مغروور قطر
21-07-2007, 04:10 AM
اكتتاب "المملكة" تنازعته ثلاثة (لوبيات): المحرّمون والمتسامحون والمتربّصون
تقليدية الجدل "الدنيويّ" و"الأخرويّ" لن تمنع تغطية الاكتتاب بنسبة تتجاوز 137%
جدة: عمر المرشدي
كان بإمكان اكتتاب شركة المملكة القابضة أن يكون، وفقا للتقديرات الأوليّة للقسم الاقتصادي في "الوطن"، قد تجاوز نسبة 270% بعد انقضاء يوم الأربعاء الماضي إلا أن وجود جدل شرعيّ تجاه حصص ملكية غير مباشرة لشركة المملكة في (كيانات) تمارس أنشطة يرى البعض أنها محرمة شرعا يدفع اليوم بإعادة التقويم بما يتناسب مع حجم (التجييش) الذي حرص تيّار يرى بـ(أسلمة) كافة المعاملات على إحداثه. إن التقدير الذي يطرحه القسم الاقتصادي وقت إعداد هذا التقدير ظهر أمس الجمعة هو أن نسبة الاكتتاب النهائية ستفوق 137% بدرجة يقين إحصائيّ نسبتها 95%.
من ناحية أخرى، تابع القسم الاقتصادي خلال الأيام الأربعة الأخيرة للاكتتاب (1- 4 رجب) كلّ ما نشر في موقعين يعتبران بشهادة الكثيرين متفوقيّن باهتمامهما بالقضايا الإسلامية واعتدال الطرح، وكذا منتديين عرفا بكثرة وتنوّع أعداد المشاركين في موضوعاتهما.. مزجين الشكر للقائمين عليها بما مكّنونا من توثيق.
من المتابعة اتضح أنه، على الرغم من الكثرة العددية للمشاركين الذين قالوا بالتحريم (المتوسط الحسابيّ للأيام الأربعة يعطي تقديرا بـ1:26) إلاّ أنه يؤخذ على مشاركات الغالبيّة تكرارها، إذ اقتصرت على ترديد (ببغاويّ) لما قيل سابقا وكأن الأمر (إثبات حضور) لا أكثر، والتعليق بالدعاء وتقديم الشكر، والتذكير بالعقاب الدنيويّ والأخرويّ، وأهمية المال الحلال وغيره... بدى أن (إفشال) الاكتتاب، من منظور القائلين بالتحريم سيحسم بعدد من سيمتنعون.
و يثمّن لمديريّ الموقعين الإسلاميين أن سمحا لآراء مناقضة أن تطرح، وإن كانا قد عقّبا (أو سمحا بالتعقيب) على من "ناقش" أو "استفسر" أو قارن " وحتى البعض الذي" سخر" و"شكّك"، عقّبوا بسيل من الردود (الأوركستراليّة) أخرجت بأسلوب: القطع واللّصق (في برنامج وورد) ما أفرغها من مضمون مفيد. لقد وجدنا يوم الثلاثاء 3 رجب أكثر من 38% من مشاركات للقائلين بالتحريم في الموقع الأول وردت نصّا في الموقع الثاني مع فارق وقت المشاركة (يحتفظ القسم الاقتصادي بتوثيق مطبوع لبعض هذه المشاركات تمّ إنزالها من الموقعين).
بالمقابل غلب التشكيك في مواقف القائلين بالتحريم لدى (المتربّصين) أكثر منه لدى (المتسامحين) وإن اشتركت المجموعتان، دونما ترتيب أمكن توثيقه، في عدد من نقاط انتقاد للقائلين بالتحريم، وهيمنت (نظرية المؤامرة) في أغلب الأحوال لدى المؤيدين للاكتتاب، خاصّة من المتربصين حيث كانت الحجة الأكثر ترديدا (ببغاويّا أيضا) لكن في قوالب (كوميدية) ممتعة وعفوية أنه كلّ ما قلّ عدد المكتتبين كلّما ازدادت حصّة الفرد من الأسهم المخصّصة.
