مغروور قطر
07-07-2007, 05:28 AM
الدوسري: مشكلة الإدراجات ليست في لجنة السوق
حوار علاء السمان ورضا السناري: تبقى مجموعة «أعيان» في قلب القضايا الساخنة، من دون أن تكون في قلب السجال. حيثما يكون في الكويت ملف ساخن، لابد أن تكون لإحدى شركات المجموعة حصة من القضية، حصل هذا أخيراً حين قبلت طلبات إدراج حسب الشروط القديمة- للمرة الأخيرة- ورفضت أخرى.
ربما هي الصدفة التي تبغيها المجموعة، وربما هي طبيعة الأمور حين يكون عدد شركات المجموعة يقارب الـ25 في قطاعات شتى... مثل هذا الرقم نادراً يكون لدى مجموعة استثمارية، فكيف وصلت إليه «أعيان» من دون ضجيج؟ وأي هيكل مستقبلي لمجموعة تتحول تدريجياً إلى امبراطورية أعمال.
يقول نائب رئيس مجلس إدارة «أعيان» ورئيسها التنفيذي أحمد الدوسري إن المجموعة تحذر لهيكل جديد يجمع شركات المجموعة تحت ثلاث مظلات، إحداها في شركة للإجارة، وأخرى للعقار، وثالثة استثمارية متخصصة في إدارة الأصول.
هذه المجموعة بشركاتها الـ25 قد يرى البعض أنها «مدللة»، فقد كان لها الحظ بقبول طلب إدراج «مبرد للنقل» البالغ رأسمالها 7.4 مليون دينار، في الوقت الذي كان الباب يغلق فيه بوجه شركات أخرى، لكن للدوسري زاوية أخرى يقارب منها الموضوع فهو يرى أن «السوق يمر بمرحلة مخاض، ما بين التشدد في القانون واتساع المساحة التقديرية للجنة السوق في اتخاذ قرار الادراج. واعتقد ان الحل يكمن في التركيز على القانون وتفاصيله اكثر من الازدواجية في المعايير».
لكان ألم تكن قرارات لجنة السوق جزءاً من المشكلة؟ لا يتردد الدوسري في القول «انا لا اتفق مع من يقول ان المشكلة في لجنة السوق، ولكن التشريعات نفسها قديمة وغير متناسقة، او وضعت في حالات وازمات مر بها السوق، حتى انها باتت تشريعات لا تناسب الطفرة الحالية والوضع والانفتاح الموجود، وفي النهاية لجنة السوق ليس امامها الا تطبيق القانون».
وربما يجد الدوسري في الكلام عن «مبرد» ما يدعم وجهة نظره، «كونها شركة تشغيلية بحتة بطبيعتها وذات عوائد مستقرة ليست كبيرة بحكم سوق النقل اليوم في الكويت، والذي يعاني من حرب اسعار ومنافسة حادة، لكنها أرباحها تشغيلية».
يقود هذا إلى الحديث عن تخارج محتمل من «مبرد»، «فالعروس» ذات رأسمال صغير و«الخطّاب» كثر... يترك الدوسري الباب موارباً في الإجابة ويقول «نعم هي من الشركات التي ذات رأس المال القليل وبالتالي الجذاب» ويضيف: «حرصنا ان نستمر برأس المال القليل لجعل جميع الفرص امامنا في «أعيان» مفتوحة في حال إعادة تركيب الاستراتيجية حقوق المساهمين في «مبرد». لذلك كل الافكار مطروحة وكل الدراسات والبحوث حول كل الفرص متاحة امامنا ولن نستعجل كوننا حريصين على اختيار انسب خيار لنا ولمساهمينا بعد الادراج فيما يخص اعادة تركيبة حقوق المساهمين».
وهل من تخارجات أخرى، لاسيما وأن معلومات كانت تتردد عن بيع حصة في «أعيان العقارية»؟ يشير الدوسري إلى أنه بالفعل «كان هناك حديث مع احدى الجهات الاستثماريةكوسيط لبيع حصة في «أعيان العقارية»، بيد اننا سحبنا عرض البيع».
