المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملة وطنية لتصحيح عاداتنا



ahmed jasim
04-09-2007, 05:13 PM
إذا استطعت الحصول على صورة من الأعلى لأحد مساجدنا قبل أو أثناء صلاة الجمعة فسترى العجب، كأنك في برنامج تلفزيوني واقعي خاص بقيادة السيارات عنوانه «تقدر تطلع؟»، ومع هذه الفوضى هناك حال تصالح عجيبة بين كثير منا في إيقاف السيارات كيفما اتفق حول المساجد وأمام أبوابها، وصفّها بجوار بعضها وكأنك في حراج بدائي لبيع السيارات. أما إذا أقيمت الصلاة فحدث ولا حرج، لا يتردد البعض في إيقاف سياراتهم في وسط الطريق الضيق، وسده تماماً، ليأتي آخر متبعاً هذه السنة «الحميدة» ويسد على من قام بسد الطريق، فالجزاء من جنس العمل؟ وهكذا، حال التصالح تلك دليلها أن معظم الناس لا يتضايقون. وحتى أكون أكثر دقة يقل انزعاجهم ممن قام بسد الطريق عليهم، فينتظرون جالسين أمام أزيز المكيفات داخل مركباتهم.

هذه الصورة المكبرة التي تصوّر حالاً من الفوضى، لها صور مثيلة مصغرة، أين؟ ربما تضحك، إنها صورة أحذية المصلين - أكرمك الله تعالى - أمام الأبواب، فمثلما فعل السائق بسيارته يفعل بحذائه، فيرميه كيفما اتفق، وغالباً ما تتحول الأحذية إلى أذى في طريق المصلين داخلين كانوا أم خارجين، وربما تكون هناك أماكن مخصصة شاغرة للأحذية، إلا أن الطبع يغلب التطبّع. والعجيب أن هؤلاء الذين يحرصون في صلاتهم على الاصطفاف بانتظام لا يفعلون ذلك خارج المسجد إلا نادراً وربما في خارج البلاد فقط!

وقد لا يتردد أحدهم بعد أن أوقف سيارته بالعرض ورمى بفردتي حذائه واحدة هنا والثانية هناك، لا يتردد في أن ينبهك إلى فارق شعرة بينك وبينه في صف الصلاة!

وهي صورة عجيبة للتناقض الذي يعيشه البعض منا، وواقع لحال من الازدواجية. أما عند الخروج من الصلاة فيبدأ عرض برنامج «إبحث معي عن حذائي»، تخيل معي لو خصص خطيب الجمعة دقيقة واحدة لتنبيه الناس، بألا يؤذوا إخوانهم في مركباتهم وأحذيتهم، لكنه قد لا يعلم، فهو يدخل إلى المسجد من باب خاص لا تعترض طريقه غابة من الأحذية. مناظر الأحذية أمام أبواب الجوامع تفتح للمختصين أبواباً للبحث في سلوك البشر، يمكن لهم استيلاد فرع جديد من فروع علم النفس. ولو قام مصوّر بجولة على عدد من المساجد والتقط صوراً معبّرة لتلك الأحذية والمركبات وأوضاعها، ثم أجرينا عليها دراسة بالفراسة، لعرفنا حقيقة ما بداخل نفوس أصحابها. الواقع يقول إن أبرز ما أخذناه من الانتظام في صفوف الصلاة لنطبقه خارجها ليس سوى المسارعة لسد الفجوات، وأيضاً كيفما اتفق!

http://www.alhayat.com/culture/09-2007/Item-20070903-cc6aba78-c0a8-10ed-01b1-9340731c14b0/story.html