ROSE
05-09-2007, 12:58 PM
فيما لا يزال بعضهم يعتمد في دخله على السوق بشكل أساس
نفقات المدارس ورمضان تضاعف عبء خسائر الأسهم على صغار المتداولين
الرياض - نضال حمادية
أكد متداولون سعوديون أن أية خسارة في الأسهم خلال هذه الفترة تنعكس عليهم بشكل مضاعف، وذلك في ظل المصاريف الإضافية المترتبة على موسمي المدارس ورمضان، إلى جانب موجة الغلاء التي طالت قدرا غير قليل من السلع والخدمات.
وأضافوا أن الحاجة الماسة إلى توفر النقد في مثل هذه الظروف لم تترك لهم بدا من اللجوء إلى تسييل جزء من أسهمهم، لكن الأداء المتراجع للسوق منذ بداية الأسبوع الجاري عموما باغتهم، مما اضطر بعضهم إلى زيادة الكمية التي خطط لبيعها بما يسد الحد الأدنى من حاجته.
أكبر المتضررين
عبد اللطيف اليوسف واحد من هؤلاء الذين عبروا لـ"الأسواق نت" عن تذمرهم من خسائر السوق خلال الأيام الماضية، لا سيما يوم أمس الثلاثاء 4-9-2007؛ حيث لم تسلم سوى ثلاث شركات من "حمى الهبوط"، موضحا أنه أجَّل شراء العديد من متطلبات المدارس وحاجيات رمضان رجاء أن يتابع المؤشر صعوده حاملا معه المزيد من الأرباح، إلا أنه عكس اتجاهه في وقت لا يحتمل التسويف، حيث كلا الموسمين على الأبواب.
وعما إذا كان اعتماده على السوق في تدبير معيشته وعائلته تصرفا غير حكيم، أقر اليوسف بذلك عبر "نعم" خجولة، مستدركا "لست الوحيد الذي وقع في هذا الخطأ، فهناك أناس آخرون شبيهون بحالتي، صحيح أن هذه الفئة قلَّت مع الهزات المتتالية للسوق، لكنها لم تختف، فما زال هناك من يعتاشون من الأسهم بشكل أساس، وهؤلاء هم الأكبر تضررا من انخفاض السوق خصوصا في هذه الأوقات المثقلة بالفواتير".
واستكمالا للصورة التي رسم اليوسف بعض ملامحها، قال المتداول مساعد القدهي "إن خسائر الأيام الماضية أجهزت على البقية الباقية من آمال صغار المتداولين في "ترقيع" تزايد المصاريف".
تسريع الخروج
وأوضح القدهي أن أحلى الخيارين المطروحين أمام المتداول البسيط مرٌّ، لا سيما إن كان لا يحبذ الاستدانة، فإما أن يوفر النقد ببيع جائر لأسهمه، أو يحرم نفسه ومَنْ يعول مِنَ بعض الأساسيات حتى إشعار آخر، بانتظار تحسن أسعار الأسهم التي يملك.
ولفت القدهي إلى أن حساسية المتداولين تجاه خسائر السوق أصبحت أعلى من أي وقت مضى، لتزامن هذه الخسائر مع مواسم الإنفاق وتصادفها مع قفزات واسعة في أسعار السلع الاستهلاكية.
من جانبه، وصف المتعامل زيد الأحمري الهبوط الذي اعترى الأسهم السعودية مفقدا المؤشر قرابة 500 نقطة مؤخرا بأنه "مدبر"، قائلا "المتحكمون بالسوق يدركون أن فئة من صغار المتداولين بحاجة لبيع أسهمهم من أجل شراء "مقاضي رمضان"، ومع ذلك فقد فضل هؤلاء المتحكمون أن يستحوذوا على أسهم الصغار بأسعار أقل فهبطوا بالمؤشر عمدا، ليسرعوا عملية خروج المتداولين ويزيدوهم قلقا على قلق".
