مغروور قطر
22-07-2007, 05:03 AM
"الكلية الإلكترونية" تدرس التحول إلى مساهمة عربية عامة بعد عامين
منصور العور: “الدولة الإلكترونية” القادمة ستقود النظريات الإدارية الحديثة
كشف الدكتور منصور العور مدير عام الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة في دبي عن أن الكلية بصدد دراسة تحولها الى مؤسسة اقتصادية مساهمة بعد عامين، يتم فيها ادراج أسهمها في أسواق المال العالمية لتصبح أول مؤسسة تعليمية في العالم العربي تتبنى هذا الطرح الاقتصادي.
وقال الدكتور منصور العور في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات اليوم ان الاقتصاد العالمي أصبح الآن قائما على المعرفة وعموده الفقري إدارة الجودة الشاملة وهو ما ينسجم مع أهداف الكلية التي تسعى لنشر ثقافة الجودة في العالم العربي والشرق الأوسط من خلال التعليم الإلكتروني.
وشدد على أن “الدولة الالكترونية” القادمة في العالم هي التي ستقود النظريات الادارية الحديثة، مشيرا الى ان دولة الإمارات وخاصة دبي ستكون نموذجا لإدارات حكومات تقود إلى رفاهية شعوبها.
ونبه الدكتور العور إلى أن دخول المؤسسات التعليمية العربية إلى الأسواق المالية يجعلها مسؤولة عن نموها وتطورها أمام مساهميها ويعرضها للمساءلة والمحاسبة وتغيير مجالس إداراتها إن لم تحقق المعدلات المطلوبة منها في استئثار واستقطاب المعرفة والمخزون المعرفي.
وأضاف أنه من هذا المنطلق سيصبح للتعليم سهما يشترك فيه ويتحمل مسؤوليته المجتمع والحكومة معا.
لفت الدكتور العور إلى أن تحضير الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة لكي تصبح مؤسسة تعليمية مساهمة عامة قائمة على مفهوم “الاقتصاد المعرفي” يحتاج منا إلى وقت قد يمتد أكثر من عامين.. لأن ذلك يتطلب أولا إيجاد معايير اقتصادية للقياس تستخدم لتحويل المعرفة إلى أصل مالي حتى يمكن تحديد قيمة أسهمها السوقية عند إدراجها في سوق الأسهم.
وتعد الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة التي تأسست عام 2002 برئاسة الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أول مؤسسة تعليمية من نوعها في العالم العربي تتولى تزويد المهتمين على امتداد الوطن العربي بإدارة الجودة الشاملة بآخر المعارف ذات الصلة.
وكانت أول إدارة للجودة في حكومة دبي قد أنشئت في دائرة شرطة دبي عام 1999 برئاسة الدكتور العور.. وهي تعتبر أول إدارة للجودة في المنطقتين العربية والشرق الأوسط ومنها خرجت فكرة إنشاء الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة بدبي. ولفت الدكتور العور الى أن نشر ثقافة الجودة في العالم العربي لا يتم بالوسائل التقليدية التي تعود عليها الناس في التعلم لأن ذلك قد يحتاج قرنا من الزمان أو أكثر.. وانما تتم عبر التعليم الالكتروني الذي يعيد هندسة التعليم والتفكير في المنطقة وإن كانت مهمة صعبة يفرضها الواقع.
وأوضح انه من مفردات التعليم التقليدي وجود طلاب ملتزمين بالحضور في أوقات محددة وأبنية تعليمية وكتب دراسية ومعلمين، وهي أمور غير ضرورية في مفردات التعليم الإلكتروني الأمر الذي يخفف كثيرا من أعباء الحكومات في مواجهة الأمية والتسرب من التعليم.
