تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدوحة تنتظر 200 برج بنهاية العام القادم



Love143
14-09-2005, 11:37 PM
الدوحة تنتظر 200 برج بنهاية العام القادم

تحقيق: مصطفي البهنساوي :تعتبر الأبراج والمشاريع العقارية الضخمة عنواناً للنهضة الاقتصادية والعمرانية، وفي قطر تشهد عاصمتها الدوحة ازدياداً كبيراً في حركة بناء الأبراج الضخمة وبمساحات واسعة وارتفاعات شاهقة تصل إلي سبعين طابقاً في بعض الأبراج.

ويقوم القطاع الخاص سواء داخل قطر أو خارجها بدور كبير في عملية تشييد وبناء الأبراج في منطقة الدفنة وهو ما أدي إلي تنشيط العمران بالدولة نتيجة ارتفاع العائد الاستثماري الذي يجنيه المستثمرون من وراء الاستثمار في بناء الأبراج.

وتشير التقارير الاقتصادية إلي أن الدوحة سوف تشهد بحلول العام المقبل 2006 ما يقارب 200 برج تتراوح ارتفاعاتها ما بين 20 طابقاً إلي 70 طابقاً وذلك طبقاً لقوانين تنظيم العمران بمنطقة الأبراج بالدوحة والتي تنظم عمليات البناء والتشييد بهذه المنطقة وحددت الارتفاعات المسموح بها بهذه الارتفاعات والتي لم تكن تتجاوز الطابقين في السابق.

ومع بدء تنفيذ هذه المشاريع العقارية الضخمة بالدوحة وتسابق المستثمرين العقاريين علي الحضور إلي الدوحة وعقد الصفقات بالمليارات من خلال تنافس أكثر من 400 شركة عالمية علي سوق هائلة من مشاريع الإعمار في بلد يشهد حركة بناء لافتة حولته إلي ورشة كبيرة وسوق بمليارات الدولارات، يبرز عدد من التساؤلات أولها ما الذي تحتاجه صناعة العقار في الفترة القادمة.

وما هي أبرز التحديات التي تواجه القطاع العقاري وإنشاء مثل تلك الأبراج الضخمة، وهل تشهد قطر إنشاء أبراج بارتفاعات تصل إلي 700 متر مثلما يحدث في دبي وعدد من دول شرق آسيا أم أن الارتفاعات ستبقي في حدود ستين وسبعين طابقاً وقبل الإجابة علي تلك الاسئلة علي لسان خبراء العقار ورجال الأعمال يجب استعراض عدد من أهم تلك المشاريع الضخمة.

أبرز هذه المشاريع هو مشروع اللؤلؤة قطر وهو عبارة عن جزيرة اصطناعية ساحلية علي شكل ريفيرا يتم استصلاحها بعيداً عن شاطيء العاصمة الدوحة وبتكلفة تبلغ 5.2 مليار دولار أمريكي.. كما يضم المشروع الذي يتم إنشاؤه علي عدة مراحل 10 مناطق سكنية فريدة يجري تطويرها في خلال مدة خمس سنوات، بالإضافة إلي برج اللاجون بلازا وهو أعلي برج متدرج في العالم وكذلك برج البالم تاور في شارع مجلس التعاون وهذان المشروعان تقيمهما شركة دار للاستثمارات العقارية وبتكلفة تبلغ ملياري ريال، كما تقيم شركة دبي القابضة برج دبي تاور.. كما تستثمر شركة الصبان للاستثمارات العقارية ثلاثة أبراج في منطقة بورتو أربيا ويقيم رجل الأعمال يوسف الساعي برج العديد الذي يرتفع 25 طابقاً ويتم تخصيصه للمكاتب التجارية.

ويقول الساعي إن برج العديد يعتبر أحد أكبر الأبراج في قطر مساحة حيث تبلغ مساحته 2700 متر ويقع في منطقة حيوية جداً بالدفنة.

وأشار الساعي إلي أن مثل تلك المشروعات تحقق عائداً استثمارياً جيداً وفي فترات زمنية وجيزة لا تزيد عن خمس سنوات يدعمها في ذلك رخص أسعار الأراضي التي تبني عليها تلك المشاريع والتي تعتبر الأرخص في المنطقة والعالم خاصة إذا ما روعي أن هذه المشروعات تقام في منطقة حيوية وتجارية.

وحول إمكانية إقامة أبراج بارتفاع 600 أو 700 متر في الدوحة علي غرار المنطقة المجاورة قال الساعي إن فكرة إقامة أبراج بهذه الارتفاعات الضخمة موجودة وتم طرحها من قبل رجال الأعمال القطريين قبل عامين حيث أبدي عدد كبير منهم الاستعداد لبناء أعلي أبراج في العالم في العاصمة الدوحة.

