المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع أسعار الذهب يلهب أنشطة التعدين



مغروور قطر
18-07-2007, 03:52 AM
تقرير اقتصادي
ارتفاع أسعار الذهب يلهب أنشطة التعدين




قال محللون إن ارتفاع أسعار الذهب والمعادن النفيسة يلهب أنشطة التعدين ويزيد من همة الشركات على تعزيز أنشطة التنقيب. ويكافح العاملون في مجال تعدين الذهب في شبه جزيرة كامتشاتكا من جراء ثورات البراكين والفيضانات


والبنية التحتية السيئة ولكن سعر الذهب المرتفع يعني أن عملهم الشاق يؤتي ثماره. والتنقيب عن المعدن النفيس قد يخفف أيضاً من المصاعب الاقتصادية في المنطقة.


وقال فيكتور لوبتين نائب رئيس قسم كامتشاتكا في وكالة تراخيص التعدين بالبلاد »دون شك ان ارتفاع أسعار الذهب والنيكل أحد الأسباب التي يمكن أن نجذب بها الاستثمار«. ولكن موقع المنطقة النائية يسبب تحديات. ويقول لوبتين »البنية التحتية في كامتشاتكا تجعل التعدين صعب للغاية هناك.


وسيلة النقل الرئيسية هي النقل الجوي - الطائرات والطائرات الهليكوبتر- ومن ثم التكاليف باهظة للغاية«. وتبلغ تكلفة رحلة بطائرة هليكوبتر إلى كامتشاتكا 50 ألف روبل (نحو 1935 دولارا) في الساعة. ويوجد القليل من الطرق في شبه الجزيرة ومساحتها مثلي مساحة بريطانيا ولكن يقطنها أقل بقليل من 400 ألف نسمة.


ويعمل ما يصل إلى 2500 فرد في التعدين والتنقيب عن ثروة كامتشاتكا المعدنية حيث يستخرج من أرضها البلاتين والنحاس والذهب والنيكل. ويعمل في منجم الذهب الوحيد النشط في المنطقة 554 فردا. ويقول لوبتين إن العدد سيزيد إذا جرى تشغيل المزيد من المناجم مضيفا أن تشغيل عامل منجم واحد جديد يخلق ستة أو سبعة وظائف من سائقين وموظفي خدمات وعاملين في مجال البناء.


وارتفعت قيمة الذهب لأكثر من 50% خلال العامين الماضيين لتسجل أعلى مستوياتها منذ 26 عاما العام الماضي. ويوجد في كامتشاتكا نحو 200 طن (6.43 ملايين أوقية) من احتياطي الذهب سواء الذي تأكد وجوده أو المحتمل وجوده ويقول لوبتين ان من المحتمل أن تكون هناك ثلاثة أمثال هذا الرقم تحت الأرض. ويجرى استخراج جزء صغير فقط.


وأنتجت كامتشاتكا 1.2 طن من الذهب العام الماضي أو 0.7% من إجمالي الإنتاج الروسي. ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج العام الحالي إلى 2.5 طن إذ أن شركة كامجولد التابعة لمجموعة أورال بلاتينيوم تحسن من فاعليتها. وانتجت روسيا العام الماضي 164 طنا من الذهب »5.27 ملايين أوقية«.


وروسيا هي السادسة على العالم فيما يتعلق بحجم إنتاجها من الذهب ولكن من حيث المخزون هي الثانية وراء جنوب افريقيا. ويقدر لوبتين أن من المحتمل أن تدفع شركات التعدين 120 مليون روبل (4.64 ملايين دولار) من الضرائب للطن الواحد من الذهب وأن يخصص 60% من هذا المبلغ لميزانية المنطقة.


ويضيف أن القليل للغاية من سكان المنطقة من الخبراء في مجال التعدين في حين أن جذب خبراء من باقي أنحاء روسيا أمر صعب بسبب عدم توفر أماكن الإقامة.


وقبل انهيار الاتحاد السوفييتي لم يكن هناك ضغط يذكر لتطوير كامتشاتكا التي كانت انذاك منطقة عسكرية تعتمد على الدعم ولكن معدلات البطالة ارتفعت في التسعينات ويحصل الآن ربع السكان على أقل من الحد الأدنى للأجور.


والبيئة الفريدة لكامتشاتكا يمكن أن تكون لعنة بالنسبة لقطاع الذهب الوليد. يوجد في شبه الجزيرة ما يصل إلى 20 بركانا نشطا وثوراتهم والزلازل التي كثيرا ما تهز المنطقة يمكن أن تدمر الطرق ومدارج إقلاع وهبوط الطائرات.


وخلال الشهور التي تسود فيها الأحوال الجوية الدافئة يحظر عبور معظم الأنهار إذ أنها تعد مناطق إنتاج هامة لأكثر الموارد المربحة للمنطقة مثل الأسماك. ويتحتم على عمال المناجم الانتظار لحين حلول فصل الشتاء ثم التوقف عن العمل ثانية عندما تبدأ الثلوج في الذوبان خلال فصل الربيع.


وفي الشتاء كثيرا ما يضطر عمال المناجم لشق طريقهم وسط الثلوج والتي تغرق الطرق القليلة الموجودة عندما تذوب خلال فصل الربيع. ولا يساعد بعد شبه الجزيرة عن العاصمة كثيرا فهي تقع على بعد 12 ألف كيلومتر شرقي موسكو والاسم كامتشاتكا هو مرادف غير رسمي بالروسية للمكان البعيد.


ويتفق مدير شركة كامجولد فاليري جريجورينكو في الرأي بأن تعدين الذهب في كامتشاتكا صعب ويقول »ولكن أين يمكن أن يكون أسهل، لا مكان«. مضيفا أنه إذا جرى الالتزام بكل الإجراءات والأساليب الصحيحة يمكن التغلب على المصاعب وتفادي إلحاق الضرر بالبيئة.



رويترز