تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفساد الإداري والمالي وراء أزمة «طيران الخليج»



ROSE
31-07-2007, 02:12 AM
في ضوء استقالة الرئيس التنفيذي ...اقتصاديون بحرينيون: الفساد الإداري والمالي وراء أزمة «طيران الخليج»




المنامة - سهير المهندي :
أعلن مجلس ادارة شركة طيران الخليج استقالة الرئيس التنفيذي لها "اندريه دوزيه"بعد التحفظ الذي اثارته حول أدائه ومطالبته بمطلق الصلاحيات في مقابل تحفظاتها لهذا الطلب في ظل تعرضها لأزمة تعصف بالناقل الوطني وعليها مواجهتها ووضع الحلول لها دون تدخلات يومية في سير العمل. وحول هذه الاستقالة قال عدد من الاقتصاديين:

مشكلة اليوم تداعيات لسنوات طويلة
عضو جمعية البحرين للشفافية خليل يوسف: قال إن المشكلة التي يتعرض لها الناقل الوطني اليوم هي تداعيات لسنوات طويلة من اوضاع خاطئة في الشركة. ومن حق اي قيادي تنفيذي ألا يسمح بتدخلات ادارة طيران الخليج اذا كانت القيادة ذات كفاءة ومسؤولية وتتمتع بالنزاهة بكل معانيها، إذ تبقى حدود مجلس الإدارة في اطار معين متعلق بالتوجيهات ووضع السياسات.
ويضيف: طيران الخليج عانت الكثير من الفساد الإداري والمالي على مدى سنوات طويلة ولم يحرك فيها ساكن لمعالجة هذه الظاهرة والتصدي لها حتى وصلت الظاهرة الى استفزاز العاملين في شركة طيران الخليج، وإن ما قام به سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة من خطوة حملت الكثير من الاهتمام فتحت ابواب التطوير والارتقاء بالشركة.
واكد من جانب آخر على توجيه النواب لضرورة فتح ملف شركة طيران الخليج لأنها اليوم شركة وطنية واستقالة شخص بها تعني الكثير وعلى الجميع ألا يقبل ذلك بل يجب ان تكون هناك نظرة موضوعية تحدد الأخطاء والمسؤول عنها وخصوصا مع وجود مسؤول قيادي تحقق معه النيابة حاليا مما يكشف عن وجود اخطاء كثيرة يجب الاستفسار عنها ويجب ان يكون مجلس الإدارة على يقين بها، وانا اعتقد بأن هناك ملفات كثيرة جدا تحتاج الى بحث وفتح على ألا يأخذ هذا الجانب منحى سياسيا لاعتبارات نعرفها جميعا اذ يجب ان ينظر لها من منظور بحث وتحقيق يقام على اساس المصلحة العامة وليس بمساومات بين النواب.
واضاف: يجب ان يكون مجلس الإدارة متمتعا بحكنة وامكانية افضل في تلبية طموحات الشركة.

ضروة توظيف كفاءات بحرينية
الاقتصادي جميل العلوي قال:" البداية كانت خطأ كان من المفترض على الشركة ان توظف وتختار الكفاءات البحرينية بدل الأجنبية لإدارة طيران الخليج.
وأشار الى ان استقالة الرئيس التنفيذي بعد ثلاثة شهور أمر نضع عليه علامة استفهام إذ يشير الى تخبط بدأ من بداية تعيين الرئيس التنفيذي ودفع مبالغ كبيرة لحضوره.
وعلق قائلاً: حضرت ندوة بجمعية العمل الوطني الديمقراطي حول وضع طيران الخليج ومشكلتها تمت الإشارة فيها إلى أن هناك فساد اداريا وماليا مرتكبا من قبل الرئيس التنفيذي مشيرا إلى أن هناك بالفعل فسادا فلماذا لا يحول الى المحاكمة والتحقيق.

مجلس ادارة ايجابي في المحاسبة
الاقتصادي خالد عبدالله قال": نامل خيرا فيما يقوم به مجلس الإدارة الحالي لشركة طيران الخليج بما فيه من عناصر لصيقة بما يجري تقوم على محاسبة الأداء للإخفاق الذي لمسناه من خلال ما نشر في الصحف من تصريحات فيما تيعلق بطاقم الاستشاريين وتكلفتهم وهذا جانب ايجابي.
نائب رئيس جمعية الاقتصاديين د. جعفر الصائغ قال": لما للشركة من مكانة ودور مهم في المملكة في توظيف اعداد كبيرة من البحرينيين فيها كان يجب ان تكون اكثر شفافية في توضيح استقالة الرئيس التنفيذي لها لتكون معروفة للجميع وخصوصا ان الشركة مقبلة على سياسة جديدة وتغيرات مدروسة تصب في مصلحة الشركة الوطنية ووقت هذه الاستقالة غير مناسب خصوصا مع التغيرات التي تقوم بها الشركة في الوقت الحالي والتي لا تخدم المصلحة العامة.

