مغروور قطر
14-07-2007, 05:04 AM
المنطق الاقتصادي يهيمن على القرارات لتحقيق عوائد قياسية في الأجل الطويل
«استثمار» تنتهج أسلوب القبضة الواحدة في اقتناص الفرص وشراء الأصول
في أقل من أربع سنوات أضحت شركة «استثمار» الذراع الاستثمارية لمجموعة «دبي العالمية» واحدة من أكثر صناديق الاستثمار تأثيرا في الأسواق العالمية خاصة في مجال العقارات والشركات المساهمة العامة وحقوق الملكية الخاصة.
وصارت محفظتها الاستثمارية تغطي نطاقا متسعا من فئات الأصول، وتنوعت منتجاتها الاستثمارية ما بين مجرد امتلاك حصص عادية في شركات متنوعة الأنشطة، إلى طرح صيغ تمويل غاية في التعقيد، وارتفع رأس المال العائد إليها ـ بحسب تقديرات كمجلة يورو موني ـ إلى ما يزيد على 14 مليار دولار من حوالي 3 مليارات دولار في بداية تأسيسها.
وقد تأسست شركة «استثمار» في عام 2003 لإنجاز مهمة رئيسية محددة تتمثل في تحقيق أرباح استثنائية لمستثمرينا، مع التحوط باستمرار من المخاطر والمجازفات، وذلك من خلال توظيف الإمكانيات الفكرية والمالية في المشروعات القادرة على بلوغ درجات عليا من العائدات المالية وتحقيق نمو قياسي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق مكاسب طويلة الأجل للمساهمين وتطوير القطاعات الرئيسية سواء في الدولة ومنطقة الخليج والأسواق العالمية الرئيسية الأخرى، وذلك على نحو يعزز مكانة دبي كمركز رائد في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري.
وتركز شركة «استثمار» على تطوير الفرص الاستثمارية في أربعة قطاعات رئيسية، تشتمل على العقارات والخدمات الاستهلاكية والمالية والصناعية، ويتفرع من قطاع خدمات المستهلكين ثلاثة قطاعات فرعية تتمثل في الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والإعلام والترفيه، فيما يشتمل القطاع الصناعي على مجالات النقل والمرافق والتصنيع ومواد البناء والتشييد والطيران.
وفيما يتعلق بمجال الخدمات المالية، تسعى شركة«استثمار» إلى شراء حصص في البنوك الخاصة، وصناديق إدارة الأصول، ومزودي التمويل الإسلامي. أما في القطاع العقاري، تستثمر الشركة في كافة المجالات المتعلقة بالإنشاءات السكنية والتجارية والمكتبية والصناعية والفنادق.
المجالات الاستثمارية
وقد جرى تحديد هذه المجلات الاستثمارية - والكلام على لسان ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي - قبل إطلاق الشركة، حيث قام الفريق الإداري للشركة بدراسة أكثر القطاعات المرشحة للنمو والازدهار في مجال حقوق الملكية الخاصة، وخلص التقييم العام حينذاك إلى أن القطاعات المذكورة آنفا هي المرشحة للصعود خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 10 إلى 15 عاما.
وهو ما يعني أنه جرى رفض قطاعات كتلك الخاصة بالاتصالات والتكنولوجيا واللذين تعرضا آنذاك للتراجع الشديد نتيجة سوء تخصيص الاستثمارات، وبالتالي، كان هناك الكثير من الأموال المرصودة لعدد قليل من الأفكار، كما أننا لم ندرس مجالات أخرى كتلك الخاصة بالنفط والغاز، وذلك بوصفنا شركة شرق أوسطية، لم نكن نريد الخوض في مثل هذه المجالات.
وقال جاكسون : ان الشركة تدرس إضافة قطاع جديد إلى محفظتها الاستثمارية خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 12 و18 شهرا، ومن المحتمل بشكل كبير أن يكون قطاع التكنولوجيا مرشحا لإضافته، وبالفعل تقوم الشركة بالاستثمار في بعض أفكار الرأسمال المغامر.