وأشار الدكتور العور إلى أن الأمة العربية تعاني من أمية بلغت نسبتها 40 في المائة نتيجة النظم التعليمية التقليدية المتبعة التي أصبحت عائقا أمام تقدم المجتمع في سلم المعرفة.. فالحكومات لا تفكر في وسيلة عملية وسريعة لتقليص هذه النسبة عن طريق بناء جسور ننقل عليها مجتمعنا من ظلمة الجهل إلى فضاء الاقتصاد المعرفي الذي لا يبنى على الأمية بأي حال.
وأوضح أن صفة “الطالب” في التعليم التقليدي تنتهي عند حصوله على أعلى شهادة علمية وهي الدكتوراه.. أما في التعليم الإلكتروني فهو لمدى الحياة ولن تصبح الشهادة هدفا في حد ذاته وانما الأصل هو استمرارية التعليم.
وأفاد الدكتور العور بأن الكلية وضعت استراتيجيتين لتحقيق هدفها لنشر ثقافة الجودة من خلال التعليم الالكتروني ليس فقط في دولة الإمارات وإنما أيضا ضمن محيطها العربي.. أولهما الحصول على شهادات أكاديمية من الكلية مرخصة من أجهزة التعليم العالي في الدولة وخارجها من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه.. إلا أنه مهما بلغ أعداد المسجلين من العالم العربي للحصول على هذه الشهادات من الكلية فان أثرهم في نشر ثقافة الجودة سيظل محدودا، وهؤلاء لا يشكلون أكثر من 20 في المائة من عمل الكلية.
وقال ان الاستراتيجية الثانية التي تعتمد عليها الكلية بنسبة 80 في المائة في تحقيق هدفها ترى في ثقافة الجودة مهنة وأساساً للتطوير المؤسسي في العالم العربي والشرق الأوسط.. وهذا يعني أن علاقة الكلية باتت مباشرة مع مئات المؤسسات العربية التي تنهض بالبنية الأساسية في الوطن العربي وبالتالي أصبحت تتعامل مع ملايين الأفراد في وقت قصير.
ولفت الدكتور العور إلى أن “الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة” أول مؤسسة تعليم إلكترونية ترخص من قبل الدولة التي اعتمدت برنامجيها التعليميين..كما أنها معترف بها دوليا ومن أعرق أكاديمية في هذا المجال وهي “الأكاديمية العالمية للجودة بالولايات المتحدة”.
وذكر أن البرنامج التعليمي الأول للكلية ومدته أربع سنوات يمنح فيه درجة البكالوريوس في الأعمال وإدارة الجودة الشاملة الذي يتطلب من الدارس حضوره الكلية في السنتين الأوليين.. أما البرنامج الثاني ومدته عامان فهو يمنح درجة الماجستير في التميز المؤسسي لأي دارس متخرج في أي كلية في العالم.
وقال الدكتور العور ان الكلية الالكترونية للجودة الشاملة بدبي أنشأت لتدعيم مصداقيتها ومكانتها في العالم مجلسا استشاريا برئاسة الدكتور جيمس هارينغتون من جامعة كويبيك الكندية و11 عالما آخرين من أكبر علماء إدارة الجودة في العالم من اليابان شرقا إلى الولايات المتحدة غربا من بينهم الدكتور تيتو كونتي والبروفيسور يوشيو كوندو من جامعة كيوتو اليابانية.
وأشار إلى أن للكلية الإلكترونية مراكز للبحث والتطوير تابعة لها في أهم المؤسسات العلمية في العالم مثل جامعتي براد فورت وهدرز فيلد البريطانيتين وجامعة بركلي الأمريكية وجامعة سنغافورة الوطنية بهدف التبادل المعرفي بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية وهذه المراكز التي تعد مفاتيح للعلم والمعرفة في مجال الجودة الشاملة.
وقال “اننا تعاقدنا مع هذه الجامعات على أن تكون الملكية الفكرية التي لدينا مشتركة لأننا نسعى لأن تكون المعرفة المعرفة العربية عالمية يشهد لها القاصي والداني”.
