتمعة في إعادة سعر الصرف إلي مستويات ما قبل الأزمة، كما تمكنت السياسة النقدية أيضاً من إبقاء سعر الصرف عند مستويات منخفضة، علي الرغم من تفاقم حدة الظروف السياسية في المنطقة لاسيما خلال فترة العدوان الإسرائيلي علي لبنان الشقيق.

أما من منظور السياسات الوقائية: فيمكن الحديث عن نجاح السياسة النقدية خلال الفترة الماضية بتأمين المناخ الملائم لتأمين استقرار سعر صرف الليرة السورية، والوصول تدريجياً إلي تطبيق نظام سعر صرف مرن وفعال في الوقت المناسب.

لقد اتسم نظام الصرف في سوريا منذ فترة طويلة، بكونه نظام صرف ثابت متعدد مصحوب بالعديد من القيود علي عمليات الصرف، إضافة إلي وجود هوة بين الموارد والاستخدامات الرسمية للقطع، وقد أدي ذلك إلي نشوء سوق سوداء للقطع الأجنبي والمضاربة علي قيمة الليرة السورية. هذا الواقع وضع خطوات إصلاح السياسة النقدية أمام تحدٍّ كبير يتمثل في الحفاظ علي استقرار سعر الصرف والوصول إلي نظام صرف يتلاءم ومعطيات المرحلة التي تمر بها سوريا نحو اقتصاد السوق الاجتماعي، وقد تمكنت السياسة النقدية من إحراز خطوات كبيرة وجدية في سبيل تحقيق ذلك ويمكن إجمال هذه الخطوات بالتالي:

أولاً: توحيد سعر صرف الليرة السورية واعتماد سعر صرف موحد اعتبارا من بداية عام 2007.

وثانياً: إعادة تنظيم دورة القطع الأجنبي في سوريا عن طريق التحرير الكامل للحساب الجاري من ميزان المدفوعات والترخيص لمهنة الصيرفة وتنظيم مراكز القطع لدي المصارف.

أما فيما يتعلق بموضوع التعويم فقد أعلنا في أكثر من مناسبة بأنه ليس هناك أية نية لدي سوريا لتعويم الليرة السورية. ما تحدثنا عنه هو محاولة الوصول إلي نظام سعر صرف يضمن إدارة فعالة لسعر الصرف. كما أننا أعلنا أننا عازمون خلال الفترة المقبلة علي فك ارتباط الليرة السورية بالدولار الأمريكي، وربطها بوحدة حقوق السحب الخاصة وهذا بعيد كل البعد عن مفهوم تعويم الليرة السورية، ويعود السبب في فك الارتباط لدوافع اقتصادية تتعلق ببنية وهيكل ميزان المدفوعات والشركاء التجاريين لسوريا، وضرورة تأمين مستوي أكبر من الاستقرار في القيمة الخارجية لليرة السورية من خلال ربطها بسلة من العملات التي تتناسب وهيكل ميزان المدفوعات السوري، الأمر الذي يضمن الحد من أثر تقلبات الدولار الأمريكي تجاه العملات الأخري علي قيمة الليرة السورية تجاه هذه العملات.

مغروور قطر
05-07-2007, 05:00 AM
سوق الأوراق المالية

سوق الأوراق المالية في سوريا لم ترَ النور حتي الآن.. ما هي أسباب تأخر إطلاق هذه السوق رغم الانتهاء من وضع جميع التشريعات القانونية ذات الصلة؟

- في الحقيقة لقد قامت هيئة سوق الأوراق المالية بإنجاز كل ما هو مطلوب لتأمين البيئة والبنية التحتية الملائمة لإطلاق سوق دمشق للأوراق المالية، كقانون إحداث سوق دمشق للأوراق المالية. والنظام الداخلي للسوق، ونظام اعتماد منسقي الحسابات لدي الجهات الخاضعة لرقابة هيئة الأوراق والأسواق المالية، بما في ذلك نظام الترخيص لشركات الخدمات والوساطة المالية ونظام الإفصاح ونظام إصدار وطرح الأوراق المالية ونظام قواعد السلوك المهني ونظام التحكيم وفض المنازعات في السوق المزمع إقامتها.

