المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ..حروف صديقة..



المتأمل خيرا
14-07-2007, 10:37 AM
الكتابة أمرها غريب.. والقصد هنا تلك التي تكتب كما يمليها إحساس اللحظة.. تكون ولادتها كطفل يخرج للدنيا دون "قيود اجتماعية" أو "خوف مستتر".. هي كما هي.. كما اعتملت في النفس.. صدق الذات مع الذات.. تظهر على محيا الصفحات.. مصافحة عيوناً.. للمرّة الأولى.. فتفاجي.. وتفاجأ..
.. .. ..
.. .. ..

ولأن الحروف - في عيني كاتبها - هي مولود.. فحتماً تعني الكثير "لمن انجبها".. بل ربما يضـّن عليها - أحياناً - من عيون.. يخاف عليها.. وفي ذات الوقت يود ان تصافحها أعين الدنيا.. فكأنه يقع بين متناقضين..
.. .. ..
.. .. ..

وربما للخروج من ذلك.. هو أن يسمع العالم صيحة طفله الوليد.. :) .. فيسهل بعدها أن تتبعها صيحات...


يتبع..

المتأمل خيرا
14-07-2007, 07:14 PM
في ظنـّي أنه في حياة من كتب أو يكتب أو سيكتب.. منعطفات - سمها "وقائع" أو "أحداث" أو "مواقف" - تمثـّل نقطة غير متوقـّعة في تأثيرها.. أو بحكم كونها تبدو "بداية" لأمر يحمله قادم الأيام.. عندما يعود لها ويتذكّر تأثيرها يعجب من الإثنين - من الموقف والتاثير - ..

وقد يكون ذلك الموقف بسيطاً أو عادياً جداً جداً بالنسبة لمن كان خلفه.. فقد تكون على شكل حروف.. لكن من قرأه في تلك اللحظة.. قرأه بعيون مجهر.. فبدا وكأنه يرسم بداية طريق لمن قرأ.. دون قصد من كتب أو حتى من قرأ.. وهذه "القراءة المجهرية" قد لا ينتبه لها في لحظتها.. بل تأتي هذه الملاحظة بعد ذلك.. بغض النظر عن الفاصل الزمني بين الأمرين.

والأسطر التالية هي تفاعل مع حروف أتت.. وكانت بداية البداية لمسيرة "الحروف الصديقة".. والتي يضمها "هذا الكتاب"..


يالك من امرأة غريبة ..

يالك من امرأة غريبة.. تشجعينني على كتابة المزيد.. وتكلمينني من خلف حجاب!.. ترين فيما أكتبه ما لا أراه!!..
وتدفعين به إلى حدود لم تدر بخلد كاتبه.. فهل أنت شاعرة..؟ حتماً أنت كذلك.. حتى وإن لم تكتب الأبيات.. فشعورك مرهف إلى حد يأخذ بيد من تميلين لكلماته إلى حيث تريدين.. دون إرادة منه.. وما تريدين يأخذه إلى آفاق لم تكن بوعيه الحاضر.. فيحس بنشوة وهو يخط على وقع قراءتك القادمة.. وبه خوف من ألا يكون ما يخطّه - دون عناء، عدا عناء التوقّع - دون الذي تتوقعين.. لكن يكفيه الإحساس بأن هناك من ينتظر الحروف المعروفة في تركيبة عذراء لم يسبق لها أن قبّلت السطور.. لم تلامس الحروف بتركيبتها هذه المسامع من قبل.. يكفيه ذاك كي يبعد هاجس الخوف.. ويكتب من جديد.. فهل لي بكلمة أطراء جديدة، وإن كان مجاملة - يا مجنونتي - .. تدفع بي إلى جنون جديد؟..
============
الدوحة
25 مايو 2002م..


يتبع..

التيما
15-07-2007, 12:54 AM
يعطيك العافيه .. يسلمووووو

المتأمل خيرا
15-07-2007, 09:01 AM
يعطيك العافيه .. يسلمووووو

جزيل الإمتنان لكلماتك..

