(الفيصل)
11-09-2007, 12:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اخواني اخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
كثيرا مانقع في عدة اخطاء في رمضان سهوا أو عمدا ...وعليه
إليكم هذه الاخطاء أسئل الله ان نتجنبها جميعا وتقبل الله صيامكم وقيامكم
وكل عام وانتم بخير .
أخطاء في السحور
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين فيما يتعلق بسحور رمضان الأخطاء التالية:
1- ترك بعض الناس السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه تناول طعام السحور إذا أراد صيام فرض أو نفل. وقد حث صلى الله عليه وسلم على تناول طعام السحور، وجعله فارقًا بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب، يقول عليه الصلاة والسلام: ( تسحروا؛ فإن في السحور بركة ) متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر ) رواه مسلم ، وعلاوة على ما تقدم، فإن في السحور تقوية على الصيام، فلا ينبغي ترك هذه السنة المباركة.
2- التبكير في تناول طعام السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهذا خلاف السنة أيضًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الشأن: ( عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور ) رواه الطبراني وصححه الألباني . والسنة أن يكون تناول السحور في وقت السحر، أي قبيل طلوع الفجر بشيء يكفي لتناول طعام السحور، ويمكن تقديره بنصف ساعة تقريبًا. ومنه سمي السحور سحوراً، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم و زيد بن ثابت تسحَّرا، فلما فرغا من سحورهما قام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الصلاةِ فصلى، فسئل أنس : كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة ؟ قال: " قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية " رواه البخاري .
3- الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء؛ إذ الواجب على العبد أن يحتاط لصومه، فيمسك قبل أذان الفجر بدقيقتين أو ثلاث، وعلى أكثر تقدير بمجرد أن يسمع أذان المؤذن .
أخطاء في الإفطار
التي يقع فيها بعض الصائمين عند الإفطار نقف على الأخطاء التالية:
1- تأخير الإفطار إلى بعد أن يدخل وقته، وهو خلاف السنَّة التي جاءت بتعجيل الفطر إذا دخل وقته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) متفق عليه .
2- ومن ذلك أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد أن ينتهي المؤذن من أذانه احتياطًا، وهذا من التنطع والتكلف الذي لم يطالب به العبد .
3- ومن الأخطاء انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن الترديد مع المؤذن، والسنة للصائم وغيره أن يتابع المؤذن عند سماعه، فيقول مثل ما يقول، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) متفق عليه. ولا يلزم الصائم أن يقطع أكله أو شربه من أجل المتابعة، بل يتابع المؤذن مع مواصلة الإفطار؛ حيث لم يرد في الشرع نهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد ما يقول .
4- ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار، مع أن هذا الموطن من المواطن التي يُسن فيها الدعاء ويُستجاب، ومن الغبن والحرمان أن يضيع العبد على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر ) رواه أحمد وصححه الألباني . وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ( ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود .
5- ومن الأخطاء الإكثار والتوسع في أنواع المطاعم والمشارب حال الإفطار دون حاجة لذلك، مما قد يجر إلى الإسراف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } (الأعراف:31). كما أن الإكثار من الأكل والشرب يُثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة بخشوع وحضور قلب، وهذا خلاف ما شُرع له الصوم .
6- ومن الأخطاء التي تقع عند الإفطار أيضاً ما يفعله بعض الصائمين من الفطر على ما حرم الله، كالسجائر وغيرها من الخبائث. ولا شك فإن الصوم فرصة عظيمة للتخلص من هذه العادات السيئة، إذ فيه تدريب للإنسان على ترك المألوفات التي تعودها، فمن استطاع أن يتركها في نهاره، فلا يعجزه - بالصبر والعزيمة - الإقلاع عن هذه الخبائث في ليله أيضًا، حتى إذا انتهى رمضان كان قد تعود على تركها، فيسهل عليه المداومة والاستمرار على ذلك .
أخطاء في قراءة القرآن
ثمة أخطاء يقع فيها بعض الصائمين في قراءتهم للقرآن الكريم أثناء هذا الشهر المبارك، من ذلك نقف على الأخطاء التالية:
1- يظن بعض الناس أن ختم القرآن مقصود لذاته، فيسرع في قراءة القرآن بهدف إكمال أكبر عدد من الأجزاء والسور، دون مراعاة لتدبر آيات القرآن، وأحكام تلاوته، مع أن المقصود من قراءة القرآن إنما هو التدبر والوقوف عند معاني الآيات، وتأثر القلب بها، وقد قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: إني أقرأ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال له ابن مسعود : " أهذًّا كهذِّ الشعر ؟! إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع " .
2- وفي مقابل هذا نجد التفريط من بعض الناس في ختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك، فربما مر عليه الشهر دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة، وهذا بلا شك من التفريط في قراءة القرآن في شهر القرآن .
3- ثم من الأخطاء أيضًا اجتماع بعض الناس على قراءة القرآن بطريقة معينة، فيما يُعرف بعادة " المساهر "، حيث يستأجرون قارئًا لهم يقرأ عليهم من كتاب الله، يجلس الناس حوله من بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور، يرفعون أصواتهم بعد قراءة القارئ لكل آية، مرددين بعض عبارات الاستحسان والإعجاب، والاجتماع بهذه الطريقة - إلى جانب كونه غير مأثور عن السلف - فإن فيه كذلك رفعًا للأصوات، وتشويشًا ينافي الأدب مع كلام الله، ويفوت الخشوع والتدبر، ولأن يقرأ الإنسان وحده بتدبر وخشوع خير له من الاجتماع على الصياح الذي يفوت عليه ذلك .
