المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقود أخبرت المحطات بالزياده قبل ساعات من تطبيقها



Maxetor
04-09-2005, 10:08 PM
«وقود» أخبرت المحطات بزيادة أسعار البنزين قبل «6» ساعات من تطبيقها


عندما انتصف ليل الثلاثاء الموافق 30 يوليو الماضي لم تتغير فقط عقارب الساعة لتشير الى صباح يوم جديد ولكن تغيرت معها ايضا كافة مؤشرات عدادات مضخات البنزين والديزل في كافة محطات الوقود في قطر ليرتفع سعر لتر المحروقات بأنواعها «بنزين سوبر وعادي وديزل» بمقدار عشرة دراهم قطرية ليصبح سعر البنزين السوبر 80 درهما والعادي 70 درهما والديزل 70 درهما في زيادة هي الثانية التي تطرأ على اسعار المحروقات خلال حوالي خمس سنوات حين كان سعر لتر البنزين العادي 55 درهما وكان وقتها سعر لتر الديزل حوالي 45 درهما‚

الزيادة الاخيرة تمت بهدوء شديد ومرت ولم يشعر بها احد لعدة اسباب أولها توقيت تطبيق الزيادة في السعر وهو آخر شهر يوليو الذي يوجد خلاله معظم المواطنين والمقيمين في اجازات سنوية خارج الدولة والسبب الثاني ان هذه الزيادة لم يسبقها اعلان أو مؤشرات تؤدي الى ذلك أو اسباب منطقية تدعو لها خاصة وان دولتنا تتمتع بفضل الله بمخزون جيد من النفط ومعدلات استخراج ممتازة ومعدلات تدفق اكثر من مرضية بخلاف تكاليف استخراج وانتاج برميل النفط نفسه والتي تعتبر بشهادة كبار المسؤولين في القطاع النفطي من اقل تكاليف الاستخراج في العالم بفضل احدث الطرق الفنية والكفاءة العالية التي تتميز بها مرافق انتاج النفط في قطر‚

وعلى الرغم من ان تكاليف استخراج برميل النفط تختلف قليلا عن تكاليف تكريره لانتاج المشتقات البترولية المعروفة والمحروقات التي يتم توزيعها في البلاد الا ان كفاءة مصافي التكرير في دولة قطر والتحديث المستمر لها وتحسين نوعية المنتج والذي لمسناه جميعا خلال العام الماضي حيث اصبح البنزين المنتج والمستهلك في السوق القطرية خاليا تماما من الرصاص بفضل الاضافات المميزة التي اصبحت تضاف للوقود والتي تنتجها على سبيل المثال شركة كفاك اي شركة قطر للاضافات البترولية الا ان تلك الزيادة الاخيرة في اسعار البترول تعتبر غير مبررة ولكنها مرة اخرى وحتى الآن لم تأخذ حجمها المناسب لا سيما وان نسبة الزيادة «على بساطتها» بلغ متوسطها حوالي 14% في اللتر الواحد من السوبر‚

في التحقيق التالي حاولنا ان نرصد اكثر من شيء اولها هو هل شعر العديد من المواطنين والمقيمين بأن هناك زيادة طرأت على اسعار المحروقات؟ ثانيا هل لهذه الزيادة اثر على بعض الشرائح والفئات او المؤسسات والسؤال الثالث هل يمكن ان تدفع تلك الزيادة في سعر المحروقات بارتفاع تكلفة النقل البري بالشاحنات داخل قطر او نحو ارتفاع تكاليف نقل الافراد‚

