المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإقراض لشراء الأسهم ظاهرة متنامية تستوجب الحذر



ابو الاسهم
14-09-2005, 08:51 AM
تشير دراسات عديدة متخصصة في مجال الأوراق المالية خلال السنوات الأخيرة الماضية إلى حدوث أزمات نفسية وعصبية متزايدة جراء ضغوط البنوك وشركات التمويل على المقترضين لتسديد ديونهم‚ وتتزايد هذه الأزمات مع زيادة إقبال هؤلاء المتمولين على شراء الأسهم مقتنعين بأن مجرد نيلهم على لقب مستثمر ستدر عليهم الأرباح كنبع لا ينضب‚

«البورصة» رصدت تجارب بعض المستثمرين الذين أعربوا عن قلقهم من مخاطر الاقتراض من البنوك لشراء الأسهم دون ادراك ماهية الاستثمار وانه يؤدي إلى نتائج سلبية بالقدر نفسه من النتائج الايجابية التي قد يقدمها‚

البداية كانت مع المستثمر علي حنزاب الذي قال ان الاستثمار في السهم يحمل بين طياته مخاطر قد ينتج عنها تكبد المستثمر خسائر مادية جسيمة في وقت تشهد فيه اسعار الاسهم ارتفاعا شديدا خلال فترات زمنية قصيرة الامر الذي قد يؤدي في معظم الاحيان الى ذبذبة عالية في اسعار الاسهم وبالتالي فان المخاطرة تكون عالية بالنسبة لمن يستعين بقروض البنوك التي غالبا ما تضغط على عملائها المقترضين بشكل غير مباشر مما يتطلب توخي الحذر ودراسة وتقييم الوضع المالي بشكل دقيق لمعرفة قدرته على تحمل الخسارة وبالتالي ابتكار استراتيجية استثمارية تليق بقدرته على تحمل المخاطر‚

واضاف حنزاب كما يجب على المستثمر التنبه الى مخاطر الاقتراض بهدف شراء الاسهم والاستثمار فيها وخصوصا في هذه المرحلة التي تشهد اختلافا في فوائد القروض لذلك من الضروري ان يتحلى المستثمر بهدوء الاعصاب وعدم الاندفاع وعدم الافراط في الاقتراض لان ذلك يضعف من قدرة المستثمر على البقاء في السوق خصوصا في حالة انخفاض اسعار الاسهم وتعرضه لضغط البنوك لبيع الاسهم اضطراريا بهدف سداد الاقساط‚

ركود اقتصادي

من جهته اشار منصور الهاجري الى خطورة مشكلة اللجوء الى الاقتراض من البنوك والى امكانية ان تقوم بلعب دور كبير في ركود الاقتصاد المحلي نظرا لان بعض البنوك تستثمر في الاسهم وتقدم في نفس الوقت قروضا كبيرة لعملائها الامر الذي قد يضطرها للضغط على هؤلاء العملاء المقترضين لاسترداد ديونها عليهم مما يجعلهم يقبلون على بيع تلك الاسهم التي اشتروها بأسعار غير مقنعة مما يؤدي الى انخفاض اسعار الاسهم في البورصة نتيجة العرض الكبير وقلة الطلب مشيرا الى أن تأثير هذه الحالة قد يكون كبيرا على دفع عجلة الاقتصاد الوطني خصوصا عندما تضطر البنوك إذا نقصت السيولة فيها الى زيادة سعر الفائدة علي تلك القروض وذلك يؤدي الى حدوث ركود اقتصادي نتيجة لانخفاض حجم السيولة بالسوق ‚