ويتمثل الهدف طويل الأجل في تقديم منتجات استثمارية لكافة أنواع الشركات بدءا من الشركات الحديثة التأسيس، مرورا بالشركات المتوسطة الحجم والتي تسعي إلى الاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، وانتهاء بالشركات المساهمة العامة.
وتتضمن محفظة الشركة الاستثمارية - بحسب المعلومات الواردة في موقع الشركة على شبكة الإنترنت - أكثر من 50 شركة ناجحة تمتلك أصولاً في شركات رائدة تعمل في مجالات الخدمات المالية والمستهلكين والصناعة والعقار، بالإضافة إلى استثمارات في صناديق التحوط والأسهم المسجلة في البورصات ومشاريع الاستثمار البديل. تتجاوز حقوق الاستثمار العائدة للشركة 6,2 مليار دولار أميركي عبر أسواق تمتد من أميركا الشمالية إلى الشرق الأقصى.
وتعمل شركة«استثمار» على توظيف فوائض السيولة النقدية التي تحققها مجموعة الشركات التابعة لشركة «دبي العالمية» باستثمارها في العقارات وحقوق الملكية الخاصة والشركات المساهمة العامة، وتفيد تقديرات مجلة يوروموني في عددها الصادر في شهر إبريل أنه على الرغم من عدم إعلان الشركة عن قيمة الأصول التي تقوم بإدارتها.
إلا إنها استثمرت منذ تأسيسها في عام 2003 نحو 5 ,3 مليارات دولار، ليرتفع هذا الرقم إلى 14 مليار دولار، وتشتمل محفظتها الاستثمارية على قائمة من أسماء الشركات ذات العيار الثقيل في دنيا المال والاقتصاد، من بينها، تيم وارنر وبنك ستاندارد شارترد وشركة سبايس جيت، إلى جانب مجموعة ضخمة من الاستثمارات العقارية في منهاتن ولندن ودول الشرق الأوسط والآسيوية.
ديناميكية وحيوية في الاستحواذ
وشهدت الشركة خلال العام الجاري نشاطا وديناميكية في عمليات الاستحواذ والشراء، وقدر ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي للشركة، أنه من المتوقع أن تستثمر الشركة 7 ,1 مليار دولار في عام 2007، وبالفعل، ومنذ مطلع العام الجاري، ازدادت وتيرة نمو النشاط الاستثماري للشركة.
فعلى سبيل المثال، قامت الشركة خلال الأسابيع الأربعة الممتدة من فبراير إلى مارس الماضيين بشراء مجمعين تجاريين في ضواحي مدينة لندن بحوالي 200 مليون دولار، واستكملت شراء حصة الأغلبية في فندق ماندارين أورينتال في نيويورك بقيمة بلغت 340 مليون دولار ، وأعلنت حينذاك شركة «ماندارين اورينتال انترناشونال» المدرجة في سنغافورة أنها باعت نصف حصتها البالغة 50 % إلى شركة «استثمار».
وأن شركة أبولو العقارية وشركات ذات صلة ستبيع كل حصتها تقريبا البالغة 50 %، كما استثمرت الشركة 100 مليون دولار في شراء أسهم ممتازة في شركة « اتش.ام ريفرجروب» التي تملك كل من شركة «ريفرديب» الأيرلندية العاملة في مجال البرمجيات التعليمية، وشركة « هوتون ميفلين» الأميركية العاملة في مجال نشر الكتب المدرسية.
ودفعت كذلك شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي مليار دولار مقابل حصة نسبتها 7. 2 % في بنك «ستاندرد تشارترد » ومقره لندن، وفي غضون نفس الفترة الزمنية، أعلنت شركة«استثمار» خططا لدعم تأسيس أول بنك إسلامي في كينيا باسم « البنك الإفريقي الخليجي» برأسمال قيمته 25 مليون دولار.
وأفاد عبد الملك الخليلي رئيس مجلس إدارة بنك مسقط وبنك مسقط الدولي في مطلع شهر فبراير الماضي بأن بنك مسقط الدولي سيمتلك حصة نسبتها 20 % في البنك الإفريقي الخليجي، وينوي طرح 40 في المائة من أسهم البنك الجديد في اكتتاب عام أولي خلال العام الجاري، وإن شركة«استثمار» المملوكة بالكامل للحكومة ستمتلك حصة نسبتها 30 %، بينما ستمتلك مؤسسة التمويل الدولية 10 %.