القسم الاقتصادي يستعرض أهم المواقف والحجج التي قال بها كلّ طرف من المجموعات الثلاث بغرض استشراف وفهم أفضل لرأي كلّ طرف موقنين أن مثل هذه الآراء المتباينة ستبقى وستتكرّر كحراك صحيّ لاقتصاد وطني -هو قرارات الأفراد والأسر في هذه البلاد - ناحيا نحو دخول فاعل ومؤثر في عالم لا شكّ ستكتنفه درجات متسارعة من عولمة القرارات.
المحرمون
استند موقف المحّرمين إلى (آراء) لمختصين بالعلوم الشرعية، معروفين، من داخل المملكة، سئلوا فقالوا بما يعلمون. الرؤى في المجمل لم تستهدف الدعوة إلى مقاطعة إلاّ أن عبارات الختام كان واضحاً فيها العمل على خلق (لوبي)... اقتباسات: " إن معرفة أنشطة الشركة كاف لأي مسلم للحكم على تلك الشركة بالتحريم".
المحرموّن تراوحت آراؤهم بين عدم شرعية ما أقدمت عليه هيئة سوق المال بالسماح للاكتتاب باعتبار أنه-- -" مخالف للنظام الأساسي للحكم"-- -إلى آراء متوافقة استندت إلى أن شركة المملكة- --"خلطت أعمالها بعمل غير مباح فلها أسهم كثيرة ببنوك خارجية تقوم بأساسها على الربا"--- وتقسيم نشاط شركة المملكة إلى ثلاث مجموعات ---" المجموعة الأولى عبارة عن بنوك ربوية. وحيث أن المجموعة الآخرة أنشطة إعلامية تحتوي على جميع أنواع المحرمات من كتابات وأفلام وحلقات نقاش ومسلسلات مخالفة لأصول الشرع ومسلماته. وحيث إن المجموعة الثالثة تحتوي على أنشطة فندقية لا يراعى فيها شيء من الضوابط الشرعية سواء في الأكل المقدّم أم في الترفيه الموجود فيها وكل تلك معلوم من الدين بالضرورة تحريمها وتحريم الاشتراك بها"- --" وأيضا تملّك بعض القنوات الفضائية التي تعرض ما يخل بالآداب."-- -" أي شركة تشتمل نشاطاتها على نشاط محرّم فإنه يحرم الاكتتاب فيها".
والتالي اقتباسات لمشاركين ممن رأوا بتحريم الاكتتاب..." فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"، " فراعي صغارك ونساءك ومن تعول.."..." إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه".
المتسامحون
اخترنا من الموقعين اللّذين اعتمدناهما للدراسة آراء رأينا أنها تمثّل موقف المتسامحين نوجزها في النقاط التّالية:
أولا: أن (الربا) تعريفه ونطاقه ومعاملاته وأوعيته ومقادير / حصص المحرّم منه ما كان (ربا) وما سواه ما زال محلّ جدل بين فقهاء الأمة (والأمة هنا تعبير مجازي يشمل كلّ المختصين بالعلوم الشرعية في العالم الإسلامي وليس المملكة وحدها). من هذا فإن القائلين بالتحريم عليهم يقع عبء التوافق مع مواقف تخالفهم الرأي بحجج و(تخريجات) لا تقلّ إسنادا وتوثيقا وتفضل بواقعيّتها. من أمثلة ذلك ما قال به الدكتور علي جمعة بإباحة فوائد البنوك على أساس أنها ليست في الذهب والفضة واتباعا للقاعدة الفقهية بأنه " لا ربا في (الفلوس) ولو جرت مجرى النقدين."