وشدد على أن موادنا التي تدرس في الكلية غير مكررة في أي مؤسسة علمية في العالم، وهي ملكية فكرية خاصة بالكلية قام بوضعها مجموعة من علماء العالم ولا يسمح بتدريسها في أي جامعة إلا بترخيص من الكلية.
وحول كيفية وصول الكلية إلى المؤسسات العربية لتنفيذ استراتيجيتها الثانية أوضح الدكتور العور أن الكلية قسمت خدمات المجتمع العربي إلى أربعة مجالات هي التعليم والصحة والعمل الحكومي والسياحة والضيافة.. وأنشأت لها أربعة مراكز للتعليم المستمر وهي مركز التعليم المتميز ومركز الرعاية الصحية ومركز التميز في العمل الحكومي ومركز التميز الشرطي.
وذكر أن الكلية أنشأت “نادي القيادات الإلكتروني” ليكون داعما لعمل “مراكز التميز” لأن الاقتصاد القائم على المعرفة يجب أن يقوده قادة معرفيون من سماتهم التعلم مدى الحياة.
ولفت الدكتور العور إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) أول عضو في هذا النادي.
ونوه الى أن هذا النادي يوفر بيئة افتراضية لعلاج مشكلة مزمنة في عالمنا العربي وهي ادعاء أن المديرين والمسؤولين ليسوا بحاجة إلى تعليم مستمر لاكتمال معرفتهم.. بينما يصبح التدريب والتعليم من نصيب الموظفين فقط.
وأكد الدكتور العور أن الكلية الإلكترونية وفرت بيئة فعالة للقادة كي يتعلموا عبر المنهاج الإلكتروني الذي تضعه الكلية في أي وقت يتيسر لهم ومن دون أن يضطروا إلى الجلوس مع مرؤوسيهم في نفس قاعة الدرس كما يحدث في الدورات العلمية التدريبية التقليدية.
ويهدف نادي القيادات الإلكتروني إلى تطوير البنية الأساسية الإلكترونية التي تمكن المديرين التنفيذيين من التعامل معها بصورة مرنة للوفاء باحتياجات ومتطلبات عملهم واطلاعهم على أحدث معطيات الفكر الإداري ليكونوا أكثر فعالية لعمليات اتخاذ القرار.
وقال إن من خصائص الاقتصاد الاستهلاكي أن الكبير يأكل فيه الصغير.. أما في عصر الاقتصاد المعرفي فالسريع يأكل البطيء بصرف النظر عن حجمه.. وهذه هي فلسفة دبي في بناء اقتصادها.. لأن وتيرة الاقتصاد القائم على المعرفة سريعة بسرعة الاتصالات عبر الأجهزة الإلكترونية التي تتحرك فيها المعلومات بسرعة الضوء.
ونبه الدكتور العور إلى أن سكان الجزيرة العربية تمكنوا خلال 40 عاما في زمن الخلافة الاسلامية من قلب كل النظريات الإدارية التي كانت تعم العالم في عصر الإمبراطوريتين الرومانية واليونانية لتميزهم بالذكاء والفطنة.. لذا فإنه من غير المستغرب أن تقدم دبي بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام نموذجا فريدا في الإدارة حول الدولة من أراض صحراوية إلى مدن عصرية خلال فترة وجيزة.
وأشار إلى أنه خلال مشاركته في “المؤتمر السنوي العاشر لإدارة الجودة الشاملة والتطوير المؤسسي” الذي عقد في جنيف مؤخرا عرض محافظ مدينة هلسن بيرج الذي يبلغ من العمر 33 عاما خلال محاضرة ألقاها أمام حوالي 600 شخص من كبار العلماء في عالم الإدارة في العالم خريطة تصور فيها مستقبل مدينته، إذ يفاجأ الجميع بوضعه نموذجا لفندق برج العرب المقام دبي على مساحة الخريطة.. وقال نريد أن تكون هلسن بيرج كهذه المدينة (أي دبي) بعد 20 عاما.
وأوضح أن هذا يعني أن الشاب السويسري يرغب في أن يكون حاضر دبي مستقبل مدينته.
