المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التراجع الكبير للدولار يجبر المدخرين على تحويل مدخراتهم لليورو والاسترليني



مغروور قطر
19-07-2007, 05:02 AM
التراجع الكبير للدولار يجبر المدخرين على تحويل مدخراتهم لليورو والاسترليني


ابراهيم الفقيه (جدة)
أدى تراجع الدولار بسبب سياسة الحروب التي نهجتها امريكا من جهة و بسبب العاصفة الاقتصادية التي تتعرض لها امريكا من جهة اخرى الى اتجاه السوق التجارية العالمية للتعامل باليورو.
اخذت امريكا منذ اكثر من خمس سنوات، في حماية اقتصادها وضعف ميزانها التجاري مع الصين و بعض دول اوروبا بانتهاج سياسة اضعاف الدولار في ما اسمته دولاراً ضعيفاً لاقتصاد قوي ثم ما لبثت امريكا مع مطلع العام الماضي ان اخذت في توالي رفع اسعار الفائدة و التي كانت كافية ان تحسن من وضع الدولار، غير ان مشاكلها الاقتصادية ظهرت على السطح واضعفت الدولار و زادت من تراجعه، من تلك المشاكل ما يعرف بقضية الديون الفدرالية، و التي بلغت 8.841 تريليونات دولار في الوقت الذي تؤكد فيه المؤشرات الاقتصادية استمرار ارتفاعها بشكل يومي، تنامي تكاليف الحروب، و مشاكل قطاع التمويل العقاري الذي تتمثل مخاطره في مجازفة تسهيلات القروض و بالتالي العجز عن سدادها و التي تقدر بـ 12.1 مليار دولار، و يضاف الى كل ذلك مشكلة التضخم.
تراجع الدولار جعل كثيرا من دول العالم يفكروk بالتخلي جزئيا عن التعامل بالدولار و اللجوء الى التنويع في العملات و خاصة الى اليورو المنافس الاكبر للدولار.
و ربما يكون الامر اكثر سهولة لدى دول الخليج للجوء جزئيا الى احتياطات اليورو اذا ما اخذنا في الاعتبار ان ما يقارب 40% من وارداتها تأتي من منطقة اليورو.
وتواجه أمريكا مشكلات اقتصادية كبيرة بسبب تراكم ديونها اضافة الى تدهور الصناعات وقلة الإدخارات الا أن الدولار لا زال يشكل النسبة الأكبر في احتياطات البنوك المركزية في العالم.
يقول الدكتور ايمن فاضل أستاذ مشارك في قسم الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز ان عملية تعويم العملة في عام 74 من القرن الماضي اعطت امريكا الفرصة ان تعتمد كعملة حسابية في سوق التجارة العالمية بنسبة 40 % في حين ما تبقى يكون من نصيب العملات الاوروبية مع العملة اليابانية.
و اضاف الدكتور ايمن فاضل: عندما كانت العملة الامريكية الاقوى في العالم اتجهت اوبك لبيع نفطها بالدولار و اصبحت احتياطات هذه الدول بالدولار فاستهلت ربط عملاتها الوطنية بالدولار.
و اضاف الدكتور ايمن فاضل ثم جاءت بعد ذلك عملة اليورو و التي تمثل اكثر من 20 دولة اوروبية و الذي يعني ايجاد عملة منافسة كبيرة في السوق العالمية تتجه اليها الدول وبالتالي اخذت كثير من الدول تتجه لليورو لتنويع احتياطاتها النقدية، وكذلك لجأ بعض المستثمرين لهذا التنويع.
و لا زال الدولار يسجل من وقت لاخر تراجعاً امام اغلب العملات الرئيسية و كانت معظم المكاسب سجلت لصالح اليورو ثم الجنيه الاسترليني و الين الياباني.
و استبعد فيصل حمزه صيرفي الرئيس التنفيذي لأحد بيوت الاستشارات المالية انه من الصعب ان تفك دول الخليج ارتباطاتها بالدولار بسبب ضعفه و ارتفاع تكاليف الواردات و ان تكن الكويت فكت ارتباطها بالدولار فظروف الكويت ربما تكون مختلفة عن باقي دول الخليج، و دول الخليج تسعى جاهده الى توحيد عملتها قبل نهاية عام 2010 و الذي يعني ان امامها اجراءات عديدة لاتخاذها بدلا من الالتفات الى فك ارتباط عملتها بالدولار.
و في السياق ذاته، صعد اليورو العام الماضي بنحو 11 في المائة أمام الدولار بحسب بيانات البنك المركزي الأوروبي. وأحرز الاقتصاد الأوروبي تقدما في مماثلة ضخامة الاقتصاد الأمريكي الذي قد يؤهل العملة الأوروبية لأن تلعب دورا كبيرا في الاحتياطات النقدية العالمية. وأظهرت بيانات من صندوق النقد الدولي أن نصيب اليورو من الاحتياطات النقدية الرسمية آخذة في الارتفاع سنويا.
وقال د. سالم سعيد باعجاجة محلل اقتصادي ان هبوط العملة الامريكية “الدولار” الى مستويات قياسية امام اليورو هذا الشهر ادى الى تخفيض قيمة الودائع بالدولار والمودعة لدى البنوك وبالتالي فان القيمة الحالية للوديعة انخفضت مما اثر على مدخرات العديد من المستثمرين الامر الذي اثار قلق المودعين تخوفاً من هبوط اكثر من ذلك لذا ارى انه من الافضل تحويل تلك المدخرات الحالية الى اليورو باعتباره العملة الاكثر تماسكاً في الاسواق الدولية عموماً والاوروبية خصوصاً ونظراً لارتفاع اسعار النفط والمتوقع ان تشهد ارتفاعاً كبيراً خلال الاعوام المقبلة وقد يصل سعر برميل النفط الى 100 دولار وهذا يؤدي الى تضخم في اسعار السلع والخدمات الاخرى مما يؤدي الى مزيد من الانخفاضات في اسعار الصرف المحلية امام سعر الدولار.
و كان مصرف الامارات المركزي أعلن مؤخرا أنه بدأ يشتري اليورو في إطار خططه لتحويل زهاء 10% من احتياطاته قبل نهاية العام للعملة الاوروبية. وبسبب برنامج ايران النووي وخلافها مع واشنطن، لم تتعرض ايران لمشاكل في بيع نفطها بعملات غير الدولار.
و أخذت بعض الدول النامية تعتمد على اليورو كعملة ثانية تسعر بها موادها الأولية، وتضع جزءاً من احتياطها باليورو، وهذا ما يساهم في إضعاف الدولار، و ارتفاع اليورو بسرعة، فالمواد الاولية ترتبط بالدولار من حيث القيمة وليس من حيث الدفع.
ويسعى “وول ستريت: في تداولاته لإخضاع اليورو إلى متطلبات الدولار الدولية، ومنعه من المنافسة، سواء في فرض نفسه على تسعير المواد الخام عالمياً، أو في مجال التجارة الدولية.