ثانيا: إن (الرأي الديني المختص) المتعارف على تسميته بـ(الفتوى) هو تحليل شخصي معلّل لمختص يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ. فالسلوك الديني، في إطار المحلّل والمحرّم هو جزء من منظومة السلوك الإنساني الكلّية... فكما قد يخطأ عالم نفساني في تشخيص حالة (مريض) فذات الشيء ينطبق على من يدلي برأي ديني يتعلّق بسلوك لا يطاله نصّ قاطع متفق على حرمانيته.
ثالثا: إن القول بالتحريم دون تقديم بدائل هو موقف (جمود) ينتهي بـ(التقوقع) و(الفناء)، وعلى هذا فعبء التحريم يستتبع بالضرورة تقديم البديل الأفضل والأنجع.
ثالثا: إن كافة المعاملات في عصرالناس هذا تتم عبر شكل من أشكال العمل البنكي (رواتب، تحويل، تمويل، شراء، بيع، شهادات ضمان...إلخ) وجميع البنوك التقليدية منها والإسلامي لها ودائع في بنوك أجنبية ربوية، فالمال أصله مختلط.
رابعا: إن الاجتهاد في أي قضيّة لا يكفي فيه أن يكون الشخص عالما بالعلم الشرعي وحده بل لا بدّ من الاختصاص العلمي المادي والسلوكيّ الإنساني، والقضايا المطروحة على الأمة تتطلب مجموعة معارف حتى يكون للشخص رأي يعتدّ به ويسمع منه.
أمثلة لمشاركات مؤيدة للاكتتاب...قال ابن مسعود:" والله إن الذي يفتي النّاس في كلّ ما يستفتونه لمجنون"---- "لا يجوز أن يفتي الناس من يعيش في صومعة حيّة أو معنوية، لا يعي واقع الناس ولا يحسّ بمشكلاتهم، فما رأيت أسوأ حالا من المفتي الذي يعيش في الكتب وينفصل عن الواقع."--- " جميع الإخوان أبدوا وجهات نظرهم لذا يجب من الجميع احترام بعضهم أنا أرى أن الحكومة سمحت للشركة إذن هي حلال المفتي لم يحرّمها والأصل في كلّ شيء الحلال وليس الحرام." كذلك لم تخل المشاركات من آراء عفويّة ممتعة --- " والآن مع كلّ البلى والتّخلف الليّ حنّا فيه يا لمسلمين ونبي نمشّي العالم على هوانا... آه يا ليل ما أطولك." وأخيرا الأجمل عفوية: " ما حد مسؤول عن أمة محمدّ إلاّ محمد، خلّوا خلق الله لله' ما أنتم أبصر من الحكومة وإذا تكلّم المفتي يكون خير ' وين فتاويكم وكلام الحقّ يوم طاح السوق هالحين وقت الخير ظهرتوا."
المتربّصون
من أجمل المشاركات لمجموعة أيدت الاكتتاب ولم تبن حججها على مقارعة المحرّمين اخترنا المشاركات التاليّة.." أنا أسأل كلّ المحاربين (تعبير المشارك نفسه) لاكتتاب المملكة القابضة وين مقرها طبعا السعودية فكيف تكون حراماً، وهي في كنف دولة الإسلام. أنا مع المكتتبين واللي ما يبي يشرب موية غزة مثل قال أبو عمار الله يرحمه."--- وآخر: " الذي شايف حرام لا يكتتب والذي شايف حلال يدعم حتى لا يصير فيكم مثل ما صار في كيان ورسيت العملية على الطبة (؟) الخاصّة"--- وثالث: " تكفون ترى ما ورى المشايخ إلاّ الحسافة ادخلوا وردّوا خسايركم لا بارك الله في الفقر "--- ورابع، أخيرا، ويقينا الأجمل:" أتذكر أيام اكتتاب ينساب كان الإفتاء زيّ الرز على راس من يشيل تارة حلال وتارة حرام وكان القرار هو قرار شخصي رأي أنا كلّ ما امتنع الناس عن أسهم شركة قويّة وجبّارة مثل المملكة القابضة كان أفضل لي سيزيد حصص الأفراد من الاكتتاب ولتبقى اكتتابات صغيرة مثل مكيرش وفعينش وطبيارش للشباب المتذبذب (يحتفظ القسم بنص المشاركات منسوخا من الموقع)...و لم يسلم الأمير الوليد من شيء من غمز فكانت المشاركة التالية:" الأمير الوليد أغنى رجل بالعالم بعد 6 أشهر من الاكتتاب على غرار سليم الحلو...".