إن أسباب التأخر في إطلاق سوق الأوراق المالية السورية يعود إلي مجموعة من الأسباب، يأتي في مقدمتها محاولة وضع دفتر شروط يلبي حاجة السوق بالحصول علي نظام تداول متطور يلائم طبيعة وحاجات السوق السورية، حيث قامت هيئة الأوراق والأسواق المالية بالإجابة عن 900 سؤال حول خصائص ومزايا نظام التداول المطلوب، وهذا استلزم جهداً ووقتاً كبيرين من قبل الأخصائيين في الهيئة. وبعد ذلك دعا مجلس إدارة السوق لاستدراج العروض من الشركات الكبري لغاية تأمين التجهيزات والتكنولوجيا والبرامج الخاصة بالسوق. بالإضافة إلي الوقت اللازم لتجهيز وإعداد المكان الذي تم اختياره ليكون المقر المؤقت للسوق في هيئة سوق المال ريثما يتم إنشاء مقر دائم للسوق في البوابة الثامنة لدمشق.

والسبب الآخر هو إعطاء فرصة لعدد من الشركات التي تحاول تكييف شروط عملها مع شروط السوق، وتشير المعلومات إلي أن 21 شركة مصدرة للأوراق المالية قامت بدفع رسوم التسجيل المقررة علي أوراقها في الوقت الذي لم يستكمل عدد قليل من هذه الشركات المستندات والأوراق المطلوبة لتصبح شركات مسجلة بشكل نظامي.

بالمقابل بلغ عدد طلبات الترخيص لتأسيس شركات الخدمات والوساطة المالية، والتي تلقتها الهيئة حتي الآن 15 طلباً تجري دراستها والنظر في منح التراخيص لممارسة العمل أصولاً عند افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الشركات الممكن إدراجها في السوق النظامية 10 شركات تنطبق عليها شروط الإدراج كاملة ويبلغ مجموع أسهمها نحو 15,100,542 سهماً، في الوقت ذاته فإن عدد الشركات الممكن إدراجها في السوق الموازية يبلغ 11 شركة بعدد أسهم يصل إلي 21,096,700 سهم، علماً أن عدد الشركات المتوقع إدراجها في السوق الموازية بعد مرور عام أو اثنين كحد أقصي هو 8 شركات. وقد قدر رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية إجمالي قيم الأسهم المتوقع تداولها في السوق النظامية بالقيمة الاسمية بما يقارب 5.5 مليار ليرة سورية، ولدي احتساب القيمة الدفترية لبعض الأسهم فإن هذا الرقم سيرتفع إلي مايعادل 7,399,281,177 ليرة سورية.

وتجدر الإشارة إلي أن عدد الشركات العامة المؤهلة نسبياً لدخول السوق هو 15 شركة. ووفق إحصائيات وزارة الاقتصاد والتجارة فإن عدد الشركات المساهمة القائمة حالياً يبلغ 250 شركة منها 46 شركة مساهمة عامة والباقي شركات مغلقة في حين هناك 800 شركة ذات مسؤولية محدودة.

مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

ما هي أبرز المهام الموكلة إلي هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابعة لمصرف سوريا المركزي.. و ما هي الخطوات التي قامت بإنجازها في هذا الصدد؟

- في البداية أود إعطاء نبذة عن تأسيس الهيئة الذي جاء في إطار نظام وطني متكامل لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك انطلاقًا من إصدار المرسوم التشريعي رقم 59 في سبتمبر 2003، لتجريم غسل الأموال وتأسيس وحدة التحريات المالية السورية "CMLC هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، التي بدأت بالعمل منذ مايو 2004. وفي وقت لاحق ألغي المرسوم التشريعي رقم 59 وصدر بديلاً عنه المرسوم التشريعي رقم 33/2005 وفي ضوئه استمرت الهيئة بالعمل بانطلاقة جديدة.