أطقم إدارية متخصصة
وتعود أسباب ديناميكية وحيوية الشركة إلى نهجها في ادارة استثماراتها، حيث يتولى طاقم من خبراء الاستثمار يتراوح عدده بين 10 إلى 20 خبيرا إدارة كل قطاع استثماري، ويشتمل كل طاقم على محللين ومديرين محافظ استثمارية ومدير إداري.
ويركز كل فريق من المحللين على قطاع صناعي محدد، ومن ثم، هناك من يركز على قطاع الإنشاءات، فيما يركز آخر على قطاع التصنيع، إلى جانب ما سبق، هناك تكامل بين هذه الأطقم الفرعية، بيد أنه يجري تشجيع المحللين على تطوير معرفة متخصصة بشأن مجال صناعي معين.
ويقول ديفيد جاكسون في هذا المجال : أن خبراءنا يعتبرون أولا وأخيرا متمرسين في التحليلات المالية، وبمقدورهم التفاوض بشأن الصفقات، وتقدير قيمتها، ولكن إلى جانب كل هذا، هم يتمتعون بكفاءة عالية في التحليل المالي، ويتم تشجيعهم على تأسيس شبكات من العلاقات.
وبناء معارفهم بصناعة وشركات معينة، كما يتوافر لدى أعضاء فريق ما بعد الاستحواذ على أصل معين خلفية إدارية واستشارية بخصوص الشركة محل الاستحواذ، ويأتي خبراء الاستثمار بشكل كبير من البنوك الاستثمارية أو من مدراء إدارة الأصول. بيد أن العثور على الكفاءات العالية - والكلام مازال على لسان جاكسون - ينطوي على تحديات كبيرة، وتجري عملية الإشراف على كافة الاستثمارات من جانب سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة.
امتلاك محفظة استثمارية متنوعة
وقد نفذت الشركة الكثير من الصفقات، فمن جانب أعلنت شركة «استثمار» عن قيامها بعقد صفقة جديدة بلغت قيمتها 100 مليون دولار للاستثمار في شركة Perella Weinberg Partners.وستعمل «استثمار» بالتنسيق مع قسم الخدمات المالية الجديد في Perella Weinberg Partners الذي يرأسه المصرفي المعروف جوزيف بيريلا.
وستقدم Perella Weinberg Partners الاستشارات المشتركة وخدمات ادارة الاستثمارات للعملاء من حول العالم. كما امتلكت شركة «استثمار هوتيلز» - شعبة إدارة أصول الضيافة في شركة «استثمار» حصة نسبتها 99 ,24% من أسهم شركة «ريمون لاند» العامة المحدودة - إحدى الشركات التايلاندية الرائدة في قطاع التطوير العقاري .
وتعتبر هذه الخطوة الاستثمار الثاني لشركة «استثمار» في الجمهورية التايلاندية، بعد شرائها لحصة في مستشفى «بامرنغارد» العامة المحدودة مطلع العام 2006، كما استحوذت شركة « استثمار هوتيلز« على فندق نيكربوكر بـ 300 مليون دولار، ويقع الفندق في قلب مدينة منهاتن عند تقاطع الزاوية الجنوبية الشرقية لشارع برودواي والشارع 42 والذي يعرف اليوم بساحة « سيكس تايمز».
وقامت«استثمار» بشراء هذا العقار المميز من شركة بوسطن بروبرتيز من خلال صفقة ناجحة وصلت قيمتها إلى 2 ,1 مليار دولار (نحو 3, 4 مليارات درهم). وتبلغ مساحة العقار الواقع في قلب مانهاتن حوالي 2 ,1 مليون قدم مربع. وكانت بوسطن بروبرتيز حصلت على هذه الملكية في العام 1997 وستستمر الآن كمدير للعقار ووكيل للتأجير.
وعلق بيتر جودلوسكي المدير المالي في شركة استثمار لمجلة «يوروموني» على هذه النشاط بقوله: ان الشركة قد انتقلت في غضون فترة زمنية تتراوح بين ثمانية عشر شهرا إلى عامين من شركة غير معروفة في الأسواق إلى شركة رئيسية في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة والعقارات.