النتيجة
في مجملها ظواهر صحيّة لمجتمع يرفض الجمود، تنازع اكتتاب المملكة بشكل رئيس تياران: المحرّمون بالقطع من جانب، و(طيف) واسع (متسامحون ومتربّصون) ردّ على الحجج الدينية بحجج مقعّدة شرعا، الكثرة العدّدية لموقف أو آخر على المواقع (الإنترنتيّة) المتخصّصة لا يبدو أنها ستكون مؤشرا يعتد به في رسم سياسات اقتصادية وتجاريّة وطنيّة... يتشكّل فكر مادي/ دنيويّ مستنير يتسارع آخذا بالآراء الدينية التي تميل إلى (الفسحة) فيما لا ليس فيه نصّ بوجوب التحريم، وحتى مع النّص فالغلبة بين(المجتهدين) ستكون لمن يتلّمس معاش النّاس أولا.
و مع التسليم بوجود أمور اقتصادية وتجارية (مختلطة) فالناس يرون حلّها في توافق قادة العالم الإسلامي أكثر منه في تحميل العبء على الفرد والأسرة فالله جلّ وعلا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
أداء الأسبوع الماضي
بلغ إجمالي تداولات الأسبوع الماضي: 30 جمادى الآخرة - 4 رجب حوالي 995.00 مليون سهم بزيادة ضئيلة (1.18%) عن الأسبوع الأسبق 23 - 27 جمادى الآخرة، القيمة الأسبوعية هي الأخرى ارتفعت بنسبة موازية (1.49%) فبلغت حوالي 40.99 مليار ريال.
أسابيع التّوزع القطاعي للمعاملات تغيّر بشكل يدفع بالتساؤل خاصة وأن أبرز ما يمكن أن يكون قد أدى إليه هو تعديل نسبيّ في ملكيّة كبرى المحافظ و/ أو اندفاع مضاربيّ يخشى من تراجع قويّ يرافقه، خاصة وأن القطاع البنكي بشهد وفق ما نشر من نتائج عن النصف الأول تراجعات في العائد (مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي).
الزيادة الضئيلة في حجم معاملات الأسبوع الماضي توزّعت قطاعيا على النحو التالي: البنوك حافظت على حصّتها عند 2% من إجمالي التداول، الصناعة من: 36% - 38%، الإسمنت ثابت عند 1%، أسهم الخدمات ارتفعت من: من 34% - 38%، الكهرباء بقيت على حالها عند 2% وكذلك التأمين عند 8%، وجارت ذات التّوجّه بـ1%، وكسبت الزراعة 2% لتغلق عند 14%... تحليل التدفق النقديّ النسبيّ قطاعيا خلال الأسابيع الخمسة الماضية يوجب على المتاجرين حذرا أكبر تجاه زيادات ملحوظة في أسعار أسهم: الصناعة والخدمات تتجاوز إغلاق الأسبوع الماضي.
أفضل ثلاثة أسهم تحسّنت أسعارها بين سعريّ الافتتاح والإغلاق الأسبوع الماضي كانت: التعاونيّة للتأمين حوالي 360.00%، الطباعة والتغليف 102.30% وساب تكافل 32.40%، الأسهم الثلاثة الأسوأ أداءً: الدرع العربي - 10.30%، بنك الاستثمار - 6.90% والسعودي البريطاني - 5.40%.
الأداء المرتقب هذا الأسبوع
بأخذ متوسط أقيام قراءات مقياسي: توزّع التدفق النقدي MFI بين القطاعات، وفورييه Fourier يوضح الجدول المرافق أسعار الاستقرار المرتقبة هذا الأسبوع لعيّنة من 57 سهما.