تبدو «أعيان» على أرض صلبة، والنقد الذي يوجه إليه يخرج عما هو سائد، ففي تنقد مجموعات أخرى لمبالغتها في احتساب أرباح إعادة التقييم ثمة من يقول إن «أعيان» تبالغ في عدم مراعاة الفروق بين قيم اصول «أعيان» الدفترية والسوقية، وهناك من يقول إن هذا الفرق يصل إلى نصف مليار دولار. لكن الدوسري ينفي هذا الرقم ويقول إن الرقم هو في عشرات الملايين فقط. ويوضح رؤية الشركة في هذا المجال، إذ إن «استثمارات المجموعة في معظمها استراتيجية، ولذلك نفضل إبقاءها بقيمها الدفترية».
يرفض الدوسري القول ان توقف مفاوضات المجموعة لشراء «الخطوط السودانية»- التي اشترتها لاحقاً «عارف» يعني أن الشركة ذات نفس قصير، بل يصف شركته بانها «رشيقة في تبديل الفرص المتاحة، وعند دخولها في فرصة تكون ذات نفس طويل واستراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع الفرصة، ومن تجليات ذلك نماذج استثمارتها مع «الشايع» في «مشاعر»، واستثمارات الشركة في مكة او المدينة تعكس نفسا طويل، وايضا اسواق التاجير التي مرت في منافسة واحيانا حرق للاسعار، ورغم ذلك استمرت الشركة بنفس طويل».
يسأل الدوسري عن مشروع القانون الجديد الذي اعتمده مجلس الوزراء في خصوص انشاء هيئة سوق المال، فيجيب بأن «إخراج القانون بحد ذاته وخروج هيئة سوق المال مطلب قديم، واعتقد ان صدور قانون في هذا الشأن سيقدم قيمة مضافة وسيطور اداء البورصة، واعتقد ان الممارسة العملية بعد التطبيق واثناء التنفيذ سنكتشف المثالب، ومن ثم نعمل على تقويمها،فالاهم ان يصدر قانون ينظم هيئة سوق المال، وبعدها نطور. لقد تأخرنا كثيرا وسبقتنا الاسواق الاخرى في حين اننا الاقدر على التطوير».
وفي ما يلي نص المقابلة:
• كانت هناك تصريحات حول استراتيجية جديدة لـ «أعيان» فهل هناك ملامح باتت مرسومة بشكل نهائي؟
- نعم، فمجلس الادارة ناقش اخيرا امكانية فصل شركات وقطاعات «أعيان» الى 3 شركات، شركة متكاملة لقطاع الإجارة تجمع شركاتها التابعة المتخصصة من «مبرد» و«اتقان» التي تملك «ريكاب» و«الكراج» و«اساس» للباصات، و«إمداد» و«رواحل»، إلى جانب شركات الإجارة الأخرى من «سهالة» و«مدللة» واجهزة المبيعات وتأجير الشركات. وفي القطاع العقاري، ستكون هناك شركة تجمع تحت مظلتها «أعيان العقارية» و«ابيار للعقارات» في دبي و«املاك للتمويل العقاري» والمضاربات والاصول العقارية التي تملكها أعيان ايضا.. كلها تقع ضمن منظومة واحدة. اما القطاع الثالث فسيجمع تحت مظلة شركة استثمار، كل الاملاك والأنشطة الاخرى كالقطاع البنكي والقطاع الاستثماري والقطاع المالي وغيرها من الاصول التي تم الدخول عليها وكذلك المحافظ والصناديق، كل هذه ستكون تحت مظلة شركة واحدة متخصصة في ادارة الاصول.
• هل ستتجهون لانشاء كيانات جديدة لهذه الاستراتيجية؟
- ليس بالضرورة، فمن الممكن استخدام احد الكيانات الحالية لتصبح مظلة لباقي الكيانات الاخرى.
• متى ستنجز هذه الخطوة؟
- بدأنا الآن بخطة محددة، وبشكل جدي، ومن المفترض خلال الفترة المقبلة ان يتم ذلك.. نحن الآن في بدايةالطريق لفصل الكيانات الثلاثة.
• كم شركة تحت ادارة «أعيان» من المرتقب ان تدخل ضمن المنظومة الجديدة؟
-25 شركة منها ما بين 13 الى 14 شركة كبيرة. وهى تعتبر من الشركات المدمجة في ميزانيتها. تحت ادارة «أعيان»، اما الشركات الاحفاد فهي 12 تقريباً.
• ابديتم الرغبة في السابق لبيع حصة في «أعيان العقارية» ماذا عن اخر التطورات في هذا الشأن؟
- كان هناك حديث مع احدى الجهات الاستثمارية كوسيط، بيد اننا سحبنا عرض البيع.
