المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (مـــــــوزه فخرو ) كل القصائـد . . . كل الحـــــــب !!



عبد الناصر
23-08-2007, 09:58 PM
هند السويدي - «موزة فخرو» كل القصائد.. كل الحب

تبتسم الورود لمن ؟.. وتمطر السماء لمن ؟ سيدة فاضلة تحمل في ضلوعها نبلا كريما وقلبا اصيلا.. منزل أنيق يتنفس بالحب.. الشللية الي كانت تتجمع من اجل نداء المصالح اختفت.. والاقدام التي كانت تبتغي في كل خطوة غرضا وفي كل تحية حاجة تلاشت.. لم تبق إلا الأصالة في زمن المصالح.. هل صادفتم قلبا يحمل هموم الدنيا ولا يئن ولا يشتكي.. «موزة فخرو» الحبيبة الصامتة.. الصابرة المحتسبة.. عرفتها عن كثب.. المتعطشة إلى النقاء والصدق.. البلورة الشفافة التي نبحث عنها ليس في يديها ولا دولاب ملابسها بل في قلبها.. تتربع على عرش طيبته ودفء عروقه.. سبحان الذي يجعل أنات القلوب تفرز لؤلؤا أبيض ممزوجا بالحنان.. سبحان الذي أفطر القلوب على الرحمة. سبحان الذي خلق وفرق بين الناس في القلوب. عرفتها صابرة محتسبة منذ رحيل زوجها عن الدنيا.. أطبقت عليها الحياة بصمت رهيب.. بوحشة حارقة.. أين الحبيب الذي كانت تبتسم له مع رشفات الشاي ودفء القهوة ومكعبات السكر؟ فجيعة موت زوجها منذ عام جعلتها تستطعم ألم الفراق وغياب الاحبة وموت السند والعزوة.. سحب معه ذكريات الحب والوجع والالم والامل والسعادة والحزن.. ترك الحقائب والدار وفارقت يده يديها الكريمتين.

صوته.. ضحكته.. رائحته.. ابتسامته.. فارقها دون وداع تركها تصارع الحياة وحدها.. بكته الدار والورود والبراويز الذكريات.. الآن تجلس وحدها في حزن جديد.. تستذكر ألم فراق أليم.. أفلت نجمة اخرى.. سقطت ورقة اخرى.. فقدت اخيها مؤخرا ذاك الذي ملأ الدنيا برائحته العطرة وسيرته المحمودة. رحل هو الآخر.. ترك التفاصيل ونفض الغبار عن ثوبه وسقط كما تسقط أوراق التوت ؟.. في بحيرة من دمائه في عجلة في لحظة في ثوان.. الاخوة لا تقدر بثمن ولا تعوض بقدر.. هي أثمن من لآلئ الدنيا وكنوزها.. ما لهذه الدنيا التي تسرق البريق ؟ « موزة فخرو» عرفتها عن كثب.. الرؤوم الحنون.. الرحمة تقطر فيضا وشهدا في عروقها.. تمتلئ أوداجها طيبة وإحساسا ورقة وسلاسة وعذوبة.. من منا لا يعرف هذه الطاهرة ؟ التي تسجد لربها في خنوع راضية محتسبة بما قدر لها الله أن ينتزع من أحضانها الزوج والأخ. وتلك التي ترتوي على ثغرها فراشات المحبة وتستنطق برطب الكلام العذب ؟. «موزة فخرو».. قلما نجد في هذه الدنيا معادن طيبة تسير على الأرض، لكننا وجدناها مجتمعة بها.. وقلما نجد في هذه الدنيا قلبا نقيا يمسح الدمعات ويرسم البسمات، لكننا وجدناه بها.. قلما نجد شموع الوفاء في زمن الغدر والخيانة والمطامع، لكننا وجدناها في بيتها.. وقلما نجد قناديل الحب تتقد في زمن الكذب والرياء والمصالح، لكننا وجدناها في قلبها.. في زمن حكم البشر الطالح يسود والطامع يقود والبشر بينهما يتوزعون بين من يجمع مرايا الحب بالزيف والخداع فيفشلون وبين من يرى مرايا الحب في بريق عينيه فتجتمع عنده الناس على الحب والمحبة والخير.. ليس منزل «موزة فخرو»من أصفه بالانيق بل حجرات قلبها هي الأنيقة الرقراقة الشفافة. أبكتني مقالتها حول اخيها «الحبيب الذي غادر سريعا» إنها صمت للوداع المبلل بالدموع بل هي وداع صامت مبلل برحيل أخ عزيز.. فقدته الحياة بأسرها.. بكته الدنيا بدموعها.. ما أروع كلماتك في رثاء أخيك.. أحييك على شجاعتك وقت كتابتها.. على دموعك التي بدت ظاهرة في عنوان المقالة... على رباطة جأشك وكبرياء صمتك وجياشة عاطفتك وارتباك أناملك الرقيقة وقت كتابتها.. ما أقسى رحيل السند والحبيب.. الأخ والزوج.. في سنة واحدة.. أي كلمات اخاطبك بها أستاذتي الغالية؟ أي عاطفة أبدأ بها حبيبتي الغالية.. تئن الكلمات وتتوجع.. آآه على الآآه التي في قلبك يا كل الحنان والطيبة وكل الحب والصدق. ثقي إن الله سبحانه وتعالى رؤوف بعباده.. يعظم أجرك ويآجرك على مصيبك الجلل.. ويخلف لكم خيرا منها.. يجمعكم معا في جنات النعيم.. في روض الجنان... تتقابلين مع من تحبين على سرر متقابلين تنظرين معهما إلى ما يسر الناظرين..

إنني أعشق رحمة قلبك.. وإنني على يقين إنك تكسبين محبة الآلاف من القلوب التي نصفها لا يعرفك معرفة القرب أو الصداقة أو الزمالة ولكن يعرفك بطيبتك التي اشتهرت بها وإنسانيتك التي تبصم لها الأيادي.. سيظل اسمك خالدا في سماء ذاكرة قطر والبشر.. « موزة فخرو» التي أسست دعائم التعليم النظامي في قطر ومنحته اجتهادا مميزا وقوامة رفيعة ونجاحات متوالية في كسب التميز العلمي والتفوق المهاري والإبداع في الحنان الذي أسر قلوب الأمهات والطالبات والعاملات معها في وقت لم تستطع أية عناصر نسائية أخرى أن تجتمع بها مائة ميزة وميزة كتلك التي اجتمعت في جهود كريمة صنعت ببريق «موزة فخرو» نجما ساطعا في سماء الإبداع في قطر.