حرية حركة ومرونة
وعلى الرغم من أن شركة استثمار تعتبر في المحك النهائي شركة حكومية بحكم ملكيتها التي تعود إلى حكومة دبي، إلا أنها تسعى أسوة بالصناديق الاستثمارية العاملة في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة إلى تحقيق عائدات استثمارية عالية، ولكنها تتميز عن اللاعبين التقليديين في امتلاكها حيزا كبيرا من حرية الحركة والمرونة، من زاوية، عدم خضوعها لنفس القيود الموضوعة على الشركات الاستثمارية الخاصة.
فعلى سبيل المثال، تتمتع الشركة بحرية حركة بشأن توقيتات جنيها للعوائد، وذلك على خلاف العديد من شركات إدارة الأصول التي تستغرق فترة زمنية طويلة لاتخاذ قرار الاستثمار من عدمه كما أن الشركة غير مقيدة بالاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، حيث بإمكانها ضخ استثماراتها في فئات متنوعة ومتعددة من الأصول لتعظيم القيمة.
وأقر جاكسون أن هذا النهج في إدارة الأعمال يحفه الكثير من التحديات، حيث ان هذا الأسلوب صالح للتطبيق في عدد قليل من الأسواق، وتتمثل مزايا هذا النموذج في مباشرة الأعمال في كونه يساعد في تحطيم الحواجز والحوائط بين العقليات الاستثمارية المختلفة، والمثال على ذلك، قيام شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي باستثمار مليار دولار في شراء حصة نسبتها 7, 2 % في بنك ستاندارد شارترد.
وفي بعض الأوقات خلال العام الماضي - والكلام مازال على لسان جاكسون - بدأت الشركة في دراسة الأخذ بأسلوب شراء حصص حقوق ملكية خاصية في بنوك الأسواق الصاعدة، وأعتقد محللو الشركة حينذاك أن الصناعة المصرفية في الدول النامية تتجه لأن تزيد مساهمتها بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان، وبالتالي، فإن دورها سيسلك المسار الصعودي.
«استثمار» تنتهج أسلوب القبضة الواحدة في اقتناص الفرص وشراء الأصول
في أقل من أربع سنوات أضحت شركة «استثمار» الذراع الاستثمارية لمجموعة «دبي العالمية» واحدة من أكثر صناديق الاستثمار تأثيرا في الأسواق العالمية خاصة في مجال العقارات والشركات المساهمة العامة وحقوق الملكية الخاصة.
وصارت محفظتها الاستثمارية تغطي نطاقا متسعا من فئات الأصول، وتنوعت منتجاتها الاستثمارية ما بين مجرد امتلاك حصص عادية في شركات متنوعة الأنشطة، إلى طرح صيغ تمويل غاية في التعقيد، وارتفع رأس المال العائد إليها ـ بحسب تقديرات كمجلة يورو موني ـ إلى ما يزيد على 14 مليار دولار من حوالي 3 مليارات دولار في بداية تأسيسها.
وقد تأسست شركة «استثمار» في عام 2003 لإنجاز مهمة رئيسية محددة تتمثل في تحقيق أرباح استثنائية لمستثمرينا، مع التحوط باستمرار من المخاطر والمجازفات، وذلك من خلال توظيف الإمكانيات الفكرية والمالية في المشروعات القادرة على بلوغ درجات عليا من العائدات المالية وتحقيق نمو قياسي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق مكاسب طويلة الأجل للمساهمين وتطوير القطاعات الرئيسية سواء في الدولة ومنطقة الخليج والأسواق العالمية الرئيسية الأخرى، وذلك على نحو يعزز مكانة دبي كمركز رائد في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري.
وتركز شركة «استثمار» على تطوير الفرص الاستثمارية في أربعة قطاعات رئيسية، تشتمل على العقارات والخدمات الاستهلاكية والمالية والصناعية، ويتفرع من قطاع خدمات المستهلكين ثلاثة قطاعات فرعية تتمثل في الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والإعلام والترفيه، فيما يشتمل القطاع الصناعي على مجالات النقل والمرافق والتصنيع ومواد البناء والتشييد والطيران.
