المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراقبون يؤكدون لـ الوطن أن تحويل الشركات الراكدة إلى »الموازي« قد يضر بأخرى »تشغيلية«



دكتور قطر
20-08-2007, 04:08 AM
مراقبون يؤكدون لـ الوطن أن تحويل الشركات الراكدة إلى »الموازي« قد يضر بأخرى »تشغيلية«
الأسهم »الخاملة« ظاهرة بطلها الرغبة في الابتعاد عن خطر الاستحواذ وغياب صانع السوق في البورصة
تحقيق سيد بغدادي:
لا يمكن انكار حقيقة مفادها أن سوق الكويت للأوراق المالية شهد منذ بداية العام الجاري انطلاقا ملحوظاً ونموا مستمراً على مستوى اداء الشركات المدرجة ومكاتب المؤشر السعري بدعم من فورة الاستحواذات التي بدأتها صفقة »الوطنية للاتصالات« لتكر المسبحة، فيما كان واضحاً ان الشركات تعلمت درس تداولات 2006 القاسي، وباتت أكثر تركيزاً على انشطتها وادائها التشغيلي ليتقلص اعتمادها على المتاجرة بالأوراق المالية في تحقيق الارباح فيما بدأت ظاهرة الأسهم المتضخمة التي »انتفخت« فيما يشبه الفقاعة رويداً رويداً رغم انها مازالت حاضرة في المشهد البورصوي العام.
غير أن ما يستحق السؤال هو لماذا لا تتفاعل أسعار بعض الاسهم الراكدة مع اداء السوق؟ ويكتسب السؤال مشروعيته من النتائج النصف سنوية التي تواصل الشركات الاعلان عنها والتي تؤكد تحقيقها لنمو قياسي وفي المقابل باتت هناك مجموعة من الاسهم الخاملة التي تتحرك سعرياً ببطء السلحفاة.
وفي السياق ذاته قال مراقبون لـ»الوطن« ان ظاهرة الشركات والاسهم الخاملة الراكدة، الموجودة في البورصة هي من الظواهر التي تستدعي اعادة النظر والالتفات اليها بشكل جدي ومحاولة طرح الحلول للقضاء على هذه الظاهرة وذلك نظراً لان نتائجها تتعلق بمصالح الكثير من المستثمرين والمتداولين والصغار منهم على وجه الخصوص.
واكد المراقبون ان اهم الاسباب وراء ظاهرة الشركات الراكدة هي مصلحة كبار الملاك والمساهمين في هذه الشركات والذين يرغبون في تحريك اسهم هذه الشركات لعدم ايجاد نوع من الرغبة عليها في التداول بالسوق وبالتالي خلق نوع من الاقبال المتزايد عليها وبذلك تتقرر مصالحهم من خلال تقنية الارباح، اضافة الى الرغبة في عدم جذب الانتباه الى هذه الشركات مما يؤدي الى الاستحواذ عليها من قبل بعض الاطراف، ناهيك عن عدم وجود ما يعرف »بصانع السوق« الحقيقي الذي يعمل على خلق تداول قوي على اسهم هذه الشركات، اضافة الى ضعف ادارات بعض هذه الشركات والتي قد تفي لمصلحتها من عدم وجود اقبال على شراء اسهمها في السوق، مع عدم تحقيقها لارباح جيدة ونتائج تشغيلية، مع وجود عامل الشائعات الذي تتأثر به الاسواق الناشئة مثل سوق الكويت للاوراق المالية.
ولفت المراقبون الى ان الحلول المقترحة لهذه الظاهرة هي ايجاد نوع من الوعي لدى المستثمر وكذلك المضارب عند انتقائه لهم للشراء من خلال الاعتماد على المعلومات الموثقة والتحليل والقراءة المستقبلية لنتائج الشركات بشكل عام والبعد عن الشائعات، اضافة الى تفعيل آليات الرقابة من الجهات الرقابية على هذه ا لشركات سواء ادارة السوق او وزارة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات لتحقيق وترسيخ مزيد من الشفافية حفاظا على حقوق الملاك والمساهمين والمستثمرين في وقت واحد.
واضاف المراقبون ان المقترح الخاص بتمويل هذه الشركات الى السوق الموازي في حال عدم تحقيقها لمعدل دوران اقل من %100 من رأسمالها خلال عام، هو مقترح لتحقيق اعادة النظر وذلك لان بعض هذه الشركات لها نتائج تشغيلية ومالية وارباح جيدة وبالتالي قد يكون هناك نوع من الظلم لبعض هذه الشركات اضافة الى تكرار السيناريو في السوق ا لموازي قائلين ان الحل هو ايجاد نوع من الاليات والرؤى الجديدة للقضاءعلى هذا الظاهرة او المحاولة للحفاظ على مصالح المستثمرين وصغارهم على وجه الخصوص وفيما يلي التفاصيل:
في البداية ذكر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في الشركة المتحدة للصناعات الغذائية الدكتور جواد سيد خلف ان ظاهرة الشركات الراكدة هي ظاهرة موجودة في سوق الكويت للاوراق المالية وتعود اسبابها الى العديد من العوامل ادت الى ظهورها منها رغبة الملاك في الشركة او كبار المساهمين في عدم حدوث حركة على اسهم هذه الشركة بحيث لا يحدث تداول كبير على السهم وبالتالي يحدث اقبال على شراء السهم.
واوضح خلف ان النتائج المالية غير الجيدة والاراء غير الجيدة للشركة بشكل عام قد يكون احد الاسباب الهامة في هذه الظاهرة اضافة الى عامل او عنصر الادارة فالادارات ذات السمعة غير الجيدة تؤثر على اداء الشركة ونشاطها وبالتالي حدوث ركود على اسهمها.
ولفت إلى ان الوعي المتوافر حاليا لدى المساهمين وكذلك المستثمرين والمتداولين الذي يمكنهم من متابعة اداء الشركة ونشاطها من خلال المعلومات المتوافرة وهي ميزة يتميز بها السوق الكويتي، ناهيك عن دور ادارة سوق الكويت للاوراق المالية في عملية مراقبة الشركات اضافة الى الجهات الرقابية الاخرى مثل وزارة التجارة والصناعة وغيرها من الجهات المختصة وبالتالي فان على المستثمر ان يقوم بالتفكير الجيد قبل الشراء واتخاذ القرار الاستثماري من خلال المتابعة الجيدة والدراسة المتأنية، وهو بدوره ما يخلق سوق اوراق مالية مستقرا في المستقبل.

