المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة صناديق الاستثمار



Love143
14-09-2005, 11:36 PM
ثقافة صناديق الاستثمار

تلعب صناديق الاستثمار دوراً هاماً في تعبئة المدخرات وتوجيهها نحو أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة معتمدة علي خبرات المختصين القائمين علي إدارة الصناديق مما لا يتوافر للأفراد والمؤسسات الصغيرة القيام بها بمفردهم.



نشأة الصناديق

تعود نشأة صناديق الاستثمار Mutual Funds إلي القرن التاسع عشر، عندما ظهر للوجود أول صندوق استثماري في العالم بهولندا عام 1822م. أما البداية الحقيقية للصناديق بمفهومها الحالي فتعود إلي عام 1924م عندما أنشئ أول صندوق في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية. وعلي المستوي العربي، تأسس أول صندوق استثمار في السعودية عام 1979.


تعريف الصندوق

علي الرغم من عدم وجود تعريف محدد لصندوق الاستثمار، إلا أنه يمكن القول بأن الصندوق بشكل عام عبارة عن أداة استثمارية أو وعاء استثماري مشترك يتم من خلاله تجميع أموال عدد كبير من المستثمرين "المشاركين"، واستثمارها وفقا لإستراتيجية معينة في أنشطة استثمارية محددة تكون في الأغلب أوراقاً مالية. ويقسم رأسمال الصندوق إلي وحدات استثمارية متساوية في الحقوق تطرح للاكتتاب لجمهور المستثمرين، ولكل وحدة من وحدات الصندوق قيمة اسمية محددة في نظامه الأساسي، قد تكون بالعملة المحلية أو بأي عملة عالمية.


أنواع الصناديق

هناك عدة أنواع وتصنيفات لصناديق الاستثمار، ويمكن تقسيم الصناديق من حيث طبيعة رأس المال إلي نوعين رئيسيين هما: النوع الأول يدعي صناديق الاستثمار ذات رأس المال المتغير وتسمي الصناديق المفتوحة Open-End Funds وتعد الأكثر شيوعاً، وتتميز بسهولة بيع وحداتها الاستثمارية علي أساس صافي قيمة الوحدة في أي وقت. ويتم التعامل علي وحدات الصندوق مباشرة، وتنشر إدارة الصندوق يوميا أسعار الوحدات، والنوع الثاني يدعي صناديق الاستثمار ذات رأس المال الثابت وتسمي الصناديق المغلقةClosed-End Funds وتتميز بالثبات النسبي في هيكل رأس المال، بمعني أن عدد الوحدات المصدرة من قبل هذه الصناديق ثابت ولا يتغير إلا بموافقات رسمية من جهة الاختصاص. ويمكن للمستثمر التعامل بوحدات هذه الصناديق من خلال البورصة ومن خلال وسيط معتمد ومقابل نسبة عمولة محددة.

من ناحية أخري، يمكن تصنيف الصناديق من حيث أهدافها إلي عدة أنواع من أهمها صناديق النمو Growth Funds وتتميز بمخاطرها العالية لكونها تركز علي الأرباح الرأسمالية الناتجة عن الاستثمار في الأسهم العادية، و صناديق الدخل Income Funds ومخاطرها متدنية لكونها توظف أغلب أموالها في الأوراق المالية ذات الدخل الثابت كالسندات والأسهم الممتازة، والصناديق المتوازنة Balanced Funds وتتميز بتوزيع استثماراتها بالتوازن فيما بين الأسهم والسندات. وهناك صناديق المؤشرات Index Fundsوتستثمر في الأسهم التي يشملها أحد المؤشرات شائعة الاستخدام مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 Standard & Poor's، ومؤشر فاينانشل تايمز Financial Times 100، ويسهل متابعة المستثمرين لأداء هذه الصناديق من خلال متابعة أداء المؤشر. كما أن هناك أنواعا عديدة لا حصر لها من الصناديق مما يعطي فرصاً أكبر للمستثمر في اختيار ما يلائمه من الصناديق، فهناك الصناديق المحلية والعالمية، والصناديق المتخصصة في قطاعات معينة، وهناك الصناديق التقليدية غير الشرعية والصناديق الإسلامية التي تتوافق أنشطتها مع مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء.


