المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسواق النفط تسرق أضواء الأسبوع الماضي مسجلة مستوى قياسياً جديداً



مغروور قطر
05-08-2007, 05:14 AM
أسواق النفط تسرق أضواء الأسبوع الماضي مسجلة مستوى قياسياً جديداً




سرقت أسواق النفط الأضواء خلال الأسبوع الماضي حيث سجلت الأسعار أعلى مستوى لها عندما وصلت إلى 77, 78 دولاراً للبرميل مثيرة مخاوف عالمية قادتها الولايات المتحدة الأميركية التي طالبت على لسان وزير طاقتها سام بودمان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بضرورة زيادة الإنتاج قبل أن ترد مصادر في الأخيرة بالقول انه لا حاجة لذلك وأن المضاربات والأحداث السياسية هي التي تحكم مسار الأسواق.


وأغلقت أسواق النفط تداولات الأسبوع أول من أمس الجمعة بانخفاض 38 ,1 دولار عند 48 ,75 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعه إلى مستوى قياسي يوم الأربعاء. وفقد خام برنت في لندن 01 ,1 دولار مسجلاً 75 ,74 دولاراً. وقال فيل فلين المحلل لدى الارون التجارية «العقود الآجلة للخام منخفضة مع تراجع أسواق الأسهم نظراً لأن أحدث أرقام البطالة الأميركية جاءت أضعف من المتوقع.


الناس تجني بعض الأرباح من ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة». وتزامنت الخسائر مع تقليص جامعة ولاية كولورادو توقعاتها لموسم عواصف الأطلسي في 2007 وتنبأت بهبوب 15 عاصفة استوائية تشتد ثمان إلى درجة الإعصار منها أربعة أعاصير رئيسية. وذكر هبوب عواصف في الأطلسي المتعاملين باقتراب ذروة موسم الأعاصير لكن من المستبعد أن تتحول موجة استوائية في شرق الكاريبي إلى إعصار.


وكانت الأسعار قد تلقت دعماً في وقت سابق من الأسبوع من تصريحات لمسؤولي أوبك الذين قالوا ان المنظمة لن ترفع الإنتاج عندما تعقد اجتماعها التالي في سبتمبر. ويتوقع بعض المحللين أن ترتفع الأسعار حتى 95 دولاراً للبرميل في وقت لاحق هذا العام ما لم تضخ أوبك المزيد. وثمة مخاوف في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم من نضوب مخزونات الخام سريعاً وشح المعروض مع زيادة إنتاج المصافي.


وحذر بودمان من أن أسعار النفط وضعت أكبر اقتصاد في العالم في منطقة خطر. وفي ذات الإطار قال جيرارد ريجبي من فيول فرست الاستشارية في سيدني «الناس قلقة بشأن مخزونات النفط والمشتقات عالمياً حيث لايزال الطلب قوياً». لكن في الجانب الآخر يقول مسؤولي أوبك إنهم قلقون من ارتفاع النفط إلى 80 دولاراً لكن مع بقاء مخزونات الخام الأميركية أعلى كثيراً من معدلاتها التاريخية تحجم المنظمة عن زيادة الإنتاج.


ودفع ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية معسكري المنتجين والمستهلكين للإعلان صراحة عن مخاوفهم. ولكن رغم تلك المخاوف يقول محللون إن أثر ارتفاع أسعار الوقود على المستهلكين في الولايات المتحدة كان متواضعاً حتى الآن إلا أن الحكومة الأميركية أبدت مخاوف من تأثر الاقتصاد سلباً إذا لم تنخفض الأسعار قريباً. وبدا واضحاً أن أوبك التي تنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط تشاطر الجانب الأميركي قلقه إزاء ما ينطوي عليه ارتفاع الأسعار.


وتطبق أوبك تخفيضات في الإنتاج تبلغ إجمالاً 7,1 مليون برميل يومياً منذ أوائل العام الجاري. ويرى محللون أنها إذا ألغت هذه التخفيضات فربما تساعد في إخراج المضاربين من الأسواق بعد أن كانت المضاربات من العوامل الرئيسية في رفع الأسعار. ويسير النفط في اتجاه صعودي منذ يناير بعد هبوطه في ذلك الشهر إلى نحو 50 دولاراً للبرميل. ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار بفعل التوقعات بنقص إمدادات البنزين في الولايات المتحدة بالإضافة إلى تخفيضات أوبك والتوتر العام بشأن أمن الإمدادات.


