المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوساطة»... في قلب «الصراع»



مغروور قطر
28-07-2007, 04:58 AM
تحقيق / «الوساطة»... في قلب «الصراع»

كتب علاء السمان: تلعب شركات الوساطة المالية دوراً محورياً في سوق الكويت للأوراق المالية باعتبارها حلقة الوصـــل الرئيسية ما بين المستثمرين والسوق وبين المستـــثمرين والـــشركة الكويتية للمقاصة ايضاً، فكل من الشركات الـ 14 يخدم شريحة معينة من العملاء من افراد وشركات ومحافظ وصناديق استثمـــارية، تعـــمل على تنفـــيذ صفقات البيع والشراء خلال ثوان معدودة حسب رؤية العميل، فيما شهـــدت شركات الوساطة خلال الأخيرة حرب وصراعات بين المجموعات الاستثمارية المحلية من أجل شراء حصص مـــؤثــــرة من رؤوس أموالها بهدف توفير ذراع تنفـــــــيذية لها في الـــبورصـــة الكويتية للاستفادة من الطفرة التي تشهدها وما هو متوقع من سخونة في تداولات الجولة المقبلة..
الكل يتســـابق ويــــتنافس لنيل حصـــة الاسد في شركات بعيـــنها خصـــوصاً التي أثبـــتت جدارتها من خلال أدائها الشـــهــــري ونجـــاحـــها في تحـــقيق ايرادات مرتفعة، ولكـــل شركة صولات وجولات خصوصاً في ظل احـــتدام المــنافـــــسة على وقـــع توافر التداول الالكتروني وتطوير الخدمات لأوساط العملاء المحليين والأجانب على حدٍ سواء.
فهناك بنـــوك وشركات محلية تقوم بالتفاوض في ســــرية تـــامة مع المـــلاك الرئيسين لبعض الشركات «الوساطة» العاملة في السوق للاستحواذ على حصص الأغلبية حيث أطلق بنك الكويت الوطني شرارة المنافسة باستحواذه على ملكية الغالبية العظمى في رأسمال الكويتية للوساطة قبل شهور ومن ثم جاءت الكويتية للتمويل والاستثمار «كيفك» كي تتملك حصة الأغلبية في الأهلية للوساطة وغيرها من الصفقات.
وتقول جهات مراقبة لأداء شركات الوساطة العاملة في السوق الكويتي أن خارطة ملكيات الشركات وقوائم مســاهميها على موعد مع التغيير في ظل المساعي الواضحة من قبل أقطاب مالية معروفة كلٍ على حدة لشراء حصص كبيرة مما لا يدع مجالاً للشك أن ساحة الوساطة المالية سوف تحظى باهتمام السوق الكويتي ويجعلها محط أنظار المستثمرين الكبار خلال الفترة المقبلة.
ولا يخفى ان اهتمـــام المجمـــوعات المحلية والبنوك الكويتية كان يقابله منافـــسة أكثر سخونة بين شركات الوساطة لاستقطاب الصفـــقـــات الكــــــبرى كــــــي تمـــثــــل أطــــرافــــها عـــلاوة على مـــساعيــها لنيـــل ثقــــــة العـــملاء من المتـــداولين ذلك لاثبـــات الجـــدارة والنـــجاح، عل ذلـــك هـــو مـــا ادى الــــــى خـــروج مكــــاتب كانـــت تحـــتل قـــاع أو منتـــصـــف قائـــمة أفضــــل شركات الوســـاطة أداء مــــن حيـــث الايرادات الشـــهريـــة عـــلى سبــــــــيل المــــثال كـــي تحـــوز مراتــــب متقــــــدمة لـــم تصــــــلهــا مـــن قـــبل.
