المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدات الأعمال القطريات يقتحمن عالم التجارة بقوة



الوعب
01-09-2007, 01:37 PM
سيدات الأعمال القطريات يتطلعن الى خوض أنشطة تجارية غير تقليدية

01/09/2007 الدوحة - القبس:
بشكل متزامن مع تطورات الاقتصاد القطري والقفزات النوعية التي حققتها مختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية في قطر خلال السنوات القليلة الفائتة، شهد دور سيدات الأعمال القطريات حضورا متناميا واكبه تنوع في المجالات والأنشطة التي يمارسنها، والتي أصبح معظمها يتسم بالتعقيد والابتعاد عن البساطة التي كانت تميز مجالات عمل سيدة الأعمال في السابق.
لقد بدأت سيدات الأعمال القطريات في الآونة الأخيرة العمل في مجالات ونشاطات تجارية واستثمارية أكثر تنوعا لم يكن يعملن بها في السابق من مثل المناطق الحرة وقطاع المقاولات الذي يحتاج الى رأسمال كبير، فضلا عن قطاع العقارات الذي يتطلب خبرة كبيرة حتى يكون الاستثمار مجديا وناجحا.
ويصل عدد الشركات التي تملكها سيدات أعمال في قطر حاليا الى نحو 1500 شركة، في حين يقدر حجم استثماراتها المدفوعة بنحو 5 مليارات ريال ( 1.37 مليار دولار).
أنشطة متنوعة
وتتنوع مجالات أنشطة هذه الشركات ما بين الاستثمارات الصناعية والبنوك والسياحة والتجارة، وهو ما يعد تحولا في الأنماط الاستثمارية التقليدية للمرأة في قطر.
وقامت مجموعة من سيدات الأعمال القطريات في عام 1998 بتأسيس شركة مساهمة عامة رأسمالها 67 مليون ريال هي شركة أموال للاستثمار، والتي تعد حاليا أول شركة في منطقة الخليج تتملكها بالتساوي مجموعة من السيدات.
تقول هدى المري وهي سيدة أعمال إن المرأة القطرية أصبحت تستوعب دورها في جميع القطاعات ومن ضمنها الاقتصادي ولها دور بارز في كل المحافل في قطر، حيث بدأت المرأة تفعل دورها في مجال الاستثمار والتجارة وهي تثبت وجودها دائما.
وأشارت المري الى أن مجال الاقتصاد والاعمال يعتبر جديدا على المرأة القطرية، حيث ان المجتمع القطري انفتح حديثا وهذا من التحديات التي على المرأة تخطيها، كما رأت ان دور منتدى سيدات الاعمال غير مفعل بما يكفي وتمنت ان يتم تفعيله بحيث يخدم المرأة بشكل خاص وبالذات في مجال الأعمال.
وتوفر غرفة تجارة وصناعة قطر مقرا دائما لمنتدى سيدات الأعمال القطريات الذي كان قد تأسس في عام 2000 بدعم من الغرفة من أجل تعزيز دور المرأة القطرية في اتخاذ القرارات الاقتصادية، وتشجيع العناصر النسائية على المساهمة بفعالية في إقامة المشروعات الاستثمارية المختلفة.
معترك الأعمال
ولاتزال الغرفة تؤدي دورا إيجابيا في هذا الخصوص، حيث تسعى الى الارتقاء بأداء سيدات الأعمال في قطر ما يعزز مشاركاتهن في المشروعات والنشاطات التجارية التي يمارسنها، مما يؤدي بالتالي الى زيادة مساهماتهن في مسيرة التطور والتنمية الاقتصادية في البلاد.
وتحدثت المري عن الصعوبات التي واجهتها في بداية طريقها قائلة إن معترك الأعمال ليس سهلا والسيدات بحاجة للخبرة والوعي وهن حاضرات للتعلم، وذكرت أنها كانت مستعدة لمواجهة الحياة والتعلم، فالتحديات ضريبة النجاح، وتضيف انه ولحسن الحظ هناك الكثير من الأيادي في قطر ممدودة للسيدات، وهن يتمتعن بدعم ورعاية ومساندة الجميع، ولذلك فإن عليهن أن يثبتن أنهن على قدر المسؤولية.
وقالت إن نشاط سيدات الأعمال كان يتركز في قطاع العقارات والأراضي، لكنه لم يكن عمليا، أما اليوم فالوضع مختلف بسبب الانفتاح الفكري والادراك لأهمية وجود المرأة في ميدان العمل وضرورة ان تقتحم السوق بنفسها لتتعرف على الأوضاع وتشارك الرجل، وتلتقي شخصيات من الخارج من أجل تبادل الخبرات والمعلومات، فالعالم في تغير دائم ومهارات العمل الاستثماري بحاجة الى صقل مستمر والاستفادة من تجارب الآخرين في العالم لتطوير الأعمال والنهوض بها.
تحديات
من جانبها، تقول خلود العلي ان الدور الذي تضطلع به المرأة مهم وبارز في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها قطر، وهو واضح خصوصا في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالنسبة للتحديات التي تواجه السيدات العاملات في الاستثمار أو التجارة والعقارات، توضح العلي قائلة إن هناك عوائق من الضروري معالجتها مثل عدم الالمام والمعرفة بالنظم والقوانين الاقتصادية، بالاضافة إلى قلة الوعي والخبرة عند بعض سيدات الأعمال وعدم وجود دعم مادي ومعنوي لدى البعض الآخر، مشيرة إلى أن هذه الأمور قد تحول دون تطور بعض السيدات.
ومن أجل التصدي لهذه التحديات ومحاولة معالجتها وإيجاد الحلول الناجعة لها، تقول العلي إنه يمكن القيام بعدد من الخطوات التي تهدف إلى تحسين وضع المرأة العاملة في المجال الاقتصادي مثل إنشاء جمعية تعقد لقاءات بصفة دورية حتى يتم تبادل الثقافات والخبرات في كل القطاعات وتحديد الصعوبات وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ودعت العلي الى تنظيم ورش عمل يكون الهدف منها التثقيف والإلمام بجميع الأبعاد الاقتصادية التي تساهم في إنجاح المشروعات التي تقوم بها السيدات.
تطوير الاستثمارات
وتطرقت العلي الى ضرورة معرفة النظم والقوانين الاقتصادية قبل دخول عالم الاستثمار والتجارة، قائلة إنه من المتفق عليه أن الإلمام الشامل بالقوانين الاقتصادية أمر مهم وضروري قبل البدء بأي مشروع سواء كان حجم المشروع صغيرا أو متوسطا أو كبيرا.
ووصفت العلي المرأة القطرية بأنها مثقفة، لكن ما ينقصها هو الإلمام بالنظم والقوانين الاقتصادية حتى تتمكن من بناء استثمارها على خطى ثابتة مدروسة، مؤكدة أن هذا الإلمام سيساعد سيدات الأعمال القطريات على مواصلة مشاريعهن وتطوير وتنويع استثماراتهن. وتعتقد سيدة أعمال أخرى طلبت إغفال اسمها أن مشاركة سيدات الأعمال في الأنشطة الاقتصادية في قطر غير كافية مقارنة مع الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ورأت أن سيدات الأعمال القطريات يحظين بدعم كبير من الجهات الرسمية العليا في قطر.
وأشارت إلى أنه لا توجد عوائق تواجه السيدات القطريات بشكل خاص في مجال الأعمال، بل على العكس فهن يتلقين المساعدة التي يحتجنها من جميع الأطراف المعنية.
ليس للرجل وحده
وأوضحت العلي أنه لم يعد هناك مجالات وأنشطة تجارية واقتصادية مقتصرة على رجال الأعمال فقط، فهناك سيدات أعمال قطريات تمكن من اقتحام مختلف القطاعات، وقالت إنه إذا أجرينا مقارنة بين المجتمع الآن وقبل عشر سنوات فقد كانت الأوضاع أصعب وكانت هناك مواجهة بين العائلة والسيدة، أما الآن فقد أضحى المجتمع أكثر انفتاحا واعترافا بدور المرأة وقدرتها في عملية التنمية والأنشطة الاقتصادية.
وقالت سيدة الأعمال منى النعيمي إن أي مستثمر من الطبيعي أن يواجه صعوبات في بداية انطلاقته، بحيث لا تكون لديه معرفة كبيرة بالسوق ويكون بحاجة الى وقت كاف من أجل أن يفهم طبيعة العمل، وقالت إنه عندما كانت في بدايتها، لم تكن تمتلك قدرة على التعامل مع الشركات الكبيرة، لكن مع الوقت والخبرة، فإن المستثمر يستطيع تذليل هذه العقبات ولأن السيدة في مجال الاعمال لا تواجه مصاعب كثيرة بل هي تحديات طبيعية يواجهها الرجل أو المرأة.
وأضافت النعيمي أن المرأة هي التي تخلق لنفسها هذا النوع من المشاكل اذا أخذت من العمل هدفا لمنافسة الرجل وتحدثت عن الحصول على القوانين والتشريعات، قائلة إنها متوافرة، فغرفة التجارة والصناعة ووزارة المالية ووزارة الاقتصاد والتجارة توفر المعلومات لمن يحتاجها ولا توجد مشاكل من ناحية الإلمام بالقوانين والمعلومات.

