المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استثمار» تنتهج أسلوب القبضة الواحدة في اقتناص الفرص وشراء الأصول



مغروور قطر
14-07-2007, 05:04 AM
المنطق الاقتصادي يهيمن على القرارات لتحقيق عوائد قياسية في الأجل الطويل
«استثمار» تنتهج أسلوب القبضة الواحدة في اقتناص الفرص وشراء الأصول




في أقل من أربع سنوات أضحت شركة «استثمار» الذراع الاستثمارية لمجموعة «دبي العالمية» واحدة من أكثر صناديق الاستثمار تأثيرا في الأسواق العالمية خاصة في مجال العقارات والشركات المساهمة العامة وحقوق الملكية الخاصة.


وصارت محفظتها الاستثمارية تغطي نطاقا متسعا من فئات الأصول، وتنوعت منتجاتها الاستثمارية ما بين مجرد امتلاك حصص عادية في شركات متنوعة الأنشطة، إلى طرح صيغ تمويل غاية في التعقيد، وارتفع رأس المال العائد إليها ـ بحسب تقديرات كمجلة يورو موني ـ إلى ما يزيد على 14 مليار دولار من حوالي 3 مليارات دولار في بداية تأسيسها.


وقد تأسست شركة «استثمار» في عام 2003 لإنجاز مهمة رئيسية محددة تتمثل في تحقيق أرباح استثنائية لمستثمرينا، مع التحوط باستمرار من المخاطر والمجازفات، وذلك من خلال توظيف الإمكانيات الفكرية والمالية في المشروعات القادرة على بلوغ درجات عليا من العائدات المالية وتحقيق نمو قياسي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق مكاسب طويلة الأجل للمساهمين وتطوير القطاعات الرئيسية سواء في الدولة ومنطقة الخليج والأسواق العالمية الرئيسية الأخرى، وذلك على نحو يعزز مكانة دبي كمركز رائد في المجال الاقتصادي والتبادل التجاري.


وتركز شركة «استثمار» على تطوير الفرص الاستثمارية في أربعة قطاعات رئيسية، تشتمل على العقارات والخدمات الاستهلاكية والمالية والصناعية، ويتفرع من قطاع خدمات المستهلكين ثلاثة قطاعات فرعية تتمثل في الرعاية الصحية وتجارة التجزئة والإعلام والترفيه، فيما يشتمل القطاع الصناعي على مجالات النقل والمرافق والتصنيع ومواد البناء والتشييد والطيران.


وفيما يتعلق بمجال الخدمات المالية، تسعى شركة«استثمار» إلى شراء حصص في البنوك الخاصة، وصناديق إدارة الأصول، ومزودي التمويل الإسلامي. أما في القطاع العقاري، تستثمر الشركة في كافة المجالات المتعلقة بالإنشاءات السكنية والتجارية والمكتبية والصناعية والفنادق.


المجالات الاستثمارية


وقد جرى تحديد هذه المجلات الاستثمارية - والكلام على لسان ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي - قبل إطلاق الشركة، حيث قام الفريق الإداري للشركة بدراسة أكثر القطاعات المرشحة للنمو والازدهار في مجال حقوق الملكية الخاصة، وخلص التقييم العام حينذاك إلى أن القطاعات المذكورة آنفا هي المرشحة للصعود خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 10 إلى 15 عاما.


وهو ما يعني أنه جرى رفض قطاعات كتلك الخاصة بالاتصالات والتكنولوجيا واللذين تعرضا آنذاك للتراجع الشديد نتيجة سوء تخصيص الاستثمارات، وبالتالي، كان هناك الكثير من الأموال المرصودة لعدد قليل من الأفكار، كما أننا لم ندرس مجالات أخرى كتلك الخاصة بالنفط والغاز، وذلك بوصفنا شركة شرق أوسطية، لم نكن نريد الخوض في مثل هذه المجالات.


وقال جاكسون : ان الشركة تدرس إضافة قطاع جديد إلى محفظتها الاستثمارية خلال الفترة المقبلة والتي تتراوح بين 12 و18 شهرا، ومن المحتمل بشكل كبير أن يكون قطاع التكنولوجيا مرشحا لإضافته، وبالفعل تقوم الشركة بالاستثمار في بعض أفكار الرأسمال المغامر.


ويتمثل الهدف طويل الأجل في تقديم منتجات استثمارية لكافة أنواع الشركات بدءا من الشركات الحديثة التأسيس، مرورا بالشركات المتوسطة الحجم والتي تسعي إلى الاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، وانتهاء بالشركات المساهمة العامة.