وفيما يتعلق بمجال الخدمات المالية، تسعى شركة«استثمار» إلى شراء حصص في البنوك الخاصة، وصناديق إدارة الأصول، ومزودي التمويل الإسلامي. أما في القطاع العقاري، تستثمر الشركة في كافة المجالات المتعلقة بالإنشاءات السكنية والتجارية والمكتبية والصناعية والفنادق.
المجالات الاستثمارية
وقد جرى تحديد هذه المجلات الاستثمارية - والكلام على لسان ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي - قبل إطلاق الشركة، حيث قام الفريق الإداري للشركة بدراسة أكثر القطاعات المرشحة للنمو والازدهار في مجال حقوق الملكية الخاصة، وخلص التقييم العام حينذاك إلى أن القطاعات المذكورة آنفا هي المرشحة للصعود خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 10 إلى 15 عاما.
وهو ما يعني أنه جرى رفض قطاعات كتلك الخاصة بالاتصالات والتكنولوجيا واللذين تعرضا آنذاك للتراجع الشديد نتيجة سوء تخصيص الاستثمارات، وبالتالي، كان هناك الكثير من الأموال المرصودة لعدد قليل من الأفكار، كما أننا لم ندرس مجالات أخرى كتلك الخاصة بالنفط والغاز، وذلك بوصفنا شركة شرق أوسطية، لم نكن نريد الخوض في مثل هذه المجالات.
وقال جاكسون : ان الشركة تدرس إضافة قطاع جديد إلى محفظتها الاستثمارية خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 12 و18 شهرا، ومن المحتمل بشكل كبير أن يكون قطاع التكنولوجيا مرشحا لإضافته، وبالفعل تقوم الشركة بالاستثمار في بعض أفكار الرأسمال المغامر.
ويتمثل الهدف طويل الأجل في تقديم منتجات استثمارية لكافة أنواع الشركات بدءا من الشركات الحديثة التأسيس، مرورا بالشركات المتوسطة الحجم والتي تسعي إلى الاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، وانتهاء بالشركات المساهمة العامة.
وتتضمن محفظة الشركة الاستثمارية - بحسب المعلومات الواردة في موقع الشركة على شبكة الإنترنت - أكثر من 50 شركة ناجحة تمتلك أصولاً في شركات رائدة تعمل في مجالات الخدمات المالية والمستهلكين والصناعة والعقار، بالإضافة إلى استثمارات في صناديق التحوط والأسهم المسجلة في البورصات ومشاريع الاستثمار البديل. تتجاوز حقوق الاستثمار العائدة للشركة 6,2 مليار دولار أميركي عبر أسواق تمتد من أميركا الشمالية إلى الشرق الأقصى.
وتعمل شركة«استثمار» على توظيف فوائض السيولة النقدية التي تحققها مجموعة الشركات التابعة لشركة «دبي العالمية» باستثمارها في العقارات وحقوق الملكية الخاصة والشركات المساهمة العامة، وتفيد تقديرات مجلة يوروموني في عددها الصادر في شهر إبريل أنه على الرغم من عدم إعلان الشركة عن قيمة الأصول التي تقوم بإدارتها.
إلا إنها استثمرت منذ تأسيسها في عام 2003 نحو 5 ,3 مليارات دولار، ليرتفع هذا الرقم إلى 14 مليار دولار، وتشتمل محفظتها الاستثمارية على قائمة من أسماء الشركات ذات العيار الثقيل في دنيا المال والاقتصاد، من بينها، تيم وارنر وبنك ستاندارد شارترد وشركة سبايس جيت، إلى جانب مجموعة ضخمة من الاستثمارات العقارية في منهاتن ولندن ودول الشرق الأوسط والآسيوية.
ديناميكية وحيوية في الاستحواذ
وشهدت الشركة خلال العام الجاري نشاطا وديناميكية في عمليات الاستحواذ والشراء، وقدر ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي للشركة، أنه من المتوقع أن تستثمر الشركة 7 ,1 مليار دولار في عام 2007، وبالفعل، ومنذ مطلع العام الجاري، ازدادت وتيرة نمو النشاط الاستثماري للشركة.