تقليدية الجدل "الدنيويّ" و"الأخرويّ" لن تمنع تغطية الاكتتاب بنسبة تتجاوز 137%
جدة: عمر المرشدي
كان بإمكان اكتتاب شركة المملكة القابضة أن يكون، وفقا للتقديرات الأوليّة للقسم الاقتصادي في "الوطن"، قد تجاوز نسبة 270% بعد انقضاء يوم الأربعاء الماضي إلا أن وجود جدل شرعيّ تجاه حصص ملكية غير مباشرة لشركة المملكة في (كيانات) تمارس أنشطة يرى البعض أنها محرمة شرعا يدفع اليوم بإعادة التقويم بما يتناسب مع حجم (التجييش) الذي حرص تيّار يرى بـ(أسلمة) كافة المعاملات على إحداثه. إن التقدير الذي يطرحه القسم الاقتصادي وقت إعداد هذا التقدير ظهر أمس الجمعة هو أن نسبة الاكتتاب النهائية ستفوق 137% بدرجة يقين إحصائيّ نسبتها 95%.
من ناحية أخرى، تابع القسم الاقتصادي خلال الأيام الأربعة الأخيرة للاكتتاب (1- 4 رجب) كلّ ما نشر في موقعين يعتبران بشهادة الكثيرين متفوقيّن باهتمامهما بالقضايا الإسلامية واعتدال الطرح، وكذا منتديين عرفا بكثرة وتنوّع أعداد المشاركين في موضوعاتهما.. مزجين الشكر للقائمين عليها بما مكّنونا من توثيق.
من المتابعة اتضح أنه، على الرغم من الكثرة العددية للمشاركين الذين قالوا بالتحريم (المتوسط الحسابيّ للأيام الأربعة يعطي تقديرا بـ1:26) إلاّ أنه يؤخذ على مشاركات الغالبيّة تكرارها، إذ اقتصرت على ترديد (ببغاويّ) لما قيل سابقا وكأن الأمر (إثبات حضور) لا أكثر، والتعليق بالدعاء وتقديم الشكر، والتذكير بالعقاب الدنيويّ والأخرويّ، وأهمية المال الحلال وغيره... بدى أن (إفشال) الاكتتاب، من منظور القائلين بالتحريم سيحسم بعدد من سيمتنعون.
و يثمّن لمديريّ الموقعين الإسلاميين أن سمحا لآراء مناقضة أن تطرح، وإن كانا قد عقّبا (أو سمحا بالتعقيب) على من "ناقش" أو "استفسر" أو قارن " وحتى البعض الذي" سخر" و"شكّك"، عقّبوا بسيل من الردود (الأوركستراليّة) أخرجت بأسلوب: القطع واللّصق (في برنامج وورد) ما أفرغها من مضمون مفيد. لقد وجدنا يوم الثلاثاء 3 رجب أكثر من 38% من مشاركات للقائلين بالتحريم في الموقع الأول وردت نصّا في الموقع الثاني مع فارق وقت المشاركة (يحتفظ القسم الاقتصادي بتوثيق مطبوع لبعض هذه المشاركات تمّ إنزالها من الموقعين).
بالمقابل غلب التشكيك في مواقف القائلين بالتحريم لدى (المتربّصين) أكثر منه لدى (المتسامحين) وإن اشتركت المجموعتان، دونما ترتيب أمكن توثيقه، في عدد من نقاط انتقاد للقائلين بالتحريم، وهيمنت (نظرية المؤامرة) في أغلب الأحوال لدى المؤيدين للاكتتاب، خاصّة من المتربصين حيث كانت الحجة الأكثر ترديدا (ببغاويّا أيضا) لكن في قوالب (كوميدية) ممتعة وعفوية أنه كلّ ما قلّ عدد المكتتبين كلّما ازدادت حصّة الفرد من الأسهم المخصّصة.