وتتضمن محفظة الشركة الاستثمارية - بحسب المعلومات الواردة في موقع الشركة على شبكة الإنترنت - أكثر من 50 شركة ناجحة تمتلك أصولاً في شركات رائدة تعمل في مجالات الخدمات المالية والمستهلكين والصناعة والعقار، بالإضافة إلى استثمارات في صناديق التحوط والأسهم المسجلة في البورصات ومشاريع الاستثمار البديل. تتجاوز حقوق الاستثمار العائدة للشركة 6,2 مليار دولار أميركي عبر أسواق تمتد من أميركا الشمالية إلى الشرق الأقصى.


وتعمل شركة«استثمار» على توظيف فوائض السيولة النقدية التي تحققها مجموعة الشركات التابعة لشركة «دبي العالمية» باستثمارها في العقارات وحقوق الملكية الخاصة والشركات المساهمة العامة، وتفيد تقديرات مجلة يوروموني في عددها الصادر في شهر إبريل أنه على الرغم من عدم إعلان الشركة عن قيمة الأصول التي تقوم بإدارتها.


إلا إنها استثمرت منذ تأسيسها في عام 2003 نحو 5 ,3 مليارات دولار، ليرتفع هذا الرقم إلى 14 مليار دولار، وتشتمل محفظتها الاستثمارية على قائمة من أسماء الشركات ذات العيار الثقيل في دنيا المال والاقتصاد، من بينها، تيم وارنر وبنك ستاندارد شارترد وشركة سبايس جيت، إلى جانب مجموعة ضخمة من الاستثمارات العقارية في منهاتن ولندن ودول الشرق الأوسط والآسيوية.


ديناميكية وحيوية في الاستحواذ


وشهدت الشركة خلال العام الجاري نشاطا وديناميكية في عمليات الاستحواذ والشراء، وقدر ديفيد جاكسون الرئيس التنفيذي للشركة، أنه من المتوقع أن تستثمر الشركة 7 ,1 مليار دولار في عام 2007، وبالفعل، ومنذ مطلع العام الجاري، ازدادت وتيرة نمو النشاط الاستثماري للشركة.


فعلى سبيل المثال، قامت الشركة خلال الأسابيع الأربعة الممتدة من فبراير إلى مارس الماضيين بشراء مجمعين تجاريين في ضواحي مدينة لندن بحوالي 200 مليون دولار، واستكملت شراء حصة الأغلبية في فندق ماندارين أورينتال في نيويورك بقيمة بلغت 340 مليون دولار ، وأعلنت حينذاك شركة «ماندارين اورينتال انترناشونال» المدرجة في سنغافورة أنها باعت نصف حصتها البالغة 50 % إلى شركة «استثمار».


وأن شركة أبولو العقارية وشركات ذات صلة ستبيع كل حصتها تقريبا البالغة 50 %، كما استثمرت الشركة 100 مليون دولار في شراء أسهم ممتازة في شركة « اتش.ام ريفرجروب» التي تملك كل من شركة «ريفرديب» الأيرلندية العاملة في مجال البرمجيات التعليمية، وشركة « هوتون ميفلين» الأميركية العاملة في مجال نشر الكتب المدرسية.


ودفعت كذلك شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي مليار دولار مقابل حصة نسبتها 7. 2 % في بنك «ستاندرد تشارترد » ومقره لندن، وفي غضون نفس الفترة الزمنية، أعلنت شركة«استثمار» خططا لدعم تأسيس أول بنك إسلامي في كينيا باسم « البنك الإفريقي الخليجي» برأسمال قيمته 25 مليون دولار.


وأفاد عبد الملك الخليلي رئيس مجلس إدارة بنك مسقط وبنك مسقط الدولي في مطلع شهر فبراير الماضي بأن بنك مسقط الدولي سيمتلك حصة نسبتها 20 % في البنك الإفريقي الخليجي، وينوي طرح 40 في المائة من أسهم البنك الجديد في اكتتاب عام أولي خلال العام الجاري، وإن شركة«استثمار» المملوكة بالكامل للحكومة ستمتلك حصة نسبتها 30 %، بينما ستمتلك مؤسسة التمويل الدولية 10 %.


أطقم إدارية متخصصة


وتعود أسباب ديناميكية وحيوية الشركة إلى نهجها في ادارة استثماراتها، حيث يتولى طاقم من خبراء الاستثمار يتراوح عدده بين 10 إلى 20 خبيرا إدارة كل قطاع استثماري، ويشتمل كل طاقم على محللين ومديرين محافظ استثمارية ومدير إداري.


ويركز كل فريق من المحللين على قطاع صناعي محدد، ومن ثم، هناك من يركز على قطاع الإنشاءات، فيما يركز آخر على قطاع التصنيع، إلى جانب ما سبق، هناك تكامل بين هذه الأطقم الفرعية، بيد أنه يجري تشجيع المحللين على تطوير معرفة متخصصة بشأن مجال صناعي معين.