صانع السوق

واضاف خلف ان وجود ما يعرف بـ »صانع السوق« هو امر هام لحدوث تحرك في الشركات الراكدة لان عدم وجود صانع سوق يقوم بدور في هذا المجال يُعد من احد اسباب ركود هذه الشركات، وخاصة ان السوق الكويتي لم يقطع شوطا طويلا ولا توجد لديه الكوادر الكافية مقارنة بالاسواق العالمية في هذا المجال.
وحول طرح الحلول لمعالجة ظاهرة الشركات الراكدة قال خلف ان هناك العديد من الاقتراحات والحلول في هذا الامر اهمها كان طرح تحويل هذه الشركات الراكدة وخاصة التي لم تحقق كمية تداول تبلغ %100 من رأسمالها خلال عام الى السوق الموازي، مبينا انه ليس بالحل المناسب، اهمها عملية ابداء الملاحظات في البداية على هذه الشركات من قبل ادارة السوق، وخاصة ان هذا الحل لن يكون بالضرورة غير مناسب حيث ان بعض هذه الشركات تتوسع في مناخ ارباح وبالتالي تأتي نتائجها السنوية او الفصلية نتائج جيدة، ولذلك فان على ادارة السوق ان تتأكد من جدية هذه الشركات وعدم تلاعبها، وان ثبت فان العقوبة قد تصل الى ايقافها في نهاية الامر لان هذا الامر يتعلق باموال المساهمين.

تحريك السهم

وبيّن ان عملية تأسيس صناديق ومحافظ بهدف معالجة هذه الظاهرة هو امر غير جيد في اطلاقه لان الهدف من ذلك قد يكون تحريك السهم فقط وهو سهم غير تشغيلي وبالتالي فان على المساهم مبدئيا ان تباع ويتأكد عند شرائه لاي سهم بغض النظر عن الشائعات وان يبني معلوماته على اسس ومرجعيات سليمة.