القسم الاقتصادي يستعرض أهم المواقف والحجج التي قال بها كلّ طرف من المجموعات الثلاث بغرض استشراف وفهم أفضل لرأي كلّ طرف موقنين أن مثل هذه الآراء المتباينة ستبقى وستتكرّر كحراك صحيّ لاقتصاد وطني -هو قرارات الأفراد والأسر في هذه البلاد - ناحيا نحو دخول فاعل ومؤثر في عالم لا شكّ ستكتنفه درجات متسارعة من عولمة القرارات.
المحرمون
استند موقف المحّرمين إلى (آراء) لمختصين بالعلوم الشرعية، معروفين، من داخل المملكة، سئلوا فقالوا بما يعلمون. الرؤى في المجمل لم تستهدف الدعوة إلى مقاطعة إلاّ أن عبارات الختام كان واضحاً فيها العمل على خلق (لوبي)... اقتباسات: " إن معرفة أنشطة الشركة كاف لأي مسلم للحكم على تلك الشركة بالتحريم".
المحرموّن تراوحت آراؤهم بين عدم شرعية ما أقدمت عليه هيئة سوق المال بالسماح للاكتتاب باعتبار أنه-- -" مخالف للنظام الأساسي للحكم"-- -إلى آراء متوافقة استندت إلى أن شركة المملكة- --"خلطت أعمالها بعمل غير مباح فلها أسهم كثيرة ببنوك خارجية تقوم بأساسها على الربا"--- وتقسيم نشاط شركة المملكة إلى ثلاث مجموعات ---" المجموعة الأولى عبارة عن بنوك ربوية. وحيث أن المجموعة الآخرة أنشطة إعلامية تحتوي على جميع أنواع المحرمات من كتابات وأفلام وحلقات نقاش ومسلسلات مخالفة لأصول الشرع ومسلماته. وحيث إن المجموعة الثالثة تحتوي على أنشطة فندقية لا يراعى فيها شيء من الضوابط الشرعية سواء في الأكل المقدّم أم في الترفيه الموجود فيها وكل تلك معلوم من الدين بالضرورة تحريمها وتحريم الاشتراك بها"- --" وأيضا تملّك بعض القنوات الفضائية التي تعرض ما يخل بالآداب."-- -" أي شركة تشتمل نشاطاتها على نشاط محرّم فإنه يحرم الاكتتاب فيها".
والتالي اقتباسات لمشاركين ممن رأوا بتحريم الاكتتاب..." فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"، " فراعي صغارك ونساءك ومن تعول.."..." إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه".
المتسامحون
اخترنا من الموقعين اللّذين اعتمدناهما للدراسة آراء رأينا أنها تمثّل موقف المتسامحين نوجزها في النقاط التّالية:
أولا: أن (الربا) تعريفه ونطاقه ومعاملاته وأوعيته ومقادير / حصص المحرّم منه ما كان (ربا) وما سواه ما زال محلّ جدل بين فقهاء الأمة (والأمة هنا تعبير مجازي يشمل كلّ المختصين بالعلوم الشرعية في العالم الإسلامي وليس المملكة وحدها). من هذا فإن القائلين بالتحريم عليهم يقع عبء التوافق مع مواقف تخالفهم الرأي بحجج و(تخريجات) لا تقلّ إسنادا وتوثيقا وتفضل بواقعيّتها. من أمثلة ذلك ما قال به الدكتور علي جمعة بإباحة فوائد البنوك على أساس أنها ليست في الذهب والفضة واتباعا للقاعدة الفقهية بأنه " لا ربا في (الفلوس) ولو جرت مجرى النقدين."
ثانيا: إن (الرأي الديني المختص) المتعارف على تسميته بـ(الفتوى) هو تحليل شخصي معلّل لمختص يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ. فالسلوك الديني، في إطار المحلّل والمحرّم هو جزء من منظومة السلوك الإنساني الكلّية... فكما قد يخطأ عالم نفساني في تشخيص حالة (مريض) فذات الشيء ينطبق على من يدلي برأي ديني يتعلّق بسلوك لا يطاله نصّ قاطع متفق على حرمانيته.