• وما السبب؟
- لاننا راينا في «أعيان العقارية» فرصة واعدة، من الممكن ان تنعكس بشكل ايجابي على استراتيجية الشركة الام الجديدة، وعموما فالقصة كانت لنسبة بسيطة لا تتجاوز الـ 15 في المئة.
وهل تحدثتم عن السعر؟
- لم نصل الى هذه المرحلة... سحبنا العرض قبل ان يصل الموضوع الى هذا الحد.
• ألم تقوموا باعداد دراسة في هذا الخصوص؟
- لم نفعل، حيث يتم في الغالب اعداد دراسات حول اسعار الاسهم المدرجة في حالات الصفقات الكبيرة، بيد انه في حالة «أعيان» فالحصة المطروحة صغيرة.
- هل هناك نية لتخارج «أعيان» من جزء من اصولها؟
- نعم، ضمن الاستراتيجية الطبيعية، وضمن نشاطها الطبيعي ان تربح من البيع، فـ«أعيان» لديها توجه للبيع في بعض اصولها وكذلك الدخول في مشاريع جديدة.
سياسة مرسومة
• هناك من يرى ان استراتيجية «أعيان» متحفظة ومخالفة تماما لمجاميع كثيرة في السوق المحلي والاقليمي. من حيث تسجيل كل اصولها بالقيمة الدفترية. رغم الفروقات السعرية، فكيف ترى الادارة ذلك؟
- نحن لا نخفي ان «أعيان» متحفظة في تقييم اصولها... والسبب، ان الشركة تسير ضمن سياسة ذات تركيبة متناسقة فيما بينها، فمنهج الشركة متحفظ ومتأن. وفي النهاية الامر كله يتعلق بالتكييف المحاسبي الذي يعتمد على كيفية تصنيف الادارة لاسهمها... كما ان اختيار التحفظ في التقييم يرجع الى ان غالبية استثمارات «أعيان» استراتيجية، وان كان هذا لا يعني انه ليس لديها استثمارات للبيع. (كل) شركة في السوق لديها استثمارات متاحة للبيع خاصة ما دام هذا الخيار سيوفر قيمة مضافة، فهناك شراكات جديدة تعطي بعدا واخرى تمنح عمقا في منتجات جديدة، وامام كل هذه الاعتبارات يبقى البيع خيارا متاحا.
• وماذا عن حقيقة ما يقال حول ان الفروق بين قيم اصول «أعيان» الدفترية والسوقية تصل لنصف مليار دينار؟
- لا اعتقد انها تصل إلى نصف مليار دينار، بيد انه يمكن القول انها بعشرات الملايين فقط.
• ألا يوجد لديكم توجه لتغيير هذه السياسة؟
- حتى الآن لا يوجد توجه لتغيير هذا النهج.
• تحدثتم في السابق عن امكانية مساهمتكم في سوق التأجير المصري، ودعمتم ذلك التوجه خلال ديوان «أعيان» الاخير الذي ذكرتم فيه ان لديكم اهتماما بالاستثمار في مصر، فهل هناك تطورات في هذا الخصوص ؟
- نعم (...) فهناك فريق من قطاع الاجارة، بقيادة عبدالوهاب الابراهيم، يعكف على تقييم شركة مصرية تعمل في نشاط الايجار التشغيلي قطاع السيارات، بهدف الدخول معها بشراكة استراتيجية.
• ماذا عن الحصة المرتقبة في هذه الشركة؟
- 50 في المئة.
• وهل تم الاتفاق على سعر الصفقة؟
- لا (...) اذ ان فريق «أعيان» مازال يقيم الشركة.
- وهل سيكون قطاع التأجير النافذة الاستثماية الاهم لـ «أعيان» في مصر، ام ان هناك فرصا اخرى على طاولة الشركة؟
- ما نراه جذابا وندرسه اضافة الى قطاع التأجير، فرص التطوير العقاري في السوق مصر.
- وهل ضمن الدراسة تأسيس شركة للتطوير العقاري في مصر؟
- ما زلنا في مرحلة الاهتمام ودراسة الفرص فقط، وليس هناك اي تحديد.. فنحن ما زلنا في البداية فقط.
• وخارج السوق المصري، هل يمكن القول ان هناك فرصا غير شركة التأجير باتت على نار حامية؟
- نعم (...) يمكن قول ذلك، فهناك فرصة اعتقد انها باتت على نار حامية.
