ROSE
28-08-2007, 01:04 PM
اتفقوا على طولها واختلفوا على توقيتها
دوام السوق السعودية في رمضان مادة دسمة للجدال بين المتداولين
الرياض - نضال حمادية
رغم اختلافهم الشديد بشأن توقيت التداول في شهر رمضان، فقد اتفق متداولون سعوديون على أن أربع ساعات من التداول المتواصل طويلة جدا، محذرين من "أضرار" قد تلحق بالسوق جراء ذلك وعلى رأسها تراجع عدد الصفقات وانكماش السيولة بشكل ملموس.
وكانت هيئة سوق المال قد أعلنت بنهاية تداولات أمس الإثنين 27-8-2007، أن أوقات التداول خلال شهر رمضان القادم سوف تكون من الساعة 11 صباحا حتى الثالثة عصرا، ملحقة هذا الإعلان بآخر، حدد عطلة عيد الفطر بتسعة أيام تبدأ من نهاية تداولات 10 أكتوبر/تشرين أول وتستأنف يوم العشرين منه.
وهذه المرة الأولى التي تكتفي هيئة السوق بخصم نصف ساعة فقط من الدوام الاعتيادي للسوق، في حين جرت العادة أن يكون زمن التداول في رمضان أقل بساعة كاملة عما هو عليه الحال بقية أيام العام، علاوة على اقتصار التداول على فترة واحدة صباحية، وإلغاء الفترة المسائية.
اعتبارات ذاتية
وفي معرض انطباعاتهم عن دوام السوق في رمضان فقد تعارضت آراء المتداولين بين ممتدح للاكتفاء بالفترة الصباحية من جهة، ومعترض عليها من جهة أخرى.
وبرز الانقسام بين المتداولين على خلفية اعتبارات ذاتية، فمن يفضل السهر في رمضان إلى ما بعد الفجر قال إن التوقيت "مجحف" مستغربا عدم "مراعاة" هيئة السوق لعادات الناس في هذا الشهر، في حين وصف آخرون التوقيت بأنه "موفق" ويترجم رغبة الكثيرين بالتفرغ للعبادة في ليالي رمضان بدل الانشغال بالتداولات.
وأبدى المتداول فايز السبيعي تفهمه لتوقيت الدوام في رمضان قائلا إن هذا الدوام كان متوقعا من غالبية المتداولين لاسيما بعد تحديد دوام البنوك من قبل مؤسسة النقد قبل عدة أيام، مشيرا إلى أن هناك متداولين لديهم حساسية زائدة من قرارات هيئة السوق تدفعهم للاعتراض عليها، سواء كانت صائبة أو مخطئة.
وأضاف السبيعي أن الهيئة تسعى لضبط السوق وفق المعايير العالمية وليس وفق رغبات بعض المتداولين، ومن هنا كان إصرارها على دمج التداول في فترة واحدة ليتواكب مع دوام البنوك، التي تعمل من 10 صباحا إلى 4 عصرا.
لا يراعي التقاليد
وأيد المتداول عصام أحمد ما ذهب إليه السبيعي، ولكن لاعتبارات أخرى أوضحها بقوله إن التوقيت المقرر لتداولات رمضان يفسح المجال واسعا أمام المتداولين لاستغلال ليالي الشهر في العبادة والتقرب إلى الله، عوضا عن العكوف على شاشات التداول حتى الساعة 11 مساء، كما كان الحال في السنوات الخالية.
أما المستثمر وليد الدهامي فقال إن للسعوديين "تقاليد خاصة" في أيام رمضان تدفعهم للسهر معظم ليله وأخذ قسط وافر من النوم في نهاره، وإن إلغاء الفترة المسائية و"إجبار" المتداولين على فترة واحدة نهارية هو قرار لا يراعي عادات معظم الناس وليس المتداولين وحدهم.
وعندما سألنا الدهامي عن سبب اعتراضه على الفترة الصباحية رغم أن هذه الفترة كان معمولا بها طيلة السنوات الماضية، أجاب الدهامي بأن ما لم يكن يدركه معظم المتداولين في فترة الصباح كانوا يعوضونه في فترة المساء، أما هذه السنة فلا مجال أمامهم؛ ما يعني أن السوق سيشهد تقلصا في سيولته نتيجة انخفاض أعداد المتداولين والصفقات، مذكرا بأن جميع الفترات الصباحية في الرمضانات الفائتة كانت شبه جامدة، حيث لا رغبة للكثيرين في التداول وهم صائمون.
مفارقة
وبخصوص زمن التداول أجمع كل من التقتهم "الأسواق نت" على طوله، لاسيما وأن الساعات الأربع متصلة ومدمجة في فترة واحدة وليست مقسمة على فترتين.
