ROSE
03-09-2007, 09:17 AM
برئاسة الأمير طلال بن عبد العزيز .. "أجفند" يستهدف إقراض 525 ألفا بنهاية العام
دعوة العرب إلى تبني القروض متناهية الصغر لمكافحة الفقر
- "الاقتصادية" من الرياض - 21/08/1428هـ
دعا الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند"، قادة الدول العربية إلى تبني آلية القروض الصغيرة ومتناهية الصغر لمكافحة الفقر. وهذه الآلية للتمويل هي الحل الذي اعتمدته دول كثيرة في العالم. وراجت فكرة كبح الفقر والبطالة بالقروض الصغيرة مع إعلان فوز محمد يونس، مؤسس بنك جرامين في بنجلادش، بجائزة نوبل للسلام 2006 لنجاحه في دمج الملايين من أفقر الفقراء في العملية الإنتاجية وتطويق مشكلاتهم الاجتماعية الناجمة عن البطالة.
وبالنسبة لجهود "أجفند" في هذه الآلية, فتشير آخر الإحصاءات الصادرة عن البرنامج إلى أن عدد الفقراء الذين تلقوا قروضاً صغيرة ومتناهية الصغر بلغ 371 ألف شخص، فيما بلغ عدد المستهدفين بهذه الخدمة نهاية هذا العام 525 ألفا.
من جهة أخرى, يرعى الأمير طلال مساء الأربعاء المقبل في الرياض, حفل التكريم الذي يقيمه "أجفند" للبروفيسور محمد يونس مؤسس بنك جرامين عضو لجنة جائزة برنامج الخليج العربي العالمية. ووجهت الدعوة لحضور الحفل إلى كبار المسؤولين في الجهاز الحكومي، والقيادات التنموية، وممثلي المنظمات الأممية والإقليمية، وسفراء المجموعة العربية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تحذر منظمة العمل الدولية من تداعيات معدلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تصل إلى 12.2 في المائة وترتفع في أوساط الشباب لتصل إلى 25.66 في المائة. وفي مؤتمر دافوس أعلن أن أرقام البطالة في الوطن العربي سجلت 16 مليون عاطل يشكلون نسبة 30 في المائة من قوى سوق العمل. ووفق البنك الدولي يفرض هذا الأمر تحديا غير مسبوق على المنطقة في العقدين المقبلين.
ولذلك يعول العالم على المشاريع الصغيرة الممولة بالقروض الصغيرة ومتناهية الصغر لمواجهة التبعات الخطيرة للبطالة والفقر. هذه الآلية للتمويل هي الحل الذي اعتمدته دول كثيرة في العالم. وراجت فكرة كبح الفقر والبطالة بالقروض الصغيرة مع إعلان فوز البروفيسور محمد يونس، مؤسس بنك غرامين في بنجلادش، بجائزة نوبل للسلام 2006. لنجاحه في دمج الملايين من أفقر الفقراء في العملية الإنتاجية وتطويق مشكلاتهم الاجتماعية الناجمة عن البطالة.
أجفند والإقراض الصغير
وتشير التقارير إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو 90 في المائة من مجمل المشاريع في معظم دول العالم، فضلاً عن أنها أصبحت الآن تمثل القوة الدافعة وراء عدد كبير من الاختراعات، كما أنها تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للعمل والاستثمار والتصدير.
برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، الذي يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز، ينفذ بنجاح استراتيجيته التنموية الهادفة لمكافحة الفقر والتخفيف من حدته في الوطن العربي من خلال تقديم القروض متناهية الصغر، ومتابعة تأسيس بنك الفقراء في عدد من الدول العربية.
ومن واقع التقويم الدوري اتضح تصاعد أعداد المستفيدين من مشاريع الإقراض الصغير ومتناهي الصغر التي يدعمها أجفند في الوطن العربي. فوفق آخر الإحصاءات بلغ عدد الفقراء الذين تلقوا قروضاً صغيرة ومتناهية الصغر 371 ألف شخص، فيما بلغ عدد المستهدفين بهذه الخدمة نهاية هذا العام 525 ألفا.
