المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مركز دبي المالي يسبح مع تيار الاندماج بين البورصات العالمية



مغروور قطر
21-07-2007, 04:39 AM
استراتيجية شراء الحصص تفتح الباب أمام صفقات محتملة
مركز دبي المالي يسبح مع تيار الاندماج بين البورصات العالمية




فتح مركز دبي المالي العالمي الباب أمام موجة الاندماجات التي تشهدها أسواق المال العالمية ،وصار طرفا في عمليات الاستحواذ على بورصات دولية من العيار الثقيل، وتردد اسمه في صفقات محتملة لشراء حصص والتي نفى صحة بعضها، وطالت هذه الموجة بورصة دبي العالمية التي تلقت عروضا بشراء حصص فيها، وذلك على الرغم من قصر عمرها.


وبالتالي أصبح المركز أحد اللاعبين الأساسيين على ساحة الاندماجات بين البورصات ببعديها الإقليمي والدولي والتي تتجه في رأي بعض المحللين نحو تشكيل أوعية للسيولة المالية على مستوى العالم تخدم كل واحدة منها منطقة جغرافية معينة . ويعكس انخراط المركز في هذا الاتجاه تحليه برؤية تتخطى الواقع الحالي للأسواق المالية بتفاصيله ومفرداته الجزئية، لتمد ببصرها إلى ما سوف تحمله الآفاق المستقبلية بشأن العلاقات بين البورصات على مستوى العالم.


كما تعكس إدراكه بأهمية المشاركة الفعالة والنشطة في حركة الاندماجات التي تشهدها البورصات العالمية، بحيث يكون فاعلا ايجابيا في تشكيل مثل هذا التغير الذي يعد في نظر البعض أمرا حتمته التطورات التكنولوجية في تقنيات التداول، واتجاه اللوائح التنظيمية في البورصات العالمية نحو التماثل والتطابق، والتغييرات في هياكل ملكية البورصات .


صفقات الاستحواذ


ومنذ العام الماضي، تبلورت سياسة مركز دبي المالي إزاء ظاهرة الاندماجات وصفقات الاستحواذ بين البورصات، وتحركت هذه الأولوية على أجندة لتصبح واحدة من الأولويات الرئيسية في تعامله مع البورصات وأسواق المال العالمية، وانتهج في هذا المجال سياسة معلنة بكشفه عن توجهاته بخصوص اعتزامه دخول معترك الاستثمار في المؤسسات المالية في أنحاء العالم والتي وصفها الدكتور عمر بن سليمان محافظ مركز دبي المالي العالمي بأنها سياسة تنطلق إلى الآفاق من دون حدود على الطموحات .


وتوالت صفقات الاستحواذ، وفي بداية الأمر، أعلن مركز دبي المالي العالمي شراءه أكثر من 1 بالمائة من أسهم شركة يورونكست أكبر سوق مالي أوروبي من حيث حجم التداول النقدي، كما يعد سوقها للمشتقات المالية ثاني أكبر سوق في أوروبا من حيث حجم التداول وثاني أكبر سوق في العالم من حيث القيمة.


وفي مايو 2006، زاد المركز حصته إلى 48 ,3 %، وجاءت عملية الشراء بمثابة ترجمة لإستراتيجية طويلة الأجل ترمي إلى ترسيخ مكانة المركز كحلقة مكملة للمراكز المالية العالمية الأخرى في أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية و آسيا .


وقد تأسست مؤسسة «يورونكست» في عام 2000 كأول مؤسسة تهتم بالأعمال الخاصة بالبورصات العابرة للحدود، وهي نتاج لعمليات الاندماج بين أسواق المشتقات والأسهم في أمستردام وبروكسل وباريس، وانضمت إليها البورصة البرتغالية في عام 2002 ، وانضمت كذلك إليها بورصة المشتقات الدولية


وتقدم مؤسسة «يورونكست» نطاقا متسعا من الخدمات المالية، يشتمل على قيد الأدوات المالية، والمتاجرة في الأوراق المالية والمشتقات، ونشر وتوزيع المعلومات، وتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات، وهي تعتبر من ناحية حجم وقيمة الصفقات، أضخم سوق للأوراق المالية المسيلة في أوروبا، ويجري التداول على أسهم الشركات المقيدة عبر برنامج تداول موحد يعرف باسم «إن إس سي» .


