Mariam
17-08-2007, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني الأعزاء...
من المعروف لدينا أن طبيعة النفس البشرية اجتماعية منفتحة...
فهي – في الحالات الطبيعية – تنبذ العزلة و تحب الاختلاط و تكوين الصداقات و تبادل النقاشات المختلفة ، و الحوارات و مجبولةٌ على حب التقليد و الاقتداء ...
سمات جعلها الله غريزة في النفس البشرية ، فلا يمكن للانسان أن يعيش وحيدا دون صديقٍ أو قريب يؤنس وحدته و يرافق دربه ...
فتجد المرء يبحث في وجوه كل من يعرفهم عن أقرب الناس إليه ، فيقترب منه أكثر ، و يثق به أكثر و أكثر....
تجده حين يحتار يلجأ إلى صديقه ليحصل على مشورته ، أو أحيانا بدون اللجوء إليه يقوم بفعل ما قد فعله صديقه حين مر بموقفٍ مشابه لذا نجدهما قد أصبحا يشبهان بعضهما إلى حدٍ كبير ...
إذاً فانت مرآة أخيك، شخصيته باديةً في شخصيتك ، و أفعاله و أقواله تشبه ما تقول و تفعل ...
لذا فقد قال رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه : " المرء على دين خليله فـ لينظر أحدكم من يخالل " أو كما قال...
و في حياتنا العامة نقابل أصنافا شتى من البشر ، و قد نقربهم إلينا فنفتح لهم قلوبنا ، نتهلل لرؤيتهم ، و نستبشر بحديثهم...
و قد نقابل أصنافا أخرى ، لانشعر بأي شيءٍ تجاههم ، بمعنى لا نفور ولا استلطاف ، و لانجد مبررا للابتعاد عنهم ...
و هناك من لا نستلطف ، و لكننا نجد أنفسنا مجبرين على التعامل معهم و أحيانا مصادقتهم أيضا...
أفيعقل أن تكون مرآةً لكل تلك الأصناف و أنت شخصية واحدة فقط ؟!
نعم أنت مرآة لكل هؤلاء ، و لتدقق في نفسك عند مقابلة كل صنف ... فأنت بذلك تدقق في شخصية صاحبك...
لأوضح أكثر ما أرمي إليه :
باعتقادي هناك ثلاث أصنافٍ من الأصدقاء ، و لايعني ذلك أنه لايوجد أصناف أخرى...
لكني لم أقابلها أو أسمع عنها ...
الصنف الأول:
نوعُ يسعدك مجلسه ، و يطربك حديثه ، و تهدأ نفسك عند مقابلته ، لا تمل من جلسته أبدا ، تحس معه أنك تطير في سماءٍ رحيبة ، تزدان بالأمل و الخير و السعادة ، يصدقك القول و يتمنى لك الخير..
هنا انظر إلى نفسك ، كيف تأثرت بوجود هذا الصديق ، حين تنظر إلى نفسك فأنت تنظر إلى مرآةٍ تعكس شخصية صاحبك...
إذاً فهذا الصاحب :
(( صافي القلب ، طيب الحديث ))
فهذا هو من يستحق أن يكون صاحبا و تسلمه مفاتيح قلبك مطمئنا ..
الصنف الثاني :
نوعٌ حين تكون فرحا بعملٍ عملته و فخورا بانجازٍ قدمته يداك ، فيأتي إليك محبطا مثبطا ليقنعك بأنك لم تفعل شيئا ذا قيمة ، فهو يعطيك من طرف اللسان حلاوة ، و في الخفاء ينفث سمومه الموجهة إليك قبل غيرك ، يبهجك قليلا بعذوبة كلماته ، و يحلق بك في سماءٍ عالية تشعر بأنه ناصحٌ محبٌ ودود ، لكن بعد قليل وقد يكون هذا القليل بعد مغادرته مجلسك ، تشعر بأنك قد هبطت من الأعالي إلى أسفل أرضٍ فتسمع صوت ارتطام عظامك و أنين قلبك...
هنا دقق جيدا في مرآتك لتجدها تخبرك بأن هذا الشخص يتظاهر بما لا يبطن فهو :
(( خبيث القلب ، طيب الحديث ))
و هو أخطر الأصناف و أنفذها جراحا ، لأن سهامها المسمومة تعرف طريقها إلى القلب بدقة...
فانتبه ثم انتبه ثم انتبه ...
الصنف الثالث :
نوعٌ حين تراه تُحس انقباضا في نفسك ، و تكره جلوسه و تدعو الله أن ينفض مجلسه سريعا ، لا تحب أن تطيل معه في الحديث لأنك عارفٌ بما يبطن لك ، وهو لا يخفيه بل يصرح به بكل وقاحة ، فهو عدوٌ و إن ارتدى ثوب الصديق ...
هنا مرآتك تنقل لك الصورة كما هي واضحة للعيان فهو :
(( خبيث القلب ، خبيث الحديث ))
وهذا لن تخشى منه كثيرا ...
هي أصنافٌ بعضها اتضحت معالمه و بعضها اختفت و بهتت ...
أنت لن تشق القلوب لترى مابها ، و لكن دقق في اللسان و ما يتلفظ به ، وابحث بين الكلمات و الحروف ، فهي تضم كذبا كما تضم صدقا ، و تحوي بلسما كما تحوي جراحا...