ويقول ديفيد جاكسون في هذا المجال : أن خبراءنا يعتبرون أولا وأخيرا متمرسين في التحليلات المالية، وبمقدورهم التفاوض بشأن الصفقات، وتقدير قيمتها، ولكن إلى جانب كل هذا، هم يتمتعون بكفاءة عالية في التحليل المالي، ويتم تشجيعهم على تأسيس شبكات من العلاقات.


وبناء معارفهم بصناعة وشركات معينة، كما يتوافر لدى أعضاء فريق ما بعد الاستحواذ على أصل معين خلفية إدارية واستشارية بخصوص الشركة محل الاستحواذ، ويأتي خبراء الاستثمار بشكل كبير من البنوك الاستثمارية أو من مدراء إدارة الأصول. بيد أن العثور على الكفاءات العالية - والكلام مازال على لسان جاكسون - ينطوي على تحديات كبيرة، وتجري عملية الإشراف على كافة الاستثمارات من جانب سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة.


امتلاك محفظة استثمارية متنوعة


وقد نفذت الشركة الكثير من الصفقات، فمن جانب أعلنت شركة «استثمار» عن قيامها بعقد صفقة جديدة بلغت قيمتها 100 مليون دولار للاستثمار في شركة Perella Weinberg Partners.وستعمل «استثمار» بالتنسيق مع قسم الخدمات المالية الجديد في Perella Weinberg Partners الذي يرأسه المصرفي المعروف جوزيف بيريلا.


وستقدم Perella Weinberg Partners الاستشارات المشتركة وخدمات ادارة الاستثمارات للعملاء من حول العالم. كما امتلكت شركة «استثمار هوتيلز» - شعبة إدارة أصول الضيافة في شركة «استثمار» حصة نسبتها 99 ,24% من أسهم شركة «ريمون لاند» العامة المحدودة - إحدى الشركات التايلاندية الرائدة في قطاع التطوير العقاري .


وتعتبر هذه الخطوة الاستثمار الثاني لشركة «استثمار» في الجمهورية التايلاندية، بعد شرائها لحصة في مستشفى «بامرنغارد» العامة المحدودة مطلع العام 2006، كما استحوذت شركة « استثمار هوتيلز« على فندق نيكربوكر بـ 300 مليون دولار، ويقع الفندق في قلب مدينة منهاتن عند تقاطع الزاوية الجنوبية الشرقية لشارع برودواي والشارع 42 والذي يعرف اليوم بساحة « سيكس تايمز».



وقامت«استثمار» بشراء هذا العقار المميز من شركة بوسطن بروبرتيز من خلال صفقة ناجحة وصلت قيمتها إلى 2 ,1 مليار دولار (نحو 3, 4 مليارات درهم). وتبلغ مساحة العقار الواقع في قلب مانهاتن حوالي 2 ,1 مليون قدم مربع. وكانت بوسطن بروبرتيز حصلت على هذه الملكية في العام 1997 وستستمر الآن كمدير للعقار ووكيل للتأجير.


وعلق بيتر جودلوسكي المدير المالي في شركة استثمار لمجلة «يوروموني» على هذه النشاط بقوله: ان الشركة قد انتقلت في غضون فترة زمنية تتراوح بين ثمانية عشر شهرا إلى عامين من شركة غير معروفة في الأسواق إلى شركة رئيسية في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة والعقارات.


حرية حركة ومرونة


وعلى الرغم من أن شركة استثمار تعتبر في المحك النهائي شركة حكومية بحكم ملكيتها التي تعود إلى حكومة دبي، إلا أنها تسعى أسوة بالصناديق الاستثمارية العاملة في مجال تملك حقوق الملكية الخاصة إلى تحقيق عائدات استثمارية عالية، ولكنها تتميز عن اللاعبين التقليديين في امتلاكها حيزا كبيرا من حرية الحركة والمرونة، من زاوية، عدم خضوعها لنفس القيود الموضوعة على الشركات الاستثمارية الخاصة.


فعلى سبيل المثال، تتمتع الشركة بحرية حركة بشأن توقيتات جنيها للعوائد، وذلك على خلاف العديد من شركات إدارة الأصول التي تستغرق فترة زمنية طويلة لاتخاذ قرار الاستثمار من عدمه كما أن الشركة غير مقيدة بالاستثمار في حقوق الملكية الخاصة، حيث بإمكانها ضخ استثماراتها في فئات متنوعة ومتعددة من الأصول لتعظيم القيمة.