البداية التي شهــــدت منافـــسة أكثر سخونة كانت مع مطلع العام الحـــالي خصـــوصاً مع ظــــهور بوادر صفقـــات التخارج والاستحواذات الكبرى فمنذ شهر مارس الماضي ومع تنـــفــيذ صفـــقة بيع 51 في المئــــة من رأســـمال شــــركة الاتصالات الوطنـــية لصالح كـــيوتل القطرية بقيمة اجمالية فاقت المليار دينار اتضح احتدام المنافسة بين شركات الوساطة حيث كان الجميع يتسابق لتمثيل أحد طرفي الصفقة وكانت النتـــيجة لصالح كل من شركة الوسيط للأعمال المالية التي مثلت الشاري «كيوتل القطرية» وشركة الشرق للوساطة التي مثلت مجموعة المشاريع الطرف البائع. حيث حققت الشركتان عوائد متميزة من الصفقة.
وما زاد من فورة المنافسة ايضاً ظهور وفرة من الصفقات على الصعيد المحلي للشركات المدرجة.
وتشـــــير مصـــادر مـــطـــلعة فـــي تصـــريحـــات لـ «الراي» ان مكـــــتب الخليج للوساطة المالية كان يـــتصـــدر قــــائمة أفضـــل شـــركات الوســــاطـــة خلال عام 2005 وتأتـــي بعده شـــركة الشرق وذلك من حيث الأرباح والايرادات لافتة الى ان شركة الشرق الأوسط احـــتلـــت المـــركز الأول في غالبية عام 2006 حيث شـــهدت الشـــركة تطورات واضـــحة منذ انطـــلاقة العام وتقــــول المصـــادر ان قائمة أفضل عشر شركات اداء من حيث الايرادات خلال العام الحالي تتنافس على قمتها اكثر من شركة يأتي في مقدمها شـــركة الوســيط للأعـــمال المالية التي حقـــقـــت قـــفزات واضـــحة، في أدائها منذ شهر مارس الماضي اذ احتـــلت المركـــز الأول في غالبـــية الاشـــهر السابقة فيـــما تنافســـها شركة الشرق للوساطة التي تحـــوز المرتـــبة الـــثانيـــة وان كـــانت الشـــركة تســـعى بقــــوة الى المرتـــبة الأولى وتشير المصادر الى ان شــــركة الوســــــيط كانت على رأس القـــائمة خلال الأربعة أشـــهر الأخيرة. فيـــما تــــأتي بعد ذلك شــــركات الـــشـــرق الأوســــــط للوســــاطة والخليج للوســـاطة ومن ثم الأهـــلية والكويتـــية والسيف.
وبعدها تأتي باقي الشركات الأربع عشرة شركة ومنها الكويتية للاستثمار للوساطة والأولى للوساطة والدولية والاتحاد والرباعية وعربي للوساطة.
وتوقعت المصادر ان تشهد شركات الوساطة تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة خصوصاً في ظل اهتمام البورصة بتطوير الوسطاء وعمل الشركات من خلال الدورات التدريبية التي يحصل عليها الوسطاء على سبيل المثال حيث نجحت ادارة الوسطاء في تأهيل نحو 80 في المئة من الوسطاء اذ اجتازوا الدورات المقررة بنجاح فائق تجاوز التوقعات فيما أشارت المصادر الى ان كل وسيط اجتاز الدورات بنجاح اصبح لديه الشهادة التي تجعله وسيط دوليا معتمدا لديه القدرة على العمل في اي سوق مالي عالمي.
وعلى صعيد متصل، علمت «الراي» ان هناك خمس شركات وجهات استثمارية محلية تسعى حالياً لشراء حصص في شركات وساطة ومنها على سبيل المثال البنك التجاري وبنك الخليج وشركة المثنى للاستثمار وشركة دار الاستثمار بالاضافة الى شركة الصفاة للاستثمار.
وأوضحت المصادر ان البعض من هذه الاطراف بدأت تتفاوض فعلياً على شراء نسب مختلفة في شركات معروفة متوقعة الاعلان عن نتائج هذه المفاوضات خلال فترة وجيزة.
وعن المعطيات التي تحدد سعر سهم ان شركة وساطة قالت المصادر ان هناك عدة مقومات قادرة على تحديد السعر ومنها رأسمال الشركة وأداؤها وحجم عملائها بالاضافة الى ثبات ارباحها الدورية.
