لعديد
11-07-2007, 05:01 PM
مقال النائب البرلماني البريطاني جورج غالاوي
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/6/2/1_543537_1_3.jpg
كارثة: الولايات المتحدة تخصي أكثر قنوات التلفزة إستقلالية في المنطقة " جورج غالاوي* :
( الغارديان صحيفة )
منذ إنطلاقها قبل قرابة عقد من الزمن أحدثت قناة الجزيرة الفضائية تحولا في شئوون منطقة الشرق الأوسط. فللمرة الأولى بات بإمكان الناس في المنطقة الإطلاع على مصدر نزيه ومستقل للأخبار والتحليل لم يتوفر لا في ظل سيطرة أنظمة مستبدة أو دول أو مؤسسات غربية .
تحت شعار "الرأي والرأي الأخر " وفرت الجزيرة لعالم عربي متعطش للمعلومة والحوار سبيلا للحديث مع ذاته وصياغة مستقبله. كما دفعت الكثيرين في المنطقة لمحاكاتها ، وأطلقت قناة باللغة الإنجليزية باتت تتصدى لهيمنة الغرب على الأخبار العالمية ، على إعتبار إنها "صوت الجنوب العالمي ". كما وضعت القناة دولة قطر ، التي ترعاها، ضمن الخارطة الساسية ومنحتها مكانة غير مسبوق في أنحاء العالم العربي والعالم .
لكن يبدو الإن إن ذلك الإنجاز معرض للخطر. حيث استخدمت حكومة الولايات المتحدة نفوذها في قطر لخصي إستقلالية المحطة والتأثير عليها وتعديل تغطيتها بما يدعم التوجه الغربي. عندما إنطلقت الجزيره عام 1996 أشادت بها الولايات المتحدة بإعتبارها خطوة شجاعة بإتجاه تحرير وسائل الإعلام الشرق أوسطية. لكن ذلك تبدل بعد أحداث سبتمبر 2001 وغزوات الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق .
لم تتسامح الولايات المتحدة مع محطة تليفزيون تحظى بشعبية وثقة الناس في العالم العربي والإسلامي ، وتنقل حقيقة السياسات الغربية والإسرائيلية ميدانيا – وتمنح أعدائهم فرصة الحديث مباشرة عبر الأثير-. وبالرغم من انها إتاحت المزيد من الوقت لوجهات النظر الأميركية والإسرائيلية . وفي الوقت نفسه ضغطت أنظمة مستبدة في المنطقة على واشنطن لكي تفعل شيئا بخصوص هذا " الراهب الهائج " الذي إعتقدوا إنه يشجع شعوبهم على التمرد على حكمهم .
أرغمت الجزيرة في بادئ الأمر قنوات أخرى في العالم العربي على توسيع أفق تغطيتها . لكن التسامح مع أجواء الحرية تلك لم يدم طويلا. وبالرغم من إطلاق حكومة الولايات المتحدة قناة "الحرة" الخاصة بها باللغة العربية ، وإطلاق العربية السعودية لقناة "العربية" ، الا أن أيا منهما لم تنجح في التأثير على شعبية الجزيرة .
والأن تبنت الولايات المتحدة ، التي تحتفظ بقاعدة عسكرية ضخمة في قطر ، نهجا أكثر دهاءا لكسر إستقلالية وتنوع صوت العرب. وقد اتضح ان بعض العناصر في الحكومة القطرية قد رضخت لضغوط الولايات المتحدة المتصلبة. وكما أوضح مصدر مقرب من الجزيرة :" فإنك لست بحاجة لقصف محطة تليفزيون من أجل تعديل توجهها ". في تعديل أخير تمت إضافة مدراء عرفوا بدعمهم للولايات المتحدة ، بما فيهم سفير قطر السابق لدى واشنطن . فيما صرح أخر علانية بأن سياق ومحتوى تغطية الجزيرة سيشهد تعديلا .
