المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مردوخ يشتري «داو جونز».. و«حاجز» لمنع تدخله في تحرير «وول ستريت جورنال»



مغروور قطر
02-08-2007, 03:43 AM
مردوخ يشتري «داو جونز».. و«حاجز» لمنع تدخله في تحرير «وول ستريت جورنال»

عائلة بانكروفت تجيز الصفقة التي تفوق 5 مليارات دولار رغم اعتراض بعض أفرادها


مردوخ تبدو عليه فرحة الانتصار في مكتبه، بمقر شركته «نيوزكورب» في نيويورك صباح أمس (خدمة «نيويورك تايمز»)



لندن: فيصل عباس
أكدت شركة «داو جونز» أمس الاربعاء، انه تم ابرام اتفاق تستحوذ بموجبه شركة «نيوزكورب» التي يمتلكها قطب الاعلام روبرت مردوخ، على شركة داو جونز الاعلامية في صفقة تزيد قيمتها عن خمسة مليارات دولار.
وذكرت شركة داو جونز، التي تملك صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية الاقتصادية الشهيرة، على موقعها على الانترنت انه «بموجب الاتفاق، الذي تمت الموافقة عليه من قبل مجلسي ادارة الشركتين، يحق لمالكي الاسهم في شركة داو جونز الحصول على 60 دولارا لكل سهم من الاسهم المشتركة التي يمتلكونها».

وبذلك يكون مردوخ نجح في دمج ثاني أكبر صحيفة أمريكية من حيث التوزيع بامبراطوريته الإعلامية العالمية التي تشمل عددا من كبريات شركات لإنتاج الأفلام والإنترنت والتلفزيون والصحف.

وكانت الأنباء تتناقل عن الصفقة منذ نحو 3 شهور، وقد تعرضت الى محاولات عرقلة عدة بعد ان كان أفراد بارزون في أسرة بانكروفت (اصحاب اسهم الاكثرية في «داو جونز») يعارضون الصفقة خوفا من أن يضعف مردوخ الاستقلال التحريري الذي تشتهر به الصحيفة.

وقد تم تأكيد الصفقة مساء أول من أمس، وبدا واضحا للكثيرين بأن الصفقة ستتم بعد أن لم يتقدم احد بعرض فاق قيمة عرض نيوز كورب، وكان من العوامل المهمة كذلك التزام مردوخ بوجود إدارة تحريرية مستقلة، وتعهده بعدم التدخل تحريريا في «وول ستريت جورنال»، وقد ساعد ذلك في الحصول على موافقة أفراد رئيسيين من الأسرة على الصفقة، بعد أن كانوا يخشون من يستغل مردوخ الصحيفة في سياساته الشخصية ولتمرير اجندة اعماله الخاصة. من جهته، كتب ناشر الجورنال غوردن كروفيتز بالأمس الى قراءه أن «معايير الاتزان، الانصاف والمسؤولية في الوول ستريت جورنال، لن تتغير بغض النظر عم يتملكها». ومما يفترض في ان يساعد على تأكيد ما كتبه كروفيتز هو مقترح مردوخ، الذي وافق عليه مجلس ادارة «داو جونز» في تشكيل مجلس تحريري من 5 اشخاص ليشكل «حاجزا» بين مردوخ وصالة التحرير في الجورنال. وعلى الرغم من كون الكثيرين يشكون في مدى التزام مردوخ بتعهداته، الا ان شركة «نيوزكورب» اوضحت انه يعني ما يقول. ولم يتم تمرير الصفقة بدون مشاكل، فقد تسببت باستقالة عدد من اعضاء مجلس ادارة «داو جونز» ومحرري الوول ستريت جورنال اعتراضا على الموافقة. ومن بين المستقلين، عضو مجلس الادارة ليسلي هيل (وهي من سلالة اسرة بانكروفت ـ مؤسسة الجورنال)، التي قالت «انه من السيئ للوول ستريت جورنال والصحافة الاميركية بأن أسرة بانكروفت لم تتمكن من مقاومة عرض مردوخ المغري»، بحسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست». فيما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أن توماس والكر الذي كان يعمل في قسم الأخبار الدولية في وول ستريت جورنال خرج من مبنى «داو جونز» بنيويورك، ليعلن استقالته قائلا «لا أريد العمل لهذا الرجل»، قاصدا مردوخ.

من جهة ثانية، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحليلا لما يمكن ان تكون عليه استراتيجية مردوخ عقب تملك وول ستريت جورنال، وتوقعت انه في افضل الحالات سيحولها (الجورنال) الى جريدة تحرك الرأي العام الأميركي، وذلك لمنافسة «نيويورك تايمز»، بمعنى انه سيخرج الصحيفة من ثوب «المال والأعمال» وحسب. أما الاحتمال الآخر، فهو متعلق بامكانية اعادة احياء قطاع الصحافة برؤية مردوخ، بمعنى تحويل الماركات التي يملكها الى مصادر متفاعلة، بحيث يتم دمج الفيديو بالنص المكتوب ووضعها على الانترنت. ولفعل ذلك ربما على مردوخ الاستفادة من ممتلكات «داو جونز» الالكترونية كخدمات الانباء وموقع «ماركت واتش دوت كوم»، مع اضافة محتوى الفيديو من ممتلكاته الاخرى مثل «سكاي» و«فوكس».