الأردن
ففي إطار خدمات الإقراض التي تقدمها المؤسسات والجمعيات العاملة في مجال الإقراض الصغير، التي يقوم أجفند بتمويل نشاطاتها، تستهدف هذه الخدمة 300 ألف من الفقراء، والسقف المستهدف من هذه الشريحة بنهاية هذا العام هو 375 ألف شخص.
في الأردن يعمل "البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة"، بكفاءة عالية، منذ تدشينه في 27 آذار (مارس) 2005، وهو أول بنك للفقراء في الوطن العربي، وأنشئ بالتعاون بين أجفند والحكومة الأردنية والقطاع الخاص الأردني وأهم الإنجازات التي حققها البنك بعد مرحلة التأسيس وبدء عملياته الإقراضية هي نجاحه في الوصول إلى 16 ألف مستفيد بنهاية النصف الأول من هذا العام وتغطيته ما نسبته 16 في المائة من إجمالي سوق الإقراض في الأردن، مما أهله لاحتلال المرتبة الثالثة من بين المؤسسات العاملة في مجال الإقراض متناهي الصغر في الأردن.
ونتيجة لهذا التقدم النوعي حصل البنك على موافقة صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية بتقديم دعم للبنك قدره 550 ألف (خمسمائة وخمسين ألف) دينار أردني.
ويعمل البنك من خلال خطته لعام 2007م إلى الوصول إلى 19 ألفا من العملاء النشطين من المستفيدين من الخدمات المالية للبنك، كما يعمل على إنشاء ثلاثة فروع جديدة. وحقق البنك فائضاً في عملياته التشغيلية تقدر بـ 37.717 دينار أردني. ما يعد مؤشراً جيداً حيث وصل البنك إلى نقطة التعادل التشغيلية خلال الربع الأول من العام، ويؤكد أن البنك يقوم بتطبيق أفضل الممارسات فيما يخص المعايير المحاسبية لمؤسسات الإقراض.
قصة نجاح أم خلدون
من نماذج نجاح"البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة في التخفيف من حدة الفقر وفتح فرص العمل أمام الشرائح الفقيرة في المجتمع قصة أم خلدون، الأربعينية، التي تعيل ثلاثة أفراد من أسرتها. لم تكمل أم خلدون تعليمها بسبب عدم قصور الحالة الاقتصادية للأسرة، وهي زوجة لرجل غير قادر على مواجهة المتطلبات المالية للأسرة. تقول أم خلدون إنها تساعد والدتها في أمور الطبخ وصناعة الحلويات وعندما أتقنت هذه الصناعة بأصنافها، باشرت أعمالها في إعداد المعجنات في منزلها، ويساعدها زوجها في أمور التسويق على المنازل المجاورة حتى أصبحت أم خلدون معروفة على مستوى أحياء عديدة في محافظة الزرقاء.
مع تزايد العملاء لم يعد باستطاعة أم خلدون تلبية جميع الطلبات، قصدت البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة للحصول على قرض لكي تقوم بشراء فرن أكبر ومواد أولية لعمل المعجنات من(طحين، خضار، لحم، سكر) فحصلت على قرض بقيمة 300 دينار في 2006 وتم شراء الفرن وبعض المواد المهمة لإتمام العمل، وبدأت منتجات أم خلدون في الانتشار شيئا فشيئاً حتى عقدت اتفاقيات مع بعض المطاعم في الزرقاء مما رفع الطلب على منتجاتها، مرة أخرى قدمت أم خلدون للبنك الوطني لكي تقوم بتجديد قرضها لاستئجار غرفتين لتستخدمهما كمصنع صغير، ولمثابرتها والتزامها حصلت على قرضها الثاني بقيمة 700 دينار، وقامت باستئجار الموقع وشراء بعض الأصول الثابتة من فرن كبير ومواعين. تقول أم خلدون: مع التوسع الثاني لنشاطي قمت بتوظيف شخصين إلى جانب زوجي لكي أتمكن من الوفاء بطلبات العملاء. الآن ذاعت شهرة أم خلدون في محافظة الزرقاء، وشجع نجاحها نساء أخريات على التعامل مع البنك الوطني، والحصول على قروض صغيرة لبدء عمليات إنتاجية.