الكاتب عضو في مجلس العموم البريطاني
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/6/2/1_543537_1_3.jpg
كارثة: الولايات المتحدة تخصي أكثر قنوات التلفزة إستقلالية في المنطقة " جورج غالاوي* :
( الغارديان صحيفة )
منذ إنطلاقها قبل قرابة عقد من الزمن أحدثت قناة الجزيرة الفضائية تحولا في شئوون منطقة الشرق الأوسط. فللمرة الأولى بات بإمكان الناس في المنطقة الإطلاع على مصدر نزيه ومستقل للأخبار والتحليل لم يتوفر لا في ظل سيطرة أنظمة مستبدة أو دول أو مؤسسات غربية .
تحت شعار "الرأي والرأي الأخر " وفرت الجزيرة لعالم عربي متعطش للمعلومة والحوار سبيلا للحديث مع ذاته وصياغة مستقبله. كما دفعت الكثيرين في المنطقة لمحاكاتها ، وأطلقت قناة باللغة الإنجليزية باتت تتصدى لهيمنة الغرب على الأخبار العالمية ، على إعتبار إنها "صوت الجنوب العالمي ". كما وضعت القناة دولة قطر ، التي ترعاها، ضمن الخارطة الساسية ومنحتها مكانة غير مسبوق في أنحاء العالم العربي والعالم .
لكن يبدو الإن إن ذلك الإنجاز معرض للخطر. حيث استخدمت حكومة الولايات المتحدة نفوذها في قطر لخصي إستقلالية المحطة والتأثير عليها وتعديل تغطيتها بما يدعم التوجه الغربي. عندما إنطلقت الجزيره عام 1996 أشادت بها الولايات المتحدة بإعتبارها خطوة شجاعة بإتجاه تحرير وسائل الإعلام الشرق أوسطية. لكن ذلك تبدل بعد أحداث سبتمبر 2001 وغزوات الولايات المتحدة لأفغانستان والعراق .
لم تتسامح الولايات المتحدة مع محطة تليفزيون تحظى بشعبية وثقة الناس في العالم العربي والإسلامي ، وتنقل حقيقة السياسات الغربية والإسرائيلية ميدانيا – وتمنح أعدائهم فرصة الحديث مباشرة عبر الأثير-. وبالرغم من انها إتاحت المزيد من الوقت لوجهات النظر الأميركية والإسرائيلية . وفي الوقت نفسه ضغطت أنظمة مستبدة في المنطقة على واشنطن لكي تفعل شيئا بخصوص هذا " الراهب الهائج " الذي إعتقدوا إنه يشجع شعوبهم على التمرد على حكمهم .
أرغمت الجزيرة في بادئ الأمر قنوات أخرى في العالم العربي على توسيع أفق تغطيتها . لكن التسامح مع أجواء الحرية تلك لم يدم طويلا. وبالرغم من إطلاق حكومة الولايات المتحدة قناة "الحرة" الخاصة بها باللغة العربية ، وإطلاق العربية السعودية لقناة "العربية" ، الا أن أيا منهما لم تنجح في التأثير على شعبية الجزيرة .
والأن تبنت الولايات المتحدة ، التي تحتفظ بقاعدة عسكرية ضخمة في قطر ، نهجا أكثر دهاءا لكسر إستقلالية وتنوع صوت العرب. وقد اتضح ان بعض العناصر في الحكومة القطرية قد رضخت لضغوط الولايات المتحدة المتصلبة. وكما أوضح مصدر مقرب من الجزيرة :" فإنك لست بحاجة لقصف محطة تليفزيون من أجل تعديل توجهها ". في تعديل أخير تمت إضافة مدراء عرفوا بدعمهم للولايات المتحدة ، بما فيهم سفير قطر السابق لدى واشنطن . فيما صرح أخر علانية بأن سياق ومحتوى تغطية الجزيرة سيشهد تعديلا .
الكاتب عضو في مجلس العموم البريطاني