• هل انتهيتم من عملية التخارج من المحفظة التي اسستموها في مصر؟
- نعم، حيث تم بيع محفظة في مرحلتها الاولى وحققت ارباحا وانتقلنا الى المحفظة الثانية.
نفس طويل... ورشاقة
• بعض الاوساط الاقتصادية تدعي ان «أعيان» شركة ذات نفس قصير في مفاوضاتها الاستثمارية وتضرب المثال على ذلك بتوقف المفاوضات حول صفقة الخطوط الجوية السودانية ماذا تقولون في ذلك؟
- لا اعتقد ان توقف مفاوضات السودان تعكس ان «أعيان» ذات نفس قصير، بل يمكنني القول انها رشيقة في تبديل الفرص المتاحة، وعند دخولها في فرصة تكون ذات نفس طويل واستراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع الفرصة، ومن تجليات ذلك نماذج استثماراتها مع «الشايع» في «مشاعر»، واستثمارات الشركة في مكة او المدينة تعكس نفسا طويل، وايضا اسواق التأجير التي مرت في منافسة واحيانا حرق للاسعار، ورغم ذلك استمرت الشركة بنفس طويل، واليوم الامور مستقرة، ولدينا تنوع كبير في الاصول التأجيرية وشركات متخصصة فيها.
• ما الذي أوقف المفاوضات مع الحكومة السودانية ؟
- اصرار الحكومة السودانية على اشتراطات لها علاقة بالملكية والحقوق والعمالة على المشروع.
• لكن الشروط نفسها وافقت عليها مجموعة عارف؟
- شركة عارف مؤهلة اكثر من «أعيان» واي مجموعة اخرى للتعامل مع السوق السوداني، بحكم عملها هناك بشكل متكامل وليس بشكل جزئي، الامر الآخر الدكتور رئيس مجلس ادارة «عارف» الدكتور علي الزميع وفريقه استثمروا في العلاقات بالسوق السوداني منذ 5 سنوات تقريبا، وبالتالي هم اقدر للتعامل مع هذه الفرصة، الامر الاخر أن السودانيين يحتاجون أن توسع صدرك معهم فترة طويلة.
خيار مختلف
•
حوار علاء السمان ورضا السناري: تبقى مجموعة «أعيان» في قلب القضايا الساخنة، من دون أن تكون في قلب السجال. حيثما يكون في الكويت ملف ساخن، لابد أن تكون لإحدى شركات المجموعة حصة من القضية، حصل هذا أخيراً حين قبلت طلبات إدراج حسب الشروط القديمة- للمرة الأخيرة- ورفضت أخرى.
ربما هي الصدفة التي تبغيها المجموعة، وربما هي طبيعة الأمور حين يكون عدد شركات المجموعة يقارب الـ25 في قطاعات شتى... مثل هذا الرقم نادراً يكون لدى مجموعة استثمارية، فكيف وصلت إليه «أعيان» من دون ضجيج؟ وأي هيكل مستقبلي لمجموعة تتحول تدريجياً إلى امبراطورية أعمال.
يقول نائب رئيس مجلس إدارة «أعيان» ورئيسها التنفيذي أحمد الدوسري إن المجموعة تحذر لهيكل جديد يجمع شركات المجموعة تحت ثلاث مظلات، إحداها في شركة للإجارة، وأخرى للعقار، وثالثة استثمارية متخصصة في إدارة الأصول.
هذه المجموعة بشركاتها الـ25 قد يرى البعض أنها «مدللة»، فقد كان لها الحظ بقبول طلب إدراج «مبرد للنقل» البالغ رأسمالها 7.4 مليون دينار، في الوقت الذي كان الباب يغلق فيه بوجه شركات أخرى، لكن للدوسري زاوية أخرى يقارب منها الموضوع فهو يرى أن «السوق يمر بمرحلة مخاض، ما بين التشدد في القانون واتساع المساحة التقديرية للجنة السوق في اتخاذ قرار الادراج. واعتقد ان الحل يكمن في التركيز على القانون وتفاصيله اكثر من الازدواجية في المعايير».