الدراية مطلوبة

ويرى المستثمر حسين العمادي أن معالجة القروض التي تنشأ عن عمليات الاتجار في الاسهم من قبل بعض المستثمرين تحتاج الي إقامة ندوات ومحاضرات تثقيفية تدرس فيها حالات عديدة باستضافة شريحة عشوائية من المستثمرين وشرح كل حالة من تلك الحالات على حدة نظرا لاختلاف وضع ا وظروف كل عميل عن الآخر فقد تجد علي سبيل المثال من اقترض مبلغا من البنك ولديه القدره على السداد في أي ظروف ومهما زادت فوائد البنوك وبالتالي فإن ترتيب الأوضاع لدى البنوك المقرضة يصبح أمرا يسيرا وخاليا تماما من أية مشكلات في حين أننا قد نجد أن هناك من دخل هذا المجال واقترض من البنك ليتاجر في الأسهم دون أن يكون لديه ا لمعرفة والدراية الكافية بالسوق وبمدى مخاطر المضاربة على الأسهم وعليه شخصيا‚ وربما قد لا تكون لديه القدرة والامكانات المادية لتسديد جميع التزاماته بشكل منتظم مما قد يضطر ذلك المستثمر الى الاسراع بترتيب أوضاعه مع البنوك حتى لا تتفاقم مشاكله نتيجة استحقاق الفوائد عليه وربما قد تتغير قيمة الأسهم المملوكة له بأن يطرأ عليها انخفاض ما وبالتالي يصبح غير قادر على تسديد التزاماته وهذه حالة يجب معالجتها بالشكل الذي يتناسب معها‚

تعرقل عمل البنوك

المصرفي جلال حمادي يؤكد ان تأثير الديون المتعثرة على الميزانيات هو تأثير سلبي حيث تضطر بعض البنوك الى توجيه نسبة من ارباحها لتغطية الاحتياطات المطلوبة في حال انخفضت اسعار الاسهم وبالتالي فان الديون المتعثرة الناشئة عن الاقراض لشراء الاسهم يمكن ان يكون لها تأثير سلبي على عمل هذه البنوك مشيرا الى ان الديون المتعثرة الناجمة عن انخفاض قيمة الاسهم بالتزامن مع تاريخ استحقاقها تساهم في تضخيم المشكلة خاصة اذا كان الدين اكبر من قيمة الاسهم‚

واضاف حمادي ان قيام البنوك بالضغط على المقترضين وارد ومنطقي لأن ذلك يدخل في صلب عملها من اجل الاحتفاظ بأوضاع مالية سليمة وهو امر متفق عليه بين البنك وجميع المقترضين وفق تعليمات وضوابط يحددها المصرف المركزي بخصوص الاقتراض‚

أزمات نفسية حادة

ويوضح المصرفي سليمان حيدر ان التأثير السلبي للقروض التي تقدمها البنوك لعملائها يتجلى في ذبذبة اسعار الاسهم وفي وجود احتمال حدوث انخفاض كبير يطرأ عليها موضحا امكانية تعرض المقترضين لازمات نفسية حادة نتيجة الضغوط التي تمارس عليهم من قبل البنوك المقرضة‚

وقال حيدر: جاءني احد العملاء في العام الحالي يشكو من تعرضه لخسارة مالية كبيرة نتيجة اقتراضه مبلغا من نفس البنك الذي كنت اعمل فيه وشرائه اسهما بكامل المبلغ الذي اقترضه في احدى الشركات المدرجة في السوق المالي‚

وقال انه اشترى كل سهم من اسهم تلك الشركة بمبلغ قدره 172 ريالا مضيفا انه سرعان ما اتجه سعر ذلك السهم الى الانخفاض بشكل حاد جدا ليصل خلال فترة سريعة الى 78 ريالا مما سبب له ازمة نفسية نتيجة الاتصالات التي تأتيه من الموظفين العاملين في متابعة القروض في البنك الامر الذي جعل وضع ذلك المستثمر المقترض في حالة مزرية أوصلته الى اللجوء الى بيع اسهمه بالتدرج وسعيه لشراء ما ادعى انه ينسيه همومه شاكيا لي انه وصل الى اللحظة التي لم يعد يمتلك اي سهم من اسهمه وان الدنيا اصبحت تضيق به ولا يعرف ماذا يفعل‚