تجربة أم فوزي
وها هي أم فوزي (41 عاما) تعيل 8 أفراد من أسرتها، وهي حاصلة على شهادة الثانوية العامة وزوجة لرجل عاجز جزئيا. تقول أم فوزي: كنت ربة منزل (لا تعمل)، وبعد الحادث الذي جرى لزوجي أثناء عمله وتسبب في إعاقته جزئياً بدأت بالتفكير في مشروع قليل التكلفة ومدر للدخل لكي أستطيع إعاشة من أعولهم، فخطر لي أن أقوم بمشروع تطريز الثياب الفلاحية، وباشرت المشروع ووجدته معقولاً ولكنه موسمي أي انه في بعض الأشهر يصبح هناك ركود (قليل الدخل)، ولذلك فكرت بمشروع جديد وهو: قطف الخضراوات والورقيات وفرزها وتكبيسها. لتنفيذ مشروعها قصدت أم فوزي البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة للحصول على قرض لكي تقوم بشراء الخضرة وأكياس الفرز وجهاز إغلاق الأكياس، فحصلت على قرض بقيمة 400 دينار وقامت بتأمين المستلزمات.
تقول أم فوزي: لقد ساعدني القرض على زيادة العمل وبالتالي ارتفاع نسبة الربح، مما جعلني أقوم بسداد القرض قبل الموعد المتفق عليها، والحصول على قرض آخر بقيمة 700 دينار لتوسيع العمل. قامت أم فوزي بشراء فريزر(ثلاجة) لتفريز الخضار بكميات أكبر وتوزيعه على النساء العاملات القاطنات بجوارها في الحي، وعلمت أحد أبناءها ليساعدها في المهنة، مما أدى إلى زيادة دخلها ودخل جاراتها.
بإيجاد عمل مدر للدخل استطاعت أم فوزي استطاعت أن تلبي احتياجات أبنائها الذين تأثروا بالحادث الذي عطل والدهم عن العمل، وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، كما قامت بعمل صيانة عامة لمنزلها.
أمنية الخمسينية
ومن قصص النجاح عبر القروض الصغيرة التي يتداولها الناس في المجتمع الأردني قصة المرأة الخمسينية عائشة مطر من مخيم البقعة.
عدد أفراد أسرة عائشة 14 فردا مع الأب والأم، لديها خمسة أبناء متزوجين ويسكن معها سبعة أفراد في بيت مساحته 50 مترا مربعا، مكونا من طابقين الأول يحتوي على غرفتين ومطبخ والثاني غير مكتمل البناء. لم يلتحق أي من أبنائها بالجامعة بسبب وضع الأسرة المادي.
بدأت عائشة حياتها بتجاره الملابس المستعملة وبيعها بعد تنظيفها، ثم انتقلت لتجارة الميلامين لمدة سنتين، ثم عملت بتجارة الملابس الجاهزة وملابس الأطفال وبسبب مرض زوجها المفاجئ عام 1998 قامت بالإشراف بنفسها على المطحنة التي كان يديرها الزوج. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحياة الجديدة لعائشة وخلال فترة تسلمها للمطحنة وبفضل حنكتها وذكائها وإصرارها على إنجاح مشروع زوجها الذي شعر في لحظة أنه تلاشى، بدأت عائشة الحياة من جديد حيث قامت بصيانة المبنى وإحضار ماكينة جديدة لتنظيف القمح آليا (غربال).
وفكرت عائشة في تطوير عملها بتوزيع البضاعة بدل انتظار المشترين ولكنها احتاجت إلى من يمول الفكرة. في هذه المرحلة سمعت عائشة عن البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة الذي استجاب لرغبتها وقدم لها التمويل الذي تحتاج إليه فحصلت على مبلغ 500 دينار مكنها من شراء الحبوب وطحنها وإعداد الوجبة الأردنية المشهورة (المفتول)، وبعد فترة من حصولها على قرضها الأول ونجاح فكرتها حصلت عائشة على قرض آخر بمبلغ 1500 دينار اشترت به ماكينة جديدة لطحن الحبوب مما يساعد على زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح التي انعكست على معيشتها وتحسين وضع الأسرة المادي، والآن تتطلع عائشة إلى مزيد من التطوير لمشروعها بإقامة مبنى حديث للمطحنة من الأسمنت بدل أسقف الزينكو، وفتح محل تجاري لبيع الحبوب، وبناء مسكن متسع لأبنائها. وبمثابرتها حصلت عائشة على رخصة قيادة وهي تفكر في شراء باص صغير يساعدها على تأمين بضاعتها وفي نقلها من المطحنة إلى الزبائن.