من كتاباتي السابقة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني الأعزاء...
من المعروف لدينا أن طبيعة النفس البشرية اجتماعية منفتحة...
فهي – في الحالات الطبيعية – تنبذ العزلة و تحب الاختلاط و تكوين الصداقات و تبادل النقاشات المختلفة ، و الحوارات و مجبولةٌ على حب التقليد و الاقتداء ...
سمات جعلها الله غريزة في النفس البشرية ، فلا يمكن للانسان أن يعيش وحيدا دون صديقٍ أو قريب يؤنس وحدته و يرافق دربه ...
فتجد المرء يبحث في وجوه كل من يعرفهم عن أقرب الناس إليه ، فيقترب منه أكثر ، و يثق به أكثر و أكثر....
تجده حين يحتار يلجأ إلى صديقه ليحصل على مشورته ، أو أحيانا بدون اللجوء إليه يقوم بفعل ما قد فعله صديقه حين مر بموقفٍ مشابه لذا نجدهما قد أصبحا يشبهان بعضهما إلى حدٍ كبير ...
إذاً فانت مرآة أخيك، شخصيته باديةً في شخصيتك ، و أفعاله و أقواله تشبه ما تقول و تفعل ...
لذا فقد قال رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه : " المرء على دين خليله فـ لينظر أحدكم من يخالل " أو كما قال...
و في حياتنا العامة نقابل أصنافا شتى من البشر ، و قد نقربهم إلينا فنفتح لهم قلوبنا ، نتهلل لرؤيتهم ، و نستبشر بحديثهم...
و قد نقابل أصنافا أخرى ، لانشعر بأي شيءٍ تجاههم ، بمعنى لا نفور ولا استلطاف ، و لانجد مبررا للابتعاد عنهم ...
و هناك من لا نستلطف ، و لكننا نجد أنفسنا مجبرين على التعامل معهم و أحيانا مصادقتهم أيضا...
أفيعقل أن تكون مرآةً لكل تلك الأصناف و أنت شخصية واحدة فقط ؟!
نعم أنت مرآة لكل هؤلاء ، و لتدقق في نفسك عند مقابلة كل صنف ... فأنت بذلك تدقق في شخصية صاحبك...
لأوضح أكثر ما أرمي إليه :
باعتقادي هناك ثلاث أصنافٍ من الأصدقاء ، و لايعني ذلك أنه لايوجد أصناف أخرى...
لكني لم أقابلها أو أسمع عنها ...
الصنف الأول:
نوعُ يسعدك مجلسه ، و يطربك حديثه ، و تهدأ نفسك عند مقابلته ، لا تمل من جلسته أبدا ، تحس معه أنك تطير في سماءٍ رحيبة ، تزدان بالأمل و الخير و السعادة ، يصدقك القول و يتمنى لك الخير..
هنا انظر إلى نفسك ، كيف تأثرت بوجود هذا الصديق ، حين تنظر إلى نفسك فأنت تنظر إلى مرآةٍ تعكس شخصية صاحبك...
إذاً فهذا الصاحب :
(( صافي القلب ، طيب الحديث ))
فهذا هو من يستحق أن يكون صاحبا و تسلمه مفاتيح قلبك مطمئنا ..
الصنف الثاني :
نوعٌ حين تكون فرحا بعملٍ عملته و فخورا بانجازٍ قدمته يداك ، فيأتي إليك محبطا مثبطا ليقنعك بأنك لم تفعل شيئا ذا قيمة ، فهو يعطيك من طرف اللسان حلاوة ، و في الخفاء ينفث سمومه الموجهة إليك قبل غيرك ، يبهجك قليلا بعذوبة كلماته ، و يحلق بك في سماءٍ عالية تشعر بأنه ناصحٌ محبٌ ودود ، لكن بعد قليل وقد يكون هذا القليل بعد مغادرته مجلسك ، تشعر بأنك قد هبطت من الأعالي إلى أسفل أرضٍ فتسمع صوت ارتطام عظامك و أنين قلبك...
هنا دقق جيدا في مرآتك لتجدها تخبرك بأن هذا الشخص يتظاهر بما لا يبطن فهو :
(( خبيث القلب ، طيب الحديث ))
و هو أخطر الأصناف و أنفذها جراحا ، لأن سهامها المسمومة تعرف طريقها إلى القلب بدقة...
فانتبه ثم انتبه ثم انتبه ...
الصنف الثالث :
نوعٌ حين تراه تُحس انقباضا في نفسك ، و تكره جلوسه و تدعو الله أن ينفض مجلسه سريعا ، لا تحب أن تطيل معه في الحديث لأنك عارفٌ بما يبطن لك ، وهو لا يخفيه بل يصرح به بكل وقاحة ، فهو عدوٌ و إن ارتدى ثوب الصديق ...
هنا مرآتك تنقل لك الصورة كما هي واضحة للعيان فهو :
(( خبيث القلب ، خبيث الحديث ))
وهذا لن تخشى منه كثيرا ...
هي أصنافٌ بعضها اتضحت معالمه و بعضها اختفت و بهتت ...
أنت لن تشق القلوب لترى مابها ، و لكن دقق في اللسان و ما يتلفظ به ، وابحث بين الكلمات و الحروف ، فهي تضم كذبا كما تضم صدقا ، و تحوي بلسما كما تحوي جراحا...
من كتاباتي السابقة