وتتم عمليات المقاصة والتسوية لكافة منتجات «ايرونيكست» بواسطة غرفة مقاصة واحدة وهي مؤسسة «إل سي إتش كلير نيت»، ويضم سوق المشتقات لمؤسسة «يورونكست» والمعروف باسم «يورونكست لايف» كلا من أسواق المشتقات في كل من أمستردام وليسبون وباريس وبروكسل، وتعتبر ثاني أكبر سوق للمشتقات في العالم من ناحية قيمة التداول وحجم التداول .


وتعتبر مؤسسة «يورونكست» أحد الشركاء الذين ساهموا في إخراج بورصة دبي العالمية إلى حيز الوجود مكتملة النشاط والفاعلية، بعدما استوفت توليفة من المعايير البالغة الرقي، سواء من حيث إحرازهما تطورا كبيرا في نظم التداول أو حيث تمتعها بقدرة عالية في الوصول إلى الأسواق، أو من حيث امتلاك سجل مبهر من الخبرات في مجال أسواق المال الدولية .


إستراتيجية طويلة الأجل


ومع مطلع العام الجاري، بدا جليا للمراقبين أن سياسة الاستحواذ وشراء الحصص صارت احدي مكونات إستراتيجية طويلة الأجل، حيث جرى الإعلان في مارس الماضي عن تخطيط المركز لإنفاق أكثر من ملياري دولار خلال العام الحالي لإبرام صفقات استحواذ وشراء حصص .


وتجلي انفتاح المركز على صفقات الاستحواذ في التصريحات التي أدلي بها الدكتور عمر بن سليمان محافظ المركز والتي كشف فيها عن تلقيه ستة عروض من بورصات وشركات عالمية كبرى للخدمات المالية بشأن تملك حصة في بورصة دبي العالمية، التابعة للمركز، وأكد أن هذه العروض يتم دراستها جدياً الآن بهدف عرضها على حكومة دبي قبل اتخاذ إجراءات عملية، موضحاً عدم الدخول في مفاوضات حتى الآن.


وأشار إلى أن هذه العروض تشمل عرضين من بورصتين آسيويتين وباقي العروض من جهات أوروبية وأميركية، مما يشير إلى ثقة هذه الجهات في المستقبل الواعد لبورصة دبي العالمية ورغبتها في التعاون معها، استناداً إلى ما وصلت إليه من مستوى عالمي ونشاط ملحوظ رغم حداثة انطلاقها في أواخر العام 2005، كما كشف عن سعي المركز للاستحواذ على حصة في بورصة آسيوية للأسهم في ضوء اتجاه بورصات عالمية للاندماج.


وعلى هذه الأرضية، كثرت القصص الإخبارية التي تربط بين مركز دبي المالي العالمي وصفقات استحواذ مرجحة، وأبرزها، تردد أنباء منذ شهر مايو الماضي عن تقدم المركز بعرض استحواذ على بورصة Omx الاسكندينافية لمنافسة عرض ناسدك الأميركية الذي تتجاوز قيمته 77, 3 مليارات دولار.


ولكن ناصر السعيدي رئيس الشؤون الاقتصادية في مركز دبي المالي العالمي نفى حينذاك المعلومات التي تداولتها بعض التقارير حول قيام مركز دبي المالي العالمي بطلب مشورة مصرف Hsbc البريطاني لتحديد قيمة عرض مقابل لعرض ناسدك غير صحيحة.


صفقات محتملة


وتجدد حديث وسائل الإعلام عن هذا الموضوع في منتصف الشهر الجاري، إذ أفاد موقع صحيفة تلجراف على الانترنت أن مركز دبي المالي العالمي يستعد للتقدم بعرض شراء إلى مجموعة سوق الأسهم الاسكندينافية «او.ام.اكس» لينافس بذلك اندماجا مقترحا بقيمة 7 ,3 مليارات دولار بين او.ام.اكس ومجموعة ناسداك الأميركية وقال الموقع دون الإفصاح عن مصادره أن المركز الذي يملك سوق دبي المالي العالمي جهز التمويل اللازم لعرض تصل قيمته إلى 250 كرونة للسهم، وأضاف الموقع أنه من المفهوم أن مصرفيين في يو.بي.اس وجولدمان ساكس .


وبمعزل عن مدى صحة هذه الأنباء من عدمه، فأن توجه المركز نحو شراء حصص في بورصات عالمية، وعدم إغلاقه الباب أمام إمكانية تملك بورصات عالمية لحصص في بورصة دبي العالمية، ينسجم مع اتجاه البورصات على مستوى العالم نحو الترابط سواء من خلال شراء الحصص .


