السعدي999
07-07-2007, 05:31 PM
وهذه المرثية الرنانة قالها أبو الحسن الأنباري في الوزير ابن بقية أبي الطاهر نصير الدولة محمد بن محمد بن علي وزير عز الدولة البويهي سلطان العراق, وهو وزير من الأجواد, من جلة الرؤساء وأكابر الوزراء وأعيان الكرماء، حسب قول ابن خلكان، وأصله من (أوانا) قرب بغداد، خدم معز الدولة البويهي وترقى من صاحب مطبخ إلى غيرها حتى مات، ولما صار الأمر إلى ابنه عز الدولة بختيار حسنت حاله عنده، فاستوزره سنة 362هـ واستوزره الخليفة المطيع أيضا, فأقام يسوس الأمور ويُغدِق على الناس إحسانه. وقد نشب قتال بين عز الدولة وابن عمه عضد الدولة, حين توجه للاستيلاء على العراق. وفي الموقعة التي جرت بين عضد الدولة وعز الدولة انتصر عضد الدولة وقتل عز الدولة ودخل عضد الدولة بغداد وأمر بالقبض على الوزير ابن بقية فقبض عليه وسمل عينيه ثم أمر به فألقي تحت أرجل الفيلة فمات وصلب ببغداد, وكان ذلك سنة 367هـ وظل مصلوبا حتى وفاة عضد الدولة سنة 372هـ. مر أبو الحسن الأنباري فرأى صديقه الوزير ابن بقية مصلوبا فرثاه بهذه القصيدة, قيل لم يرث بمثلها مصلوب من قبل وقيل إن عضد الدولة لما سمعها تمنى أن تقال فيه وأن يكون هو المصلوب.
علـو في الحياة وفي الممات
لحق تلـك إحدى المعجـزات
كأن الناس حولك حـين قـاموا
وفـود نـداك أيـام الصلاتِ
كأنك قائم فيهم خطيبــا
وكـلهم قيـام للصـلاة
مددت يديك نحوهم احتفـاء
كمدهمـا إليهـم بالهبـات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم عُلاك من بعد المماتِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعُظْمِك في النفوس بقيت تُرعى
بحفاظٍ وحراسٍ ثقاتِ
وتُشعل عندك النيرانُ ليلاً
كذلك كنت أيام الحيـاةِ
ركبت مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاهـا في السنين الماضياتِ
وتلك فضيلةٌ فيها تأسٍّ
تُبَاعِدُ عنك تعيير العداةِ
ولم أر قبل جذعك قطُّ جذعاً
تمكن من عناق المكرماتِ
أسأت إلى النوائب فاستثارت
فأنت قتيل ثأر النائباتِ
وكنت تجير من صرف الليالي
فعاد مطالباً لك بالتراتِ
وصيَّر دهرك الإحسـان فيه
إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشرٍ سعداً فلما
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي
يخفف بالدموع الجارياتِ
ولو أني قدرت على قيام
بفرضك بالحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي
ونحت بهـا خلاف النائحاتِ
ولكني أصبر عنك نفسي
مخافة أن أعد من الجنـاةِ
وما لك تربة فأقول تسقى
لأنك نصب هطل الهاطلاتِ
عليك تحية الرحمن تترى
برحمات غواد رائحاتِ
علـو في الحياة وفي الممات
لحق تلـك إحدى المعجـزات
كأن الناس حولك حـين قـاموا
وفـود نـداك أيـام الصلاتِ
كأنك قائم فيهم خطيبــا
وكـلهم قيـام للصـلاة
مددت يديك نحوهم احتفـاء
كمدهمـا إليهـم بالهبـات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن
يضم عُلاك من بعد المماتِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا
عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعُظْمِك في النفوس بقيت تُرعى
بحفاظٍ وحراسٍ ثقاتِ
وتُشعل عندك النيرانُ ليلاً
كذلك كنت أيام الحيـاةِ
ركبت مطيةً من قبلُ زيدٌ
علاهـا في السنين الماضياتِ
وتلك فضيلةٌ فيها تأسٍّ
تُبَاعِدُ عنك تعيير العداةِ
ولم أر قبل جذعك قطُّ جذعاً
تمكن من عناق المكرماتِ
أسأت إلى النوائب فاستثارت
فأنت قتيل ثأر النائباتِ
وكنت تجير من صرف الليالي
فعاد مطالباً لك بالتراتِ
وصيَّر دهرك الإحسـان فيه
إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشرٍ سعداً فلما
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي
يخفف بالدموع الجارياتِ
ولو أني قدرت على قيام
بفرضك بالحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي
ونحت بهـا خلاف النائحاتِ
ولكني أصبر عنك نفسي
مخافة أن أعد من الجنـاةِ
وما لك تربة فأقول تسقى
لأنك نصب هطل الهاطلاتِ
عليك تحية الرحمن تترى
برحمات غواد رائحاتِ