المهندس عبدالعزيز
15-09-2005, 11:24 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد ...
إن مما دفعني لكتابة هذا العنوان ما أرى من تكالب إخواننا أهل الدين والإلتزام للتنافس على الدنيا ومزاحمة الناس في أسواق المال ودخولهم معترك التجارة حتى أصبحت التجارة حديث الصباح والمساء والذاهب والآت ، وليس في التجارة عيب ولكن العيب من غابت عنه الغايات والأهداف والصفات وترك ما خلق لأجله واشتغل فيما كتب له وقسم وقدر ، ولقد برزت على أهل الدين مع الأسف عدة صفات لحظتها بعدما اشتغلوا في أسواق المال منها :
أولا: تفريطهم في أعمالهم الدعوية فمن كان منهم خطيبا أو إماما أو مدرسا أو واعظا أو داعية أو مؤلفا أو ناشرا أو كاتبا قد ترك هذه الأمانة وهذا الشرف الذي أوكل إليه وانغمس في التجارة ومتابعة حركة الأسهم وأسواق المال العالمية.
ولازم ذلك ، التأثير على دين الإنسان ونقله من التمسك بالسنة إلى التساهل والتسيب.
ثانيا: تغير الأصحاب فأصحاب الأمس كانوا طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم وأهل الحق والصالحين واليوم أصبح الأصحاب ( كل جعضري جواظ سخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار) ، وياليت والأمر توقف على ذلك بل تجاوز إلى التنكر إلى أهل الدين ونقد ما هم عليه واحتقار حالهم وازدراء سنتهم وصحبتهم .
ثالثا: تفويت الفرائض والتفريط بالنوافل وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : (( ومن اتبع الصيد غفل)) إنه صيد الدرهم والدينار وتابعة حركة الأسواق العالمية والمضاربات المحلية.
رابعا: التساهل في الحلال والحرام ، وقد يرى ذلك واضحا في شراء أسهم الشركات المشبوهة بل والساعية في دعم أعداء الله على حساب إيذاء المسلمين ، وقد نصحت أحدهم لترك المساهمة في شركة مشبوهة في دعم وايواء وتخزين معدات من يعادي المسلمين فقال إن الشركة لا تخزن الخمور وكأن الحلال والحرام كله محصور في الخمور ونسي أن أصل عقود مثل هذه الشركات قائم على الدعم اللوجستي والنقل لمن يحتل بلاد المسلمين ثم إن اسهامات هؤلاء الملتزمين صارت فتنة لغيرهم ومسوغ يحلل فيه الحرام ولله المستعان ناهيك عن المساهمة في شركات أموالها تودع في البنوك الربوية وأخرى ليس منصوصا في نظامها التأسيسي على مراعاة أحكام الشريعة الاسلامية والأمر في النهاية يرجع إلى قرار مجلس الإدارة.
خامسا: الألفة والمحبة التي انعقدت بين أهل الإيمان وأهل المعاصي من المرابين والمرتشين وغيرهم دون نصح أو تذكير أو شفقة عليهم لمعصيتهم رجاء هدايتهم بل أصبح القاسم المشترك بينهم هو الدرهم والدينار وحركة الأسهم وسوق الأوراق المالية والبورصة.
ولقد آسفني أن أرى من تأثر بأخلاق هؤلاء من الملتزمين حينما اشتهر بين الناس في السوق بالكذب والخداع أو عدم الصدق والاحتيال واخلاف المواعيد وإنكار العهود سعيا وراء الوصول إلى جميع المال حتى قال أحدهم والله إني لأخاف من التعامل مع المتدين أكثر من خوفي من التعامل مع غيره.
وأخيرا لم يقل أحد بحرمة التجارة فقد (( أحل الله البيع وحرم الربا)) ولكن لنحدد غاياتنا وأهدافنا
نعم لندخل إلى السوق بثوبنا وصبغتنا والتزامنا فيتأثر الناس بسلوكنا كما تأثروا بأقوالنا لتشتهر بينهم بالصدق والأمانة ولنتحر الحلال قدر المستطاع ولا يكن للتجارة أثر على عبادتنا ولا طلبنا للعلم بل نجمع المال لانفاقه في سبيل الله فهو في أيدينا لا في قلوبنا ، ولن تلهينا التجارة يوما عن عبادتنا وهذا هو موطن المدحة في قوله تعالى : (( رجال لا تلهيههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة )) .
وليكن لنا في عثمان بن عفان وعبدالرحمن نبن عوف وطلحة والزبير رضي الله عنهم خير مثل في اتخاذ المال وسيله لغاية وهي رضى الله تعالى وليس غاية نسعى لأجل تتحقيقها وجمعها .
وإذا ذهب أهل الدين وانزلقوا في هذا المنزلق العظيم فمن يبقى لإصلاح هذه الأمة .