ويلقي الخبراء باللوم في ارتفاع الأسعار على عدد من العوامل من بينها استئناف تدفقات الاستثمارات من صناديق المعاشات وصناديق التحوط على السلع بما فيها النفط بعد توقف دام عدة أشهر بسبب مخاوف تتعلق بسير الاقتصاد العالمي. وأدى ذلك إلى ازدهار المضاربات في أسواق الطاقة مع تطلع المستثمرين لتحقيق عائدات أعلى. ومن الأسباب والعوامل الأخرى المتهمة برفع أسعار النفط الخفض الذي تطبقه أوبك منذ العام 2006.


واتفقت أوبك على خفض إمداداتها بمقدار 7,1 مليون برميل يومياً أي بنحو ستة بالمئة العام الماضي على مرحلتين. وبدأت المرحلة الثانية من الخفض في الأول من فبراير من هذا العام. والتزمت الدول الأعضاء بخفض نحو 890 ألف برميل يومياً من الحجم الذي تعهدوا به. ومن المقرر ان تعقد المنظمة اجتماعها المقبل في سبتمبر لتحديد سياسة الانتاج.


وفي حين كانت الارتفاعات السابقة في الأسعار تنتج عن اضطرابات في الإمدادات فان الطلب من دول مثل الصين والولايات المتحدة هو المحرك الرئيسي للارتفاعات الراهنة. وتباطأ نمو الطلب العالم بعد ارتفاعه في عام 2004 لكنه مستمر في الزيادة ولم يكن لارتفاع الأسعار حتى الآن أثر يذكر على النمو الاقتصادي. ويقول المحللون ان العالم يتكيف بشكل جيد مع ارتفاع الأسعار الاسمية لأنها تعتبر أقل من المستويات السائدة في أوقات ارتفاع سابقة للأسعار إذا أخذت أسعار الصرف والتضخم في الاعتبار.


وفي نيجيريا ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم انخفضت إمدادات الخام منذ فبراير 2006 بسبب هجمات متشددين على قطاع النفط في البلاد. وأوردت الشركات تفاصيل وقف إنتاج نحو 547 ألف برميل يومياً من إنتاج نيجيريا بسبب الهجمات وعمليات تخريب. ويمثل ذلك نحو 18 بالمئة من الطاقة الإنتاجية للبلاد البالغة ثلاثة ملايين برميل يومياً. وبرزت مسألة اختناقات المصافي كأحد أبرز العوامل المتهمة أيضاً برفع أسعار النفط.


وزادت تلك المشكلة من المخاوف من نقص إمدادات الخام النقص العالمي في الطاقة التكريرية. فالمصافي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للبنزين في العالم واجهت صعوبات بسبب توقفات غير متوقعة هذا العام مما زاد من السحب من المخزونات قبيل موسم الصيف ذروة استهلاك وقود السيارات في السفر.


وبالطبع كان الملف الإيراني أيضاً ضمن العناصر حيث يشعر مستهلكو النفط بالقلق بشأن تعطل الإمدادات من إيران رابع أكبر مصدر له في العالم والمنخرطة في صراع مع الغرب بسبب برنامجها النووي. كما أن العراق يجاهد لتنشيط قطاع النفط، واستقرت الصادرات عند مستوى نحو 5 ,1 مليون برميل يومياً بالمقارنة بنحو 7,1 مليون برميل أو أكثر في عهد النظام السابق.


وانطلاقاً مع كل أو بعض تلك العناصر قفزت أسعار النفط يوم الخميس مقتربة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وارتفع سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي عند التسوية في نايمكس 33 سنتاً إلى 86, 76 دولاراً للبرميل. وارتفع الخام فترة قصيرة مسجلاً ذروة 77 ,78 دولاراً يوم الأربعاء.


كما ارتفع سعر عقود مزيج النفط الخام برنت خام القياس الأوروبي 41 سنتاً إلى 76 ,75 دولاراً للبرميل منخفضاً بدرجة كبيرة عن ذروته البالغة 65 ,78 دولاراً في أغسطس الماضي. ويوم الثلاثاء صعد النفط الأميركي بأكثر من دولار فوق 78 دولاراً للبرميل وسط توقعات بأن زيادة طلب مصافي التكرير ستستنزف بدرجة أكبر المخزونات في الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم. وتحدد سعر التسوية للخام الأميركي عند 21 ,78 دولاراً للبرميل بزيادة 38 ,1 دولار متجاوزاً بذلك سعر التسوية القياسي السابق 03 ,77 دولاراً المسجل في 14 يوليو 2006 عندما ارتفع النفط إلى 40 ,78 دولاراً أثناء المعاملات.


وكالات