فعلى سبيل المثال، قامت الشركة خلال الأسابيع الأربعة الممتدة من فبراير إلى مارس الماضيين بشراء مجمعين تجاريين في ضواحي مدينة لندن بحوالي 200 مليون دولار، واستكملت شراء حصة الأغلبية في فندق ماندارين أورينتال في نيويورك بقيمة بلغت 340 مليون دولار ، وأعلنت حينذاك شركة «ماندارين اورينتال انترناشونال» المدرجة في سنغافورة أنها باعت نصف حصتها البالغة 50 % إلى شركة «استثمار».
وأن شركة أبولو العقارية وشركات ذات صلة ستبيع كل حصتها تقريبا البالغة 50 %، كما استثمرت الشركة 100 مليون دولار في شراء أسهم ممتازة في شركة « اتش.ام ريفرجروب» التي تملك كل من شركة «ريفرديب» الأيرلندية العاملة في مجال البرمجيات التعليمية، وشركة « هوتون ميفلين» الأميركية العاملة في مجال نشر الكتب المدرسية.
ودفعت كذلك شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي مليار دولار مقابل حصة نسبتها 7. 2 % في بنك «ستاندرد تشارترد » ومقره لندن، وفي غضون نفس الفترة الزمنية، أعلنت شركة«استثمار» خططا لدعم تأسيس أول بنك إسلامي في كينيا باسم « البنك الإفريقي الخليجي» برأسمال قيمته 25 مليون دولار.
وأفاد عبد الملك الخليلي رئيس مجلس إدارة بنك مسقط وبنك مسقط الدولي في مطلع شهر فبراير الماضي بأن بنك مسقط الدولي سيمتلك حصة نسبتها 20 % في البنك الإفريقي الخليجي، وينوي طرح 40 في المائة من أسهم البنك الجديد في اكتتاب عام أولي خلال العام الجاري، وإن شركة«استثمار» المملوكة بالكامل للحكومة ستمتلك حصة نسبتها 30 %، بينما ستمتلك مؤسسة التمويل الدولية 10 %.
أطقم إدارية متخصصة
وتعود أسباب ديناميكية وحيوية الشركة إلى نهجها في ادارة استثماراتها، حيث يتولى طاقم من خبراء الاستثمار يتراوح عدده بين 10 إلى 20 خبيرا إدارة كل قطاع استثماري، ويشتمل كل طاقم على محللين ومديرين محافظ استثمارية ومدير إداري.
ويركز كل فريق من المحللين على قطاع صناعي محدد، ومن ثم، هناك من يركز على قطاع الإنشاءات، فيما يركز آخر على قطاع التصنيع، إلى جانب ما سبق، هناك تكامل بين هذه الأطقم الفرعية، بيد أنه يجري تشجيع المحللين على تطوير معرفة متخصصة بشأن مجال صناعي معين.
ويقول ديفيد جاكسون في هذا المجال : أن خبراءنا يعتبرون أولا وأخيرا متمرسين في التحليلات المالية، وبمقدورهم التفاوض بشأن الصفقات، وتقدير قيمتها، ولكن إلى جانب كل هذا، هم يتمتعون بكفاءة عالية في التحليل المالي، ويتم تشجيعهم على تأسيس شبكات من العلاقات.
وبناء معارفهم بصناعة وشركات معينة، كما يتوافر لدى أعضاء فريق ما بعد الاستحواذ على أصل معين خلفية إدارية واستشارية بخصوص الشركة محل الاستحواذ، ويأتي خبراء الاستثمار بشكل كبير من البنوك الاستثمارية أو من مدراء إدارة الأصول. بيد أن العثور على الكفاءات العالية - والكلام مازال على لسان جاكسون - ينطوي على تحديات كبيرة، وتجري عملية الإشراف على كافة الاستثمارات من جانب سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة.
امتلاك محفظة استثمارية متنوعة
وقد نفذت الشركة الكثير من الصفقات، فمن جانب أعلنت شركة «استثمار» عن قيامها بعقد صفقة جديدة بلغت قيمتها 100 مليون دولار للاستثمار في شركة Perella Weinberg Partners.وستعمل «استثمار» بالتنسيق مع قسم الخدمات المالية الجديد في Perella Weinberg Partners الذي يرأسه المصرفي المعروف جوزيف بيريلا.