وبتسليط الضوء علي مهام الهيئة نجد أنها تتألف من أربع وحدات، تعمل بشكل متكامل علي تلقي البلاغات عن العمليات المشبوهة، القيام بالتحقيقات المالية، تبادل المعلومات مع الجهات الحكومية الأخري بما يتضمن الجمارك والأمن الداخلي والقضاء، تطوير قاعدة بيانات عن الجريمة المالية وإصدار تعليمات إلي جميع المصارف والمؤسسات المالية وغير المالية بما يخص مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والرقابة علي تطبيقها. حيث أن جميع المصارف والمؤسسات المالية وغير المالية المحددة في المرسوم التشريعي خاضعة لكل معايير العناية الواجبة، وتعاقب في حال خرقها لالتزامات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وبالأخص تلك المتعلقة منها بمعرفة العمليات الواجبة وحفظ السجلات، وهم أيضاً ملزمون بالإبلاغ عن العمليات المشبوهة.

ويجدر التنويه بقيام الهيئة رغم حداثة عهدها بقطع أشواط مهمة في الاضطلاع بالمهام المسندة إليها في كافة المجالات، وكانت سوريا قد خضعت للتقييم المشترك لإجراءاتها في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من قبل نظرائها في مجموعة العمل المالي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا "MENAFATF المينافاتف"، حيث مثلت إيجابية هذا التقييم شهادة واضحة للجهود المبذولة من قبل الحكومة السورية بكافة قطاعاتها "في مقدمتها هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب" في إرساء أسس متينة وثابتة ومتوافقة مع المتطلبات والمعايير الدولية، حيث استضافت الحكومة السورية في شهري مارس ومايو من العام 2006 فريقاً قانونياً من "المينافاتف" الذي قيم تقدمها في تطبيق قوانين وتشريعات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وقد نوقش تقرير التقييم في الاجتماع العام الرابع للمينافاتف، الذي عقد في مدينة العين في الإمارات العربية المتحدة في 15 نوفمبر 2006، وعكس بوضوح الانجازات والجدية السورية، علي الصعيدين المحلي والدولي، في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

كل هذه المهام، تقوم الهيئة بها في جو من التعاون والتنسيق الوطني، الأمر الذي ينعكس بشكل أساسي في تشكيل لجنة إدارة الهيئة لتضم ممثلين عن جميع الجهات ذات العلاقة المباشرة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. بالإضافة إلي ذلك علي الصعيد الدولي تسمح سوريا بتبادل التعاون مع الجهات القضائية الأجنبية في حقل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك وفقاً للقواعد والأسس المحددة بموجب القوانين والأنظمة السورية النافذة، وأيضاً بموجب الاتفاقات الدولية والإقليمية والثنائية التي تنضم سوريا إليها أو وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل، حيث وقعت الهيئة في هذا الإطار مذكرتي تفاهم مع كل من لبنان وقبرص وستوقع المزيد من مذكرات التفاهم مع بعض الجهات الأجنبية النظيرة. إضافة إلي ذلك في شهر يونيو 2006، شاركت الهيئة كعضو مراقب في الاجتماع العام لمجموعة "إيغمونت" الذي عقد في قبرص. وكللت الجهود السورية علي صعيد مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مؤخراً بانضمامها إلي مجموعة "إيغمونت" بحيث تكون سادس دولة عربية تمنح عضوية كاملة في المجموعة المذكورة، وهي مجموعة غير رسمية لتشجيع التعاون الدولي ما بين مختلف وحدات التحريات المالية، مما يكرس إلي جانب نتائج التقييم المشترك الاعتراف الدولي بالجهود السورية المبذولة في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبخاصة الاعتراف بفعالية الهيئة وبأنها ترقي بما تمتلكه من مقومات إلي سوية المعايير الدولية لما يشكل وحدة تحريات مالية معترف بها.

عزا الكثير من المراقبين ارتفاع أسعار العقارات في سوريا إلي زيادة الطلب علي الأراضي والعقارات الناجم عن عمليات تبييض أو غسل أموال قام بها تجار ورجال أعمال سوريون.. هل أجرت هيئة مكافحة غسيل الأموال دراسة لهذه الظاهرة السلبية وتأثيرها علي الاقتصاد الوطني؟

- لقد شهدت سوريا خلال السنوات الماضية ارتفاعاً في أسعار العقارات، ولكن البحث وراء أسباب هذه الظاهرة أشار إلي أن الأسباب الرئيسة وراء ارتفاع أسعار العقارات يرتبط بعدد من العوامل التي تضافرت لتشكل زيادة في الطلب علي العقارات وبالتالي ارتفاع أسعارها، يذكر من هذه العوامل زيادة طلب الوافدين من العراق ولبنان علي شراء الأراضي والعقارات، وزيادة طلب المغتربين السوريين والمستثمرين الأجانب علي هذه العقارات لغايات الاستثمار، إلي جانب توسع القطاع المالي ودخول المصارف الخاصة وشركات التأمين والصرافة التي شكلت طلباً إضافياً علي العقارات، فضلاً عن ارتفاع أسعار مواد البناء عالمياً كالإسمنت والحديد.