ونبه المتداول محمد فرج إلى أن فئة عريضة من المتعاملين غير قادرة على متابعة التداولات 4 ساعات متواصلة في ظروف الصيام، إذ إن هناك شكاوى مسبقة من طول زمن التداول في غير رمضان، ومطالبات ملحة لاختصارها بمقدار ساعة أو نصف ساعة على الأقل.
واعتبر فرج أن هناك مفارقة تكمن في اختزال ساعة من التداول الرمضاني عندما كان موزعا على فترتين، مقابل خصم نصف ساعة فقط في ظل فترة موحدة متصلة، علما أن عكس الأمور هو الأصح، حسب تعبيره.
ورأى المتعامل عبد الله الشهراني أن تمديد زمن التداول الرمضاني ساعة كاملة عما كان معهودا له سلبيات تفوق إيجابياته بكثير، مضيفا أن هيئة السوق تستطيع كبح جماح المضاربة بطرق متعددة غير "تطفيش" المتداولين عبر زرع الملل في نفوسهم من طول التداولات.
حرمان الموظفين
من جانبه مال المحلل فيصل العتيبي إلى الرأي القائل بأن توقيت التداول المقرر في رمضان ليس مناسبا أبدا، موضحا أن نهاية التداول تترافق مع نهاية دوام الموظفين ما يعني أن هؤلاء سيُحرمون من المشاركة في التداولات بصفاقاتهم وسيولتهم طوال شهر رمضان غالبا.
ورفض العتيبي التكهن بمقدار الانخفاض الذي سيلحق بالسيولة جراء قصر التداول الرمضاني على الفترة الصباحية، ملمحا إلى أن اتساع دائرة الاعتراض على فترة التداول يحمل بوادر إعراض محتمل قد يدفع بفئة من المتداولين حتى من غير الموظفين لعدم الاقتراب من السوق طيلة شهر رمضان.
وختم العتيبي حديثه بالإشارة إلى أن دوام شهر واحد لن يكون كفيلا بإصلاح أخطاء تراكمت عبر سنوات، خصوصا فيما يتعلق بإبعاد المتداولين عن ساحة المضاربات، وهذا ما دل عليه بوضوح استمرار المضاربات وتزايدها رغم كل ما قيل عن تهيؤ الظروف لمحاصرتها بعد إقرار الدوام الموحد للسوق قبل حوالي سنة من اليوم.
دوام السوق السعودية في رمضان مادة دسمة للجدال بين المتداولين
الرياض - نضال حمادية
رغم اختلافهم الشديد بشأن توقيت التداول في شهر رمضان، فقد اتفق متداولون سعوديون على أن أربع ساعات من التداول المتواصل طويلة جدا، محذرين من "أضرار" قد تلحق بالسوق جراء ذلك وعلى رأسها تراجع عدد الصفقات وانكماش السيولة بشكل ملموس.
وكانت هيئة سوق المال قد أعلنت بنهاية تداولات أمس الإثنين 27-8-2007، أن أوقات التداول خلال شهر رمضان القادم سوف تكون من الساعة 11 صباحا حتى الثالثة عصرا، ملحقة هذا الإعلان بآخر، حدد عطلة عيد الفطر بتسعة أيام تبدأ من نهاية تداولات 10 أكتوبر/تشرين أول وتستأنف يوم العشرين منه.
وهذه المرة الأولى التي تكتفي هيئة السوق بخصم نصف ساعة فقط من الدوام الاعتيادي للسوق، في حين جرت العادة أن يكون زمن التداول في رمضان أقل بساعة كاملة عما هو عليه الحال بقية أيام العام، علاوة على اقتصار التداول على فترة واحدة صباحية، وإلغاء الفترة المسائية.
اعتبارات ذاتية
وفي معرض انطباعاتهم عن دوام السوق في رمضان فقد تعارضت آراء المتداولين بين ممتدح للاكتفاء بالفترة الصباحية من جهة، ومعترض عليها من جهة أخرى.
وبرز الانقسام بين المتداولين على خلفية اعتبارات ذاتية، فمن يفضل السهر في رمضان إلى ما بعد الفجر قال إن التوقيت "مجحف" مستغربا عدم "مراعاة" هيئة السوق لعادات الناس في هذا الشهر، في حين وصف آخرون التوقيت بأنه "موفق" ويترجم رغبة الكثيرين بالتفرغ للعبادة في ليالي رمضان بدل الانشغال بالتداولات.