ولابد من تكملة لـ "حروف صديقة".. :) ..

المتأمل خيرا
15-07-2007, 09:17 AM
.. ويختصر القلم مسافة الزمن.. بعض الشيء.. ليدوّن أدناه بعضاً من "باقة وردود" سجـّـلها القلم منذ سنوات قليلة.. تعبيراً عما جال بخاطر حامله .. :

حقيقة.. أنت غريبة
==========
غريبة.. وأغرب شيء فيك.. أنك حقيقة..
هكذا تعلنين حبك؟.. بكلمات بسيطة رقيقة؟
وتقولين.. مخاطبة اسمي.. إنّي احبّك.. وهذا بالنسبة لي حقيقة..
غريبة.. كيف تتوقعين من رجل شرقي أن يهضم كل عبارات الوله.. دون أن تثيري له حفيظة..؟
تقولين.. أنا أعرفك منذ زمن بدء الخليقة.. عشت معي.. تحاورنا.. وضممتني..
فأنا لك من بعيد.. ومذئذ.. صديقة..
وتضيفي.. أعذرك إن كان وقع كلامي على مسامعك قد يصعب تصديقه..
لكن الأمور محسومة لدي..
فقد وجدتك.. واحتياجي لك.. كاحتياج حرف.. لعزف الموسيقى..

هدؤ يسبق العاصفة
===========
عاصفة مدمّرة.. ونطق قطعاً هي فيه غير عجولة..
ويسألها.. أليس غريباً هدؤ كهذا.. مع زلازل كلام.. يهد مدناً مأهولة؟؟..
فتجيب.. إن كان هناك هدؤ .. فهو سندي.. الذي يجعلك تسمع كل ما أقوله..
وأنا امرأة لا أخبيء عشقاً.. لست منه في مهجتي.. خجولة..

سيل لا يجرف زهرة
===========
وقع كلماتها كما هو جارف.. كالسيل.. هو سيل بكل عنفوانه.. لا يجرف زهرة.

===========
الدوحة..
26 يونيو 2002م..


يتبع..

المتأمل خيرا
15-07-2007, 09:36 PM
ما يسطره القلم في دفتره هذا.. يأتي دون تخطيط مسبق.. لا من حيث الموضوع.. ولا التسلسل الزمني من حيث توقيت كتابته الأصلية..

هو يأتي من خلال مطالعة جديدة لما سبق خطـّه.. لكنها غير مقررة.. وجدت النفس ذاتها أنها قد تفاعلت معها.. بما يؤدي إلى نقلها إلى هنا.

وهذا المساء طالعت هذه الكلمات.. فوجدت نفسي أنقلها لدفتري هذا..

بين شعور الآخرين.. وإحساسنا به
===================
عندما نكتب ما في مهجنا فنحن نكتب الحقيقة المطلقة كما نراها في تلك اللحظة.. لحظة الكتابة..
وهي في الحقيقة لا تعبّر إلا عما نراه.. حتى ولو شمل حديثنا شعور ود طاغ نراه من الآخرين تجاهنا..
فذاك الإحساس هي حالة تتعلق بنا.. بغض النظر عن تطابق ذلك مع شعور من أوحى لنا بمثل ذاك الإحساس.
فقد نعجز عن الإحساس بذاك الشعور كما ينبغي فينعكس ذلك فيما نكتب.. فقد نعطيه أقل من حقه..
كما أنه قد يتراءا لنا أعلى درجة مما هو في حقيقته..
وقطعاً نكون محظوظين منصفين لو استطعنا أن نحس به ونوصفه كما هو في حقيقته..
لكن من يدري.. هل سنكون عندئذ.. أسعد حالاً.. حقاً؟!
========
الدوحة..
26 نوفمبر 2002م


يتبع..

عبد الناصر
15-07-2007, 09:44 PM
جزاك الله الف خير على هاي المجهود
ولاتحرمنا جديدك

المتأمل خيرا
15-07-2007, 10:13 PM
جزاك الله الف خير على هاي المجهود
ولاتحرمنا جديدك

شكراً لمطالعتك.. وتعقيبك..