لم أشعر مباشرة

السيدة ليلى احمد تحدثت الى | الاقتصادي وقالت ان لديها سيارتها الخاصة وهي شخصية قيادية وتشغل وظيفة عليا في وزارة التربية والتعليم تتطلب منها الانتقال الى العديد من المناطق التعليمية والمدارس المختلفة نظرا لكونها تعمل رئيسة قسم التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم‚ كانت السيدة ليلى تشفق كثيرا على السائق الذي كان يتعين عليه انتظارها خلال تنقلاتها سواء كان الجو حارا او رطبا او باردا لذا فضلت الاستغناء عنه وعندما ارادت ان تستخدم سيارتها وجدت منسوب البنزين منخفضا في سيارتها فاتجهت مباشرة الى محطة البترول وتقول ان من عادتها ان تخبر العامل ان يملأ الخزان لان سيارتها كبيرة نسبيا «سيارة دفع رباعي» ولانها غير معتادة ألا تترك منسوب البنزين ينخفض كثيرا فانها في العادة تدفع حوالي 50 ريالا لتعيد ملء خزان سيارتها من البنزين السوبر لكنها فوجئت هذه المرة ان العامل يطلب منها 58 ريالا بدلا من 50 فما كان عليها الا ان تدفع المبلغ وتنصرف ولكنها عندما وصلت الى المنزل سألت زوجها عما اذا كان سعر البنزين ارتفع أم لا نظرا لأنها دفعت ثمانية ريالات اضافية على الخزان هذه المرة فأخبرها زوجها ان البنزين بأنواعه قد زاد سعره اعتبارا من نهاية يوليو المنصرم‚

وتقول السيدة ليلى أحمد ان هذه الزيادة كانت مفاجئة وعلى الرغم من ان العديد من المواطنين والمقيمين لم يروها كبيرة الا ان نسبتها كبيرة بالفعل وسوف تشكل اضافة الى الاعباء الاخرى مؤكدة ان تلك الزيادة سوف يترتب عليها العديد من الزيادات في كافة المواد سواء الغذائية او الخدمية او الاستهلاكية بصفة عامة خاصة بعد الزيادة الاخيرة في اسعار الكهرباء والماء والتي سوف تشكل اضافة الى الاعباء التي يتحملها بالطبع القطاعان الصناعي والتجاري الا ان تلك الزيادة سوف ينقل عبئها ليتحملها المستهلك وحده الذي ستزيد عليه كافة الاسعار مما يبشر بمزيد من التضخم‚

الزيادة اقتطعت قيمة طعامي الشهري

فيانتكارا سائق تاكسي من النوع القديم سيارته لها محرك كبير نسبيا من ذات السلندرات الستة عندما سألته عن سعر البنزين وهل شعربه قال في الحال «كيف لم اشعر» واضاف «سائق التاكسي هو الوحيد في الدوحة الذي سيحسب حساب هذه الزيادة لانها تمثل على حد تعبيره اقتطاعا مباشرا من قوتنا ومجهودنا اليومي في الوقت الذي لم تزد فيه تعريفة العداد‚ ويضيف فيانتكارا ان وضع سائقي التاكسي اصبح حرجا للغاية حيث يتعين علينا ان نعمل في اليوم الواحد اكثر من 16 ساعة نجوب ارجاء الدوحة وضواحيها وزادت علينا اعباء المعيشة من سكن واقامة وتراخيص وقيمة مبلغ ايجار اللوحة اللازمة لتسيير السيارة ومع ارتفاع تكاليف التشغيل وزيادة اسعار قطع الغيار وتكاليف المعيشة بصفة عامة اتت الزيادة الاخيرة في اسعار البنزين لتقتطع من كل سائق حوالي عشرة ريالات يوميا مما يعني اننا فقدنا من مدخولنا الشهري حوالي 300 ريال تقريبا وهو مبلغ ندفعه في الشهر قيمة اشتراك وجبتي العشاء والغداء‚ اننا خسرنا قيمة اكلنا نتيجة هذه الزيادة التي تعتبر طفيفة لدى البعض‚

مجرد زيادة جديدة

محمد فتحي العشي يعمل في احدى الشركات الخاصة يقول علمت بالزيادة من احدالزملاء الذي يحرص دائما على تدوين عدد اللترات التي يزود بها خزان وقوده في كل مرة يذهب الى محطة الوقود حيث اخبرني ان الوقود ارتفع سعره ويضيف العشي ان سيارتي دفع رباعي «رينغ» ذات ثمانية سلندرات التي تبلغ سعة محركها اكثر من 5000 سي‚سي مما يعني انني سوف اتحمل فرق زيادة في السعر يتراوح ما بين حوالي 170 الى 220 ريالا شهريا وهذه الزيادة لا ارى انها تختلف في كونها واحدة في سلسلة الزيادات العديدة التي تصادفنا يوميا وقد لا نشعر بها مباشرة بالرغم من ان نسبة الزيادة هي نسبة ليست صغيرة‚