أومن خلال تأسيس علاقات مشاركة ومشاريع مشتركة فيما بينها، وهو ما حفز بعض المحللين على التكهن بأن هذه الصفقات حتى لو كانت صغيرة الحجم سترسي وضعا جديدا في المستقبل على طريق خلق المزيد من الاندماج بين هذه البورصات، وذلك على الرغم من هامشية تأثير هذه الصفقات على المدى القصير .


إندماج البورصات العالمية


ويزخر السجل هنا بالكثير من حالات الاستحواذ وشراء الحصص، حيث وافقت البورصة الألمانية على شراء حصة نسبتها 5 % من بورصة بومباي بقيمة 9, 1 بليون روبية أو ما يعادل 43 مليون دولار، وجاء ذلك في أعقاب توصل مجموعة ان.واي.اس.اي التي تدير بورصة نيويورك للأوراق المالية إلى اتفاق لشراء حصة في بورصة الهند الوطنية نسبتها 5 % وبقيمة 115 مليون دولار.


وإثر قيامها بتوقيع اتفاقية تعاون مع بورصة نيويورك للأوراق المالية، أعلنت بورصة طوكيو توقيعها اتفاقية تحالف مع بورصة الأوراق المالية في لندن من المحتمل أن تكون قاصرة على الإدراج المزدوج للصناديق الاستثمارية وتقاسم التكنولوجيا .


وفي التوقيت ذاته، أرست بورصة المكسيك شراكات مع بورصتي سو باولو وليما، وترددت شائعات بأن بورصة سنغافورة تقدمت بعرض لشراء الحصة التي اشترتها البورصة الألمانية في بورصة بومباي وأنه من المتوقع أن تتطلع إلى أماكن أخرى كما ان بورصة دبي العالمية تتطلع إلى شريك .

مغروور قطر
21-07-2007, 04:39 AM
ويرى محللون أن هذه الصفقات تعتبر بالنسبة للبورصات الكبيرة طريقة للحصول على موطئ قدم في الأسواق الصاعدة السريعة النمو، وتوفير إمكانية لشركاتها بقيد أسهمها في الخارج، أما بالنسبة للبورصات الأصغر، فأنها تعتبر وسيلة لتأسيس علاقات تحالف مع شريك ذي خبرة دولية، وهو من شأنه أن يعزز قوتها السوقية، ويعطيها القدرة على جذب المزيد من المستثمرين الأجانب، ويسهم كذلك في زيادة قدرتها على النفاذ إلى تكنولوجيات التداول المتطورة .


واستشرف بعض المحللين إمكانية أن تسفر هذه الصفقات عن اندماج حقيقي من خلال تعزيز التكامل بين أسواق المال في المناطق الجغرافية المهمة، وهو ما قد يفضي إلى بزوغ أربعة أو خمسة أوعية ضخمة للسيولة عبر كافة أنحاء العام تخدم كل واحدة منها الاحتياجات الرأسمالية لكتلة اقتصادية إقليمية رئيسية .


وبالتالي، وعلى الرغم من رؤية بعض المحللين لهذه الصفقات على أنها تنطوي على تأثيرات هامشية على المدى القصير، إلا أنها تعتبر غير مكلفة، وتتيح في الوقت ذاته خيارات تتعلق بالمستقبل . ولم تعط بورصة بومباي أي تفاصيل بشأن كيفية عملها مع البورصة الألمانية، ولكن البورصات الأخرى قدمت بعض المعلومات.


فعلى سبيل المثال، تخطط بورصة طوكيو وبورصة الأوراق المالية في نيويورك عقد اجتماعات منتظمة لمناقشة الإستراتيجية في مجالات تتعلق ببيانات السوق والتكنولوجيا وربما كذلك بالمتداولين، ومن المحتمل بشكل كبير أن تصبح التحالفات الصغيرة النطاق مسألة متكررة مع اتجاه بورصات الأسهم في مختلف مناطق العالم نحو التحول إلى شركات مساهمة عامة يجري تداول أسهمها في البورصات وربما تشمل البورصات التي ربما تطرح أسهمها على الجمهور في عام 2007 كل من بورصة المكسيك وبورصة مونتريال وبورصة وارسو وبورصة ساو باولو .


حتمية الاندماجات


وفي رأي بعض المحللين، أن موجة الاندماجات بين بورصات الأسهم العالمية لم تظهر بين ليلة وضحها، فما نشهده اليوم هو تتويج لعقدين تقريبا من التطورات التكنولوجية والتغييرات في اللوائح والأطر التنظيمية والتي ستغير بشكل كلي أساليب وطرق التداول.