لكان ألم تكن قرارات لجنة السوق جزءاً من المشكلة؟ لا يتردد الدوسري في القول «انا لا اتفق مع من يقول ان المشكلة في لجنة السوق، ولكن التشريعات نفسها قديمة وغير متناسقة، او وضعت في حالات وازمات مر بها السوق، حتى انها باتت تشريعات لا تناسب الطفرة الحالية والوضع والانفتاح الموجود، وفي النهاية لجنة السوق ليس امامها الا تطبيق القانون».
وربما يجد الدوسري في الكلام عن «مبرد» ما يدعم وجهة نظره، «كونها شركة تشغيلية بحتة بطبيعتها وذات عوائد مستقرة ليست كبيرة بحكم سوق النقل اليوم في الكويت، والذي يعاني من حرب اسعار ومنافسة حادة، لكنها أرباحها تشغيلية».
يقود هذا إلى الحديث عن تخارج محتمل من «مبرد»، «فالعروس» ذات رأسمال صغير و«الخطّاب» كثر... يترك الدوسري الباب موارباً في الإجابة ويقول «نعم هي من الشركات التي ذات رأس المال القليل وبالتالي الجذاب» ويضيف: «حرصنا ان نستمر برأس المال القليل لجعل جميع الفرص امامنا في «أعيان» مفتوحة في حال إعادة تركيب الاستراتيجية حقوق المساهمين في «مبرد». لذلك كل الافكار مطروحة وكل الدراسات والبحوث حول كل الفرص متاحة امامنا ولن نستعجل كوننا حريصين على اختيار انسب خيار لنا ولمساهمينا بعد الادراج فيما يخص اعادة تركيبة حقوق المساهمين».
وهل من تخارجات أخرى، لاسيما وأن معلومات كانت تتردد عن بيع حصة في «أعيان العقارية»؟ يشير الدوسري إلى أنه بالفعل «كان هناك حديث مع احدى الجهات الاستثماريةكوسيط لبيع حصة في «أعيان العقارية»، بيد اننا سحبنا عرض البيع».
تبدو «أعيان» على أرض صلبة، والنقد الذي يوجه إليه يخرج عما هو سائد، ففي تنقد مجموعات أخرى لمبالغتها في احتساب أرباح إعادة التقييم ثمة من يقول إن «أعيان» تبالغ في عدم مراعاة الفروق بين قيم اصول «أعيان» الدفترية والسوقية، وهناك من يقول إن هذا الفرق يصل إلى نصف مليار دولار. لكن الدوسري ينفي هذا الرقم ويقول إن الرقم هو في عشرات الملايين فقط. ويوضح رؤية الشركة في هذا المجال، إذ إن «استثمارات المجموعة في معظمها استراتيجية، ولذلك نفضل إبقاءها بقيمها الدفترية».
يرفض الدوسري القول ان توقف مفاوضات المجموعة لشراء «الخطوط السودانية»- التي اشترتها لاحقاً «عارف» يعني أن الشركة ذات نفس قصير، بل يصف شركته بانها «رشيقة في تبديل الفرص المتاحة، وعند دخولها في فرصة تكون ذات نفس طويل واستراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع الفرصة، ومن تجليات ذلك نماذج استثمارتها مع «الشايع» في «مشاعر»، واستثمارات الشركة في مكة او المدينة تعكس نفسا طويل، وايضا اسواق التاجير التي مرت في منافسة واحيانا حرق للاسعار، ورغم ذلك استمرت الشركة بنفس طويل».
يسأل الدوسري عن مشروع القانون الجديد الذي اعتمده مجلس الوزراء في خصوص انشاء هيئة سوق المال، فيجيب بأن «إخراج القانون بحد ذاته وخروج هيئة سوق المال مطلب قديم، واعتقد ان صدور قانون في هذا الشأن سيقدم قيمة مضافة وسيطور اداء البورصة، واعتقد ان الممارسة العملية بعد التطبيق واثناء التنفيذ سنكتشف المثالب، ومن ثم نعمل على تقويمها،فالاهم ان يصدر قانون ينظم هيئة سوق المال، وبعدها نطور. لقد تأخرنا كثيرا وسبقتنا الاسواق الاخرى في حين اننا الاقدر على التطوير».