وستقدم Perella Weinberg Partners الاستشارات المشتركة وخدمات ادارة الاستثمارات للعملاء من حول العالم. كما امتلكت شركة «استثمار هوتيلز» - شعبة إدارة أصول الضيافة في شركة «استثمار» حصة نسبتها 99 ,24% من أسهم شركة «ريمون لاند» العامة المحدودة - إحدى الشركات التايلاندية الرائدة في قطاع التطوير العقاري .
وتعتبر هذه الخطوة الاستثمار الثاني لشركة «استثمار» في الجمهورية التايلاندية، بعد شرائها لحصة في مستشفى «بامرنغارد» العامة المحدودة مطلع العام 2006، كما استحوذت شركة « استثمار هوتيلز« على فندق نيكربوكر بـ 300 مليون دولار، ويقع الفندق في قلب مدينة منهاتن عند تقاطع الزاوية الجنوبية الشرقية لشارع برودواي والشارع 42 والذي يعرف اليوم بساحة « سيكس تايمز».
وقامت«استثمار» بشراء هذا العقار المميز من شركة بوسطن بروبرتيز من خلال صفقة ناجحة وصلت قيمتها إلى 2 ,1 مليار دولار (نحو 3, 4 مليارات درهم). وتبلغ مساحة العقار الواقع في قلب مانهاتن حوالي 2 ,1 مليون قدم مربع. وكانت بوسطن بروبرتيز حصلت على هذه الملكية في العام 1997 وستستمر الآن كمدير للعقار ووكيل للتأجير.
وعلق بيتر جودلوسكي المدير المالي في شركة استثمار لمجلة «يوروموني» على هذه النشاط بقوله: ان الشركة قد انتقلت في غضون فترة زمنية تتراوح بين ثمانية عشر شهرا إلى عامين من شركة غير معروفة في الأسواق إلى شركة رئيسية في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة والعقارات.
حرية حركة ومرونة
وعلى الرغم من أن شركة استثمار تعتبر في المحك النهائي شركة حكومية بحكم ملكيتها التي تعود إلى حكومة دبي، إلا أنها تسعى أسوة بالصناديق الاستثمارية العاملة في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة إلى تحقيق عائدات استثمارية عالية، ولكنها تتميز عن اللاعبين التقليديين في امتلاكها حيزا كبيرا من حرية الحركة والمرونة، من زاوية، عدم خضوعها لنفس القيود الموضوعة على الشركات الاستثمارية الخاصة.
فعلى سبيل المثال، تتمتع الشركة بحرية حركة بشأن توقيتات جنيها للعوائد، وذلك على خلاف العديد من شركات إدارة الأصول التي تستغرق فترة زمنية طويلة لاتخاذ قرار الاستثمار من عدمه كما أن الشركة غير مقيدة بالاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، حيث بإمكانها ضخ استثماراتها في فئات متنوعة ومتعددة من الأصول لتعظيم القيمة.
وأقر جاكسون أن هذا النهج في إدارة الأعمال يحفه الكثير من التحديات، حيث ان هذا الأسلوب صالح للتطبيق في عدد قليل من الأسواق، وتتمثل مزايا هذا النموذج في مباشرة الأعمال في كونه يساعد في تحطيم الحواجز والحوائط بين العقليات الاستثمارية المختلفة، والمثال على ذلك، قيام شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي باستثمار مليار دولار في شراء حصة نسبتها 7, 2 % في بنك ستاندارد شارترد.
وفي بعض الأوقات خلال العام الماضي - والكلام مازال على لسان جاكسون - بدأت الشركة في دراسة الأخذ بأسلوب شراء حصص حقوق ملكية خاصية في بنوك الأسواق الصاعدة، وأعتقد محللو الشركة حينذاك أن الصناعة المصرفية في الدول النامية تتجه لأن تزيد مساهمتها بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان، وبالتالي، فإن دورها سيسلك المسار الصعودي.