بهذه الجهود ترغب المكافحة عائشة أن تحقق أمنية كبيرة لديها وهي أن توفر من المال ما تستطيع به أن تعالج زوجها وأبناءها الثلاثة من المرض الذي أصاب عيونهم إذ تبين أنه مرض وراثي انتقل من الأب إلى الأبناء منهم بنتان وولد.
13 ألف مستفيد في مصر
وفي مصر: يقوم (أجفند) بالعمل على توسيع أنشطة الإقراض الخاصة بـ"مؤسسة الأمل المصري"، من خلال الدعم المالي والفني والاستشاري، وبحث خطة العمل التفصيلية المقترحة للتوسع في أعمال المؤسسة، ومناقشة متطلبات عملية التوسع من حيث الموارد البشرية والمالية، ووضع تصور لمقترحات محددة لتطوير البناء المؤسسي.
وتهدف خطة عملية التوسع في الأنشطة الإقراضية إلى رفع القدرات المالية لبرامج الإقراض لـ 30 جمعية من الجمعيات العاملة في مجال الإقراض متناهي الصغر للوصول إلى عدد 20 ألف عميل (بما يعني 100 ألف مستفيد من شريحة أفقر الفقراء) خلال الفترة من 2007- 2009 في محافظة القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه القبلي من خلال زيادة موارد المؤسسة المالية لكي تتمكن من زيادة عدد الجمعيات المشاركة في البرنامج وذلك بمعدل قرض لكل جمعية بمبلغ 200.000 جنيه مصري أي بإجمالي قدره ستة ملايين جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ووصل إجمالي عدد المستفيدين من "مؤسسة الأمل المصري" إلى 1330 عميلاً وتستهدف المؤسسة الوصول إلى ثمانية آلاف عميل بنهاية عم 2007.
.
دعوة العرب إلى تبني القروض متناهية الصغر لمكافحة الفقر
- "الاقتصادية" من الرياض - 21/08/1428هـ
دعا الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية "أجفند"، قادة الدول العربية إلى تبني آلية القروض الصغيرة ومتناهية الصغر لمكافحة الفقر. وهذه الآلية للتمويل هي الحل الذي اعتمدته دول كثيرة في العالم. وراجت فكرة كبح الفقر والبطالة بالقروض الصغيرة مع إعلان فوز محمد يونس، مؤسس بنك جرامين في بنجلادش، بجائزة نوبل للسلام 2006 لنجاحه في دمج الملايين من أفقر الفقراء في العملية الإنتاجية وتطويق مشكلاتهم الاجتماعية الناجمة عن البطالة.
وبالنسبة لجهود "أجفند" في هذه الآلية, فتشير آخر الإحصاءات الصادرة عن البرنامج إلى أن عدد الفقراء الذين تلقوا قروضاً صغيرة ومتناهية الصغر بلغ 371 ألف شخص، فيما بلغ عدد المستهدفين بهذه الخدمة نهاية هذا العام 525 ألفا.
من جهة أخرى, يرعى الأمير طلال مساء الأربعاء المقبل في الرياض, حفل التكريم الذي يقيمه "أجفند" للبروفيسور محمد يونس مؤسس بنك جرامين عضو لجنة جائزة برنامج الخليج العربي العالمية. ووجهت الدعوة لحضور الحفل إلى كبار المسؤولين في الجهاز الحكومي، والقيادات التنموية، وممثلي المنظمات الأممية والإقليمية، وسفراء المجموعة العربية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
تحذر منظمة العمل الدولية من تداعيات معدلات البطالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تصل إلى 12.2 في المائة وترتفع في أوساط الشباب لتصل إلى 25.66 في المائة. وفي مؤتمر دافوس أعلن أن أرقام البطالة في الوطن العربي سجلت 16 مليون عاطل يشكلون نسبة 30 في المائة من قوى سوق العمل. ووفق البنك الدولي يفرض هذا الأمر تحديا غير مسبوق على المنطقة في العقدين المقبلين.