وفي ما يلي نص المقابلة:
• كانت هناك تصريحات حول استراتيجية جديدة لـ «أعيان» فهل هناك ملامح باتت مرسومة بشكل نهائي؟
- نعم، فمجلس الادارة ناقش اخيرا امكانية فصل شركات وقطاعات «أعيان» الى 3 شركات، شركة متكاملة لقطاع الإجارة تجمع شركاتها التابعة المتخصصة من «مبرد» و«اتقان» التي تملك «ريكاب» و«الكراج» و«اساس» للباصات، و«إمداد» و«رواحل»، إلى جانب شركات الإجارة الأخرى من «سهالة» و«مدللة» واجهزة المبيعات وتأجير الشركات. وفي القطاع العقاري، ستكون هناك شركة تجمع تحت مظلتها «أعيان العقارية» و«ابيار للعقارات» في دبي و«املاك للتمويل العقاري» والمضاربات والاصول العقارية التي تملكها أعيان ايضا.. كلها تقع ضمن منظومة واحدة. اما القطاع الثالث فسيجمع تحت مظلة شركة استثمار، كل الاملاك والأنشطة الاخرى كالقطاع البنكي والقطاع الاستثماري والقطاع المالي وغيرها من الاصول التي تم الدخول عليها وكذلك المحافظ والصناديق، كل هذه ستكون تحت مظلة شركة واحدة متخصصة في ادارة الاصول.
• هل ستتجهون لانشاء كيانات جديدة لهذه الاستراتيجية؟
- ليس بالضرورة، فمن الممكن استخدام احد الكيانات الحالية لتصبح مظلة لباقي الكيانات الاخرى.
• متى ستنجز هذه الخطوة؟
- بدأنا الآن بخطة محددة، وبشكل جدي، ومن المفترض خلال الفترة المقبلة ان يتم ذلك.. نحن الآن في بدايةالطريق لفصل الكيانات الثلاثة.
• كم شركة تحت ادارة «أعيان» من المرتقب ان تدخل ضمن المنظومة الجديدة؟
-25 شركة منها ما بين 13 الى 14 شركة كبيرة. وهى تعتبر من الشركات المدمجة في ميزانيتها. تحت ادارة «أعيان»، اما الشركات الاحفاد فهي 12 تقريباً.
• ابديتم الرغبة في السابق لبيع حصة في «أعيان العقارية» ماذا عن اخر التطورات في هذا الشأن؟
- كان هناك حديث مع احدى الجهات الاستثمارية كوسيط، بيد اننا سحبنا عرض البيع.
• وما السبب؟
- لاننا راينا في «أعيان العقارية» فرصة واعدة، من الممكن ان تنعكس بشكل ايجابي على استراتيجية الشركة الام الجديدة، وعموما فالقصة كانت لنسبة بسيطة لا تتجاوز الـ 15 في المئة.
وهل تحدثتم عن السعر؟
- لم نصل الى هذه المرحلة... سحبنا العرض قبل ان يصل الموضوع الى هذا الحد.
• ألم تقوموا باعداد دراسة في هذا الخصوص؟
- لم نفعل، حيث يتم في الغالب اعداد دراسات حول اسعار الاسهم المدرجة في حالات الصفقات الكبيرة، بيد انه في حالة «أعيان» فالحصة المطروحة صغيرة.
- هل هناك نية لتخارج «أعيان» من جزء من اصولها؟
- نعم، ضمن الاستراتيجية الطبيعية، وضمن نشاطها الطبيعي ان تربح من البيع، فـ«أعيان» لديها توجه للبيع في بعض اصولها وكذلك الدخول في مشاريع جديدة.
سياسة مرسومة
• هناك من يرى ان استراتيجية «أعيان» متحفظة ومخالفة تماما لمجاميع كثيرة في السوق المحلي والاقليمي. من حيث تسجيل كل اصولها بالقيمة الدفترية. رغم الفروقات السعرية، فكيف ترى الادارة ذلك؟
- نحن لا نخفي ان «أعيان» متحفظة في تقييم اصولها... والسبب، ان الشركة تسير ضمن سياسة ذات تركيبة متناسقة فيما بينها، فمنهج الشركة متحفظ ومتأن. وفي النهاية الامر كله يتعلق بالتكييف المحاسبي الذي يعتمد على كيفية تصنيف الادارة لاسهمها... كما ان اختيار التحفظ في التقييم يرجع الى ان غالبية استثمارات «أعيان» استراتيجية، وان كان هذا لا يعني انه ليس لديها استثمارات للبيع. (كل) شركة في السوق لديها استثمارات متاحة للبيع خاصة ما دام هذا الخيار سيوفر قيمة مضافة، فهناك شراكات جديدة تعطي بعدا واخرى تمنح عمقا في منتجات جديدة، وامام كل هذه الاعتبارات يبقى البيع خيارا متاحا.