ثالثا: إن القول بالتحريم دون تقديم بدائل هو موقف (جمود) ينتهي بـ(التقوقع) و(الفناء)، وعلى هذا فعبء التحريم يستتبع بالضرورة تقديم البديل الأفضل والأنجع.
ثالثا: إن كافة المعاملات في عصرالناس هذا تتم عبر شكل من أشكال العمل البنكي (رواتب، تحويل، تمويل، شراء، بيع، شهادات ضمان...إلخ) وجميع البنوك التقليدية منها والإسلامي لها ودائع في بنوك أجنبية ربوية، فالمال أصله مختلط.
رابعا: إن الاجتهاد في أي قضيّة لا يكفي فيه أن يكون الشخص عالما بالعلم الشرعي وحده بل لا بدّ من الاختصاص العلمي المادي والسلوكيّ الإنساني، والقضايا المطروحة على الأمة تتطلب مجموعة معارف حتى يكون للشخص رأي يعتدّ به ويسمع منه.
أمثلة لمشاركات مؤيدة للاكتتاب...قال ابن مسعود:" والله إن الذي يفتي النّاس في كلّ ما يستفتونه لمجنون"---- "لا يجوز أن يفتي الناس من يعيش في صومعة حيّة أو معنوية، لا يعي واقع الناس ولا يحسّ بمشكلاتهم، فما رأيت أسوأ حالا من المفتي الذي يعيش في الكتب وينفصل عن الواقع."--- " جميع الإخوان أبدوا وجهات نظرهم لذا يجب من الجميع احترام بعضهم أنا أرى أن الحكومة سمحت للشركة إذن هي حلال المفتي لم يحرّمها والأصل في كلّ شيء الحلال وليس الحرام." كذلك لم تخل المشاركات من آراء عفويّة ممتعة --- " والآن مع كلّ البلى والتّخلف الليّ حنّا فيه يا لمسلمين ونبي نمشّي العالم على هوانا... آه يا ليل ما أطولك." وأخيرا الأجمل عفوية: " ما حد مسؤول عن أمة محمدّ إلاّ محمد، خلّوا خلق الله لله' ما أنتم أبصر من الحكومة وإذا تكلّم المفتي يكون خير ' وين فتاويكم وكلام الحقّ يوم طاح السوق هالحين وقت الخير ظهرتوا."
المتربّصون
من أجمل المشاركات لمجموعة أيدت الاكتتاب ولم تبن حججها على مقارعة المحرّمين اخترنا المشاركات التاليّة.." أنا أسأل كلّ المحاربين (تعبير المشارك نفسه) لاكتتاب المملكة القابضة وين مقرها طبعا السعودية فكيف تكون حراماً، وهي في كنف دولة الإسلام. أنا مع المكتتبين واللي ما يبي يشرب موية غزة مثل قال أبو عمار الله يرحمه."--- وآخر: " الذي شايف حرام لا يكتتب والذي شايف حلال يدعم حتى لا يصير فيكم مثل ما صار في كيان ورسيت العملية على الطبة (؟) الخاصّة"--- وثالث: " تكفون ترى ما ورى المشايخ إلاّ الحسافة ادخلوا وردّوا خسايركم لا بارك الله في الفقر "--- ورابع، أخيرا، ويقينا الأجمل:" أتذكر أيام اكتتاب ينساب كان الإفتاء زيّ الرز على راس من يشيل تارة حلال وتارة حرام وكان القرار هو قرار شخصي رأي أنا كلّ ما امتنع الناس عن أسهم شركة قويّة وجبّارة مثل المملكة القابضة كان أفضل لي سيزيد حصص الأفراد من الاكتتاب ولتبقى اكتتابات صغيرة مثل مكيرش وفعينش وطبيارش للشباب المتذبذب (يحتفظ القسم بنص المشاركات منسوخا من الموقع)...و لم يسلم الأمير الوليد من شيء من غمز فكانت المشاركة التالية:" الأمير الوليد أغنى رجل بالعالم بعد 6 أشهر من الاكتتاب على غرار سليم الحلو...".
