تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حمى الاستحواذات تسيطر على الأسواق الناشئة



مغروور قطر
02-08-2007, 03:59 AM
وسط وفرة في الاكتتابات وعمليات طرح الأسهم
حمى الاستحواذات تسيطر على الأسواق الناشئة
قال تقرير صادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية انه ومنذ أن انهارت البورصات العالمية فيما عُرف بالاثنين الأسود عام 1929، حيث خسرت أسواق المال مليارات الدولارات من قيمتها، تبعها أطول كساد عالمي احتاجت أسواق المال واقتصادات الدول المتقدمة أعواما طويلة حتى استطاعت استيعاب آثارها، ومنذ ذلك الحين اتضح جليا مدى الارتباط الواضح بين أسواق المال واقتصادات دولها، اذ تعد أسواق المال في دول العالم مرآة تعكس الواقع الاقتصادي لتلك الدول، رغم أن الأعوام القليلة الماضية شهدت انفصالا نسبيا بينهما، وعادة ما يتسم أداء أسواق المال بدورته ما بين التراجع والارتفاع والاستقرار، فكلما ارتفعت الأسواق بنسب غير مسبوقة يترقب المتعاملون حركة تصحيح تشهد »خلالها تراجعا«، كما تعكس هذه الأسواق مجموعة من الاجراءات والقوانين التي تنظم من خلالها الدولة أسواقها للأوراق المالية والعملات وهو ما يجعلها مؤشرا واسع النطاق لعدد من الأبعاد المختلفة لاقتصاد الدولة.
وذكر التقرير الذي حصلت »الوطن« على نسخة منه ان أسواق المال على مستوى العالم في مقدمتها أسواق المال في الاقتصادات الناشئة شهدت عددا من المتغيرات التي هي من الأهمية بمكان لالقاء الضوء عليها، اذ أثرت تلك التغيرات على أداء تلك الأسواق ايجابا بما يجعلها تقود الارتفاع في أسواق المال العالمية، بما يعني أن مستقبلها السلبي والايجابي من شأنه أن يؤثر على تلك الأسواق.
واكد التقرير ان أسواق المال في الاقتصادات الناشئة كغيرها من أسواق المال في الدول المتقدمة تتأثر سلبا وايجابا بحركتي الاندماجات والاستحواذ من ناحية، واصدارات الشركات الأولية، اذ تعد تلك الظواهر أحد عوامل دعم أداء تلك الأسواق في الوقت الذي تعوّل عليها الأخيرة في استمرار أدائها على قوته مستقبلا.

اندماج واستحواذ

ففي الوقت الذي شهدت فيه أسواق المال في الدول المتقدمة موجات متتالية من الاندماج والاستحواذ تسعى فيه أسواق المال في منطقتي آسيا وشرق أوروبا اللتين تعدان أكثر المناطق التي تضم اقتصادات ناشئة صاعدة الى الاندماج والاستحواذ بالقدر الذي يمكنها من تحسين أوضاعها وتوفير سيولة نقدية كبيرة جاءت في مقدمتها بورصات طوكيو وسنغافورة وكوريا التي تعمل لتشكيل تحالفات مع نظيراتها، في الوقت الذي تسعى فيه البورصات المحلية في عدد من تلك الدول الى اقامة شراكة مع بورصات خارج المنطقة بهدف استقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب، الى جانب جذب التقنيات المحسنة التي تسهم في زيادة حجم التداولات والسيولة، وبالنظر الى أكبر البورصات الآسيوية، من حيث رسملة السوق للأسهم المحلية المدرجة نجد أن بورصة طوكيو جاءت في المقدمة تليها بورصة أوساكا وهونج كونج ثم البورصة الأسترالية، وشتوت غارت، والبورصة الوطنية الهندية، وبورصة كوريا، وتايوان ثم سنغافورة.
في المقابل، نجد اهتماما كبيرا من قبل البورصات في الدول المتقدمة لشراء حصص في تلك الأسواق، وتقدم البورصتان الهنديتان (بومبايـ البورصة الوطنية الهندية) نموذجا بارزا في هذا الصدد اذ تلقت عروضا ضخمة من قبل بورصات في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا للاستحواذ على %51 من أسهمها في اطار توجه الهند نحو البحث عن شركاء استراتيجيين لبورصاتها المحلية.
وقد اشترت في اطار ذلك بورصة سنغافورة حصة بلغت %5 في بورصة بومباي، فيما اشترت بورصة دوتيشه الألمانية حصة مماثلة في البورصة ذاتها واستحوذت بورصة نيويورك على %5 في البورصة الوطنية الهندية.
وتزامن اتجاه بورصات الدول المتقدمة نحو ايجاد موطئ قدم لها في البورصات الآسيوية ـ وذلك في اطار محاولة الأولى الاستفادة من معدلات النمو الاقتصادي القوية المتواصلة التي تشهدها تلك الدول والتي تنعكس بصورة ايجابية على أدائهاـ مع اقبال متزايد من البورصات الآسيوية على الاندماج مع بعضها واقامة شراكات استراتيجية تمكنها من تقوية مراكزها في الأسواق العالمية.