يا علماء العصر يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
الدكتور طارق الطواري
http://www.alislam4all.com/x/modules/news/article.php?storyid=477
إن مما دفعني لكتابة هذا العنوان ما أرى من تكالب إخواننا أهل الدين والإلتزام للتنافس على الدنيا ومزاحمة الناس في أسواق المال ودخولهم معترك التجارة حتى أصبحت التجارة حديث الصباح والمساء والذاهب والآت ، وليس في التجارة عيب ولكن العيب من غابت عنه الغايات والأهداف والصفات وترك ما خلق لأجله واشتغل فيما كتب له وقسم وقدر ، ولقد برزت على أهل الدين مع الأسف عدة صفات لحظتها بعدما اشتغلوا في أسواق المال منها :
أولا: تفريطهم في أعمالهم الدعوية فمن كان منهم خطيبا أو إماما أو مدرسا أو واعظا أو داعية أو مؤلفا أو ناشرا أو كاتبا قد ترك هذه الأمانة وهذا الشرف الذي أوكل إليه وانغمس في التجارة ومتابعة حركة الأسهم وأسواق المال العالمية.
ولازم ذلك ، التأثير على دين الإنسان ونقله من التمسك بالسنة إلى التساهل والتسيب.
ثانيا: تغير الأصحاب فأصحاب الأمس كانوا طلبة العلم وحفظة القرآن الكريم وأهل الحق والصالحين واليوم أصبح الأصحاب ( كل جعضري جواظ سخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار) ، وياليت والأمر توقف على ذلك بل تجاوز إلى التنكر إلى أهل الدين ونقد ما هم عليه واحتقار حالهم وازدراء سنتهم وصحبتهم .
ثالثا: تفويت الفرائض والتفريط بالنوافل وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : (( ومن اتبع الصيد غفل)) إنه صيد الدرهم والدينار وتابعة حركة الأسواق العالمية والمضاربات المحلية.
رابعا: التساهل في الحلال والحرام ، وقد يرى ذلك واضحا في شراء أسهم الشركات المشبوهة بل والساعية في دعم أعداء الله على حساب إيذاء المسلمين ، وقد نصحت أحدهم لترك المساهمة في شركة مشبوهة في دعم وايواء وتخزين معدات من يعادي المسلمين فقال إن الشركة لا تخزن الخمور وكأن الحلال والحرام كله محصور في الخمور ونسي أن أصل عقود مثل هذه الشركات قائم على الدعم اللوجستي والنقل لمن يحتل بلاد المسلمين ثم إن اسهامات هؤلاء الملتزمين صارت فتنة لغيرهم ومسوغ يحلل فيه الحرام ولله المستعان ناهيك عن المساهمة في شركات أموالها تودع في البنوك الربوية وأخرى ليس منصوصا في نظامها التأسيسي على مراعاة أحكام الشريعة الاسلامية والأمر في النهاية يرجع إلى قرار مجلس الإدارة.
خامسا: الألفة والمحبة التي انعقدت بين أهل الإيمان وأهل المعاصي من المرابين والمرتشين وغيرهم دون نصح أو تذكير أو شفقة عليهم لمعصيتهم رجاء هدايتهم بل أصبح القاسم المشترك بينهم هو الدرهم والدينار وحركة الأسهم وسوق الأوراق المالية والبورصة.
ولقد آسفني أن أرى من تأثر بأخلاق هؤلاء من الملتزمين حينما اشتهر بين الناس في السوق بالكذب والخداع أو عدم الصدق والاحتيال واخلاف المواعيد وإنكار العهود سعيا وراء الوصول إلى جميع المال حتى قال أحدهم والله إني لأخاف من التعامل مع المتدين أكثر من خوفي من التعامل مع غيره.
وأخيرا لم يقل أحد بحرمة التجارة فقد (( أحل الله البيع وحرم الربا)) ولكن لنحدد غاياتنا وأهدافنا
نعم لندخل إلى السوق بثوبنا وصبغتنا والتزامنا فيتأثر الناس بسلوكنا كما تأثروا بأقوالنا لتشتهر بينهم بالصدق والأمانة ولنتحر الحلال قدر المستطاع ولا يكن للتجارة أثر على عبادتنا ولا طلبنا للعلم بل نجمع المال لانفاقه في سبيل الله فهو في أيدينا لا في قلوبنا ، ولن تلهينا التجارة يوما عن عبادتنا وهذا هو موطن المدحة في قوله تعالى : (( رجال لا تلهيههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة )) .
وليكن لنا في عثمان بن عفان وعبدالرحمن نبن عوف وطلحة والزبير رضي الله عنهم خير مثل في اتخاذ المال وسيله لغاية وهي رضى الله تعالى وليس غاية نسعى لأجل تتحقيقها وجمعها .
وإذا ذهب أهل الدين وانزلقوا في هذا المنزلق العظيم فمن يبقى لإصلاح هذه الأمة .
يا علماء العصر يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم
الدكتور طارق الطواري
http://www.alislam4all.com/x/modules/news/article.php?storyid=477