المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شجره لا يسقط ورقها



معاند جروووحه
02-09-2007, 10:33 PM
أخرج الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها. وهي مثل المسلم. حدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي. ووقع في قلبي أنها النخلة قال عبدالله: فاستحييت أن أقول ذلك!!


فقالوا: يا رسول الله أخبرنا بها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة".


قال عبدالله: فحدثت أبي بما وقع في نفسي. فقال: لأن تكون قلتها لكان أحب إليّ من أن يكون لي كذا وكذا".



وقد ذكر شراح هذا الحديث الشريف. أن لهذا الحديث مناسبة لطيفة ملخصها: "أن أحد الصحابة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قطعة من الجمار والجمار ما يؤخذ من رءوس النخيل بعد قطعها فأكل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الهدية. وأعطى الجالسين فأكلوا.



وكان من الأساليب الحكيمة التي سلكها النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه وفي تربيتهم: أسلوب التشويق الذي يحمل السامع علي التفكير والتدبر والتأمل. وهذا الأسلوب من ألوانه: أن يسوق المعلم لتلاميذه ما يريد أن يهديهم إليه في أسلوب السؤال والجواب وهذا ما فعله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه. فهو لم يقل لهم من أول الأمر: إن الشجرة التي أكلتم شيئاً من قلبها وهي النخلة هي مثل المسلم. وإنما سألهم هذا السؤال فقال: إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المسلم. حدثوني ما هي؟
فأخذ الجالسون معه صلى الله عليه وسلم يقولون له: يا رسول الله إنها شجرة كذا. والرسول ساكت. وحين لم يؤيدهم صلى الله عليه وسلم في أقوالهم قالوا له: أخبرنا عنها يا رسول الله. فقال: إنها النخلة.


ولعل مما جعل الجالسين لم يفطنوا إلى ما يقصده صلى الله عليه وسلم. أنهم لم تجر عادتهم بتسمية النخلة باسم الشجرة.
لكن سيدنا عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما أحس أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد النخلة. لأن المقام وهو أكل الجمار يشير إلى ذلك. وكاد رضي الله عنه أن يقول: "يا رسول الله. لعلك تقصد النخلة. إلا أن حياءه منعه من ذلك. فقد كان الذين في المجلس جميعهم أكبر منه سناً. ومن بينهم: أبوه. وأبوبكر. وغيرهما.
فلما انتهى المجلس. وانصرف عبدالله مع أبيه قال له: لقد وقع في قلبي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقصد النخلة. فقال له أبوه: ولماذا لم تتكلم؟ فقال له: كيف أتكلم وأنا أصغر القوم؟ فقال له كما جاء في بعض الروايات: لو قلت ذلك لكان أحب إلي من حمر النعم.
أي: لكان قولك بأنها النخلة. أحب إليّ من أعز أموال العرب. وهي الإبل الأصلية ذات اللون الضارب إلي الحمرة.



وقد يسأل سائل فيقول: وما وجه الشبه بين المسلم والنخلة. أو بين النخلة والمسلم؟


وللإجابة علي هذا التساؤل نقول: ما أكثر وجوه الشبه بين المسلم وبين النخلة. ومنها:

أ- أن كل شيء في النخلة نافعة. فثمارها نافعة. وجريدها نافع. وليفها نافع. وجذوعها نافعة. والنوى الذي يخرج من ثمرها نافع.

وهكذا يجب أن يكون المسلم: ينفع ولا يضر. يجمع ولا يفرق. يصلح ولا يفسد. يبني ولا يهدم. يعمر ولا يخرب. إن تكلم نطق بما يفيد. وإن عمل كان عمله صالحاً. وإن سكت كان سكوته عن اللغو الذي لا فائدة من النطق به.




ب- ومنها: أن النخلة نافعة في حياتها وبعد قطعها. فهي في حال وجودها ينتفع الناس بثمارها وبجريدها وبظلالها.. وبعد قطعها أيضا ينتفع الناس بها. ولن ترى شيئا من أصولها أو فروعها إلا وفيه شيء ينفع الناس.
وهكذا يجب أن يكون شأن المسلم: كله خير وبركة في حياته وبعد مماته. لا لذاته فقط بل لذاته ولأسرته ولأمته.
إنه في حياته يعطي أكثر مما يأخذ. ويؤدي ما عليه من واجبات قبل أن يطالب بما له من حقوق.
وأما بعد مماته. فهو يترك السيرة الحميدة. والذكر الحسن. والهدي الصالح. والعلم النافع والأثر الطيب. وفي الحديث الشريف. "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له".




ج- ومن وجوه الشبه بين المسلم والنخلة: أن النخلة قليلة الأخذ كثيرة العطاء. إنها لا تكلف صاحبها إلا قليلا من الجهد في مطلع حياتها. ثم بعد ذلك تستقل بنفسها. وتقدم الكثير من الثمار التي فيها من الخير ما فيها.
وهكذا يجب أن يكون سلوك المسلم الصادق في إسلامه: أنه يتعفف .إنه مأمول خيره ونفعه. ومأمون شره وضره.



د- ومنها أن النخلة فيها صلابة واستقامة. وفيها قوة ومتانة. فيها ثمار تنفع الناس. وفيها شوك يؤلم المعتدين. وهكذا يجب أن يكون واقع المسلم الحق: يجب أن يكون قوياً في دينه. وأن يكون ثابتاً في عقيدته وفي يقينه. وأن يكون عند النعمة شكوراً. وعند المصائب صبوراً. وأن يكون متبعاً الصراط المستقيم في كل أحواله
___


منقول

بوحارب
03-09-2007, 12:41 AM
جزاك الله خير أخوي kkhk

معاند جروووحه
03-09-2007, 01:08 AM
جزاك الله خير أخوي kkhk


مشكور يالغالي

امـ حمد
03-09-2007, 04:42 AM
جزاك الله خير اخوي

التيما
03-09-2007, 05:15 AM
يعطيك العافيه يارب .. اعجبني الموضوع صراحه ..