يتبع ,,,,,

دكتور قطر
20-08-2007, 04:09 AM
أسباب مجتمعه

ومن جانبه قال نائب رئيس مجلس الادارة في شركة حيات للاتصالات عماد حيات ان هناك عدة اسباب مجتمعة ادت الى خلق ظاهرة الشركات الراكدة، اهمها وجود حصص كبيرة في اسهم هذه الشركات عائدة للملاك، وليس هناك »سيولة« للسهم في التداول لأنه »ممسوك« من الملاك الكبار في الشركة، اضافة الى عدم وجود صانع سوق حقيقي دوره أن يجعل سهم الشركة في حالة بيع مستمرة، وهذا الأمر يخلق نوعا من الارتياح لدى المضارب والمستثمر من حيث سهولة الدخول الخروج على السهم حيث ان دور صانع السوق يتمثل في خلق الرغبة على السهم وبالتالي تنتفي عملية الركود.
ونوه حيات الى أن هناك شركات كثيرة لا تلقى رواجاً أو رغبة لاقتناء أسهمها سواء من قبل المستثمرين أو المضاربين وذلك لوجود بعض البيانات غير الصحيحة أو »المضللة« عن نشاطها أو أرباحها أو مشاريعها وبالتالي عن آداء الشركة بشكل عام وبالتالي هو أمر يخلق نوعا من الركود على أسهم الشركة وعدم وجود حركة تداول نشطة عليها، اضافة الى سمعة مجلس الادارة وذلك كون وجود شركات تخلق عن طريق ملكياتها في شركات أخرى ارتفاع مصطنع في أرباح هذه الشركات من خلال ضخ أموال في نهاية العام أو النتائج المالية الفعلية الربع أو النصف تسوية، وبشكل يبين ارتفاعا في الأصول، وبالتالي تتأثر هنا سمعة مجلس الادارة، كونه ادارة ناجحة وتشغيلية أمر تسعى لخلق صفقات مصطنعة وأرباح مصطنعة عن طريق حدوث ارتفاع لسعر سهم في الشركات التي يملكون فيها.


الحلول المقترحة

ولفت حيات أن الاقتراح بتحويل هذه الشركات للسوق الموازي ليس هو الحل المناسب لأن السوق الآن يملك العديد من الأدوات الأخرى، وأهمها الشفافية والتي تخلق الوعي عند المستثمر، بعيداً عن الأقاويل والاشاعات وبشكل واضح فان »البقاء للأصلح«، لأنه يمكن تكريس نفس الظاهرة بالسوق الموازي، مبيناً أن على هذه الشركات تحريك أسهمها بأدوات صحيحة من خلال »صانع السوق« يدرس المخاطرة والتشغيل اضافة الى وجود نوع من الرقابة والقوانين الواضحة من جهة الادارة، تضمن أن تبتعد هذه الشركات عن الأعمال المشبوهة خاصة عملية احداث ارتفاع لأسهم هذه الشركات بغرض زيادة الملكية أو زيادة حقوق المساهمين بشكل مصطنع وهو ما يخلق ضحايا هذه الشركات الراكدة.
وأضاف أن على المستثمر أن يركز على الشركات الناضجة من خلال قراءة البيانات المالية لها ودراستها ومعرفة مصدر هذه البيانات وربط النتائج بالتشغيل وأن يكون للمستثمر الاحساس بالمستقبل مع أخذه في الاعتبار لعنصر المخاطرة وبمعنى أدق أن يكون لديه قراءة مستقبلية لأي سهم يقبل على شرائه بعيداً عن الاشاعات والأقاويل.