وأكدت المصادر ان عددا من الشركات الخليجية سعت بقوة خلال الفترة الأخيرة لشراء حصص في شركات وساطة الا انها اصطدمت بالضوابط المعمول بها والتي تحظر تملك اطراف خارجية لشركات وساطة وذلك بعد ان استوضحت الأمر من الجهات المعنية.


اللاعبون في السوق
في ما يلي ملخص عن الشركات الـ14 المرخص لها العمل في مجال الوساطة المالية في سوق الكويت للأوراق المالية:
1. شركة الاتحاد لوساطة الأوراق المالية
رأس المال: 200 ألف دينار
2. شركة الخليج للوساطة المالية
رأس المال: 6.375 مليون دينار
3. الشركة الدولية الكويتية للاستثمار
رأس المال: 31.932 مليون دينار
4. شركة الرباعية للوساطة المالية
رأس المال: 400 ألف دينار
5. شركة السيف للوساطة المالية
رأس المال: 500 ألف دينار
6. شركة الشرق للوساطة المالية
رأس المال: 250 ألف دينار
7. شركة العربي للوساطة المالية
رأس المال: 100 ألف دينار
8. الشركة الكويتية للاستثمار
رأس المال: 50 مليون دينار
9. الشركة الكويتية للوساطة المالية
رأس المال: 200 ألف دينار
10. الشركة الأهلية للوساطة المالية
رأس المال: 250 ألف دينار
11. شركة الوسيط للأعمال المالية
رأس المال: 225 ألف دينار
12. الشـــركة الوطنية للوساطة المالية
رأس المال: 150 ألف دينار
13. الشركة الأولى للوساطة المالية
رأس المال: 500 ألف دينار
14. الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي (كميفك)
رأس المال: 21.76 مليون دينار


عوامل تشعل المنافسة لتملك شركات وساطة
يمكن إحصاء عوامل عدة تشعل المنافسة بين المجاميع الاستثمارية لتملك حصص في شركات الوساطة، يمكن احصاء التالي من بينها:
أولاً: عدد محدود من الشركات:
يبلغ عدد شركات الوساطة المرخص لها في بورصة الكويت 14 شركة، ولا يبدو المجال مفتوحاً للترخيص لمزيد من الشركات، مما يعني عرضاً قليلاً وطلباً كثيراً.
ثانياً: سوق يتوسع:
شهدت بورصة الكويت ارتفاعاً هائلاً في حجم التداولات خلال السنوات الماضية، على الرغم من بعض التراجع الذي شهده العام 2006، وكان الحظ حليف من راهن على هذا القطاع منذ البداية، قبل أن تتفتح الأعين على دوره ونفوذه وأرباحه اثر طفرة الاسواق المالية في الكويت والمنطقة.
ثالثاً: البنوك تبحث عن أذرعة
اتجهت البنوك المحلية في السنوات الأخيرة الى تأسيس أذرعة استثمارية، أو تنشيط أذرعتها القائمة بالفعل. وبعد ان كانت هذه البنوك غائبة عن نشاط الوساطة المالية تماماً، بخلاف الحال في الدول المجاورة. يبدو انها بدأت تعمل للدخول فيه بقوة.
ونجح البنك الوطني في الاستحواذ على شركة وساطة، وكان بنك الكويت والشرق الأوسط يملك قبله «كميفك»، ويبدو ان الحبل على الجرار، ومن ليس لديه شركة وساطة لن يوفر فرصة لسد ما بات يعتبر «نقصاً».
رابعاً: ما حك جلد «المجاميع» مثل ظفرها تدرك المجاميع الاستثمارية أن وجود شركة وساطة تحت ادارتها يسهل عليها كثيراً أنشطتها في السوق، خصوصاً حين يتعلق الأمر بعمليات حساسة، من قبيل الاستحواذ أو تملك حصص استراتيجية.
وتكفي الاشارة الى الكفاءة التي ادارت فيها مجموعة الخرافي معارك الاستحواذ على شركتي «المال» و«السفن» لمعرفة أهمية الدور الذي تلعبه شركات الوساطة في هكذا مناسبات.