ROSE
26-07-2007, 01:12 PM
تطابق التسريبات عن إدراج "المملكة" مع الموعد الرسمي رفع وتيرتها
السعودية.. دعوات ملحة لتجريم مسربي أخبار سوق الأسهم وشركاتها
الرياض - نضال حمادية
ضم خبير اقتصادي صوته إلى كثير من المتداولين السعوديين المطالبين بوضع حد نهائي لمسلسل تسريبات الأخبار المتعلقة بسوق الأسهم وشركاتها، مقترحا اتخاذ عدة خطوات من ضمنها عقد جلسة خاصة لمجلس هيئة السوق من أجل بحث الأمر، والمباشرة بإجراء تحقيقات جدية لمعرفة مصادر التسريب، واتخاذ قرار حاسم بتجريم إفشاء قرارات الهيئة.
ورغم أن هذه المطالبات كانت تظهر بين الحين والآخر، إلا أنها تبلورت أكثر واتخذت وتيرة أشد على خلفية تطابق التسريبات عن موعد إدراج شركة المملكة مع نص الإعلان الصادر أمس الأربعاء 25-7-2007، والذي يبين أن الأحد القادم 29 يوليو/تموز هو بداية تداول سهم الشركة ضمن قطاع الخدمات.
ثغرة الأمن المعلوماتي
وأقر الكاتب الاقتصادي فضل البوعينين أنه كان على علم بموعد إدراج "المملكة القابضة" منذ الأحد الفائت 20يوليو، موضحا أنه تعمد الدخول إلى منتديات الإنترنت التي تهتم بالأسهم السعودية، لاسيما عندما يكون هناك ترقب لحدث ما مثل اكتتاب شركة كبرى أو إدراجها، وقد اكتشف أن المنتديات كانت مليئة بأخبار موعد الإدراج، وحددته بدقة قبل 4 أيام من الإعلان عنه.
وأعرب البوعينين عن أسفه الشديد لأن هيئة السوق أرادت بإعلانها عن اكتتاب المملكة نهاية الأسبوع وبعد دقيقة واحدة من الإغلاق أن تحقق نوعا من تساوي الفرص والحيادية التامة في وصول المعلومة للجميع، لكن هذا كان شكليا فقط، أما مضمونا فكان الإعلان مفرغا تماما من معناه وتأثيره، بسبب تسربه.
وأكد الخبير الاقتصادي أن هيئة السوق هي المعني الأول والأخير بتحديد توقيت الإدراج، ومن هنا يأخذ القول بفكرة التسريب من الداخل قوته، داعيا الهيئة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلسها، يتم تخصيصه للتدقيق في مسألة التسريبات، وإعطاء أمر بإجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن كيفية التسريب وهوية المسربين، إضافة لضرورة اتخاذ قرار واضح وصريح بتجريم التسريب أيا كانت درجته.
كما أشار البوعينين إلى تدني سوية الأمن المعلوماتي بصفته أحد الثغرات التي تعاني منها مؤسسات مختلفة، ومنها هيئة السوق، مقترحا أن يتم حصر الاطلاع على القرارات الحيوية بدائرة ضيقة، ويفضل أن تقتصر على شخص واحد.
سبْقٌ
وكشف البوعينين أن هناك من يتهمون الهيئة باتهامات خطيرة تتجاوز الاختراق والتسريب، معتمدين على أخطاء قد يرتكبها بعض الأعضاء أو حتى بعض المحسوبين عليهم، وليس من مصلحة هيئة السوق أن تواصل الصمت على حساب صورتها، وعلى حساب ترك الكثيرين يرددون زاعمين أن الهيئة غير جادة في كشف المسربين ومعاقبتهم، بدعوى أنها في ذلك معاقبة لها بالأساس، أو أنها تنهى عن خلق وتأتي مثله حين ترتكب ما تعاقب عليه الآخرين.
ولفت البوعينين النظر إلى حسن حظ السوق والمتداولين، الذي جعل تسريب موعد إدراج "المملكة القابضة" متزامنا مع موجة خضراء للمؤشر، وإلا فمن ذا الذي كان سيتحمل خسائر المتداولين لو حدث العكس؟
وعن احتمال أن تكون هيئة السوق غير مطلعة على حصول التسريبات لا سيما عبر منتديات الإنترنت، قال البوعينين إن هذا الافتراض غير وارد؛ لأن أعضاء من الهيئة صرحوا غير مرة أن هناك متابعة دقيقة لتلك المنتديات وما يكتب فيها، كما إن هذه المنتديات لا تكتفي بنشر التسريب قبل موعده، بل تعود وتؤكد عليه وتبرزه في صدر موضوعاتها باعتباره "سبقا"، وفق المصطلح الرائج في معظم المنتديات.
وختم الخبير الاقتصادي فضل البوعينين حديثه لـ"الأسواق نت" متمنيا أن تعير هيئة السوق سمعها للانتقادات التي تردها بشكل مباشر أو عبر الإعلام، وأن لا تنظر لتلك الملاحظات باعتبارها تجريحا، بل بصفتها مشروعا للإصلاح، الذي يسعى إليه كل الحريصين على السوق، من مسؤولين ومتداولين.