ولذلك يعول العالم على المشاريع الصغيرة الممولة بالقروض الصغيرة ومتناهية الصغر لمواجهة التبعات الخطيرة للبطالة والفقر. هذه الآلية للتمويل هي الحل الذي اعتمدته دول كثيرة في العالم. وراجت فكرة كبح الفقر والبطالة بالقروض الصغيرة مع إعلان فوز البروفيسور محمد يونس، مؤسس بنك غرامين في بنجلادش، بجائزة نوبل للسلام 2006. لنجاحه في دمج الملايين من أفقر الفقراء في العملية الإنتاجية وتطويق مشكلاتهم الاجتماعية الناجمة عن البطالة.
أجفند والإقراض الصغير
وتشير التقارير إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة تمثل نحو 90 في المائة من مجمل المشاريع في معظم دول العالم، فضلاً عن أنها أصبحت الآن تمثل القوة الدافعة وراء عدد كبير من الاختراعات، كما أنها تساهم في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للعمل والاستثمار والتصدير.
برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند)، الذي يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز، ينفذ بنجاح استراتيجيته التنموية الهادفة لمكافحة الفقر والتخفيف من حدته في الوطن العربي من خلال تقديم القروض متناهية الصغر، ومتابعة تأسيس بنك الفقراء في عدد من الدول العربية.
ومن واقع التقويم الدوري اتضح تصاعد أعداد المستفيدين من مشاريع الإقراض الصغير ومتناهي الصغر التي يدعمها أجفند في الوطن العربي. فوفق آخر الإحصاءات بلغ عدد الفقراء الذين تلقوا قروضاً صغيرة ومتناهية الصغر 371 ألف شخص، فيما بلغ عدد المستهدفين بهذه الخدمة نهاية هذا العام 525 ألفا.
الأردن
ففي إطار خدمات الإقراض التي تقدمها المؤسسات والجمعيات العاملة في مجال الإقراض الصغير، التي يقوم أجفند بتمويل نشاطاتها، تستهدف هذه الخدمة 300 ألف من الفقراء، والسقف المستهدف من هذه الشريحة بنهاية هذا العام هو 375 ألف شخص.
في الأردن يعمل "البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة"، بكفاءة عالية، منذ تدشينه في 27 آذار (مارس) 2005، وهو أول بنك للفقراء في الوطن العربي، وأنشئ بالتعاون بين أجفند والحكومة الأردنية والقطاع الخاص الأردني وأهم الإنجازات التي حققها البنك بعد مرحلة التأسيس وبدء عملياته الإقراضية هي نجاحه في الوصول إلى 16 ألف مستفيد بنهاية النصف الأول من هذا العام وتغطيته ما نسبته 16 في المائة من إجمالي سوق الإقراض في الأردن، مما أهله لاحتلال المرتبة الثالثة من بين المؤسسات العاملة في مجال الإقراض متناهي الصغر في الأردن.
ونتيجة لهذا التقدم النوعي حصل البنك على موافقة صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية بتقديم دعم للبنك قدره 550 ألف (خمسمائة وخمسين ألف) دينار أردني.
ويعمل البنك من خلال خطته لعام 2007م إلى الوصول إلى 19 ألفا من العملاء النشطين من المستفيدين من الخدمات المالية للبنك، كما يعمل على إنشاء ثلاثة فروع جديدة. وحقق البنك فائضاً في عملياته التشغيلية تقدر بـ 37.717 دينار أردني. ما يعد مؤشراً جيداً حيث وصل البنك إلى نقطة التعادل التشغيلية خلال الربع الأول من العام، ويؤكد أن البنك يقوم بتطبيق أفضل الممارسات فيما يخص المعايير المحاسبية لمؤسسات الإقراض.
