المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيتكس والتزام الشركات الفعلي بالسوق



abo rashid
16-08-2007, 06:41 PM
تراود العاملين في قطاع تقنية المعلومات، بل معظم جمهور زوار جيتكس، هواجس متشابهة وهي مستوى التزام شركات تقنية المعلومات العالمية بأسواق المنطقة. فهناك عدد من الشركات تتعامل مع السوق عن بعد أو من خلال ارتداء ''قفازات'' شركة علاقات عامة أو الموزع المعتمد لمنتجاتها بدلا من الاستثمار والاحتكاك المباشرين بالزبائن والإصغاء باهتمام لهم لتحقيق فهم تام لخصوصية السوق. فإذا كان هناك نية لشركة في تقديم مساهمة في المجتمع المحلي أو تمويل مشاريع تقنية محلية سواء كانت موقع إنترنت أو أي مشروع تقني هام، فإن الوسيط قد لا يتمتع بكفاءة حسن الاختيار. تبرز توجهات الشركات العالمية نحو الشفافية والخضوع للمساءلة أمام المجتمع قبل المساهمين أنفسهم ولم يعد تحقيق النجاح والأرباح بصورة متواصلة متوقفا فقط على خطط الشركات في التسويق بل هناك صورة الشركة التي تكونها عن ذاتها في أذهان الناس وجودة خدماتها مثل الدعم الفني وغيره. بل يصبح للشركات مواصفات أشبه ما تكون بالخصال الشخصية فتوصف شركة ما بالجشع وأخرى بالأنانية واللامبالاة. ويكون ذلك غالبا ناتج عن ممارسات سيئة تجاه البيئة أو موظفي الشركة ذاتها أو المستهلكين والزبائن. وفي بعض الأسواق الناشئة قد تفلت بعض الشركات بفعلتها المتمثلة في المستويات الرديئة لخدمات ما بعد البيع التي توفرها على مضض لكن فتح الأسواق وانتقال الخبر ساعة وقوعه لم يعد في صالح تلك الممارسات السيئة.
أًصبح تبني الشركات لأفضل الممارسات حاجة ملحة في ضوء التنافس بين الشركات العالمية والمحلية فلا يمكن لشركة أن تفلح في الأسواق الغربية ما لم يكن لها سجل ناصع في الالتزام بالقيم الإدارية التي تتبناها وتتحمل مسؤولية سلامة التعامل مع كل موظف يشارك في عملياتها التي قد تمتد بين الصين وأفريقيا والولايات المتحدة. ومع انطلاق مجموعة من الشركات المحلية نحو دخول أسواق جديدة والمنافسة أمام لاعبين كبار يتمتعون بسمعة راسخة لابد أن تتسلح شركات المنطقة بأعلى معايير الممارسات السليمة في تدبر وتنفيذ أعمالها.
لا بد إذا من المبادرة لنشر وتعزيز الممارسة العملية لمفهوم مسؤولية الشركة تجاه المجتمع ضمن مختلف قطاعات الأعمال. وفي هذا السياق، يمكننا القول أن الكثيرين يصدرون حكمهم على أي شركة من مجرد تعاملهم مع أي موظف فيها.
إذ تتكشف وقتها الكثير من الحقائق حول نزاهة الشركة وتمتع أصحابها بضمير حي. تحافظ بعض الشركات على مصداقية كبيرة من خلال أسلوبها التنافسي الشريف الذي يعتمد على الكفاءة والإتقان والإخلاص في بيئة عمل مريحة وسليمة، يُطبق فيها النظام على الجميع ويعاملون جميعاً بعدالة ومساواة ودون تمييز، وبالتالي تحقق تفوق ونجاحا كبيرين كنتيجة طبيعية لاعتمادها على القيم الاجتماعية بمسؤولية عالية. لا بد للموظف في هذه الحال من الإخلاص لجهة العمل من منطلقات ذاتية بحتة نتيجة لذلك. قد يبدو ذلك كلاما مثاليا لكنه حقيقي وتؤكده نجاحات باهرة لشركات عديدة، إذ حتى قيمة سوق الأسهم تتأثر على المدى الطويل للشركات التي تحقق مستوى عال من رضى الجمهور فتضمن سعرا مرتفعا لأسهمها. وبالمقابل حين يُعامل الموظف بكثير من القسوة والاستهتار تلاحقه عيون الشك أو أجهزة وكاميرات المراقبة