المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرضاوي: لا يجوز تخصيص يوم للصيام دون سند شرعي



ROSE
16-08-2007, 08:16 AM
القرضاوي: لا يجوز تخصيص يوم للصيام دون سند شرعي

الدوحة - الراية :هل في شعبان عبادات معينة وردت عن الرسول صلي الله عليه وسلم وهل للعلماء رأس في هذه العبادات وهل للعادات التي يقوم بها المسلون في شتي البدان العريبة والاسلامية اثر في الشرع؟ يجيب عن هذه النقاط فضيلة د. يوسف القرضاوي فيقول :


شهر شعبان من الشهور التي كان النبي صلي الله عليه وسلم يحرص علي أن يصوم فيها أكثر من غيره من الشهور. وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شهر قط غير رمضان ، يأتي ذلك علي خلاف ما يفعل بعض الناس في بعض البلاد العربية، حيث يصومون ثلاثة أشهر: رجب ، شعبان ، ورمضان . والأيام الستة من شوال ، التي يسمونها ( البيض ) ، حيث يبدأ الصيام عندهم من أول رجب إلي السابع من شوال، ما عدا يوم العيد، الأول من شوال. وهذا لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين .

ويشير الي ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم من كل شهر ، وتقول عائشة : كان يصوم حتي نقول : لا يفطر ويفطر حتي نقول : لا يصوم ، وأحياناً يصوم الاثنين والخميس ، وأحياناً ثلاثة أيام من كل شهر ، خاصة الأيام البيض القمرية . وأحياناً يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما كان يفعل داود عليه السلام أحب الصيام إلي الله صيام داود، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً .

وكان عليه الصلاة والسلام أكثر ما يصوم في شهر شعبان ، وكأن ذلك نوع من التهيؤ والاستعداد لاستقبال رمضان.

أما أن يصوم أياماً محددة ، فلم يرد قط.

وفي الشرع لا يجوز تخصيص يوم معين بالصيام ، أو ليلة معينة بالقيام دون سند شرعي .. إن هذا الأمر ليس من حق أحد أياً كان وإنما هو من حق الشارع فحسب .

تخصيص الأوقات ، أو تخصيص الأماكن بالعبادات ، وتحديد الصور والكيفيات ، هذا من شأن الشارع ومن حقه ، وليس من شأن البشر.

ليلة نصف شعبان

ويؤكد انه ورد في فضل ليلة النصف من شعبان بعض الأحاديث: إن الله تعالي يتجلي فيها علي عباده، ويستجيب دعاءهم، إلا بعض العصاة، وهذا الحديث قد حسنه بعض العلماء وضعفه بعضهم، حتي قال الفقيه القاضي أبو بكر بن العربي: لا يثبت حديث واحد في فضل ليلة النصف من شعبان. ولو قبلنا الأحاديث الواردة في فضل هذه الليلة وإحيائها بالطاعة فلم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن أهل القرون الأولي وهم خير القرون.

لم يرد عنهم أنهم كانوا يتجمعون في المساجد لإحياء هذه الليلة، ويتلون دعاء خاصاً ويقيمون صلوات خاصة كالتي نعرفها في بعض بلاد المسلمين. فبعض البلاد يتجمع الناس فيها بعد المغرب في الجوامع، ويقرؤون سورة "يس" ثم يصلون ركعتين بنية طول العمر!! وركعتين أخريين بنية الغني عن الناس ثم يتلون دعاء لم يؤثر عن أحد من السلف، وهو دعاء طويل، وهو مخالف للنصوص ومتناقض، ومتعارض في معناه أيضاً.

ففي هذا الدعاء يقول الداعي: اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطرودا أو مقتراً علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي، وحرماني، وطردي، وإقتار رزقي، أثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات كلها، فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل علي لسان نبيك المرسل (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) هذا نص من الدعاء، وهو متناقض كما ترون فهو يقول: إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب كذا فامح هذا الذي كتبته، وأثبتني عندك في أم الكتاب علي خلاف هذا لأنك قلت: (يمحو الله ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب). ومعني الآية أن أم الكتاب لا محو فيها ولا إثبات.. وإنما المحو والإثبات فيما عدا ذلك من صحف الملائكة وغيرها، فإن كان هذا هو معني الآية، فكيف يطلب العبد من ربه أن "يمحو ويثبت في أم الكتاب"، وهي لا محو فيها ولا إثبات؟

ثم أي دعاء هذا الذي يقول فيه القائل هذا الترديد: إن كنت فعلت كذا فامح كذا، أو افعل كذاî مع أن النبي صلي الله عليه وسلم أمرنا إذا دعونا أن نجزم المسألة، نجزم ولا نردد الدعاء ولا نشككî ولا نتشككî فهذا يدل علي أن ذلك الدعاء مغلوط ولا أساس لهî وفي هذا الدعاء أيضا يقول القائل: إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن ترفع عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلمî وهذا خطأ أيضا.

ويضيف: ان الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم إنما هي الليلة التي نزل فيها القرآنî وهي ليلة القدر ليلة التجلي الأعظمî وهي في رمضان بنص القرآن.. قال تعالي في سورة الدخان: (حم والكتاب المبين. إنا أنزلناه في ليلة مباركة، إنا كنا منذرين. فيها يفرق كل أمر حكيم). وقال في سورة القدر: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقال في سورة البقرة: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فالليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم هي في رمضان بيقينî وهي ليلة القدر بالإجماع، وما روي عن قتادة أن ليلة النصف هي التي يفرق فيها كل أمر حكيم فهو ضعيف ومضطرب وجاء عن قتادة نفسه أنها ليلة القدر. وما جاء في حديث أن ليلة النصف من شعبان تقطع الآجال من شعبان إلي شعبان فهذا أيضا حديث ضعيف كما قال ابن كثير وهو مخالف للنصوص، ومن هنا نري أن هذا الدعاء، مليء بالأغلاط وهو دعاء لم يرد عن النبي صلي الله عليه وسلم ولا عن خير القرون ولا عن السلف، وهذا التجمع بالصورة التي نراها ونسمع عنها في بعض بلاد الإسلام مبتدع ومحدث، والأولي أن نقف في العبادات عندما ورد، فكل خير في اتباع من سلف.. وكل شر في ابتداع من خلف. وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الجنوبي 111
16-08-2007, 01:12 PM
جزاج الله خير