وقال الدكتور العور مدير عام الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة بدبي إن الكلية أنشأت من أجل دعم مصادر التعلم “مكتبة إلكترونية” تضم دوريات علمية إلكترونية.. و”دار نشر” أصدرت خلال العامين الماضيين عشرة كتب من إنتاج الكلية تعد حاليا مراجع وأمهات الكتب في علم الجودة في العالم العربي.
وأفاد بأن دار النشر وهي شركة عالمية قامت بتعريب عشرات المراجع العلمية العالمية في علم إدارة الجودة لتكون في متناول أبناء العالم العربي.
وأضاف أن الكلية شكلت لجنتين للقيام بمهمة التعريب.. الأولى لاختيار الكتب التي تصلح للترجمة.. والثانية لاختيار العناوين المميزة في العالم.
وشدد الدكتور العور على أن دار النشر تستقطب كتابا وعلماء كباراً من مختلف أنحاء العالم في علم ادارة الجودة بهدف تشجيع العقول العربية على التأليف والابتكار في هذا المجال.
وأكد أننا نرغب في أن تصبح الكلية الإلكترونية كما يريدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مخزونا عالميا للمعرفة في مجال إدارة الجودة.
وقال ان الكلية أطلقت خمس دوريات علمية عالمية في مجال إدارة الجودة متوفرة حاليا على الشبكة الإلكترونية العالمية تشجيعا للعقول العربية على الدخول في عملية البحث العلمي لأن الاقتصاد القائم على المعرفة لا يبنى من دون البحث العلمي الأكاديمي.
وأوضح أن كل دورية من هذه الدوريات التي تختص كل واحدة منها في أحد مجالات التميز إما في العمل الحكومي أو الصحة أو الإدارة الالكترونية أو التعليم أو الضيافة والسياحة لها رئيس تحرير من الأعلام المرموقين دوليا.. ينوبه عضو عربي من هيئة التدريس بالكلية يستقي منه كيفية ادارة مثل هذه الدوريات.
منصور العور: “الدولة الإلكترونية” القادمة ستقود النظريات الإدارية الحديثة
كشف الدكتور منصور العور مدير عام الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة في دبي عن أن الكلية بصدد دراسة تحولها الى مؤسسة اقتصادية مساهمة بعد عامين، يتم فيها ادراج أسهمها في أسواق المال العالمية لتصبح أول مؤسسة تعليمية في العالم العربي تتبنى هذا الطرح الاقتصادي.
وقال الدكتور منصور العور في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات اليوم ان الاقتصاد العالمي أصبح الآن قائما على المعرفة وعموده الفقري إدارة الجودة الشاملة وهو ما ينسجم مع أهداف الكلية التي تسعى لنشر ثقافة الجودة في العالم العربي والشرق الأوسط من خلال التعليم الإلكتروني.
وشدد على أن “الدولة الالكترونية” القادمة في العالم هي التي ستقود النظريات الادارية الحديثة، مشيرا الى ان دولة الإمارات وخاصة دبي ستكون نموذجا لإدارات حكومات تقود إلى رفاهية شعوبها.
ونبه الدكتور العور إلى أن دخول المؤسسات التعليمية العربية إلى الأسواق المالية يجعلها مسؤولة عن نموها وتطورها أمام مساهميها ويعرضها للمساءلة والمحاسبة وتغيير مجالس إداراتها إن لم تحقق المعدلات المطلوبة منها في استئثار واستقطاب المعرفة والمخزون المعرفي.
وأضاف أنه من هذا المنطلق سيصبح للتعليم سهما يشترك فيه ويتحمل مسؤوليته المجتمع والحكومة معا.
لفت الدكتور العور إلى أن تحضير الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة لكي تصبح مؤسسة تعليمية مساهمة عامة قائمة على مفهوم “الاقتصاد المعرفي” يحتاج منا إلى وقت قد يمتد أكثر من عامين.. لأن ذلك يتطلب أولا إيجاد معايير اقتصادية للقياس تستخدم لتحويل المعرفة إلى أصل مالي حتى يمكن تحديد قيمة أسهمها السوقية عند إدراجها في سوق الأسهم.