وأضاف أنه تم الاتصال بالمسؤولين للموافقة علي إنشاء عدد من الأبراج بهذه الارتفاعات العالية ولكن لم نتلق أية موافقة حتي الآن مشيراً إلي أن بناء أعلي الأبراج علي مستوي العالم بالدوحة يعد من الأمور التي تحتاج إلي قرارات سيادية وليس راجعاً إلي عجز في الامكانيات أو عدم رغبة في ذلك.

وحول التحديات التي تواجه إقامة أبراج علي هذا المستوي في الدوحة.. قال الساعي: إن العقبات قليلة وتتمثل فقط في نقص مواد البناء وتأخير كميات الأسمنت التي تحتاجها مثل تلك المشاريع ولكن ليس بالصورة التي يصورها الإعلام.

من ناحيته اعتبر رجل الأعمال عبدالهادي الشهواني أن أبراج الدوحة تعد ظاهرة طبيعية وذلك لعدم توافر مساحات أراض في قطر بالإضافة إلي ذلك فإن ارتفاع الأسعار يعد من الأسباب الرئيسية لبناء تلك الأبراج مشيراً إلي أن تكرار الأبراج لا يصلح إلا في أماكن بعينها.

وقال إن أصحاب الأبراج حصلوا علي مواقع معينة بالدوحة وهي منطقة الدفنة مسموح فيها ببناء أكثر من 60 طابقاً لافتاً إلي أن المستثمر في هذه الأماكن يضع البيض في سلة واحدة.

وأضاف أن المستثمرين اتجهوا إلي هذه الأماكن المسموح فيها بهذا العلو للحصول علي عائد استثماري جيد فبدلاً من أن يقوم بشراء 50 قطعة أرض ويقوم بالاستثمار والبناء عليها يستطيع من خلال هذه الأماكن أن يشتري قطعة أرض واحدة ويبني عليها 50 طابقاً. وأشار الشهواني إلي أن البلد في حالة انفتاح ولديها مشاريع عملاقة واستثمارات ضخمة في الفترة الحالية والقادمة غير متواجدة في أماكن أخري وذلك بسبب الاقتصاد القوي الذي تتمتع به قطر واتجاه أنظار المستثمرين إليها.

وقال إن ما يحدث من نهضة عمرانية وإنشائية في قطر في الوقت الحالي جاء متأخراً وكان المفترض أن يتم منذ عشرين عاماً مشيراً إلي أن قطر تحتاج إلي ثلاثة أضعاف ما يحدث الآن من إنشاءات. وأوضح أن بناء هذه الأبراج العالية والمشاريع الضخمة كان يستلزم وجود بنية تحتية قوية من شوارع وكباري وصرف صحي وكهرباء وماء وهو ما بدأته قطر منذ خمس سنوات.

وأشار إلي أن تلك البنية التحتية القوية عملت علي أن تسير المشاريع الحالية بخطي ثابتة بحيث يتم تسليمها في أوقات محددة يلتزم بها المستثمرون وهو ما يعمل علي تخفيف حدة أزمة الإسكان وانعاش الحركة الاقتصادية.

وطالب الشهواني بأن تكون هناك سلاسة في الإجراءات المتبعة في الدوائر الحكومية وأن يكون هناك عاملون متخصصون يتعاملون مع رجال الأعمال وأن تكون هناك مراجع واضحة لحل المشكلات التي تواجه رجال الأعمال في الوزارات أثناء إنهاء أعمالهم.

ويقول السيد محمد بن طوار الكواري عضو مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة إن قطر تتجه إلي أن تصبح مركزاً رئيسياً للسياحة في المنطقة في الفترة المقبلة نتيجة لاستضافتها العديد من المؤتمرات العالمية واستقطابها للعديد من الفعاليات والأحداث الهامة وهو ما يتطلب وجود نهضة عمرانية ضخمة لإقامة مثل هذه الأحداث والفعاليات مشيراً إلي ما تحتاجه الدولة من أعداد كبيرة من الفنادق الضخمة التي يتم إنشاؤها حالياً بالإضافة إلي استضافتها لدورة الألعاب الآسيوية عام 2006 وهي أحداث تحتاج إلي بناء المزيد من المشروعات والأبراج السكنية والتجارية الضخمة.

وحول أبرز التحديات التي تواجه مثل تلك المشاريع العقارية الضخمة يقول الكواري إنه بالفعل كان هناك عدد كبير من التحديات أبرزها عدم توافر مواد البناء بصورة مستمرة حيث واجه السوق نقصاً حاداً في مادة الأسمنت التي تحتاجها تلك المشروعات ولفترات متفاوتة، بالإضافة إلي أن البنية التحتية لم تكن مكتملة وهو ما تداركته الدولة وعملت كل ما في وسعها بحيث نري الآن بنية تحتية قوية من طرق و كباري ومحاولة السيطرة علي أزمة مواد البناء وحلها بكل السبل، وبحيث أصبحت الأمور تسير في وضعها الطبيعي الآن.

