المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية جاري ميلر صاحب كتاب "القرآن المذهل"



قمرهم كلهم.
19-08-2007, 07:55 PM
حكاية جاري ميلر صاحب كتاب
"القرآن المذهل"



عام 1977 قرر الدكتور جاري ميلر المبشر الكندي النشيط وأستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو أن يقدم خدمة جليلة للمسيحية بالكشف عن الأخطاء العلمية والتاريخية في القرآن الكريم، بما يفيده وزملاؤه المبشرين عند دعوة المسلمين للمسيحية ولكن الرجل الذي دخل بمنطق تصيد الأخطاء وفضحها، غلب عليه الإنصاف وخرجت دراسته وتعليقاته أفضل مما يمكن أن يكتبه معظم المسلمين دعاية للكتاب الحكيم، ذلك أنه أحسن "تدرب القرآن". وكان أول ما أذهله: هو صيغة التحدي التي برزت له من في مواضع كثيرة من مثل" "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً"، "فأتوا بسوره من مثله"، "عشر آيات"، "آية"، دخل الرجل الحلبة متحدياً وخرج منها منبهرا ً بما وجده.
وأستعرض فيما يلي بعضاً من نتائج تدبره كما جاء في كتابه: "القرآن المذهل":

1- يقول د. ميلر: "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتاباً ثم يقول هذا الكتاب خال من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماماً يقول لك لا يوجد أخطاء بل يتحداك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد".
*-*-*-*-*-*- *
2- لا يستعرض القرآن أيضاً من الأحداث العصيبة التي مرت بالنبي – صلى الله عليه وسلم – مثل وفاة زوجته خديجة أو وفاة بناته وأولاده. بل الأغرب أن الآيات التي نزلت تعقيباً على بعض النكسات في طريق الدعوة، كانت تبشر بالنصر، وتلك التي نزلت تعقيباً على الانتصارات كانت تدعو إلى عدم الاغترار والمزيد من التضحيات والعطاء. لو كان أحد يؤرخ لسيرته لعظم من شأن الانتصارات، وبرر الهزائم، ولكن القرآن فعل العكس تماماً، لأنه لا يؤرخ لفترة تاريخية بقدر ما يضع القواعد العامة للعلاقة مع الله والآخرين.
*-*-*-*-*-*- *
3- توقف ميلر عند قوله تعالى: "قل إني أعظكم أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا"، مشيراً إلى التجربة التي أجراها أحد الباحثين في جامعة تورنتو عن "فعالية المناقشة الجماعية"، وفيها جمع أعداداً مختلفة من المناقشين، وقارن النتائج فاكتشف أن أقصى فعالية للنقاش تكون عندما يكون عدد المتحاورين اثنين، وأن الفعالية تقل إذا زاد هذا العدد.
*-*-*-*-*-*- *
4- هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام بما لا مثيل له في الكتاب المقدس، بينما لا توجد سورة باسم عائشة أو فاطمة. وكذلك فإن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد لم يذكر إلا 5 مرات فقط.
*-*-*-*-*-*- *
5- يرى المنكرون للوحي وللرسالة أن الشياطين هي التي كانت تملي على الرسول ما جاء به، والقرآن يتحدى: "وما تنزلت به الش ياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون". فهل تؤلف الشياطين كتاباً ثم تقول لا أستطيع أن أؤلفه، بل تقول: إذا قرأت هذا الكتاب فتعوذ مني؟
*-*-*-*-*-*- *
6- لو كنت في موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو وأبي بكر محاصرين في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما. ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر: هو من مثل "دعنا نبحث عن باب خلفي"، أو "أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد"، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال بهدوء: "لا تحزن إن الله معنا"، "الله معنا ولن يضيعنا". هل هذه عقلية كذاب أو مخادع، أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله له؟
*-*-*-*-*-*- *
7- نزلت سورة المسد قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات. وكان
أمامه 365 × 10 = 3650 فرصة لإثبات أن هذا الكتاب وهم، ولكن ما هذا التحدي؟ لم يسلم أبو لهب ولو بالتظاهر، وظلت الآيات تتلى حتى اليوم. كيف يكون الرسول واثقاً خلال عشر سنوات أن ما لديه حق، لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟
*-*-*-*-*-*- *
8- وتعليقاً على قوله تعالى "ما كنت تعلمها أنت ولا قومك" تعقيباً على بعض القصص القرآني، يقول ميلر: "لا يوجد كتاب من الكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب، إنه يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول له هذه معلومة جديدة!! هذا تحد لا مثيل له؟ ماذا لو كذبه أهل مكة – ولو بالادعاء – فقالو: كذبت كنا نعرف هذا من قبل. ماذا لو كذبه أحد من الباحثين بعد ذلك مدعياً أن هذه المعلومات كانت معروفة من قبل؟ ولكن كل ذلك لم يحدث.
*-*-*-*-*-*- *
9-وأخيراً يشير د. ميلر إلى ما ورد في الموسوعة الكاثوليكية الجديدة تحت موضوع "القرآن"، وكيف أنها ورغم تعدد الدراسات والمحاولات للغمز في صدق الوحي القرآني، (مثل أنه خيالات مريض أو نفث شياطين، أو كان يعلمه بشر، أو أنه وقع على كتاب قديم، ... الخ)، إلا أنها انتهت إلى: "عبر القرون ظهرت نظريات كثيرة حول مصدر القرآن إلا أن أيّ من هذه النظريات لا يمكن أن يعتد به من رجل عاقل". ويقول د. ميلر إن الكنيسة التي كان بودها أن تتبنى إحدى هذه النظريات التي تنفي صدق الوحي لم يسعها إلا أن ترفض كل هذه النظريات، ولكنها لم تملك الجراءة على الاعتراف بصدق نظرية المسلمين.