وقال حيدر: يجب على اي مستثمر يفكر في الاقتراض من البنوك ان يعي ان اسعار الاسهم ليست كما يتمنى وانها ليست مربحة دائما وان الخسارة ايضا قد تكون كبيرة وقاسية جدا‚

تجربة مريرة

وبينما كانت «البورصة» تجول البورصة تستطلع آراء المستثمرين حول نظرتهم لمسألة الاقتراض من البنوك لشراء ا لاسهم اوقفنا احد المستثمرين قال انه ابو تركي وطلب منا عدم ادراج اسمه الرسمي ليحدثنا عن تجربته المريرة مع هذه الظاهرة قائلا: كنت قبل حوالي السنة لا اعرف شيئا عن البورصة او الاسهم وكل ما كنت اعرفه هو ان يأتي عمي ويأخذ مني بطاقتي ليأخذني بعد فترة الى احد البنوك لاصرف شيكا صادرا باسمي كنت عادة اسدد الديون المستحقة عليّ ولكني وبعد ان اصبحت كلمة البورصة تتردد إلى مسمعي بشكل لافت ولاحظت ان كل من اعرفهم يتحدثون عن الاسهم وارتفاعها وانخفاضها الامر الذي شكل لدي هاجسا لمعرفة ما يتحدثون عنه الى ان وجدت نفسي اتردد على البورصة بشكل يومي اتابع فيها الشاشة دون ان ادرك ما الذي تعنيه تلك الارقام في ذلك الوقت‚ وتابع ابو تركي قائلا: زادت علاقتي بالبورصة عندما تعرفت على بعض المستثمرين ولقائي بعدد آخر منهم من اصدقائي ومعارفي الذين سعدت بوجودهم معي خلال الفترة الاولى من ترددي عليها الا ان «نصائحهم» المتزايدة اليّ بان ألجأ الى البنك لاقترض المبلغ الذي يمكنني من تداول الاسهم شأني شأن غالبيتهم جعلتني استيجب لهم‚ وفعلا حدث ما انا نادم عليه الآن طلبت مبلغا من البنك فقوبل بالترحاب سرعان ما «اندفعت» مسرعا لالحق الركب واصبح كغيري من المستثمرين‚

وتابع ابو تركي متحسرا: ليتني بقيت كما كنت عليه سابقا ولم ادخل هذا المجال لانني خسرت كثيرا والبنك يطالبني بالتسديد وانا متأكد من ان الفوائد تتراكم يوما بعد يوم وان السعر الحالي للاسهم التي اشتريتها لا يفي لسد نصف المبلغ الذي اقترضته من البنك وانا عاجز حاليا عن التفكير ولو بحل يخفف عليّ ما انا واقع فيه لذلك انصح اي مستثمر بأنه عندما يفكر بالاقتراض من البنك للدخول في مجال الاسهم ان يتوقع كوارث قد تحل عليه جراء هذه الخطوة‚
Al-Watan

بنت العرب
14-09-2005, 11:49 AM
الدين هم .... لكن الحياة تجبرنا عليه ... والكل يحاول يحسن دخله عن طريق الاستثمار في الأسهم ... لكن من الضروري أن نعرف كيف نستثمر .. وألا نغامر بالمضاربات دون علم أو استشارة ... اللهم اقض عنا الدين .. واغننا بحلالك عن حرامك .

فارس نجد
15-09-2005, 08:28 PM
الاخ الكريم ابو الاسهم
موضوع ممتاز شكرا لك

ابو الاسهم
15-09-2005, 08:38 PM
الاخ الكريم ابو الاسهم
موضوع ممتاز شكرا لك

شكرا لك فارس نجد الكريم :shy:

فارس نجد
15-09-2005, 08:46 PM
شكرا لك فارس نجد الكريم :shy:
الله يحييك اخي الكريم ابو الاسهم
ونصيحة للجميع لا للاقتراض لشراء الاسهم وهذا راي شخصي بحت
شكرا لك