وأعترف أني بعد قراءة حروفك.. قلت لنفسي "سأبحث عن تلك ..الخاطرة المرنـّمة.. حيث أني أعلم أن > صديقي هذا < يحب الإبتسامة.. ".. وقد كانت الخاطرة واضحة المعالم من حيث التحديد ، إلا أني.. وفي طريقي لها.. صادفت "جبناً لذيذاً".. فرأيت نفسي أنجذب إليه.. - ربما لأني كنت جائعاً بعض الشيء - .. فرأيت أن أقدمه.. فيما يلي.. مؤجلاً ماكان في البال لوقت آخر :


يتبع..

المتأمل خيرا
15-07-2007, 10:25 PM
جبـن.. لذيذ..
=======

غريب أن يكون هناك جبن.. لذيذاً..
غريب من حيث أن لذته لا يمكن أن تتذوقها... كما هو مألوف..
حيث انه جبن لا يوجد على رفوف المجمّعات.. ولا تدخل فيه أي من المواد الطبيعيّة.. وغير الطبيعيّة... أي أن تركيبته ليست هي المعتادة.. كما انه ليس مليئاً بالثقوب.. كالجبنة السويسريّة..

حيث أنه جبن تحس به أنت.. ولا يحس به غيرك.. مهما كان قريباً منك.. ولا أنت مطالب بأن تقدم "شقفة" منه – مهما كانت صغيرة - حتى لأقرب أصدقائك.. مهما كانت درجات تضوره من الجوع.. بل ربما من الأنسب أن تهرب من كل "الأصدقاء" عندما تعيش تلك الحالة.. لأنهم لن يفهموك.. ولو حاولوا.. هذا إن لم يقهقهوا جهلاً.. لأنهم يجهلون ذلك النوع من الجبن.. والحقيقة أنك لوفكّرت بحدود المنطق المتاح.. لعذرتهم.. فأنت بالأمس لم يكن جهلك بالأمر بأقل من جهلهم هذا.. هذا اليوم..

لكن هذا الجبن الذي تحسّة.. ولا يمكن ان تطعمه بالإسلوب التقليدي.. تحس به.. و تخشى أن تعترف به لمن كان له "الفضل".. في " صنعه ".. وغريب الأمر أنه – وربما الحديث هنا عنها – لم تعلم.. أو تقصد.. أن "يغمرك" مثل ذلك الجبن.. لأن مثل هذا الأمر يؤدي إلى حدوث ما لا ترغبه هي.. حيث – يفترض - أنها ترغب أن ترى حرفك من جديد.. خالعاً ثوب كل جبن.. وخوف..

لكن لسان حالك ربما يقول.. قد يكون لي بعض العذر.. حيث أني لا أعرف كيف أبدأ حرفي.. من جديد.. فكأني لآول مرة أقترب من امرأة.. وليس لي من وسيلة - بعد أن سرت تلك البرودة في كل أطرافي – غير مدادي.. لأخط – لها من جديد وربما بشكل جديد – ما في خاطري..

===============
الدوحة..
12 يناير 2003م


يتبع..

عبد الناصر
15-07-2007, 11:41 PM
خربشات من التألق والجمال والرقي نثرت هنا
لايفهمها الا انت ايها الكاتب الكبير
لاهنت ايها المتأمل خيرا
وانتظر بوح قلمك في اقرب وقت

المتأمل خيرا
16-07-2007, 04:19 AM
خربشات من التألق والجمال والرقي نثرت هنا
لايفهمها الا انت ايها الكاتب الكبير
لاهنت ايها المتأمل خيرا
وانتظر بوح قلمك في اقرب وقت

ارتسمت ابتسامة والفكر يطالع ما كتبت.. من مديح للكلمات.. في سطرك الأول..

أما عن كاتبها.. فهو لا يعدو كونه مجتهداً في كتابة الحرف.. وهو اجتهاد يأتي على فترات متباعدة.. تحكمها لحظات أبعد ما يكون له فيها قدرة على التحكّم.. أو التوقــّع..