وقال إن صناعة العقار تحتاج إلي مزيد من التسهيلات سواء من حيث إعطاء القروض البنكية لإنجاز المشاريع العقارية أو تسهيل إجراءات وزارة البلدية. وأضاف الكواري أن مشاريع الأبراج الموجودة حالياً في الدوحة لديها تراخيص بارتفاعات تصل إلي 80 طابقاً و90 طابقاً فقط وهناك مشاريع فريدة من نوعها وقد نري في المستقبل أعلي الأبراج في العالم بالدوحة.

ويقول السيد أحمد الفرا نائب الرئيس التنفيذي بشركة الأرض للاستثمار والتطوير العقاري والتي تستثمر ملياري ريال في مشروع اللؤلؤة قطر: إننا نقوم بتنفيذ وتطوير ثمانية أبراج سكنية وذلك كمرحلة أولي من نشاطنا الاستثماري في دولة قطر من خلال مشروع اللؤلؤة قطر. وأضاف أن الشركة سوف تبدأ في بناء أول برجين خلال شهر نوفمبر القادم.

وأوضح أن لدينا في المرحلة الأولي ثلاثة أبراج في منطقة بورتو أربيا حيث بدأ البيع في أول أبراج توسكان والذي يتكون من أربعة أدواراً تم تخصيصها كجراج للسيارات بالإضافة إلي 20 دوراً وبحيث يكون متاحاً أمام العملاء عدد 150 شقة في كل برج.

وحول وجود تحديات تواجه إنشاء هذه الأبراج قال الفرا: إنه لا يوجد أي عقبات وإنما نلقي كل التعاون والدعم من قبل المسؤولين وان كنا قد سمعنا عن مشكلة وجود أزمة في مادة الأسمنت لكن المشكلة انتهت.

وقال الفرا: إننا في شركة الأرض علي استعداد لبناء وتنفيذ أبراج بارتفاع 700 متر وليس لدينا أية مشكلة في الارتفاعات ولكن ما يهمنا هو أن يكون العائد الاستثماري من وراء تلك المشروعات ذات الارتفاعات جيداً.

وأوضح أن تعداد السكان في قطر في ازدياد مستمر ويقابلها عقارات غير كافية لتلك الأعداد وبالتالي فإن أسعار الإيجارات أصبحت مرتفعة، وهو ما جعل العديد من المستثمرين يجدون قطر بيئة ملائمة للاستثمار بها في القطاع العقاري.

وأكد أن ما يحتاجه المستثمرون العقاريون يتمثل في تسهيل الحصول علي مواد البناء وكذلك وجود تسهيلات بنكية.

من جانبه أكد المهندس عبدالله عطاطرة الرئيس التنفيذي لشركة دار للاستثمار والتطوير وهي الشركة المطورة والمالكة لمشروع اللاجون بلازا ومشروع البالم تاور أن القطاع العقاري القطري يشهد نهضة كبيرة. وأشار إلي أن الارتفاع المتزايد في عدد سكان الدولة.. والمتوقع أن يتضاعف خلال الفترة المقبلة والذي يصاحبه ازدياد الطلب علي الشقق السكنية والمكاتب في ظل قلة العرض كانت أسباباً كافية لبناء العديد من الأبراج السكنية والتجارية التي يتم تخصيصها للسكن وللأغراض المكتبية والتجارية.. وحث عطاطرة رجال الأعمال علي الاستثمار في القطاع العقاري معتبراً أنه أكثر القطاعات أماناً.

وثمن عطاطرة السياسة الرائدة التي ينتهجها صاحب السمو أمير البلاد المفدي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله علي المستويين الإقليمي والدولي وذلك يضع قطر علي رأس قائمة الدول التي تستحوذ علي اهتمام المستثمرين.

وقال عطاطرة إننا ومن خلال شركة دار للاستثمار والتطوير العقاري نقوم بتنفيذ مشروع اللاجون بلازا وبتكاليف استثمارية تبلغ ملياراً و200 مليون ريال قطري وهو أعلي برج متدرج في العالم يتم إقامته في منطقة الخليج الغربي.

وأضاف أن البرج الآخر الذي تقوم شركة دار بالاستثمار فيه هو برج البالم تاور الذي يتم تشييده في شارع مجلس التعاون بالدوحة والذي يبلغ ارتفاعه 244 متراً وبتكلفة إنشائية 80 مليون ريال.

وحول إمكانية إنشاء الشركة لأبراج بارتفاع 700 متر قال عطاطرة إن شركة دار تعتمد دائماً وأبداً علي دراسات الجدوي في إنشاء مشاريعها الضخمة مشيراً إلي أنه إذا ما أوضحت الدراسات امكانية إنشاء أبراج بهذه الارتفاعات فلن تتردد الشركة في ذلك خصوصاً وأن قطر تستوعب مثل هذه الأبراج لديها.