هيكل الصناديق

ومهما كان شكل الكيان القانوني لصندوق الاستثمار، فللصندوق مؤسس يكون في الغالب بنكاً أو شركة استثمار، وللصندوق مدير استثمار Investment Manager يتمتع بالخبرة والكفاءة والسمعة الحسنة يتولي إدارة استثمارات الصندوق وفقاً لاستراتيجية استثمارية ذات خطوط عريضة واضحة المعالم في سبيل تحقق أقصي استفادة من أموال المشاركين بوحدات الصندوق. كما أن للصندوق أمين استثمارCustodian يتولي عدة مهام من بينها مراقبة أعمال مدير الاستثمار، ويكون لكل صندوق مراقب حسابات أو أكثر يتم تعيين أي منهم من قبل جهة الإشراف والرقابة طبقاً لشروط معينة، وذلك من أجل اعتماد البيانات المالية للصندوق. ويقف حملة وحدات الصناديق علي قمة الهيكل التنظيمي لصندوق الاستثمار. وتعتبر الصناديق أكثر أنواع الاستثمارات تنظيماً وأشدها رقابة، حيث يتم الإشراف والرقابة عليها من قبل المصارف المركزية أو هيئات الأوراق المالية، وهذا يختلف من دولة لأخري.


مزايا الصناديق

ولصناديق الاستثمار مزايا وفوائد عديدة، لعل من أهمها الإدارة المحترفة Professional Management التي تستند إلي الأبحاث والتحليلات المالية عند اختيارها للأوراق المالية التي تستثمر فيها، واعتمادها علي مبدأ التنويع Diversificationمما يساعد بدوره في تقليص المخاطر المترتبة علي الاستثمار في وحدات تلك الصناديق، بالإضافة إلي خاصية السيولة Liquidity التي توفرها الصناديق من خلال إتاحة الفرصة للمستثمرين باسترداد قيمة وحداتهم وفقاً لما هو مبين في الأنظمة الأساسية ونشرات الإصدار الخاصة بتلك الصناديق. هذا عدا عن ملاءمة الصناديق لصغار المستثمرين الذين لا يتوفر لديهم المال الكافي لتنويع استثماراتهم في الأوراق المالية، ولكافة المستثمرين الذين لا تتوافر لديهم الخبرة الكافية أو الوقت اللازم لمتابعة استثماراتهم. ومن المفترض أن تسهم صناديق الاستثمار في رفع كفاءة سوق الأوراق المالية من خلال اعتماد مديري الاستثمار في قراراتهم الاستثمارية علي تحليل المعلومات المتوفرة عن الأوراق المالية التي تستثمر فيها، وتحقيق التوازن لتلك السوق من خلال ما تقوم به الصناديق من دور مشابه لصانع السوق. وعلي المستوي الكلي، من المتوقع أن تسهم الصناديق في فتح الباب أمام استقطاب الاستثمارات الأجنبية وبما يعود بالنفع علي الاقتصاد الوطني.


خاتمة

ما ورد أعلاه لا يعني بأي حال من الأحوال أن الاستثمار في صناديق الاستثمار لا يخلو من المخاطر ، فأي نوع من أنواع الاستثمارات لا بد وأن ينطوي علي مخاطر وبدرجات متفاوتة. لكن من المتوقع للإدارة المحترفة للصناديق وسياسة التنويع المعتمدة من قبلها أن تفضي إلي تعظيم العوائد وتقليل المخاطر إلي أدني المستويات.

ياسين عبابنة خبير بسوق الدوحة للأواق المالية