قصة نجاح أم خلدون
من نماذج نجاح"البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة في التخفيف من حدة الفقر وفتح فرص العمل أمام الشرائح الفقيرة في المجتمع قصة أم خلدون، الأربعينية، التي تعيل ثلاثة أفراد من أسرتها. لم تكمل أم خلدون تعليمها بسبب عدم قصور الحالة الاقتصادية للأسرة، وهي زوجة لرجل غير قادر على مواجهة المتطلبات المالية للأسرة. تقول أم خلدون إنها تساعد والدتها في أمور الطبخ وصناعة الحلويات وعندما أتقنت هذه الصناعة بأصنافها، باشرت أعمالها في إعداد المعجنات في منزلها، ويساعدها زوجها في أمور التسويق على المنازل المجاورة حتى أصبحت أم خلدون معروفة على مستوى أحياء عديدة في محافظة الزرقاء.
مع تزايد العملاء لم يعد باستطاعة أم خلدون تلبية جميع الطلبات، قصدت البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة للحصول على قرض لكي تقوم بشراء فرن أكبر ومواد أولية لعمل المعجنات من(طحين، خضار، لحم، سكر) فحصلت على قرض بقيمة 300 دينار في 2006 وتم شراء الفرن وبعض المواد المهمة لإتمام العمل، وبدأت منتجات أم خلدون في الانتشار شيئا فشيئاً حتى عقدت اتفاقيات مع بعض المطاعم في الزرقاء مما رفع الطلب على منتجاتها، مرة أخرى قدمت أم خلدون للبنك الوطني لكي تقوم بتجديد قرضها لاستئجار غرفتين لتستخدمهما كمصنع صغير، ولمثابرتها والتزامها حصلت على قرضها الثاني بقيمة 700 دينار، وقامت باستئجار الموقع وشراء بعض الأصول الثابتة من فرن كبير ومواعين. تقول أم خلدون: مع التوسع الثاني لنشاطي قمت بتوظيف شخصين إلى جانب زوجي لكي أتمكن من الوفاء بطلبات العملاء. الآن ذاعت شهرة أم خلدون في محافظة الزرقاء، وشجع نجاحها نساء أخريات على التعامل مع البنك الوطني، والحصول على قروض صغيرة لبدء عمليات إنتاجية.
تجربة أم فوزي
وها هي أم فوزي (41 عاما) تعيل 8 أفراد من أسرتها، وهي حاصلة على شهادة الثانوية العامة وزوجة لرجل عاجز جزئيا. تقول أم فوزي: كنت ربة منزل (لا تعمل)، وبعد الحادث الذي جرى لزوجي أثناء عمله وتسبب في إعاقته جزئياً بدأت بالتفكير في مشروع قليل التكلفة ومدر للدخل لكي أستطيع إعاشة من أعولهم، فخطر لي أن أقوم بمشروع تطريز الثياب الفلاحية، وباشرت المشروع ووجدته معقولاً ولكنه موسمي أي انه في بعض الأشهر يصبح هناك ركود (قليل الدخل)، ولذلك فكرت بمشروع جديد وهو: قطف الخضراوات والورقيات وفرزها وتكبيسها. لتنفيذ مشروعها قصدت أم فوزي البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة للحصول على قرض لكي تقوم بشراء الخضرة وأكياس الفرز وجهاز إغلاق الأكياس، فحصلت على قرض بقيمة 400 دينار وقامت بتأمين المستلزمات.
تقول أم فوزي: لقد ساعدني القرض على زيادة العمل وبالتالي ارتفاع نسبة الربح، مما جعلني أقوم بسداد القرض قبل الموعد المتفق عليها، والحصول على قرض آخر بقيمة 700 دينار لتوسيع العمل. قامت أم فوزي بشراء فريزر(ثلاجة) لتفريز الخضار بكميات أكبر وتوزيعه على النساء العاملات القاطنات بجوارها في الحي، وعلمت أحد أبناءها ليساعدها في المهنة، مما أدى إلى زيادة دخلها ودخل جاراتها.
بإيجاد عمل مدر للدخل استطاعت أم فوزي استطاعت أن تلبي احتياجات أبنائها الذين تأثروا بالحادث الذي عطل والدهم عن العمل، وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، كما قامت بعمل صيانة عامة لمنزلها.
أمنية الخمسينية
ومن قصص النجاح عبر القروض الصغيرة التي يتداولها الناس في المجتمع الأردني قصة المرأة الخمسينية عائشة مطر من مخيم البقعة.