الرواتب والأجور

هناك حديث عن زيادة قريبة في الرواتب والأجور في سوريا.. ما هي صحة ذلك؟ ولماذا تقتصر الزيادات فيالأجور علي موظفي القطاع العام دون باقي فئات الشعب؟

- خلال الفترة الماضية كان هناك توجه واضح نحو ضغط الإنفاق الاستثماري في الموازنة العامة للدولة بهدف إفساح المجال للقطاع الخاص للقيام بهذه الاستثمارات دون مزاحمة الحكومة له، بمقابل التوسع في الشق الجاري من الإنفاق والذي يتشكل كتلة الرواتب والأجور لموظفي القطاع العام والحكومي الجزء الأكبر منه، حيث حصلت هناك مجموعة من الزيادات علي كتلة الرواتب والأجور خلال الأعوام الماضية، وتعتبر السياسة المالية للدولة ممثلة بوزارة المالية المسؤول عن قرار التوسع أو الانكماش في الإنفاق الذي تقوم به عبر الموازنة العامة للدولة، وذلك في ضوء أهدافها باتباع سياسة مالية توسعية أو انكماشية.

أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال فيمكن القول بأن كتلة الرواتب والأجور التي يفرد لها بند خاص في الموازنة العامة للدولة، هي كما أشرت مسبقاً، رواتب وأجور العاملين في الدولة والقطاع العام.. وبالتالي فإن أي قرار بزيادة الرواتب والأجور ينال بالدرجة الأولي العاملين في القطاع العام والحكومي، لكن أن هذه الزيادة غالباً ما تستجر زيادة في رواتب وأجور العاملين في القطاع الخاص انطلاقا من مبدأ المنافسة.

الضغوط علي سوريا

مارست الإدارة الأمريكية في السنوات السابقة ضغوطاً كبيرة علي المصارف الأمريكية والعالمية لمنعها من التعامل مع المصارف السورية فضلاً عن الضغوط الاقتصادية الأخري في سياق ما يسمي قانون محاسبة سوريا.. إلي أي مدي كان لهذه الضغوط أثرها السلبي علي الاقتصاد السوري وتطور القطاع المصرفي حديث العهد في سوريا؟

- لقد أصبح معروفا للجميع بأن الاتهامات والضغوطات الموجهة إلي سوريا من خلال قانون محاسبة سوريا أو من خلال الضغط علي المصارف هي اتهامات باطلة، كونها تنبع من دوافع سياسية بالدرجة الأولي، وبالرغم من هذه الضغوطات فإن القطاع المصرفي السوري لم يتأثر أبداً، وخاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها السلطات النقدية من خلال اعتماد عملة اليورو بدلاً من الدولار في تسوية معاملات الدولة، بل علي العكس من ذلك فقد أثبتت سوريا من خلال تقرير التقييم المشترك الذي قامت به مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا شفافية كبيرة والتزاماً عالياً بالمبادئ والمعايير الدولية علي صعيد الممارسات المصرفية، مما يضحد الاتهامات الأمريكية الموجهة لسوريا، ويثبت أن القطاع المصرفي السوري، علي الرغم من حداثة عهده، هو في تطور واضح، وقام بعمل مح-+***/=/=؛؛مود خلال السنوات الثلاث الماضية، ولعل الحديث عن بعض المؤشرات يعطي دليلاً واضحاً علي ذلك حيث تضاعف حجم الإيداعات لدي هذه المصارف بالليرة السورية وبالقطع الأجنبي لأكثر من خمس مرات، كما تضاعف حجم التسليفات أكثر من أربع مرات خلال الفترة ذاتها.

سيف قطر
06-07-2007, 01:54 PM
http://alzezavon.jeeran.com/Mashkor.gif