وأقر جاكسون أن هذا النهج في إدارة الأعمال يحفه الكثير من التحديات، حيث ان هذا الأسلوب صالح للتطبيق في عدد قليل من الأسواق، وتتمثل مزايا هذا النموذج في مباشرة الأعمال في كونه يساعد في تحطيم الحواجز والحوائط بين العقليات الاستثمارية المختلفة، والمثال على ذلك، قيام شركة«استثمار» في أكتوبر الماضي باستثمار مليار دولار في شراء حصة نسبتها 7, 2 % في بنك ستاندارد شارترد.


وفي بعض الأوقات خلال العام الماضي - والكلام مازال على لسان جاكسون - بدأت الشركة في دراسة الأخذ بأسلوب شراء حصص حقوق ملكية خاصية في بنوك الأسواق الصاعدة، وأعتقد محللو الشركة حينذاك أن الصناعة المصرفية في الدول النامية تتجه لأن تزيد مساهمتها بشكل أكبر في الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان، وبالتالي، فإن دورها سيسلك المسار الصعودي.

مغروور قطر
14-07-2007, 05:05 AM
بيد انه خلال العملية البحثية - والكلام مازال له - أدرك الفريق البحثي أن أفضل طريقة لفعل ذلك، تكون من خلال الاستثمار في بنك ستاندارد شارترد البريطاني، حيث يمتلك البنك شبكة قوية من الفروع والمكاتب التي تغطي العديد من الأسواق الصاعدة، وذلك على الرغم من كونه شركة مساهمة عامة مدرجة أسهمها في البورصة.


وتابع جاكسون حديثه قائلا: ينطوي مثل هذا الأسلوب في المؤسسات الاستثمارية الأخرى على مشاكل من جراء صراع المصالح بين الفرق العاملة في مجال حقوق الملكية الخاصة وتلك العاملة في مجال الشركات المساهمة العامة.


وإذا ما جرى في أي مؤسسه استثمارية أخرى، البدء في دراسة فرص حقوق الملكية الخاصة في الأسواق الصاعدة، يتلو ذلك، إصدار قرار بالاستثمار في بنك ستاندارد شارترد، سيكون من الصعب في مثل هذه الحالة الحصول على مديرين صناديق يركزون على الأوراق المالية للشركات المساهمة العامة لكي يتولوا إدارة الصفقة. نحن - والكلام مازال على لسانه - كسرنا الحواجز، ويركز خبراؤنا في الاستثمار على المنطق الاقتصادي الكامن وراء الاستثمار.


هياكل صفقات متنوعة


وقد هيكلت الشركة نطاقا متسعا من الصفقات والذي يتراوح بين حصص أسهم عادية إلى أدوات تمويل بالغة التعقيد، حيث استحوذت شركة استثمار على حصة في بنك مسقط الدولي، ومقره الرئيسي في البحرين وتم إنشاؤه من قبل بنك مسقط (اس ايه او جي) أكبر بنوك سلطنة عمان، ويقدم بنك مسقط الدولي الخدمات المصرفية والعمليات المصرفية للشركات والعمليات البنكية وللمتاجر.


بالإضافة إلى الخدمات المصرفية الخاصة وخدمات الخزائن والخدمات المالية الإسلامية، وتعتبر كذلك الشركة مشروعاً مشتركاً بين شركة استثمار وبنك دبي الإسلامي، وهي مؤسسة مالية إسلامية تقدم خدمات التمويل العقاري والخدمات المالية للمقيمين في الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى فتح سوق التمويل العقاري الإسلامي بأسلوب التجزئة في الدولة موفرة بذلك تسهيلات مالية بديلة لمن يرغب من العملاء.


كما تمثل شركة الإمارات الوطنية للتمويل مشتركا بين شركة استثمار وبنك دبي الإسلامي وشركة أيلاند كابيتال Island Capital، LLC، وهي شركة متخصصة تسعى إلى تمويل قروض العقارات في الإمارات، وفي عام 2005 مولت شركة الإمارات الوطنية للتمويل قروض مساكن بلغت قيمتها 350 مليون دولار من خلال إصدار سندات مضمونة بمعدل ربح متغير مستحقة في 2014 وقد صنفت مؤسسة اس اند بي هذه السندات تصنيف الفئة (AAA).


وفي السياق ذاته، استحوذت شركة استثمار على حصة صغيرة في بنك الإمارات والسودان، ويضم مؤسسو البنك كلا من بنك التنمية الإسلامي وبنك دبي الإسلامي وبنك الشارقة الإسلامي ومصرف ابوظبي الإسلامي.


يعتزم بنك الإمارات والسودان على أن يكون في الطليعة في مجال تقديم الحلول المصرفية الإسلامية في سوق السودان المتنامي والسريع التغير.