وأبدى المتداول فايز السبيعي تفهمه لتوقيت الدوام في رمضان قائلا إن هذا الدوام كان متوقعا من غالبية المتداولين لاسيما بعد تحديد دوام البنوك من قبل مؤسسة النقد قبل عدة أيام، مشيرا إلى أن هناك متداولين لديهم حساسية زائدة من قرارات هيئة السوق تدفعهم للاعتراض عليها، سواء كانت صائبة أو مخطئة.
وأضاف السبيعي أن الهيئة تسعى لضبط السوق وفق المعايير العالمية وليس وفق رغبات بعض المتداولين، ومن هنا كان إصرارها على دمج التداول في فترة واحدة ليتواكب مع دوام البنوك، التي تعمل من 10 صباحا إلى 4 عصرا.
لا يراعي التقاليد
وأيد المتداول عصام أحمد ما ذهب إليه السبيعي، ولكن لاعتبارات أخرى أوضحها بقوله إن التوقيت المقرر لتداولات رمضان يفسح المجال واسعا أمام المتداولين لاستغلال ليالي الشهر في العبادة والتقرب إلى الله، عوضا عن العكوف على شاشات التداول حتى الساعة 11 مساء، كما كان الحال في السنوات الخالية.
أما المستثمر وليد الدهامي فقال إن للسعوديين "تقاليد خاصة" في أيام رمضان تدفعهم للسهر معظم ليله وأخذ قسط وافر من النوم في نهاره، وإن إلغاء الفترة المسائية و"إجبار" المتداولين على فترة واحدة نهارية هو قرار لا يراعي عادات معظم الناس وليس المتداولين وحدهم.
وعندما سألنا الدهامي عن سبب اعتراضه على الفترة الصباحية رغم أن هذه الفترة كان معمولا بها طيلة السنوات الماضية، أجاب الدهامي بأن ما لم يكن يدركه معظم المتداولين في فترة الصباح كانوا يعوضونه في فترة المساء، أما هذه السنة فلا مجال أمامهم؛ ما يعني أن السوق سيشهد تقلصا في سيولته نتيجة انخفاض أعداد المتداولين والصفقات، مذكرا بأن جميع الفترات الصباحية في الرمضانات الفائتة كانت شبه جامدة، حيث لا رغبة للكثيرين في التداول وهم صائمون.
مفارقة
وبخصوص زمن التداول أجمع كل من التقتهم "الأسواق نت" على طوله، لاسيما وأن الساعات الأربع متصلة ومدمجة في فترة واحدة وليست مقسمة على فترتين.
ونبه المتداول محمد فرج إلى أن فئة عريضة من المتعاملين غير قادرة على متابعة التداولات 4 ساعات متواصلة في ظروف الصيام، إذ إن هناك شكاوى مسبقة من طول زمن التداول في غير رمضان، ومطالبات ملحة لاختصارها بمقدار ساعة أو نصف ساعة على الأقل.
واعتبر فرج أن هناك مفارقة تكمن في اختزال ساعة من التداول الرمضاني عندما كان موزعا على فترتين، مقابل خصم نصف ساعة فقط في ظل فترة موحدة متصلة، علما أن عكس الأمور هو الأصح، حسب تعبيره.
ورأى المتعامل عبد الله الشهراني أن تمديد زمن التداول الرمضاني ساعة كاملة عما كان معهودا له سلبيات تفوق إيجابياته بكثير، مضيفا أن هيئة السوق تستطيع كبح جماح المضاربة بطرق متعددة غير "تطفيش" المتداولين عبر زرع الملل في نفوسهم من طول التداولات.
حرمان الموظفين
من جانبه مال المحلل فيصل العتيبي إلى الرأي القائل بأن توقيت التداول المقرر في رمضان ليس مناسبا أبدا، موضحا أن نهاية التداول تترافق مع نهاية دوام الموظفين ما يعني أن هؤلاء سيُحرمون من المشاركة في التداولات بصفاقاتهم وسيولتهم طوال شهر رمضان غالبا.
ورفض العتيبي التكهن بمقدار الانخفاض الذي سيلحق بالسيولة جراء قصر التداول الرمضاني على الفترة الصباحية، ملمحا إلى أن اتساع دائرة الاعتراض على فترة التداول يحمل بوادر إعراض محتمل قد يدفع بفئة من المتداولين حتى من غير الموظفين لعدم الاقتراب من السوق طيلة شهر رمضان.
وختم العتيبي حديثه بالإشارة إلى أن دوام شهر واحد لن يكون كفيلا بإصلاح أخطاء تراكمت عبر سنوات، خصوصا فيما يتعلق بإبعاد المتداولين عن ساحة المضاربات، وهذا ما دل عليه بوضوح استمرار المضاربات وتزايدها رغم كل ما قيل عن تهيؤ الظروف لمحاصرتها بعد إقرار الدوام الموحد للسوق قبل حوالي سنة من اليوم.