لا توجد شفافية
ومن جانبه قال الاقتصادي د. حسن العالي: إن ما يحدث اليوم لشركة طيران الخليج من خلافات وتناقضات وافرازات كان حصيلة سنوات طويلة من سوء الإدارة وعدم الشفافية والرقابة وترسيخ قواعد الحكومة، التي تسعى الى فصل الإدارة العليا عن الإدارة التنفيذية ونتيجة لذلك تراكمت الكثير من الخسائر وتراجعت المواقع التنافسية لهذه الشركة الوطنية مما اسهم في اضعافها و تخلي شركاء دول مجلس التعاون.
واضاف: قامت الحكومة في اكثر من مرة بضخ اموال الشركة بغية تعديل اوضاعها بجانب ما اتخذته من قرارات سليمة بتعيين اشخاص مستقلين في مجلس الإدارة وهو ما ينسجم مع مبادىء الحكومة التي تحدثنا عنها الا ان ما جاء من تحقيق اولي صادر من الحكومة نفسها او من المجلس النيابي في مشاكل هذه الناقلة يؤكد انها مشاكل متجذرة، وما يطفو اليوم على السطح من خلافات بين الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة هو نتيجة لذلك، وعليه نطالب بوجود شفافية كاملة في الإعلان عن الوضع المالي والإداري للشركة الى جانب ضرورة وجود شركة استشارية متخصصة تقوم بدراسة شاملة ومدققة تقدم توصيات محددة بشأن اوضاع الشركة فيما إذا كانت قادرة على الاستمرار وكم تحتاج الى تحقيق اهدافها، وما الإستراتيجية التسويقية الجديدة المبنية على هذه الدراسة لتحديد مسارها المستقبلي.

رئيس تنفيذي وفساد مالي واداري
اما الاقتصادي يوسف زينل فقد قال: " انا ارى ان الوضع يحتاج الى وقفة.. شركة طيران الخليج منذ انشائها تعانى من الفساد الإداري والمالي بدليل عدم تحقيق الربحية اذ دائما ما كانت تشكل نوعا من الخسارة.
واضاف: لم يات رئيس تنفيذي الا وكانت هناك اشارة الى فساد اداري ومالي برغم الميزانيات الكبيرة التي كانت ترصد لهذه الشركة.
واشار الى ان المخالفات جاءت لعدم وجود رقابة في ظل ادارات فاسدة ادت الى تراجع الشركة امام الشركات التجارية الأخرى التي بدأت باسطول متواضع مثل الطيران الإماراتي والعماني في مقابل التقهقر الذي لاحق شركة طيران الخليج، اذ دائما ما كانت النتائج مخيبة للأمال.
ويستطرد قائلاً: والآن وبعد ان اصبحت الشركة بحرينية خالصة يفترض ان تتغير الأوضاع عن السابق الى جانب ضرورة خضوعها الى المجلس النيابي من خلال الوزير المختص والرقابة المالية ومجلس المناقصات لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

من لا يعجبه الإصلاح عليه الاستقالة
ومن جانب اشاد بمجلس ادارة شركة طيران الخليج في محاربة الفساد الإداري والمالي وبالجهود الحقيقية التي تبذل في ظل التغيرات الجدية وتحت الرقابة الصارمة لعمل الشركة والتي باتت واضحة من خلال تحويل احد مديريها الى النيابة العامة، ويضيف: من لا يعجبه الإصلاح فعليه الاستقالة فهناك كفاءات وطنية يمكن اللجوء اليها تقبل بتوجيهات الإدارة لتأخذ الشركة مكانتها الحقيقية من بين الشركات الخليجية الأخرى.

عدم ترك مجال لتفاقم أزمة الشركة
وحول نفس الموضوع تحدث أسامة معين فقال" الاستقالة والتعيين شيء مهم في أي مؤسسة، وما حدث بالنسبة لشركة طيران الخليج خلال الفترة الماضية من تغييرات جذرية وتعيين أكثر من رئيس مع بقاء الأزمات يعبر عن وجود أزمة حقيقية في شركة طيران الخليج، ونحن الآن بصدد الحديث عن مؤسسة بحرينية يجب أن تنظر لها الدولة والمستثمرون بشكل ايجابي وعدم ترك مجال لتفاقم حجم الأزمة ويجب أيضا تحديد الأخطاء ومعالجتها وليس الهروب من مواجهة الأزمات التي لحقت بها، ويجب دعم هذه المؤسسة التي أصبحت من ضمن المؤسسات الوطنية، نحن نفخر بوجود شركة كطيران الخليج في البحرين وهي تملك سمعة طيبة.

مضيفا" أنا في تصوري أن الشركة سوف تتعرض لأزمة اكبر خلال الفترة القادمة، لذلك يجب تحديد حجم هذه الأزمة في الوقت الحاضر حتى لا تتفاقم. مؤكداً" ضرورة وجود هيئة إشرافية تعمل على تعديل الأوضاع والاستفادة من خبرات الشركات الأخرى ليست الإقليمية فقط بل حتى العالمية من اجل إعادة الشركة إلى المسار الصحيح، كذلك أؤكد على أن يكون للدولة دور في تعديل وضع الشركة حتى ترتقي لمصاف الشركات الأخرى.