كما يخطط البنك أن يتوسع سريعاً وينتشر خارج مقره الرئيسي في الخرطوم مكونا شبكة من فروعه في كافة أنحاء السودان، وقام البنك بالفعل بتعيين فريق إدارة متخصص، ويخطط حالياً للاستثمار في تنمية وتدريب موظفيه على تقديم مجموعة كاملة من الخدمات والمنتجات الجديدة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والتي تلبي احتياجات قطاعات السوق في مجال العمليات المصرفية للشركات والأفراد.


وعلى نفس المنوال، استحوذت شركة استثمار على حصة كبيرة من أسهم شركة هايفلاكس المحدودة أكبر شركة مياه مدرجة في سوق الأوراق المالية السنغافورية، كما كونت شركة استثمار مشروعاً مشتركاً مع شركة هايفلاكس ليمتد لتأسيس شركتين هما هايفلاكس الشرق الأوسط ومياه نخيل لممارسة الأعمال المتعلقة بمرافق المياه في الشرق الأوسط، بحيث تعمل هايفلاكس الشرق الأوسط في مجالات التصميم والبناء والتشغيل.


فيما تعمل شركة مياه نخيل في مجال الاستحواذ على مختلف أنواع مشروعات إنتاج مياه الشرب والري وغيرها من أنواع المياه. كذلك حصلت شركة استثمار على حصة أسهم كبيرة في شركة سبايس جيت التي تعتبر احد رواد شركات الخطوط الجوية ذات التكلفة المنخفضة في الهند.


والتي انطلق نشاطها في مايو 2005، وتوافق هذا الاستثمار مع استراتيجية الشركة الهادفة إلى اكتشاف الفرص مع استعداد قوي للنمو والنجاح، كما كونت شركة استثمار مشروعاً مشتركاً مع إحدى كبريات شركات التطوير العقاري المتمركزة في الكويت وهي شركة فنادق ومنتجعات «أي إف ايه» وذلك بهدف تطوير مشروع «ميل نخيل الذهبي».


كما قررت شركة استثمار الحصول على 13% من شركة كيرزنر التي تولت أصلاً أعمال التطوير الفندقي والإدارة الفندقية لكل من اطلنتيس وجزيرة الفردوس والنوع الوحيد الفريد من المنتجعات (NYSE=KZL) المسجلة في بورصة نيويورك تحت اسم « KZL »، بالشراكة مع شركة كيرزنر تقوم حالياً شركة استثمار بتطوير النسخة الموسعة من جزيرة بارادايس العالمية المستوى التي تمتلكها كيرزنر وذلك على حافة هلال نخيل الجميرا.


كذلك استحوذت شركة استثمار على مبنى «وان ترافلجر سكوير» مقابل 155 مليون جنيه إسترليني، كما قامت بتأسيس شركة « كنال بوينت » وهي شركة تطوير عقارات متعددة الاستخدامات وتشمل المحفظة الاستثمارية مستشفى اشتركت في تطويره، ومستشفى بومرانجراد هوسبيتال وفندقا مكونا من 250 غرفة ومنتجعا مائيا ومركزا صحيا وبرجين سكنيين.


فخمين وثلاثة أبراج للشركات والمكاتب ملحقا بها جميعاً مساحات للمحال التجارية وساحات خضراء. وعلى نفس المنوال، أشترت شركة«استثمار» حصة تبلغ 80% في مشروع لإقامة فندق تبلغ استثماراته 130 مليون دولار ( 478 مليون درهم) في بانكوك تقيمه شركة جولدن لاند العقارية التايلاندية في الحي التجاري في بانكوك، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في بناء الفندق الذي يبلغ ارتفاعه 30 طابقاً هذا العام على أن يفتتح المجمع الذي سيضم مكاتب ومتاجر ومركزا للمؤتمرات في عام 2010.


كما أعلنت شركة استثمار أنها ستؤسس صندوقاً عقارياً بقيمة 50 مليون دولار مع وحدة تابعة لشركة سيتي ديفلوبمنتس (سيتي ديف) السنغافورية لتطوير نحو 30 فندقاً اقتصادياً في جنوب شرق أسيا، وقالت الشركة ستتملك 40 % من الصندوق وان شركة « سيتي اي سوليوشنز» وهي وحدة مسجلة في هونغ كونغ تابعة لمجموعة هونغ ليونغ التي تسيطر على سيتي ديف ستتملك 40 % أيضاً من الصندوق.


أجندة المستقبل


تخطط شركة «استثمار» لإعطاء المزيد من الاهتمام للأسواق الصاعدة خلال العام الجاري، حيث تحفل هذه الأسواق من منظور الاقتصاد العالمي ـ وبحسب أقوال ديفيد جاكسون ـ بالكثير من الفرص الواعدة.