عدد أفراد أسرة عائشة 14 فردا مع الأب والأم، لديها خمسة أبناء متزوجين ويسكن معها سبعة أفراد في بيت مساحته 50 مترا مربعا، مكونا من طابقين الأول يحتوي على غرفتين ومطبخ والثاني غير مكتمل البناء. لم يلتحق أي من أبنائها بالجامعة بسبب وضع الأسرة المادي.
بدأت عائشة حياتها بتجاره الملابس المستعملة وبيعها بعد تنظيفها، ثم انتقلت لتجارة الميلامين لمدة سنتين، ثم عملت بتجارة الملابس الجاهزة وملابس الأطفال وبسبب مرض زوجها المفاجئ عام 1998 قامت بالإشراف بنفسها على المطحنة التي كان يديرها الزوج. ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحياة الجديدة لعائشة وخلال فترة تسلمها للمطحنة وبفضل حنكتها وذكائها وإصرارها على إنجاح مشروع زوجها الذي شعر في لحظة أنه تلاشى، بدأت عائشة الحياة من جديد حيث قامت بصيانة المبنى وإحضار ماكينة جديدة لتنظيف القمح آليا (غربال).
وفكرت عائشة في تطوير عملها بتوزيع البضاعة بدل انتظار المشترين ولكنها احتاجت إلى من يمول الفكرة. في هذه المرحلة سمعت عائشة عن البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة الذي استجاب لرغبتها وقدم لها التمويل الذي تحتاج إليه فحصلت على مبلغ 500 دينار مكنها من شراء الحبوب وطحنها وإعداد الوجبة الأردنية المشهورة (المفتول)، وبعد فترة من حصولها على قرضها الأول ونجاح فكرتها حصلت عائشة على قرض آخر بمبلغ 1500 دينار اشترت به ماكينة جديدة لطحن الحبوب مما يساعد على زيادة الإنتاج وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح التي انعكست على معيشتها وتحسين وضع الأسرة المادي، والآن تتطلع عائشة إلى مزيد من التطوير لمشروعها بإقامة مبنى حديث للمطحنة من الأسمنت بدل أسقف الزينكو، وفتح محل تجاري لبيع الحبوب، وبناء مسكن متسع لأبنائها. وبمثابرتها حصلت عائشة على رخصة قيادة وهي تفكر في شراء باص صغير يساعدها على تأمين بضاعتها وفي نقلها من المطحنة إلى الزبائن.
بهذه الجهود ترغب المكافحة عائشة أن تحقق أمنية كبيرة لديها وهي أن توفر من المال ما تستطيع به أن تعالج زوجها وأبناءها الثلاثة من المرض الذي أصاب عيونهم إذ تبين أنه مرض وراثي انتقل من الأب إلى الأبناء منهم بنتان وولد.
13 ألف مستفيد في مصر
وفي مصر: يقوم (أجفند) بالعمل على توسيع أنشطة الإقراض الخاصة بـ"مؤسسة الأمل المصري"، من خلال الدعم المالي والفني والاستشاري، وبحث خطة العمل التفصيلية المقترحة للتوسع في أعمال المؤسسة، ومناقشة متطلبات عملية التوسع من حيث الموارد البشرية والمالية، ووضع تصور لمقترحات محددة لتطوير البناء المؤسسي.
وتهدف خطة عملية التوسع في الأنشطة الإقراضية إلى رفع القدرات المالية لبرامج الإقراض لـ 30 جمعية من الجمعيات العاملة في مجال الإقراض متناهي الصغر للوصول إلى عدد 20 ألف عميل (بما يعني 100 ألف مستفيد من شريحة أفقر الفقراء) خلال الفترة من 2007- 2009 في محافظة القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه القبلي من خلال زيادة موارد المؤسسة المالية لكي تتمكن من زيادة عدد الجمعيات المشاركة في البرنامج وذلك بمعدل قرض لكل جمعية بمبلغ 200.000 جنيه مصري أي بإجمالي قدره ستة ملايين جنيه خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ووصل إجمالي عدد المستفيدين من "مؤسسة الأمل المصري" إلى 1330 عميلاً وتستهدف المؤسسة الوصول إلى ثمانية آلاف عميل بنهاية عم 2007.
.