لا أدري هل أقول: جزاك الله خيراً يا دكتور ميلر على هذا التدبر المنصف لكتاب الله؟ أم أنادي كل الشائنين المبغضين أن يطلعوا على ما كتبه هذا الرجل؟ أم أطلب من المهتمين بمواضيع الإعجاز القرآني أن يضيفوا إلى مناهجهم هذا المنهج من "محاولة كشف الأخطاء" بما يثبت التحدي، ويؤكد الإعجاز "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً".

ملحوظة أخيرة

قبل حوالي 30 عاماً اشترك د. ميلر في مناظرة شهيرة عن الإسلام والمسيحية مع الداعية الإسلامي أحمد ديدات ممثلاً للجانب المسيحي، وكان منطقه قوياً وحجته حاضرة وغلب بحثه عن الحقيقة على تعصبه لدينه، حتى أن عدداً من الشباب المسلم الذي حضر المناظرة، تمنى لو أسلم هذا الرجل.

والآن

كان هذا البحث خلال عام 1977 ولكن ما حدث أن عام 1978 أشهر الدكتور ميلر إسلامه واتخذ اسم عبد الأحد عمر، وعمل لسنوات في جامعة البترول والمعادن بالسعودية قبل أن يتفرغ تماماً للدعوة للإسلام وتقديم البرامج التليفزيونية والإذاعية والمحاضرات العامة التي تعرض للإسلام عقيدة وشريعة

الجنوبي 111
19-08-2007, 08:43 PM
سبحان الله

موضوع جميل


بارك الله فيك

المتأمل خيرا
19-08-2007, 09:06 PM
جزيل الإمتنان "قمرهم كلهم" لهذه المساهمة الهادئة والتي تجعل المرء يتفكّر من جديد.. ومن جديد..

وهذا يذكّرني بموقع "وجدته بالشبكة منذ عدة سنوات خلت" لدكتور - أظنه أميركي - أسلم.. وفي ذاك الموقع يذكر جوانب الإعجاز في القرآن الكريم.. وحاولت أكثر من مرة أن أعود لهذا الموقع دون نتيجة..

وكان من بين النقاط التي ذكرها ومازالت حاضرة في الذهن.. أن رسولنا الكريم عاش في الصحراء.. بعيداً عن معايشة للبحار.. بينما القرآن يتضمن آيات معجزات تتعلّق بالمحيطات..

شكراً لك من جديد.. وأنا دائماً أجد أن من هو أقدر على تبيان المعجزات في القرآن الكريم هم الأجانب الذين أسلموا.. أكثر بكثير ممن هو مسلم في الأصل.. ويعود ذلك إلى أنهم قبل إسلامهم يتفكرون ويعملون عقلهم بحيث لايصلون إلى مرحلة التفكير باعتناق الإسلام إلا عندما تكون الشواهد "العقلية" لديهم مقنعة بشكل مطلق.. بينما قليلون من المسلمين من يتفكـّرون في هذه الجوانب.. حيث يأخذون الأمور مسلماً بها.. أو يتناقلونها من شخص لآخر.

"اللهم اغفر لي خطاياي ولوالدي ولجميع المسلمين والناس اجمعين خاصة الطيبين منهم.. اللهم أني ظلمت نفسي فاغفر لي.. إنك أنت التواب الغفور"..