وتعد الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة التي تأسست عام 2002 برئاسة الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أول مؤسسة تعليمية من نوعها في العالم العربي تتولى تزويد المهتمين على امتداد الوطن العربي بإدارة الجودة الشاملة بآخر المعارف ذات الصلة.
وكانت أول إدارة للجودة في حكومة دبي قد أنشئت في دائرة شرطة دبي عام 1999 برئاسة الدكتور العور.. وهي تعتبر أول إدارة للجودة في المنطقتين العربية والشرق الأوسط ومنها خرجت فكرة إنشاء الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة بدبي. ولفت الدكتور العور الى أن نشر ثقافة الجودة في العالم العربي لا يتم بالوسائل التقليدية التي تعود عليها الناس في التعلم لأن ذلك قد يحتاج قرنا من الزمان أو أكثر.. وانما تتم عبر التعليم الالكتروني الذي يعيد هندسة التعليم والتفكير في المنطقة وإن كانت مهمة صعبة يفرضها الواقع.
وأوضح انه من مفردات التعليم التقليدي وجود طلاب ملتزمين بالحضور في أوقات محددة وأبنية تعليمية وكتب دراسية ومعلمين، وهي أمور غير ضرورية في مفردات التعليم الإلكتروني الأمر الذي يخفف كثيرا من أعباء الحكومات في مواجهة الأمية والتسرب من التعليم.
وأشار الدكتور العور إلى أن الأمة العربية تعاني من أمية بلغت نسبتها 40 في المائة نتيجة النظم التعليمية التقليدية المتبعة التي أصبحت عائقا أمام تقدم المجتمع في سلم المعرفة.. فالحكومات لا تفكر في وسيلة عملية وسريعة لتقليص هذه النسبة عن طريق بناء جسور ننقل عليها مجتمعنا من ظلمة الجهل إلى فضاء الاقتصاد المعرفي الذي لا يبنى على الأمية بأي حال.
وأوضح أن صفة “الطالب” في التعليم التقليدي تنتهي عند حصوله على أعلى شهادة علمية وهي الدكتوراه.. أما في التعليم الإلكتروني فهو لمدى الحياة ولن تصبح الشهادة هدفا في حد ذاته وانما الأصل هو استمرارية التعليم.
وأفاد الدكتور العور بأن الكلية وضعت استراتيجيتين لتحقيق هدفها لنشر ثقافة الجودة من خلال التعليم الالكتروني ليس فقط في دولة الإمارات وإنما أيضا ضمن محيطها العربي.. أولهما الحصول على شهادات أكاديمية من الكلية مرخصة من أجهزة التعليم العالي في الدولة وخارجها من بكالوريوس وماجستير ودكتوراه.. إلا أنه مهما بلغ أعداد المسجلين من العالم العربي للحصول على هذه الشهادات من الكلية فان أثرهم في نشر ثقافة الجودة سيظل محدودا، وهؤلاء لا يشكلون أكثر من 20 في المائة من عمل الكلية.
وقال ان الاستراتيجية الثانية التي تعتمد عليها الكلية بنسبة 80 في المائة في تحقيق هدفها ترى في ثقافة الجودة مهنة وأساساً للتطوير المؤسسي في العالم العربي والشرق الأوسط.. وهذا يعني أن علاقة الكلية باتت مباشرة مع مئات المؤسسات العربية التي تنهض بالبنية الأساسية في الوطن العربي وبالتالي أصبحت تتعامل مع ملايين الأفراد في وقت قصير.
ولفت الدكتور العور إلى أن “الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة” أول مؤسسة تعليم إلكترونية ترخص من قبل الدولة التي اعتمدت برنامجيها التعليميين..كما أنها معترف بها دوليا ومن أعرق أكاديمية في هذا المجال وهي “الأكاديمية العالمية للجودة بالولايات المتحدة”.