تسريب مزدوج
من جهتهم اعتبر متداولون في السوق السعودية أن "قطع دابر التسريبات مسألة لم تعد تحتمل الانتظار"، حسب تعبير بعضهم.
واستدل المتداول عبد الله العنزي على تفاقم التسريبات قائلا: بالنسبة لشركة المملكة بالذات كان هناك تسريبات بعد يومين فقط من نهاية الاكتتاب، عن موعد الإدراج، بل وعن موعد الإعلان عن الإدراج وبالتاريخ.. إنه تسريب مزدوج، لم يكن ليصدق كثيرون جديته لو لم يتأكد مع إعلان الإدراج يوم أمس.
ورأى المستثمر سعود المسلط أن هيئة السوق تغاضت عن حدوث التسريبات وعن متابعة مصادرها، حتى بات الجميع -مسرِبون ومسرب إليهم- يظنون أنهم يقومون بعمل إيجابي يستحق المفاخرة، رغم أن المعلومات الاقتصادية لا تقل شأنا عن أي معلومات حيوية أخرى، وينبغي لها أن تعامل بالدرجة اللائقة من السرية والتكتم، مما يقتضي أن ينظر لخارق هذه السرية بمنظار المذنب الذي يستحق المساءلة والعقاب، لا أن نصفه بأنه داهية (ذيب بالتعبير العامي) لمجرد أنه يأتي بالأخبار قبل نشرها، ومن مصادره الخاصة.
في حين نظر المتداول صالح الريس إلى التسريبات من جهة أخرى لا تقل أهمية، مؤكدا أنها مدعاة للإضرار بسمعة السوق السعودية، والحكم بعدم نضجها لدى كثير من المستثمرين المحليين والأجانب، ومضيفا أن الهيئة قد تكون بالفعل عاجزة عن إسكات أصحاب الألسنة المولعة بكشف الأسرار، لكنها بالتأكيد قادرة على سن القوانين ذات العقوبات الصارمة التي تجعل هؤلاء يحسبون ألف حساب قبل أن ينطقوا بكلمة واحدة مما ائتمنوا عليه.
أما المتداول الذي اكتفى باسم ناصر فلم يخرج عن بعض الآراء اليائسة، التي تعتقد بضرورة وقف التسريبات، لكنها موقنة في نفس الوقت أن هذا "حلم لن يتحقق على أرض الواقع".. ونسأله: لماذا؟ فيرد ناصر بأن الإجابة عند من بنوا جميع مصالحهم على هذه التسريبات، لكنه يمضي دون مزيد إيضاح.
السعودية.. دعوات ملحة لتجريم مسربي أخبار سوق الأسهم وشركاتها
الرياض - نضال حمادية
ضم خبير اقتصادي صوته إلى كثير من المتداولين السعوديين المطالبين بوضع حد نهائي لمسلسل تسريبات الأخبار المتعلقة بسوق الأسهم وشركاتها، مقترحا اتخاذ عدة خطوات من ضمنها عقد جلسة خاصة لمجلس هيئة السوق من أجل بحث الأمر، والمباشرة بإجراء تحقيقات جدية لمعرفة مصادر التسريب، واتخاذ قرار حاسم بتجريم إفشاء قرارات الهيئة.
ورغم أن هذه المطالبات كانت تظهر بين الحين والآخر، إلا أنها تبلورت أكثر واتخذت وتيرة أشد على خلفية تطابق التسريبات عن موعد إدراج شركة المملكة مع نص الإعلان الصادر أمس الأربعاء 25-7-2007، والذي يبين أن الأحد القادم 29 يوليو/تموز هو بداية تداول سهم الشركة ضمن قطاع الخدمات.
ثغرة الأمن المعلوماتي
وأقر الكاتب الاقتصادي فضل البوعينين أنه كان على علم بموعد إدراج "المملكة القابضة" منذ الأحد الفائت 20يوليو، موضحا أنه تعمد الدخول إلى منتديات الإنترنت التي تهتم بالأسهم السعودية، لاسيما عندما يكون هناك ترقب لحدث ما مثل اكتتاب شركة كبرى أو إدراجها، وقد اكتشف أن المنتديات كانت مليئة بأخبار موعد الإدراج، وحددته بدقة قبل 4 أيام من الإعلان عنه.
وأعرب البوعينين عن أسفه الشديد لأن هيئة السوق أرادت بإعلانها عن اكتتاب المملكة نهاية الأسبوع وبعد دقيقة واحدة من الإغلاق أن تحقق نوعا من تساوي الفرص والحيادية التامة في وصول المعلومة للجميع، لكن هذا كان شكليا فقط، أما مضمونا فكان الإعلان مفرغا تماما من معناه وتأثيره، بسبب تسربه.
وأكد الخبير الاقتصادي أن هيئة السوق هي المعني الأول والأخير بتحديد توقيت الإدراج، ومن هنا يأخذ القول بفكرة التسريب من الداخل قوته، داعيا الهيئة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلسها، يتم تخصيصه للتدقيق في مسألة التسريبات، وإعطاء أمر بإجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن كيفية التسريب وهوية المسربين، إضافة لضرورة اتخاذ قرار واضح وصريح بتجريم التسريب أيا كانت درجته.