مقيم
19-08-2007, 09:18 PM
موضوع جميل ورائع اخي قمرهم
واضيف لهذا الموضوع احدى مقالات الاخ عبد الاحد عمر عن الصحراء والبحر

وَصْفُ القرآن بالعظيم ليس شيئاً يفعله المسلمون فقط – وهم الَّذين يُقدِّرون هذا الكتاب حقَّ قَدْره، وهم به جِدُّ سعداء - بل إنَّ غير المسلمين أيضاً قد صنَّفوه ككتابٍ عظيم. وحقّاً، حتى أولئك الَّذين يكرهون الإسلام كُرهاً شديداً ما زالوا يدعونه عظيماً.

أحد الأشياء الَّتي تفاجئ غير المسلمين الَّذين يتفحَّصون هذا الكتاب عن قُرب، هو أنَّ القرآن لا يتكشَّف لهم كما كانوا يتوقَّعون. فما يفترضونه هو أنَّ بين أيديهم كتابٌ قديمٌ جاء من الصَّحراء العربيَّة قبل أربعة عشر قرناً، ويتوقَّعون بأنَّه بالضرورة يحمل نفس الانطباع –كتابٌ قديمٌ من الصَّحراء. لكنَّهم بعدئذٍ يجدون بأنَّه لا يشبه مُطلقاً ما كانوا يتوقَّعون.

بالإضافة إلى ذلك، واحدٌ من أوِّل الأشياء الَّتي يفترضها بعض النَّاس هو أنَّ هذا الكتاب القديم، ولأنَّه جاء من الصَّحراء، فإنَّه بالضَّرورة يتحدَّث عن الصَّحراء. حسناً, فالقرآن يتحدَّث عن الصَّحراء في بعض مجازاته اللغويَّة الَّتي تصف الصَّحراء؛ ولكنَّه أيضاً يتحدَّث عن البحر, ولقد صوَّر لنا كيف تكون العاصفة على سطح البحر.

قبل بضع سنوات، وصلتنا قصَّةٌ إلى تورونتو (كندا) عن رجلٍ كان بحَّاراً في الأسطول التجاريّ، ويكسب رزقه من عمله في البحر. أعطاه أحد المسلمين ترجمةً لمعاني القرآن الكريم ليقرأها، ولم يكن هذا البحَّار يعرف شيئاً عن تاريخ الإسلام، لكنَّه كان مهتمّاً بقراءة القرآن الكريم. وعندما أنهى قراءته، حمله وعاد به إلى المسلم الَّذي أعطاه إياه, وسأله: "مُحمَّدٌ هذا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم), أكان بحَّاراً؟" فقد كان الرجل مندهشاً من تلك الدِّقَّة الَّتي يصف بها القرآن العاصفة على سطح البحر. وعندما جاءه الردُّ: "لا، في الحقيقة لم يكن. فمحمَّدٌ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عاش في الصَّحراء." لقد كان هذا كافياً له ليُعلن إسلامه على الفور. لقد كان مُتأثِّراً جدّاً بالوصف القرآنيِّ للعاصفة البحريَّة. لأنَّه بنفسه كان مرَّةً في خِضَمِّها, وكان لذلك يعلم أنَّه أيّاً من كان الَّذي كتب هذا الوصف, فإنَّه لا بُدَّ وقد عاش هذه العاصفة بنفسه. فالوصف الَّذي جاء في القرآن عن العاصفة لم يكن شيئاً يستطيع أن يكتبه أيُّ كاتبٍ من محض خياله. والموج الَّذي من فوقه موجٌ من فوقه سحاب لم يكن شيئاً يمكن لأحدهم تخيُّله والكتابة عنه، بل إنَّه وصفٌ كتبه من يعرف حقاًّ كيف تبدو العاصفة البحريَّة.

هذا مثلٌ واحدٌ على أنَّ القرآن ليس مرتبطاً بزمان أو مكان. ومن المؤكد أنَّ الإشارات العلميَّة الَّتي يُعبِّر عنها لا يمكن أن يكون أصلها من الصَّحراء قبل أربعة عشر قرناً مضت.

كويتي فهمان
20-08-2007, 02:39 AM
الف الف شكر على هالموضوع الي الصراحه يلفت النظر

BODYGUARD
20-08-2007, 08:23 AM
جزاك الله خير اخوي قمرهم كلهم

موضوع جميل

القطوة
20-08-2007, 09:22 AM
سبحان مقلب القلوب...اللهم ثبت قلبي على دينك

قمرهم كلهم.
20-08-2007, 10:44 AM
اخوي المتأمل خيرا
واخوي مقيم
لكم كل الشكر على اثراء موضوعي بمروركم وإضافتكم الفعالة
تحياتي

قمرهم كلهم.
20-08-2007, 04:25 PM
الف الف شكر على هالموضوع الي الصراحه يلفت النظر


كل الشكر لمرورك الرائع

قمرهم كلهم.
21-08-2007, 01:39 PM
سبحان مقلب القلوب...اللهم ثبت قلبي على دينك

آمــــــــين