معاند جروووحه
03-09-2007, 10:17 AM
جزاك الله خير اخوي


امـ حمد الله يجزيك ألف خير على الدعوه

nooora
03-09-2007, 08:49 PM
يعطيك العافيه وبارك الله فييك

عيون أصايل
03-09-2007, 11:14 PM
الله يجزاااك خير على الجزااااء ..

معاند جروووحه
04-09-2007, 11:20 AM
يعطيك العافيه يارب .. اعجبني الموضوع صراحه ..


التيما انتي الواحد شيقول اذا مريتي جنابك على موضوعة ماقول الا الله يخليك ويطول في عمرك قولي أأأأأأأأمين

عبد الرحمن القحطاني
18-09-2007, 12:39 PM
جزاكم الله خيرا وجعل مشاركتكم في ميزان حسناتكم

معاند جروووحه
22-09-2007, 03:01 PM
يعطيك العافيه وبارك الله فييك

مشكوره يالغاليه والله يرحم ولديك ويعطيك العافيه يـ نوره

بوحمد1
07-10-2007, 03:59 AM
جزاك الله كل خير

shrook
07-10-2007, 11:25 AM
جزاك الله خير اخوي

ســـهم
07-10-2007, 03:12 PM
جزاكم الله خيرا وجعل مشاركتكم في ميزان حسناتكم

جادووور
07-10-2007, 11:38 PM
جزاك الله خير اخوي

سراب الامل
08-10-2007, 10:31 AM
بارك الله فيك اخوي ودائما موفق في اختيار المواضيع جعلها ان شاءالله في ميزان حسناتك

يقول ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين في حكمة تشبيه المؤمن بالشجرة

وفي هذا المثل من الأسرار والعلوم والمعارف ما يليق به ويقتضيه علم الذي تكلم به وحكمته فمن ذلك أن الشجرة لا بد لها من عروق وساق وفروع وورق وثمر فكذلك شجرة الإيمان والإسلام ليطابق المشبه المشبه به فعروقها العلم والمعرفة واليقين وساقها الإخلاص وفروعها الأعمال وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة والصفات الممدوحة والأخلاق الزكية والسمت الصالح والهدى والدل المرضي فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور فإذا كان العلم صحيحا مطابقا لمعلومه الذي أنزل الله كتابه به والاعتقاد مطابقا لما أخبر به عن نفسه وأخبرت به عنه رسله والإخلاص قائم في القلب والأعمال موافقة للأمر والهدي والدل والسمت مشابه لهذه الأصول مناسب لها علم أن شجرة الإيمان في القلب أصلها ثابت وفرعها في السماء وإذا كان الأمر بالعكس علم أن القائم بالقلب إنما هو الشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار

ومنها أن الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس فهكذا شجرة الإسلام في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع والعمل الصالح والعود بالتذكر على التفكر والتفكر على التذكر وإلا أوشك أن تيبس وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله http://www.qatarshares.com.qa/data/23/25/storm_718346987_13244965.gif http://www.qatarshares.com.qa/data/23/25/storm_243750602_1584346250.gif إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبك http://www.qatarshares.com.qa/data/23/25/storm_1773097456_2129257580.gif وبالجملة فالغرس إن لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده بأن وظفها عليها وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم

ومنها أن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه العادة أنه لا بد أن يخالطه دغل ونبت غريب ليس من جنسه فإن تعاهده ربه ونقاه وقلعه كمل الغرس والزرع واستوى وتم نباته وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى وإن تركه أوشك أن يغلب على الغرس والزرع ويكون الحكم له أو يضعف الأصل ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته ومن لم يكن له فقه نفس في هذا ومعرفة به فإنه يفوته ربح كثير وهو لا يشعر فالمؤمن دائما سعيه في شيئين سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها تبقى وتدوم وبتنقية ما حولها تكمل وتتم

والله المستعان وعليه التكلان فهذا بعض ما تضمنه هذا المثل العظيم الجليل من الأسرار والحكم ولعلها قطرة من بحر بحسب أذهاننا الوقفة وقلوبنا المخطئة وعلومنا القاصرة وأعمالنا التي توجب التوبة والاستغفار وإلا فلو طهرت منا القلوب وصفت الأذهان وزكت النفوس وخلصت الأعمال وتجرت الهمم للتلقي عن الله ورسوله لشاهدنا من معاني كلام الله وأسراره وحكمه ما تضمحل عنده العلوم وتتلاشى عنده معارف الخلق وبهذا تعرف قدر علوم الصحابة ومعارفهم وأن التفاوت الذي بين علومهم وعلوم من بعدهم كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والله أعلم حيث يجعل مواقع فضله ومن يختص برحمته

أوراق
08-10-2007, 06:35 PM
ما شاء الله رائئئئئئئع

جزاك الله كل خير وجعلنا واياكم من الصابرين النافعين في كل الاحوال
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

Qatar1122
15-10-2007, 12:36 PM
جزاك الله خير

alyahri
15-10-2007, 12:52 PM
جزاك الله خير

هسلان
15-10-2007, 03:10 PM
جزاك الله خير أخوي
شكراً على المعلومة

عبد الرحمن القحطاني
17-10-2007, 01:40 PM
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم وبمشاركاتكم وجعلها في ميزان حسناتكم

<<روز>>
17-10-2007, 02:21 PM
جزاك الله خير اخي الفاضل

smart brain
18-10-2007, 09:16 PM
جزاك الله كل الخير