وذكر أن البرنامج التعليمي الأول للكلية ومدته أربع سنوات يمنح فيه درجة البكالوريوس في الأعمال وإدارة الجودة الشاملة الذي يتطلب من الدارس حضوره الكلية في السنتين الأوليين.. أما البرنامج الثاني ومدته عامان فهو يمنح درجة الماجستير في التميز المؤسسي لأي دارس متخرج في أي كلية في العالم.
وقال الدكتور العور ان الكلية الالكترونية للجودة الشاملة بدبي أنشأت لتدعيم مصداقيتها ومكانتها في العالم مجلسا استشاريا برئاسة الدكتور جيمس هارينغتون من جامعة كويبيك الكندية و11 عالما آخرين من أكبر علماء إدارة الجودة في العالم من اليابان شرقا إلى الولايات المتحدة غربا من بينهم الدكتور تيتو كونتي والبروفيسور يوشيو كوندو من جامعة كيوتو اليابانية.
وأشار إلى أن للكلية الإلكترونية مراكز للبحث والتطوير تابعة لها في أهم المؤسسات العلمية في العالم مثل جامعتي براد فورت وهدرز فيلد البريطانيتين وجامعة بركلي الأمريكية وجامعة سنغافورة الوطنية بهدف التبادل المعرفي بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية وهذه المراكز التي تعد مفاتيح للعلم والمعرفة في مجال الجودة الشاملة.
وقال “اننا تعاقدنا مع هذه الجامعات على أن تكون الملكية الفكرية التي لدينا مشتركة لأننا نسعى لأن تكون المعرفة المعرفة العربية عالمية يشهد لها القاصي والداني”.
وشدد على أن موادنا التي تدرس في الكلية غير مكررة في أي مؤسسة علمية في العالم، وهي ملكية فكرية خاصة بالكلية قام بوضعها مجموعة من علماء العالم ولا يسمح بتدريسها في أي جامعة إلا بترخيص من الكلية.
وحول كيفية وصول الكلية إلى المؤسسات العربية لتنفيذ استراتيجيتها الثانية أوضح الدكتور العور أن الكلية قسمت خدمات المجتمع العربي إلى أربعة مجالات هي التعليم والصحة والعمل الحكومي والسياحة والضيافة.. وأنشأت لها أربعة مراكز للتعليم المستمر وهي مركز التعليم المتميز ومركز الرعاية الصحية ومركز التميز في العمل الحكومي ومركز التميز الشرطي.
وذكر أن الكلية أنشأت “نادي القيادات الإلكتروني” ليكون داعما لعمل “مراكز التميز” لأن الاقتصاد القائم على المعرفة يجب أن يقوده قادة معرفيون من سماتهم التعلم مدى الحياة.
ولفت الدكتور العور إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) أول عضو في هذا النادي.
ونوه الى أن هذا النادي يوفر بيئة افتراضية لعلاج مشكلة مزمنة في عالمنا العربي وهي ادعاء أن المديرين والمسؤولين ليسوا بحاجة إلى تعليم مستمر لاكتمال معرفتهم.. بينما يصبح التدريب والتعليم من نصيب الموظفين فقط.
وأكد الدكتور العور أن الكلية الإلكترونية وفرت بيئة فعالة للقادة كي يتعلموا عبر المنهاج الإلكتروني الذي تضعه الكلية في أي وقت يتيسر لهم ومن دون أن يضطروا إلى الجلوس مع مرؤوسيهم في نفس قاعة الدرس كما يحدث في الدورات العلمية التدريبية التقليدية.
ويهدف نادي القيادات الإلكتروني إلى تطوير البنية الأساسية الإلكترونية التي تمكن المديرين التنفيذيين من التعامل معها بصورة مرنة للوفاء باحتياجات ومتطلبات عملهم واطلاعهم على أحدث معطيات الفكر الإداري ليكونوا أكثر فعالية لعمليات اتخاذ القرار.