وتفيد تقديرات مجلة يوروموني في عددها الصادر في ابريل الماضي أنه قد جرى استثمار حوالي 50 % من أصول الشركة في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، و30 % في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فيما تتوزع بقية الاستثمارات على الأسواق الأخرى في العالم.


وشرح ديفيد جاكسون أسباب التركيز على الأسواق المتقدمة بقوله: عندما تأسست الشركة في عام 2003، كان معدل النمو في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة جذابا، حيث تراوح بين 4 % إلى 5,4 %، ولكن الآن من غير المؤكد أن هذين السوقين سيولدان المزيد من النمو خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.


وتابع قائلا: ولكن الوضع في الأسواق الصاعدة يسلك مسارا مختلفا، إذ تتصاعد الثقة، كما تعني وتيرة الإصلاح التي تشهدها هذه الأسواق أنه بصدد النهوض، حيث إنها تقوم بتطوير أسواقها المالية وتحسين مقاييس الحكومة.


ومن ثم، تعتزم الشركة أن تكون أكثر ذكاء في تحقيق العوائد المالية في الأسواق الصاعدة أيضا، كالصين مثلا، حيث قامت الشركة بتوظيف شخصين هناك لتقديم فهم أفضل بشأن الأثر الاقتصادي للصين الشعبية على بقية أسواق العالم، وهذا لا يعني ـ بحسب أقوال جاكسون ـ أن شركة استثمار سوف تقوم بالضرورة بضخ استثمارات في السوق الصيني.


وتخطط الشركة كذلك لتنويع مواردها سواء من خلال التمويل المصرفي أو من خلال الاستثمار المشترك مع الشركاء وسيكون الاختبار الحقيقي من وجهة نظر جاكسون، عندما تقوم شركة استثمار بيع جزء من محفظتها الاستثمارية، ومن غير المحتمل أن تتخذ مثل هذه الخطوة حتى حلول العام القادم، حيث سيكون عام 2007 بمثابة العام الرابع على التوالي في بناء المحفظة الاستثمارية، ولكن من المتوقع بحلول عام 2008، أن تقوم الشركة ببعض عمليات البيع القليلة.


صنع القرار الاستثماري


تعتبر عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية مسألة شائكة وبالغة التعقيد، حيث إنها تتضمن إجراء تحليلات والتعاقد مع خبراء في الصناعة، ودلل جاكسون على مدى تعقيد هذه العملية بإشارته إلى أنه في إطار صفقة شراء حصة في شركة «سبايس جيت» جرى التحدث مع 6 مديرين تنفيذيين لشركات خطوط طيران منخفضة التكاليف.

مغروور قطر
14-07-2007, 05:05 AM
وقد بلغت في عام 2005 - بحسب أقوال جاكسون - القيمة المبدئية لاستثمار شركة«استثمار» في شركة « سبايس جيت » نحو 5 ,12 مليون دولار، وذلك مقابل الحصول على حصة تفضيلية، وبعد ذلك، وخلال شهر ديسمبر من العام المذكور، رفعت شركة«استثمار» قيمة استثماراتها بنحو 50 مليون دولار عن طريق الاكتتاب في سندات أصدرتها شركة « سبايس جيت » قابلة للتحويل إلى العملة الأجنبية، إلى جانب مؤسسة جولدمان ساكس، وبالتالي وصلت قيمة السندات التي تم الاكتتاب فيها إلى 80 مليون دولار.


وتابع جاكسون في مطلع العام الجاري، ضخت الشركة استثمارات إضافية في خطوط الطيران الهندية بقيمة 80 مليون بالمشاركة مع مؤسسة جولدمان ساكس، إلى جانب ثلاثة شركاء آخرين، وهم شركة «إيوارت انفستمنتس» المحدودة ومجموعة «تاتا» ومجموعة «تيكساس باسيفيك».


وبين قيام شركة«استثمار» بضخ استثمارات متتالية في شركة «سبايس جيت» مدي مرونة وابتكار استراتيجيتها الاستثمارية، وذلك عندما يتعلق الأمر بتمويل صفقاتها، وهو ما علق عليه بيتر جودلوسكي المدير المالي للشركة بقوله: تعتبر صفقة شركة «سبايس جيت» نموذجاً للفكرة الخلاقة والإبداعية، ونحن نشجع مستشارينا الماليين أن يتحلوا بروح الإبداع والابتكار لدى قيامهم بتنفيذ استثمارات لصالحنا.