15% متوسط نسبة الزيادة

باسم عبد اللطيف أحد المهندسين الأميركيين من أصل عربي كما يبدو من اسمه يقول في أميركا نعتاد على تقلب أسعار البنزين من فترة لأخرى خاصة مع دخول فترة الصيف لدينا والتي تمثل للعديد من قائدي السيارات الأميركيين فترة يزيد فيها سعر الغالون أحيانا بصفة سنتات أو قد ينخفض طبقا للظروف إن كانت مواتية ويضيف باسم لقد تعودنا في قطر على أسعار ممتازة للوقود في نفس الوقت الذي تعودنا على نوعيته الجيدة ولكن الزيادة التي طرأت على سعر الليتر هي زيادة كبيرة بالفعل خاصة وأن متوسط الزيادة هو 15% لكل لتر على عكس الزيادة التي تطرأ على أسعار الوقود لدينا في الولايات المتحدة فهي تطرأ على كل أربعة لترات مما يعني أن الزيادة كبيرة بالفعل لكن أثرها لا يظهر لعدة عوامل منها ارتفاع مستوى المعيشة بالاضافة إلى أن بعض المقيمين وبعض المواطنين لن يشعروا بهذا التأثير والزيادة على الاطلاق نظرا لأن شركاتهم هي التي تتحمل قيمة الوقود‚

I Don't Care

آدام توماس استرعت انتباهي ملامح وجهه الصغير وهو يقود سيارة دفع رباعي ويتزود بالوقود في إحدى المحطات وعندما اقتربت منه واستطلعت رأيه في الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين بادرني هو الآخر بسؤال «وهل زادت حقا!» متى؟ ثم أخبرني ان الزيادة لا تعنيه لعدة أسباب أنه زائر لابيه الذي يعمل خبيرا في قطاع البتروكيماويات‚ ثانيا أن هذه سيارة أبيه‚ ثالثا هو من غير المقيمين هنا نظرا لارتباطه في الدراسة في بلاده ولكنه أكد إن تكلفة الوقود هنا لازالت منخفضة إذا ما قورنت بدول أوروبا وأميركا ولكنه أضاف إنه يجب أن تبقى تكلفة الوقود منخفضة هنا على الدوام لاسباب جوهرية اقتصادية ومضى آدم الذي يدرس الاقتصاد بقوله ان السيارة في قطر هي الأساس الأول والأخير في التنقل ولا توجد مواصلات عامة فليست هناك باصات عامة أو شبكة نقل عام أو مترو انفاق لذا أعتقد أنه يجب إبقاء سعر البنزين في مستوى منخفض تماما مادامت السيارة هي البديل الوحيد للتنقل ومادامت الدولة تتمتع باحتياطي كبير من النفط ومنشآت راقية للتكرير فلماذا زيادة السعر‚ أعتقد أن سعر البنزين يجب أن يبقى منخفضا حتى نرى هنا مترو أنفاق وشبكة نقل متقدمة حتى لا تزيد معاناة البشر خاصة من الطلاب والعمال البسطاء الذين لاحظت أنهم يستخدمون الدراجات الهوائية في تنقلاتهم في لهيب الشمس الحارقة والحر والرطوبة المرتفعة عوضا عن عدم وجود طرق خاصة لسير راكبي الدراجات الهوائية الذين لا يحسب حسابهم أحد‚

ملامح آدم توماس الطفولية لم تتناسب ابدا مع افكاره وآرائه على الرغم من انه مجرد زائر سريع كون انطباعات جيدة وسجل ملاحظات في مكانها خاصة عن راكبي الدراجات وهنا مر امامي احد العاملين البسطاء يصارع دراجته الهوائية لتمشي وسط هذا الحر فاستوقفته وسألته «رفيق هل تعرف ان سعر البنزين قد ارتفع؟ فنظر اليّ الرجل باستغراب فأوضحت له انني صحفي واجري تحقيقا عن ارتفاع سعر البنزين وأثره على الناس فأجابني قائلا: بابا انا مافي عندي موتور في السيكل واضاف باسما: الله كريم ان فيه ماي بارد Free في شوارع الدوحة والمسجد علشان يقدر انا يركب سيكل في الحر» وانطلق الرجل مرة أخرى يصارع دراجته في الحر ولا شك ان هذا هو الشخص الوحيد الذي لا يهمه من قريب أو من بعيد ارتفاع سعر البنزين.



منقول من جريدة الوطن