نظرات يجب أن تتغير (5)

[kooool]

نظرتنا للوظيفة والمنصب نظرة إستهلاكية, نستفيد بكل مزايا الوظيفة ونحلبها كما نحلب البقرة لانبقي ولانذر , نطوقها بسياج من المجاملة والنفاق والمسايرة والانطواء تحت اللواء والمشي خلف القائد الملهم , لايهمنا صواب رأيه من عدمه مادام صادرا عنه , نحيط الوظيفة المقدسة بكل أنواع الحماية والتقديس من قبل الغير ولانسمح لأحد بالإقتراب أو التصوير , نرى فيها طوق النجاة وسبيل الحياة والمركب المنجي الى شاطئ الأمان , نسارع بإستكشاف خيراتها والتنقيب عن مزاياها والسؤال عن شواردها , لانلتفت لواجبنا نحوها قبل أن نفرغ من حقنا عليها , وبعد ماننتهي من حلبها وشفطها , نرى واجبات الوظيفة حمل وهم ندعو الله أن يخففه علينا وأن يعننا عليه والأغرب من ذلك نتقاذف واجباتنا الوظيفية كما نتقاذف الكرة كل يركلها الى الأخر لتصل في النهاية الى الضعيف المستضعف المغلوب على أمره سليم التيه حسن الطويه , قيقوم بها خير قيام ومن ثم يسلمها لنا لنسلمها الى المسؤل (ويشكرنا) على المجهود الطيب الذي ( بذلناه) فيها , وأزيد على ذلك أننا إذا قدرنا لنا أن نتصل بالجمهور ونكون معه وجه لوجه فإن قواعد اللباقة واللياقة والتعامل السمح والسرعة الضوئية في إنجاز المعاملات تكون ضالتنا التي لانسأل عنها , يوشك الله أن يعمنا بعذابه لولا وجود الصالحين من الموظفين الذين يرون الوظيفة دين مستحق يجب الوفاء به وليس دين ضاع دائنه فلامطالب له, لذا أرى أن هذه الفئة تعكس فئة واللبيب بالإشارة يفهم , وننظر للوظيفة نظرة إستغلالية , فنجعلها حصان طرواده ندخل بها الحصون المنيعة ونتسلق بها الأسوار العالية ونقفز بها الجدارن المرتفعة فنحقق بها مالانستطيع تحقيقه في حياتنا كلها , إنها الوظيفة ذلك السحر البراق والمصباح السحري الذي يحقق لنا أمانينا , نملئ بواسطتها جيوبنا الفارغة ونعمر أرصدتنا الصفرية لتكون على اليمين بدلا من الشمال , لانرقب الله فيما نصول ونجول إنه الميدان الذي يستوي حلاله وحرامه فيكون حلال بإذن الله , نصل بواسطتها الأرحام فنكون جيشا من المقربين ليكون بعد ذلك الدرع الحصين الذي نتحصن بها من أعين المتربصين , وبعد التقاعد (ترجل الفارس) نجوب المجالس متحدثين عن النزاهة والإخلاص وأنها قيم يجب أن نحافظ عليها ولاننساها مثل مافعل ؟؟؟؟؟؟؟؟ لاأقصد نحن بل هم