كما أشار البوعينين إلى تدني سوية الأمن المعلوماتي بصفته أحد الثغرات التي تعاني منها مؤسسات مختلفة، ومنها هيئة السوق، مقترحا أن يتم حصر الاطلاع على القرارات الحيوية بدائرة ضيقة، ويفضل أن تقتصر على شخص واحد.
سبْقٌ
وكشف البوعينين أن هناك من يتهمون الهيئة باتهامات خطيرة تتجاوز الاختراق والتسريب، معتمدين على أخطاء قد يرتكبها بعض الأعضاء أو حتى بعض المحسوبين عليهم، وليس من مصلحة هيئة السوق أن تواصل الصمت على حساب صورتها، وعلى حساب ترك الكثيرين يرددون زاعمين أن الهيئة غير جادة في كشف المسربين ومعاقبتهم، بدعوى أنها في ذلك معاقبة لها بالأساس، أو أنها تنهى عن خلق وتأتي مثله حين ترتكب ما تعاقب عليه الآخرين.
ولفت البوعينين النظر إلى حسن حظ السوق والمتداولين، الذي جعل تسريب موعد إدراج "المملكة القابضة" متزامنا مع موجة خضراء للمؤشر، وإلا فمن ذا الذي كان سيتحمل خسائر المتداولين لو حدث العكس؟
وعن احتمال أن تكون هيئة السوق غير مطلعة على حصول التسريبات لا سيما عبر منتديات الإنترنت، قال البوعينين إن هذا الافتراض غير وارد؛ لأن أعضاء من الهيئة صرحوا غير مرة أن هناك متابعة دقيقة لتلك المنتديات وما يكتب فيها، كما إن هذه المنتديات لا تكتفي بنشر التسريب قبل موعده، بل تعود وتؤكد عليه وتبرزه في صدر موضوعاتها باعتباره "سبقا"، وفق المصطلح الرائج في معظم المنتديات.
وختم الخبير الاقتصادي فضل البوعينين حديثه لـ"الأسواق نت" متمنيا أن تعير هيئة السوق سمعها للانتقادات التي تردها بشكل مباشر أو عبر الإعلام، وأن لا تنظر لتلك الملاحظات باعتبارها تجريحا، بل بصفتها مشروعا للإصلاح، الذي يسعى إليه كل الحريصين على السوق، من مسؤولين ومتداولين.
تسريب مزدوج
من جهتهم اعتبر متداولون في السوق السعودية أن "قطع دابر التسريبات مسألة لم تعد تحتمل الانتظار"، حسب تعبير بعضهم.
واستدل المتداول عبد الله العنزي على تفاقم التسريبات قائلا: بالنسبة لشركة المملكة بالذات كان هناك تسريبات بعد يومين فقط من نهاية الاكتتاب، عن موعد الإدراج، بل وعن موعد الإعلان عن الإدراج وبالتاريخ.. إنه تسريب مزدوج، لم يكن ليصدق كثيرون جديته لو لم يتأكد مع إعلان الإدراج يوم أمس.
ورأى المستثمر سعود المسلط أن هيئة السوق تغاضت عن حدوث التسريبات وعن متابعة مصادرها، حتى بات الجميع -مسرِبون ومسرب إليهم- يظنون أنهم يقومون بعمل إيجابي يستحق المفاخرة، رغم أن المعلومات الاقتصادية لا تقل شأنا عن أي معلومات حيوية أخرى، وينبغي لها أن تعامل بالدرجة اللائقة من السرية والتكتم، مما يقتضي أن ينظر لخارق هذه السرية بمنظار المذنب الذي يستحق المساءلة والعقاب، لا أن نصفه بأنه داهية (ذيب بالتعبير العامي) لمجرد أنه يأتي بالأخبار قبل نشرها، ومن مصادره الخاصة.
في حين نظر المتداول صالح الريس إلى التسريبات من جهة أخرى لا تقل أهمية، مؤكدا أنها مدعاة للإضرار بسمعة السوق السعودية، والحكم بعدم نضجها لدى كثير من المستثمرين المحليين والأجانب، ومضيفا أن الهيئة قد تكون بالفعل عاجزة عن إسكات أصحاب الألسنة المولعة بكشف الأسرار، لكنها بالتأكيد قادرة على سن القوانين ذات العقوبات الصارمة التي تجعل هؤلاء يحسبون ألف حساب قبل أن ينطقوا بكلمة واحدة مما ائتمنوا عليه.
أما المتداول الذي اكتفى باسم ناصر فلم يخرج عن بعض الآراء اليائسة، التي تعتقد بضرورة وقف التسريبات، لكنها موقنة في نفس الوقت أن هذا "حلم لن يتحقق على أرض الواقع".. ونسأله: لماذا؟ فيرد ناصر بأن الإجابة عند من بنوا جميع مصالحهم على هذه التسريبات، لكنه يمضي دون مزيد إيضاح.