حيث شهدت السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من القرن الحادي والعشرين تغييرات عديدة في أسواق الأسهم والسندات، خاصة فيما يتعلق بإلغاء العمولات الثابتة، وتطوير شبكات الاتصال الإلكترونية، والتحول من غرف التداول إلى التداول الإلكتروني، وانطوت هذه التغييرات على تأثيرات كبيرة بشأن كيفية تداول الأوراق المالية في عالم اليوم.


وشكل تطوير ثقافة الأسهم أحد أكبر التغييرات التي صاحبت تغيير اللوائح والأطر التنظيمية في أوروبا، فقبل حقبة الثمانينات، اعتمدت الشركات الأوروبية بشكل كبير على استدانة رأس المال لتمويل أنشطة أعمالها، وكان هناك القليل من حالات الملكية القائمة على تقاسم الأفراد لملكية الأسهم.


وكان هذا الوضع يتعارض تماما مع الأسواق الأميركية، حيث كانت أسواق التمويل الأولية والثانوية شائعة وتحظي بالإقبال على مدار سنوات عديدة . ومع ذلك لحقت البورصات الأوروبية بنظيرتها الأميركية في أواخر القرن العشرين، وبحلول عام 1998، صارت غالبية البورصات الأوربية تتبع نظام التداول الالكتروني


موجة تطورات


وشهدت حقبة التسعينات ومطلع الألفية الثالثة موجة من التطورات التكنولوجية المتلاحقة التي ساهمت في تعزيز حركة الاندماج بين البورصات وتشتمل على اشتداد قوة الروابط بين الأسواق، وبروز آليات ذكية في توجيه الأوامر الخاصة بعمليات البيع والشراء.


وانطوت هذه التطورات على تأثيرات ضخمة، حيث وجدت البورصات نفسها مضطرة للتعامل مع سرعة التداول الهائلة التي رافقت هذه التطورات، وتحركت البورصات الغير قادرة على التأقلم والتكيف مع هذه التطورات نحو شراء الخبرة الفنية، أو النظر في الاندماج مع لاعبين أكثر قوة .


ولعب عامل التنافسية ـ من وجهة نظر البعض ـ دورا حويا في تعزيز التوجه نحو الاندماج، فعلى الرغم من اشتعال التنافس بين البورصات نتيجة للتطورات التكنولوجية، بسعي كل واحدة منها إلى الحفاظ على حصتها السوقية، إلا أن تحول البورصات إلى شركات مساهمة عامة قد جعلها خاضعة لضغوط حملة الأسهم الذين يطمحون إلى رؤية صعود أسهمها .


وتمتلك بورصات الأسهم عدة خيارات فيما يتعلق بزيادة عائداتها، حيث يمكن أن تنمو هذه العائدات من خلال زيادة عمليات القيد والإدراج، أو من خلال تطوير منتجات جديدة تتعلق ببيانات السوق، أو من خلال الدخول في فئات أصول أخرى مثل المشتقات، كما يمكن أن تنمو هذه العوائد من خلال شراء البورصات الأخرى .


وتقدم البورصة الألمانية نموذجا لعملية النمو الرأسي، حيث اختارت نهج التوسع الرأسي من خلال تأسيس شركات تعمل في مجال المقاصة وأخرى تكنولوجية، وإطلاق بورصة للمشتقات، في حين نهجت منافستها الأوروبية وهي بورصة «يورونكست» نهج التوسع الأفقي من خلال دمج العديد من البورصات الأوروبية في بورصة واحدة.


وقاد تطلع البورصات لتحقيق التنافسية وجذب المزيد من الإدراجات إلى تأثيرات ضخمة على أسواق الأسهم، ومع ذلك، شكلت الإدراجات جزءا مهما من عائدات البورصات، فعلى سبيل المثال، حصلت بورصة نيويورك على رسوم إدراج خلال عام 2005 شكلت 5, 30 % من إجمالي عوائدها. فيما شكلت هذه الرسوم حوالي 38 % من إجمالي عائدات بورصة لندن، ولكن حدث تراجع حاد في رسوم القيد مع تنافس البورصات على قيد أسهم الشركات.


وبالتالي، يرى محللون أن الاندماج بين البورصات في الولايات المتحدة وأوربا سيستمر كحقيقة من حقائق الحياة خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، ومع اندماج البورصات الكبرى، سيكون تطلع البورصات الأصغر والبورصات الإقليمية نحو البورصات الكبرى للمحافظة على حيويتها وتفوقها، سواء من خلال اتفاقيات المشاركة أو علاقات الاندماج أو من خلال التطوير التكنولوجي الذي يعطيها تفوقا على نظيراتها.


دبي ـ مجدي عبيد