النتيجة
في مجملها ظواهر صحيّة لمجتمع يرفض الجمود، تنازع اكتتاب المملكة بشكل رئيس تياران: المحرّمون بالقطع من جانب، و(طيف) واسع (متسامحون ومتربّصون) ردّ على الحجج الدينية بحجج مقعّدة شرعا، الكثرة العدّدية لموقف أو آخر على المواقع (الإنترنتيّة) المتخصّصة لا يبدو أنها ستكون مؤشرا يعتد به في رسم سياسات اقتصادية وتجاريّة وطنيّة... يتشكّل فكر مادي/ دنيويّ مستنير يتسارع آخذا بالآراء الدينية التي تميل إلى (الفسحة) فيما لا ليس فيه نصّ بوجوب التحريم، وحتى مع النّص فالغلبة بين(المجتهدين) ستكون لمن يتلّمس معاش النّاس أولا.
و مع التسليم بوجود أمور اقتصادية وتجارية (مختلطة) فالناس يرون حلّها في توافق قادة العالم الإسلامي أكثر منه في تحميل العبء على الفرد والأسرة فالله جلّ وعلا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
أداء الأسبوع الماضي
بلغ إجمالي تداولات الأسبوع الماضي: 30 جمادى الآخرة - 4 رجب حوالي 995.00 مليون سهم بزيادة ضئيلة (1.18%) عن الأسبوع الأسبق 23 - 27 جمادى الآخرة، القيمة الأسبوعية هي الأخرى ارتفعت بنسبة موازية (1.49%) فبلغت حوالي 40.99 مليار ريال.
أسابيع التّوزع القطاعي للمعاملات تغيّر بشكل يدفع بالتساؤل خاصة وأن أبرز ما يمكن أن يكون قد أدى إليه هو تعديل نسبيّ في ملكيّة كبرى المحافظ و/ أو اندفاع مضاربيّ يخشى من تراجع قويّ يرافقه، خاصة وأن القطاع البنكي بشهد وفق ما نشر من نتائج عن النصف الأول تراجعات في العائد (مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي).
الزيادة الضئيلة في حجم معاملات الأسبوع الماضي توزّعت قطاعيا على النحو التالي: البنوك حافظت على حصّتها عند 2% من إجمالي التداول، الصناعة من: 36% - 38%، الإسمنت ثابت عند 1%، أسهم الخدمات ارتفعت من: من 34% - 38%، الكهرباء بقيت على حالها عند 2% وكذلك التأمين عند 8%، وجارت ذات التّوجّه بـ1%، وكسبت الزراعة 2% لتغلق عند 14%... تحليل التدفق النقديّ النسبيّ قطاعيا خلال الأسابيع الخمسة الماضية يوجب على المتاجرين حذرا أكبر تجاه زيادات ملحوظة في أسعار أسهم: الصناعة والخدمات تتجاوز إغلاق الأسبوع الماضي.
أفضل ثلاثة أسهم تحسّنت أسعارها بين سعريّ الافتتاح والإغلاق الأسبوع الماضي كانت: التعاونيّة للتأمين حوالي 360.00%، الطباعة والتغليف 102.30% وساب تكافل 32.40%، الأسهم الثلاثة الأسوأ أداءً: الدرع العربي - 10.30%، بنك الاستثمار - 6.90% والسعودي البريطاني - 5.40%.
الأداء المرتقب هذا الأسبوع
بأخذ متوسط أقيام قراءات مقياسي: توزّع التدفق النقدي MFI بين القطاعات، وفورييه Fourier يوضح الجدول المرافق أسعار الاستقرار المرتقبة هذا الأسبوع لعيّنة من 57 سهما.