وتأكيدا على ما ذهب إليه من افتعال الهبوط قال الأحمري "إنه ليس هناك شيء مستجد يدعو للنزول بهذا الحجم، مستشهدا بما ردده أكثر من محلل "ثقة" عن خروج السوق من مرحلة التصحيح ودخولها المسار الصاعد".
طوعًا أو كرهًا
وغير بعيد عن الموضوع، أشار المستثمر فيصل نصار بأن السعوديين يعيشون منذ قرابة سنة ونصف مفارقة لا يجدون لها تفسيرا، فكل شيء في ارتفاع إلا سوق الأسهم في انخفاض، والأنكى من ذلك -والكلام لفيصل- أن كل هذا الانخفاض في أسعار الأسهم لم يشفع لها بعد للدخول في حركة شراء حقيقية تعتمد الاستثمار وتبتعد عن المضاربة اليومية الخاطفة.
ونفى فيصل أن يكون من المتداولين الذين يعتمدون في تأمين مصروفاتهم على سوق الأسهم، ومع هذا فقد اضطر لبيع بعض أسهمه في مواجهة نفقات لم يكن يحسب لها حسابا جراء الغلاء، مما جعله يحس بعمق الأزمة التي يمر بها "متسببو السوق" ممن لا يعرفون سواها مصدرا للرزق، على حد تعبيره.
أما المتداول عبد العزيز العنزي فقال "إن استغلال الظروف والأخبار هو الذي يسير حركة السوق السعودية في مجملها، فقبل ظرف رمضان كان هناك استغلال لظرف العطلة الصيفية وما تقتضيه الإجازة من نفقات، وبعد رمضان هناك ظروف أخرى سيجري استغلالها في وقتها، وهكذا هي الحال في سلسلة لا تنتهي".
وأضاف العنزي أن هناك تعطشا متجددا وغير طبيعي للمعلومات والأخبار في صفوف المتداولين، حتى ولو كانت مجرد إشاعات، وعلى أساس هذه المعلومات تتشكل الظروف والأجواء التي يدور المتعاملون في فلكها، طوعا أو كرها.
نفقات المدارس ورمضان تضاعف عبء خسائر الأسهم على صغار المتداولين
الرياض - نضال حمادية
أكد متداولون سعوديون أن أية خسارة في الأسهم خلال هذه الفترة تنعكس عليهم بشكل مضاعف، وذلك في ظل المصاريف الإضافية المترتبة على موسمي المدارس ورمضان، إلى جانب موجة الغلاء التي طالت قدرا غير قليل من السلع والخدمات.
وأضافوا أن الحاجة الماسة إلى توفر النقد في مثل هذه الظروف لم تترك لهم بدا من اللجوء إلى تسييل جزء من أسهمهم، لكن الأداء المتراجع للسوق منذ بداية الأسبوع الجاري عموما باغتهم، مما اضطر بعضهم إلى زيادة الكمية التي خطط لبيعها بما يسد الحد الأدنى من حاجته.
أكبر المتضررين
عبد اللطيف اليوسف واحد من هؤلاء الذين عبروا لـ"الأسواق نت" عن تذمرهم من خسائر السوق خلال الأيام الماضية، لا سيما يوم أمس الثلاثاء 4-9-2007؛ حيث لم تسلم سوى ثلاث شركات من "حمى الهبوط"، موضحا أنه أجَّل شراء العديد من متطلبات المدارس وحاجيات رمضان رجاء أن يتابع المؤشر صعوده حاملا معه المزيد من الأرباح، إلا أنه عكس اتجاهه في وقت لا يحتمل التسويف، حيث كلا الموسمين على الأبواب.
وعما إذا كان اعتماده على السوق في تدبير معيشته وعائلته تصرفا غير حكيم، أقر اليوسف بذلك عبر "نعم" خجولة، مستدركا "لست الوحيد الذي وقع في هذا الخطأ، فهناك أناس آخرون شبيهون بحالتي، صحيح أن هذه الفئة قلَّت مع الهزات المتتالية للسوق، لكنها لم تختف، فما زال هناك من يعتاشون من الأسهم بشكل أساس، وهؤلاء هم الأكبر تضررا من انخفاض السوق خصوصا في هذه الأوقات المثقلة بالفواتير".