فلا يمكن أن نتوقع منه عملا متقنا يظهر فيه التفاني والإخلاص ولا الولاء التلقائي. ولن يكون مستغرباً فشل تلك الشركات التي تعمل بهذا الأسلوب الفج والبدائي من كل مضمار تنافس شريف. نعم هناك حاجة لإبراز ضمير الشركات العالمية والمحلية بدلا من ذلك الجشع المتواصل في سعي بعضها خلف تحقيق الأرباح بأي ثمن وأي طريقة. فمع وجود منافسة بين الشركات عموما وشركات تقنية المعلومات بصورة خاصة تتقارب ما تقدمه هذه مع فوارق محددة أهمها الاستثمار الفعلي في السوق المحلي ومستوى التعامل مع الزبائن من خلال تقديم الدعم الفني وخدمة ما بعد البيع بطريقة لائقة تحترم المستهلك. وهنا تكمن أهمية تعزيز المسؤولية الاجتماعية لدى الشركات وتبرز هذه المسؤولية مع موظفي الشركة ومع الجمهور والمجتمع بصورة عامة. لا بد أن البعض قد سمع كيف حملت وسائل الإعلام على شركة آبل بسبب حدوث انتهاكات لحقوق العمال في مصانع في الصين حيث يصنع جهاز تشغيل الموسيقى الشهير الذي تقدمه الشركة وهو آيبود. وكان الهجوم والتعبئة الإعلامية كفيلين بفتح تحقيق لتدارك الحال والموقف. فلا غرابة إذا أن تتعرض الشركات للمساءلة في كل تصرفاتها. وعندما تصبح الأخطار داهمة أو تحدث مشكلة بسيطة في شركة ما فإن موظفيها سيتكاتفون لعلاجها بسهولة لأنهم يتمتعون بشعور عال بالمسؤولية والولاء تجاه شركتهم. ولحسن الحظ هناك شركات محلية عديدة أصبحت رائدة على صعيد المسؤولية الاجتماعية، فهي تتعامل بودية مع البيئة وتقدم بسخاء للمجتمع سواء كان ذلك على شكل منح أو تدريب داخلي لموظفيها أو لحديثي التخرج. كما أن هذه الشركات تحترم مهمة الإعلام وتدرك مهامه في تسليط الضوء على المشكلات لتحسين الأداء وتصويب الأخطاء وليس لأن ذلك في النتيجة هو عمل لمصلحتها بالدرجة الأولى بل لأنها تؤمن بالشفافية والصدق لتتفوق على المنافسين. وعند وقوع خلل في منتج ما تستبق الجميع في الكشف عن ذلك وتسحبه دون أي محاولة لإخفاء الخطأ أو إنكاره. ويتحقق في ذلك نجاح كبير يعزز مصداقية الشركة بدرجة تتفوق على كل جهود التسويق والإعلان التي تجانب الحقيقة في بعض الأحيان.
ولذلك على المستهلك أن يدرك أهمية قرار الشراء الذكي من الشركة المناسبة ليبحث جيدا عن هذه الممارسات ويدعم الشركات التي تدمج الاعتبارات البيئية والاجتماعية في عملية صنع القرار لديها وتخطط للمدى البعيد دون اقتصار انشغالها بالأرباح الآنية. أما في حال كان هناك خلل واضح في تعامل الشركة مع الجمهور رغم كل قدراتها المالية والتسويقية الضخمة، فعندئد لا تلم ذلك الموظف الصغير بل انظر إلى أصحاب القرار في الأعلى أو من يجلس على قمة إدارة الشركة. فهناك يصدر القرار الصائب أو الخاطئ وتتجلى نتائجه في كلتا الحالتين في أبسط التفاصيل. يتطلب القرار الصائب شجاعة وإطلاعا على أفضل الممارسات السليمة، بينما لا يتعدى مبرر اتخاذ القرار الخاطئ عامل الضعف والخوف وعدم الثقة بالنفس ووقتها لن تنفع أقوى وأحدث التقنيات ولا الأموال الضخمة المخصصة للتسويق. وفي دورة جيتكس الحالية وقبل أن نسمع عن أرقام المبيعات أو عدد الصفقات، نتمنى أن يتم التصويت بالنقود أولا وحسب التزام الشركات على المدى الطويل بالسوق المحلية التي لم تعد صالحة لمبدأ 'اضرب واهرب'.

ابو ضاري
16-08-2007, 08:18 PM
جزاك الله كل خير والله يعطيك العافية تحياتي لك اخوي الكريم ابوراشد


فمانا لكريم