مشاركة اقتصادية نسائية
تلفت منى النعيمي الى الحاجة لوجود تجمع أكثر فعالية لسيدات الأعمال القطريات، بحيث يتبادلن الآراء والخبرات، ويتم فيه عقد لقاءات دورية، وقالت إن منتدى سيدات الأعمال القطريات بحاجة لتفعيل بسبب تطور عدد وأنشطة سيدات الأعمال وفي مختلف المجالات.
واعتبرت السيدة عبد السلام المشاركة الاقتصادية النسائية في قطر جيدة لكن يجب أن تزداد حتى تتماشى مع النهضة الاقتصادية، مطالبة السيدات بتحفيز أنشطتهن، والعمل على الاستثمار في المشروعات الصغيرة التي توفر فرص عمل للعديد من الشباب والفتيات ويمكن أن تزدهر وتكبر مع الوقت.
وقالت إن سيدة الأعمال القطرية تسعى دائما لتحقيق الأفضل والسوق القطري مفتوح يستوعب كل الفرص ويلبي طموحات رجال الأعمال وسيدات الأعمال على السواء.

البورصة 'مربط خيلهن'
ترى منى النعيمي أن السبب في توجه السيدات نحو البورصة هو أنهن قد لا يعرفن كيف يدرن اي مشروع سيقمن بتأسيسه، لذلك على القطاع الخاص أن يقوم بدوره في تثقيف وزيادة وعي السيدات.
ويستحوذ قطاع العقارات على معظم استثمارات سيدات الأعمال في قطر ، تليه الأسهم المحلية.
وتشكل سيدات الأعمال القطريات أكثر من 50% من مجمل عدد المستثمرين والمتعاملين بالأسهم القطرية في سوق الدوحة للأوراق المالية والبالغ عددهم نحو 600 ألف مستثمر ومتعامل.