واستكمالا للصورة التي رسم اليوسف بعض ملامحها، قال المتداول مساعد القدهي "إن خسائر الأيام الماضية أجهزت على البقية الباقية من آمال صغار المتداولين في "ترقيع" تزايد المصاريف".
تسريع الخروج
وأوضح القدهي أن أحلى الخيارين المطروحين أمام المتداول البسيط مرٌّ، لا سيما إن كان لا يحبذ الاستدانة، فإما أن يوفر النقد ببيع جائر لأسهمه، أو يحرم نفسه ومَنْ يعول مِنَ بعض الأساسيات حتى إشعار آخر، بانتظار تحسن أسعار الأسهم التي يملك.
ولفت القدهي إلى أن حساسية المتداولين تجاه خسائر السوق أصبحت أعلى من أي وقت مضى، لتزامن هذه الخسائر مع مواسم الإنفاق وتصادفها مع قفزات واسعة في أسعار السلع الاستهلاكية.
من جانبه، وصف المتعامل زيد الأحمري الهبوط الذي اعترى الأسهم السعودية مفقدا المؤشر قرابة 500 نقطة مؤخرا بأنه "مدبر"، قائلا "المتحكمون بالسوق يدركون أن فئة من صغار المتداولين بحاجة لبيع أسهمهم من أجل شراء "مقاضي رمضان"، ومع ذلك فقد فضل هؤلاء المتحكمون أن يستحوذوا على أسهم الصغار بأسعار أقل فهبطوا بالمؤشر عمدا، ليسرعوا عملية خروج المتداولين ويزيدوهم قلقا على قلق".
وتأكيدا على ما ذهب إليه من افتعال الهبوط قال الأحمري "إنه ليس هناك شيء مستجد يدعو للنزول بهذا الحجم، مستشهدا بما ردده أكثر من محلل "ثقة" عن خروج السوق من مرحلة التصحيح ودخولها المسار الصاعد".
طوعًا أو كرهًا
وغير بعيد عن الموضوع، أشار المستثمر فيصل نصار بأن السعوديين يعيشون منذ قرابة سنة ونصف مفارقة لا يجدون لها تفسيرا، فكل شيء في ارتفاع إلا سوق الأسهم في انخفاض، والأنكى من ذلك -والكلام لفيصل- أن كل هذا الانخفاض في أسعار الأسهم لم يشفع لها بعد للدخول في حركة شراء حقيقية تعتمد الاستثمار وتبتعد عن المضاربة اليومية الخاطفة.
ونفى فيصل أن يكون من المتداولين الذين يعتمدون في تأمين مصروفاتهم على سوق الأسهم، ومع هذا فقد اضطر لبيع بعض أسهمه في مواجهة نفقات لم يكن يحسب لها حسابا جراء الغلاء، مما جعله يحس بعمق الأزمة التي يمر بها "متسببو السوق" ممن لا يعرفون سواها مصدرا للرزق، على حد تعبيره.
أما المتداول عبد العزيز العنزي فقال "إن استغلال الظروف والأخبار هو الذي يسير حركة السوق السعودية في مجملها، فقبل ظرف رمضان كان هناك استغلال لظرف العطلة الصيفية وما تقتضيه الإجازة من نفقات، وبعد رمضان هناك ظروف أخرى سيجري استغلالها في وقتها، وهكذا هي الحال في سلسلة لا تنتهي".
وأضاف العنزي أن هناك تعطشا متجددا وغير طبيعي للمعلومات والأخبار في صفوف المتداولين، حتى ولو كانت مجرد إشاعات، وعلى أساس هذه المعلومات تتشكل الظروف والأجواء التي يدور المتعاملون في فلكها، طوعا أو كرها.