وتمر عملية صنع القرار الاستثماري بثلاث مراحل أساسية، تشتمل أولاً على مرحلة الدراسة التصورية، ثم مرحلة التفحص والتدقيق، وبعد ذلك، تأتي مرحلة التصديق الفعلي، ويتم إجراء المرحلتين الأوليتين في داخل الشركة لكي تقرر ما إذا كانت تفضل فكرة استثمارية معينة من عدمه، وعندما يستقر رأي الشركة على رأي معين، تتجه بعد ذلك إلى الاستعانة بالبنوك الاستثمارية وشركات المحاماة والمحاسبة والمستشارين الإداريين للمساعدة في التحقق من صحة استنتاجاتها.


وشرح جاكسون بقوله: نحن نعتمد على البنوك الاستثمارية بشكل كبير في مجال التمويل، وفي البداية، كان من الصعب العثور على بنوك استثمارية تقبل الإصغاء لنا، ولكنها صارت الآن أكثر شغفاً لتلقي مكالمتنا الهاتفية، وتقوم البنوك غالباً بطرح الأفكار الاستثمارية على الشركة، ولكننا لا نريد البنك الذي يتصل هاتفياً بنا مئة مرة في اليوم لكي يقدم لنا ما في جعبته من أفكار، بل نريد البنك الذي يكون على فهم جيد بالشركة.


وعلى الرغم من تجزئة نشاط الشركة إلى أربعة قطاعات رأسية، إلا أن استراتيجيتها الاستثمارية تتحرك من أعلى إلى أسفل، وترتكز على أفكار واتجاهات الاقتصاد الكلي، ففي قطاع المستهلك على سبيل المثال، يقوم المحللون بتقديم صورة كلية بشأن الاتجاهات كتلك الخاصة بأثر السياحة في بلدان معينة وزيادة ائتمان المستهلك وتطوير الرعاية الصحية والخدمات التعليمية.


وبمجرد توافر الإجماع ـ والكلام على لسان جاكسون ـ بخصوص منطق الاقتصاد الكلي، تبدأ الشركة البحث عن كافة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالشركة محل الاستهداف، وذلك على غرار حالة شراء حصة في شركة «سبايس جيت» التي تعتبر أحد رواد شركات الخطوط الجوية ذات التكلفة المنخفضة في الهند.


لحرب بالوكالة


يعتبر الاستثمار في شركة «تايم وارنر» الصفقة الأكثر تعقيداً وتحدياً بالنسبة لشركة «استثمار»، فعندما أشترت حصة نسبتها 5 ,2 %، واجهت - بحسب رواية مجلة يورو موني - معركة بالوكالة مع الملياردير كارل إيكهان الذي اقترح تجزئة شركة « تايم وارنر» وهي شركة عالمية تعمل في مجال الاعلام إلى 4 مجموعات.


وقد فشل عرضه، ولكن بسب تدخله، اضطرت إدارة شركة « تايم وارنر» إلى اتخاذ قرارات معينة لكي تزيد قيمتها، منها، اتخاذ قرار بإعادة شراء أسهم للشركة بقيمة 20 مليون دولار، وتعيين أعضاء أكثر استقلالية في مجلس إدارة الشركة، وتقليص التكاليف بقيمة مليار دولار.


وقفت شركة«استثمار» إلى جانب إيكهان، واستعانت بإحدى شركاته كمستشار في تنفيذ الصفقة، ووافق إيكهان في المقابل على استشاره شركة«استثمار» بشأن خططه المتعلقة بشركة « تايم وارنر». وتضمنت الصفقة، قيام شركة«استثمار» بشراء حصة في شركة «تايم وارنر» من خلال شرائها أذون تصدرها مؤسسة « يو بي إس » بقسمة ملياري دولار، على أن تكون قابلة للتحصيل في أغسطس من العام الجاري.


وبالتالي استحدث البنك السويسري أداه استثمارية أعطت شركة«استثمار» مركزاً اقتصادياً بالنسبة لنحو 109 ملايين سهم من أسهم شركة « تايم وارنر»، وبالتالي، أخذ هيكل الاستثمار شكل « حصة مرتبطة بأذون » يرتبط أداؤها بأداء أسهم شركة «تايم وارنر».


ومن ثم حقق هيكل الصفقة ميزتين لشركات «استثمار» تتمثل الأولى في أنها سمحت برفع قيمة حصتها، أما الثانية، فتتمثل في ضمان رأسمال، وهو ما يعني أن رأسمال المستثمر لن يكون منكشفاً لمخاطر تراجع أسهم شركة «تايم وارنر».