لكن أعود وأقول.. هو مدح لسطور.. جزيل الإمتنان لما ورد في سطرك الأول عنها..

لكن في سطرك الثاني.. بدا وكأن الموازين انقلبت :) .. فإن كان حرف من يكتب لا يفهمه إلا كاتبه.. أفلا ترى معي أن هناك مشكلة حقاً؟؟..

أما إذا كان هناك قصد آخر.. "وقد جاء مثل ذاك القصد الآخر في البال".. فأكون ممتـناً لو أفصحت.. أو على الأقل أضفت.. لأن البديل عن ذلك أن أقول "إن للجبن معنيان" - حسب علمي :) - ..

وقد أسعدني حقاً مرورك..


يتبع..

عبد الناصر
19-07-2007, 12:13 AM
انا على بالي انته فهمت قصدي
لكن ابيك تقرا بين السطور وبتفهم
فيه تلاعب بالالفاض
انت اقرا وبتفهم
( اللبيب بالاشاره يفهم ُ )

المتأمل خيرا
19-07-2007, 09:02 AM
انا على بالي انته فهمت قصدي
لكن ابيك تقرا بين السطور وبتفهم
فيه تلاعب بالالفاض
انت اقرا وبتفهم
( اللبيب بالاشاره يفهم ُ )

تأكـّد أنـّي فهمت قصدك.. مفترضاً أنك وجدت خاطرة "جبن.. لذيذ.." شديدة الوضوح.

مع خالص التقدير..

المتأمل خيرا
23-07-2007, 10:42 AM
حتى أتت.. وبصوت كالحرير


من زمن لم يكتب.. وهو لا يدري ما سيكتب..
لكن هي كلمات.. من القلب.. على ورق لابد وأن تسكب..
حيث بعد كل حديث يطول.. وهو قصير معها..
يتجلّى للفؤاد أنه مراراً ومراراً.. يسلب..
.. .. .. .. ..
.. .. .. .. ..

تجعلينه يعدو في ملاعب قلبك بالقول.. دون قيود..
حيث لا مانعاً في تلك الملاعب يقوى على الصمود..
بوجه أن يقول ماهو عادي وغير عادي..
وقطعاً أنت لست عاديّة.. لست عاديّة من حيث ما يعشق..
من حيث ما بحث عنه سنيناً وسنين..
دون ان يدري أنه عن ذاك يبحث..
عن وله يطرح نفسه دون قيود..
فتنتشي الروح، وتطلب المزيد دون إفصاح..
ربما بالسؤال عن سبب هذا الوله..
فيأتي الجواب يغلف الروح بمداد من الود.. لايعرف الحدود
حيث هو أسير الكلمة.. تلك التي تأتي من أعماق الروح
لنثر عبيرها.. معها يحس وكأنه.. عاشق من جديد..
والغريب أن أبعاد ما تقولينه يحمل النفس بجناحين..
في لجّة إحساس بين حقيقة وخيال..
ويرى بعد الحديث من تلك الأبعاد ما لم يره أثناءه..
حيث تلك لحظات .. وإن طالت..
معبئة بالود وعطره..
حيث الحاجة فيما بعد لينثر ذلك العطر ذاته..
أوربما لكي تعي النفس أصناف ذلك العطر..
حيث هو واحد المصدر.. متعدد الأريج..
.. .. .. .. ..
.. .. .. .. ..

أيقوى قلبك على الإفصاح عن ود..
متجاوزاً كل محظور.. متخطياً كل سد..
ناثراً عشقه على المسامع بشوق ووجد..
حيث كل كلمة تاق لها.. وجدها له تشدو بها..
تاق لها ولم يعلم أنها هي التي توقه كان لها..
حتى أتت، وبصوت كالحرير.. فتغلف الروح..
حيث هي.. حرير وعطر ورمان ونغم وبهاء..

-------------------------------------------

الدوحة
23 نوفمبر 2002م