وقال إن من خصائص الاقتصاد الاستهلاكي أن الكبير يأكل فيه الصغير.. أما في عصر الاقتصاد المعرفي فالسريع يأكل البطيء بصرف النظر عن حجمه.. وهذه هي فلسفة دبي في بناء اقتصادها.. لأن وتيرة الاقتصاد القائم على المعرفة سريعة بسرعة الاتصالات عبر الأجهزة الإلكترونية التي تتحرك فيها المعلومات بسرعة الضوء.
ونبه الدكتور العور إلى أن سكان الجزيرة العربية تمكنوا خلال 40 عاما في زمن الخلافة الاسلامية من قلب كل النظريات الإدارية التي كانت تعم العالم في عصر الإمبراطوريتين الرومانية واليونانية لتميزهم بالذكاء والفطنة.. لذا فإنه من غير المستغرب أن تقدم دبي بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام نموذجا فريدا في الإدارة حول الدولة من أراض صحراوية إلى مدن عصرية خلال فترة وجيزة.
وأشار إلى أنه خلال مشاركته في “المؤتمر السنوي العاشر لإدارة الجودة الشاملة والتطوير المؤسسي” الذي عقد في جنيف مؤخرا عرض محافظ مدينة هلسن بيرج الذي يبلغ من العمر 33 عاما خلال محاضرة ألقاها أمام حوالي 600 شخص من كبار العلماء في عالم الإدارة في العالم خريطة تصور فيها مستقبل مدينته، إذ يفاجأ الجميع بوضعه نموذجا لفندق برج العرب المقام دبي على مساحة الخريطة.. وقال نريد أن تكون هلسن بيرج كهذه المدينة (أي دبي) بعد 20 عاما.
وأوضح أن هذا يعني أن الشاب السويسري يرغب في أن يكون حاضر دبي مستقبل مدينته.
وقال الدكتور العور مدير عام الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة بدبي إن الكلية أنشأت من أجل دعم مصادر التعلم “مكتبة إلكترونية” تضم دوريات علمية إلكترونية.. و”دار نشر” أصدرت خلال العامين الماضيين عشرة كتب من إنتاج الكلية تعد حاليا مراجع وأمهات الكتب في علم الجودة في العالم العربي.
وأفاد بأن دار النشر وهي شركة عالمية قامت بتعريب عشرات المراجع العلمية العالمية في علم إدارة الجودة لتكون في متناول أبناء العالم العربي.
وأضاف أن الكلية شكلت لجنتين للقيام بمهمة التعريب.. الأولى لاختيار الكتب التي تصلح للترجمة.. والثانية لاختيار العناوين المميزة في العالم.
وشدد الدكتور العور على أن دار النشر تستقطب كتابا وعلماء كباراً من مختلف أنحاء العالم في علم ادارة الجودة بهدف تشجيع العقول العربية على التأليف والابتكار في هذا المجال.
وأكد أننا نرغب في أن تصبح الكلية الإلكترونية كما يريدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مخزونا عالميا للمعرفة في مجال إدارة الجودة.
وقال ان الكلية أطلقت خمس دوريات علمية عالمية في مجال إدارة الجودة متوفرة حاليا على الشبكة الإلكترونية العالمية تشجيعا للعقول العربية على الدخول في عملية البحث العلمي لأن الاقتصاد القائم على المعرفة لا يبنى من دون البحث العلمي الأكاديمي.
وأوضح أن كل دورية من هذه الدوريات التي تختص كل واحدة منها في أحد مجالات التميز إما في العمل الحكومي أو الصحة أو الإدارة الالكترونية أو التعليم أو الضيافة والسياحة لها رئيس تحرير من الأعلام المرموقين دوليا.. ينوبه عضو عربي من هيئة التدريس بالكلية يستقي منه كيفية ادارة مثل هذه الدوريات.