وتضمن خطاب مرسل من المديرين التنفيذيين لمؤسسة «يو بي إس» في لندن إلى شركة«استثمار» بتاريخ 15 فبراير 2006 شرحاً لبنود الاتفاق، وورد فيه أن مؤسسة « يو بي أس» تمتلك في كافة الأوقات حق التصرف المطلق في إدارة الترتيب بالشكل الذي تعتبره ملائماً، وبشكل خاص، لا يوجد أدني التزام على مؤسسة «يو بي إس » بتملك أي أسهم.


بالإضافة تمتلك «مؤسسة « يو بي إس» سلطة التصرف الكامل في ممارسة حقوق التصويت التي تكفلها هذه الأسهم، وفي كافة الأوقات التي يكون فيه هذا الترتيب ساري المفعول، وتمتلك «يو بي إس» حقوق التصويت، مع قيامها بإطلاع شركة«استثمار» بأية قرارات مقترحة خلال اجتماع الجمعية العمومية لشركة «تايم وارنر»، واستشارتها فيما يتعلق بممارستها حقوق التصويت بخصوص هذه الأسهم.


وعلى الرغم - بحسب رواية يورو موني - من عدم تعليق كل من جاكسون وجودلوسكي على هذا الخطاب، إلا أن الأخير اكتفى بتعقيدات هذه الصفقة قائلاً: تعتبر هذه الصفقة الأولى من نوعها القائمة على أساس المشتقات بالنسبة لشركة «استثمار»، حيث لم يكن قد سبق لها أن قامت بتنفيذ صفقة من هذا النوع.


إلى جانب ما سبق، كان هناك قدر كبير من الضوضاء من جانب إيكهان، وكان من المتعين علينا أن نعلم أنفسنا والناس الآخرين احتمالات التراجع في القيمة، مضيفاً أن شركة استثمار وضعت نصب عينيها على مثل هذا الأمر لوهلة، وأكد أن فكرة الاستثمار في شركة «تايم وارنر» ولدت في داخل شركة«استثمار» ولم تأت من البنك الاستثماري، وأعطتنا هذه الصفقة حصة في مجال الأعمال حيث سمحت لنا أن نصبح حامل أسهم مؤثرا.


وبرهنت الصفقة على مهارة شركة استثمار في إدارة الصفقات المعقدة، إذ ارتفع سعر سهم شركة « تايم وارنر» إلى 42 ,19 دولاراً في منتصف شهر مارس 2007 بالمقارنة مع 97 ,17 دولاراً في 16 فبراير 2006، و65 ,17 دولاراً في 1 يناير 2006. وعلق جاكسون قائلا : لقد اتبعت شركة«استثمار» نفس المسار فيما يتعلق باستثماراتها في بنك «ستاندارد شارترد»، وذلك بعد مرور 9 أشهر على صفقة شركة « تايم وارنر».


صفقة « سبايس جيت ».. المرونة والابتكار


منذ عامين ونصف العام، طرح الفريق المتخصص في مجال الاستثمار الصناعي تصوراً يتعلق بالاستثمار في خطوط الطيران ذات التكلفة المنخفضة في الأسواق الصاعدة، وارتكزت الفكرة الاستثمارية على فرضيتين رئيسيتين : تتعلق الأولى بحقيقة توافر أفق لنمو ميزانيات شركات خطوط الطيران في الأسواق الصاعدة.


باعتباره أمراً ملحاً بالمقارنة مع خطوط الطيران الحكومية، فيما تتعلق الفرضية الثانية بوجود آفاق نمو لخطوط الطيران ذات التكلفة المنخفضة في الأسواق الصاعدة بالمقارنة مع وسائل النقل الأخرى، كتلك الخاصة بخطوط السكك الحديدية والسيارات.


ومن ثم، ارتكزت هذه الفكرة الاستثمارية - والكلام مازال على لسان جاكسون - على تصور قائم على الاقتصاد الكلي مؤداه أن المزيد من الناس سيسافرون جواً مع النمو الحاصل في اقتصاديات الدول النامية، وإصلاح سياساتها المتعلقة بقطاع الطيران، وصعود مستويات الدخول.


وقال جاكسون: حددت شركة استثمار في البداية ميزانيات 30 شركة خطوط طيران، وذلك في إطار وجود إمكانية للاستثمار في مثل هذا القطاع، ثم تقلصت القائمة بعد ذلك لتضم 3 شركات خطوط طيران فقط، ومن بينها واحدة لم تستحوذ على اهتمامنا، وأخرى جرى رفضها بسبب عدم اتفاق الطرفين على سعر معين، وبالتالي، كانت شركة «سبايس جيت» الوحيدة المتبقية على قائمتنا، وبالتالي، أصبح الاستثمار في هذه الشركة الأولوية الاستثمارية الأولى لشركة استثمار، حيث قامت الحكومة الهندية بفتح قطاع طيرانها للاستثمارات الخارجية.


دبي ـ مجدي عبيد