»ثقة عمياء«

وبدوره ذكر رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في شركة مجمعات الأسواق التجارية الكويتية توفيق الجراح ان هناك اسهما موجودة في السوق تتمتع »بثقة مطلقة« من قبل المستثمرين وحتى المضاربين وتتداول بشكل كبير، وبالتالي فان درجة الوعي لدى المستثمر تختلف، من حيث الاعتماد على الدراسات وقراءة البيانات المالية، اما البعض الآخر وخاصة صغار المستثمرين فانهم وللاسف يعتمدون على الأقاويل والشائعات عند اتخاذ القرار الاستثماري وبالتالي هناك اسهم رائجة والاخرى »راكدة«، وقد تكون احيانا النية مبيتة من كبار الملاك في الشركة لجعل اسهمها راكدة وذلك لتحقيق مصالح واغراض في انفسهم وهذه هي اهم اسباب الركود اضافة الى عدم وجود صانع سوق حقيقي على اسهم هذه الشركات، وعدم تداول الاخبار بشكل سليم وجيد والذي هو دور لا بد ان تخلقه ادارة السوق من خلال تعزيز الشفافية.
واضاف الجراح ان على هذه الشركات الراكدة ان تستخدم حقها القانوني في شراء اسهم الخزينة بشكل يحرك السهم ولكن بدون مبالغة بحيث يطابق ذلك النتائج التشغيلية للشركة، اضافة الى قيامها بتأسيس صناديق ومحافظ والتي قد يكون لها دور في تحريك السهم.
ولفت الراح ان عملية شراء اسهم الخزينة هي قرار استثماري اكثر مما هو عملية دعم للسهم وخاصة في حالة وجود سعر السهم اقل من قيمته الحقيقية.
واستبعد الجراح عملية تحويل الشركات الراكدة الى السوق الموازي لتكون حلا، لأنها قد تعيد تكرار نفس السيناريو في هذا السوق وبالتالي عدم وجود حل حقيقي للمشكلة، لافتا ان الحل هو تعزيز الشفافية، وايجاد نوع من الرقابة من قبل ادارة السوق على عمل هذه الشركات وبشكل يضمن مصالح المساهمين والمستثمرين على حد سواء.

أداء تشغيلي

ومن جهة اخرى قال رئيس مجلس الادارة في شركة سبائك للاجارة والاستثمار طارق العيدان، ان الشركات الراكدة قد لا يكون لديها اداء تشغيلي جيد في اغلب الاحيان وبالتالي لا توجد هناك ايرادات تشغيلية لعدم وجود نشاط تشغيلي فعلي على الشركة فيؤدي هذا بالطبع الى ركودها، اضافة الى اسباب اخرى مثل ان يكون هناك رغبة من الملاك في الشركة أو المساهمين الرئيسيين هو اشاعة هذه السياسة بهدف ان تكون الشركة راكدة، لعدم لفت النظر والانتباه لهذه الشركة عندما تتحرك ويصبح لها أداء جيد وفعال وبالتالي يصبح هناك اهتمام ورغبة بالاستحواذ على هذه الشركة والدخول عليها وبالتالي تكون عرضة للاستحواذ من قبل اطراف اخرى.
واضاف العيدان ان هناك عاملا رئيسيا اخر وهاما في نفس الوقت وهو عدم وجود صانع سوق وبالتالي عدم وجود حركة على السهم، اضافة الى انه اذا لم تكن سمعة ادارة هذه الشركة بالمستوى المطلوب او جيدة فانه لن يكون هناك اقبال من جهة المتداولين والمستثمرين على شراء سهم هذه الشركات وبالتالي تتعرض للركود ولا توجد حركة على اسهمها نتيجة لعامل الادارة.
ولفت العيدان ان عملية تحويل هذه الشركات الى السوق الموازي في حال كونها لم تحقق معدل دوران يوازي %100 من رأسمالها هو مقترح من الصعب تطبيقه في كل الاحوال لان بعض هذه الشركات الراكدة لها اداء تشغيلي ومالي جيد وارباح متميزة وتوزيعات جيدة ولكن في نفس الوقت لا توجد حركة كبيرة على اسهمها بسبب ان قاعدة مساهميها صغيرة ومعظم الاسهم مملوكة من قبل كبار المساهمين والذين من مصلحتهم ان يحافظوا على ملكياتهم.
وقال ان هذه الشركات لابد ان تترك لآلية السوق في العرض والطلب لتحريك اسهمها اضافة الى استحداث محافظ وصناديق لتحريك هذه الاسهم الراكدة، بحيث يتم التداول بشكل اكثر شفافية، اضافة الى تداول المعلومات والرقابة من قبل ادارة السوق بحيث لا يقع اي ظلم غير مبرر على بعض الشركات التي قد يكون اداؤها ممتازا ولكن لا توجد حركة على اسهمها.

تاريخ النشر: الاثنين 20/8/2007