صفقات استحواذ

كذلك الحال فقد شهدت بورصات الشرق الأوسط ووسط أوروبا اقبالا غير مسبوق من المستثمرين لعقد صفقات استحواذ وتملك، وذلك مع استمرار هذه البورصات في تحقيق معدلات نمو تجاوزت الـ %10، حيث أعلنت ست شركات لادارة البورصات في أوروبا عن اهتمامها بشراء %44 من أسهم بورصة صوفيا في بلغاريا التي أعلنت حكومتها عن عزمها طرح جزء من أسهمها للبيع، وذلك بعد أن ارتفع مؤشرها خلال عام 2006 بنسبة %300. فيما اتجهت بورصات عديدة في شرق أوروبا الى اقامة تحالفات وشراكات فيما بينها لتقوية مراكزها، فقد ارتبطت بورصة صوفيا ببورصة النمسا، فيما تتملك بورصة فيينا حصة في بورصة بودابست وتسعى بورصتا لوبليانا في سلوفينا وصربيا للتحالف.
تتزامن ظاهرة الاندماج والاستحواذ واقامة تحالفات أخرى ناشئة أو بين الأخيرة بعضها البعض مع ظاهرة أخرى قد تسهم في دعمها، وهي تزايد عمليات طرح أسهم واصدارات أولية جديدة.
وبرزت في هذا الصدد بورصتا الصين والهند، فقد عمدت الصين رغم ما شهدته مؤشرات الأسهم من تراجع خلال النصف الأول من عام 2007 الى اصدار وطرح كميات كبيرة من الأسهم في بورصة شنغهاي، اذ يتوقع أن تتجاوز قيمة الاصدارات الجديدة 52 مليار دولار خلال عام 2007، في وقت قامت فيه الحكومة الصينية بتخفيف القيود المفروضة على تدفق رؤوس الأموال الى الخارج.


واتسمت الفترة الماضية بظاهرتين رئيسيتين ارتبطتا بأسواق المال في الاقتصادات الناشئة الأولى الارتباط القوي بين أداء هذه الدول الاقتصادي، من حيث معدلات النمو ومؤشرات الأداء الاقتصادي المختلفة، وبين النمو الملحوظ والارتفاع الذي تشهده أسواق المال بها مع فارق كبير عما كان عليه الوضع في تلك الأسواق قبيل الأزمة المالية التي شهدتها عام 1998، ويتمثل الفارق في ادارة جيدة للسيولة في الأسواق تقلل من مخاطرها على اقتصادات هذه الدول بما يجنبها التعرض لهزة نقدية على غرار ما شهدته في الأزمة المالية، في المقابل تتمثل الظاهرة الثانية في الارتباط بين هذه الأسواق وأسواق المال في الدول المتقدمة، بما يجعلها تتأثر سلبا بمجريات الأمور في اقتصادات الأخيرة خاصة اذا ما تفاقمت المشكلات التي تعانيها.

تاريخ النشر: الخميس 2/8/2007