• وماذا عن حقيقة ما يقال حول ان الفروق بين قيم اصول «أعيان» الدفترية والسوقية تصل لنصف مليار دينار؟
- لا اعتقد انها تصل إلى نصف مليار دينار، بيد انه يمكن القول انها بعشرات الملايين فقط.
• ألا يوجد لديكم توجه لتغيير هذه السياسة؟
- حتى الآن لا يوجد توجه لتغيير هذا النهج.
• تحدثتم في السابق عن امكانية مساهمتكم في سوق التأجير المصري، ودعمتم ذلك التوجه خلال ديوان «أعيان» الاخير الذي ذكرتم فيه ان لديكم اهتماما بالاستثمار في مصر، فهل هناك تطورات في هذا الخصوص ؟
- نعم (...) فهناك فريق من قطاع الاجارة، بقيادة عبدالوهاب الابراهيم، يعكف على تقييم شركة مصرية تعمل في نشاط الايجار التشغيلي قطاع السيارات، بهدف الدخول معها بشراكة استراتيجية.
• ماذا عن الحصة المرتقبة في هذه الشركة؟
- 50 في المئة.
• وهل تم الاتفاق على سعر الصفقة؟
- لا (...) اذ ان فريق «أعيان» مازال يقيم الشركة.
- وهل سيكون قطاع التأجير النافذة الاستثماية الاهم لـ «أعيان» في مصر، ام ان هناك فرصا اخرى على طاولة الشركة؟
- ما نراه جذابا وندرسه اضافة الى قطاع التأجير، فرص التطوير العقاري في السوق مصر.
- وهل ضمن الدراسة تأسيس شركة للتطوير العقاري في مصر؟
- ما زلنا في مرحلة الاهتمام ودراسة الفرص فقط، وليس هناك اي تحديد.. فنحن ما زلنا في البداية فقط.
• وخارج السوق المصري، هل يمكن القول ان هناك فرصا غير شركة التأجير باتت على نار حامية؟
- نعم (...) يمكن قول ذلك، فهناك فرصة اعتقد انها باتت على نار حامية.
• هل انتهيتم من عملية التخارج من المحفظة التي اسستموها في مصر؟
- نعم، حيث تم بيع محفظة في مرحلتها الاولى وحققت ارباحا وانتقلنا الى المحفظة الثانية.
نفس طويل... ورشاقة
• بعض الاوساط الاقتصادية تدعي ان «أعيان» شركة ذات نفس قصير في مفاوضاتها الاستثمارية وتضرب المثال على ذلك بتوقف المفاوضات حول صفقة الخطوط الجوية السودانية ماذا تقولون في ذلك؟
- لا اعتقد ان توقف مفاوضات السودان تعكس ان «أعيان» ذات نفس قصير، بل يمكنني القول انها رشيقة في تبديل الفرص المتاحة، وعند دخولها في فرصة تكون ذات نفس طويل واستراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع الفرصة، ومن تجليات ذلك نماذج استثماراتها مع «الشايع» في «مشاعر»، واستثمارات الشركة في مكة او المدينة تعكس نفسا طويل، وايضا اسواق التأجير التي مرت في منافسة واحيانا حرق للاسعار، ورغم ذلك استمرت الشركة بنفس طويل، واليوم الامور مستقرة، ولدينا تنوع كبير في الاصول التأجيرية وشركات متخصصة فيها.
• ما الذي أوقف المفاوضات مع الحكومة السودانية ؟
- اصرار الحكومة السودانية على اشتراطات لها علاقة بالملكية والحقوق والعمالة على المشروع.
• لكن الشروط نفسها وافقت عليها مجموعة عارف؟
- شركة عارف مؤهلة اكثر من «أعيان» واي مجموعة اخرى للتعامل مع السوق السوداني، بحكم عملها هناك بشكل متكامل وليس بشكل جزئي، الامر الآخر الدكتور رئيس مجلس ادارة «عارف» الدكتور علي الزميع وفريقه استثمروا في العلاقات بالسوق السوداني منذ 5 سنوات تقريبا، وبالتالي هم اقدر للتعامل مع هذه الفرصة، الامر الاخر أن السودانيين يحتاجون أن توسع صدرك معهم فترة طويلة.
خيار مختلف
•