4- رفع الصوت بالتلاوة في المسجد بحيث يشوش على المصلين، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ( ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة ) رواه أبو داود .
5- ومن الأمور التي قد يتساهل فيها بعض من يجتمعون للتلاوة وتدارس القرآن، الضحك واللغط، وقطع القراءة للانشغال بأحاديث جانبية، والذي ينبغي في هذا الموطن الاستماع والإنصات، وتجنب كل ما يشغل ويقطع عن التلاوة .
6- عدم الالتزام بآداب التلاوة من طهارة، وسواك، واستعاذة، وتحسين صوت، وغيرها من آداب التلاوة المعروفة، التي ينبغي أن يكون القارئ لكتاب الله على بينة منها، وهو يتلو كلام الله جل وعلا .
أخطاء في القيام
من الأخطاء التي قد تحصل من البعض أثناء قيام ليالي رمضان ما يـأتي:
1- التهاون في أداء صلاة التراويح، بحجة أنها سُنَّة وليست واجبة، فترى الرجل يُضيِّع كثيرًا من أوقاته فيمضيها في مجالس اللهو والسمر، أو في الأسواق، أو أمام شاشات التلفزة، أو في غير ذلك من الأمور التي ضررها أكثر من نفعها، ويفرَّط في هذه السُنَّة العظيمة، مع علمه بما ورد في فضل قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا. ولا شك أن ذلك من الغبن والحرمان. والذي ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام ولا ينصرف حتى ينصرف إمامه؛ ليكتب له أجر قيام ليلة .
2- ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا ثبت دخول شهر رمضان، لا يصلي تراويح ليلته الأولى، ظنًا منه أن هذه الليلة ليست من ليالي رمضان، وهو خطأ ظاهر لا يتنبه له الكثير من الناس، وهم في غفلة ساهون؛ إذ بمجرد رؤية هلال رمضان يكون الإنسان قد دخل في أول ليلة من رمضان، ولذا فإن من السُّنَّة المبادرة والمسارعة إلى أداء صلاة التراويح جماعة في المسجد بدءًا من تلك الليلة .
3- إسراع بعض أئمة المساجد في أداء صلاة التراويح، إسراعًا يُخل بمقصود الصلاة، فيسرع في التلاوة إسراعاً شديداً، ولا يراعي الطمأنينة والخشوع فيها، بل كل همه إنهاء تلك الرُّكيعات لينصرف الناس بعدها لأعمالهم وأشغالهم وأفراحهم، مع أن الواجب على الإمام أن يطمئن في صلاته، ويخشع بها، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وإذا لم يتيسر له ختم القرآن، أو قراءة قدر كبير منه في صلاة القيام تخفيفاً على الناس، فلا أقل من أن يحسن صلاته، فيطمئن فيها، ويقيم ركوعها، ويتم وسجودها، ويراعي سائر أركانها .
4- مسابقة بعض المأمومين لإمامهم في صلاة التراويح في الركوع والسجود والرفع منهما؛ والمشروع في حق المأموم متابعة الإمام في أفعال الصلاة، فيأتي بها بعده مباشرة، لا يسبقه ولا يتخلف عنه. وقد ورد الوعيد الشديد لمن سابق الإمام، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار ) رواه البخاري .
5- ومن الأخطاء الملاحظة في هذا الموطن، حمل بعض المأمومين المصحف أثناء صلاة القيام، وذلك من أجل متابعة قراءة الإمام، وهذا الأمر بجانب كونه غير مأثور عن السلف، فإن فيه شُغلاً للمصلي عن الخشوع وتدبر الآيات، ولذا فإنه لا ينبغي فعل ذلك، إلا لمن يتابع الإمام من أجل تصويبه إذا أخطأ، فلا حرج عليه في ذلك حينئذ .
6- الإطالة في دعاء القنوت، والتكلف فيه، والإتيان بأدعية غير مأثورة مما يسبب الملل والسآمة للمصلين، وربما نفَّرهم منها. وقد يحول بعضهم القنوت إلى موعظة، يذكر فيها أشياء تتعلق بالقبر وعذابه، والصراط واجتيازه، والبعث وهوله، والجزاء وعاقبته، وكل هذا من الأعمال المنهي عنها في الدعاء. والذي ينبغي في هذا الموطن الاقتصار على الأدعية المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وقد كان صلى الله عليه وسلم - كما تروي عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها -: ( يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك ) رواه أبو داود .
7- ومن الأخطاء رفع الصوت بدعاء القنوت أكثر مما ينبغي، وهو مناف لأدب الدعاء؛ وقد قال الله تعالى: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } (الأعراف:55) ولما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالتكبير نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم - أي: اخفضوا أصواتكم - فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ) متفق عليه، والذي ينبغي على الإمام أن يرفع صوته بالقدر الذي يُسْمِع مَن خلفه من المأمومين، ولا يتكلف فوق ذلك .
8- رفع الصوت بالبكاء والصراخ بحيث يتسبب في التشويش على المصلين، فإن البكاء وإن كان مطلوبًا عند قراءة القرآن وسماعه إلا أنه ينبغي على العبد أن يحرص على خفض صوته وإخفائه ما أمكن، حتى يكون أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء. وبعض الناس ربما اشتد بكاؤه وتأثره إذا جاء وقت الدعاء والقنوت، ولا شك فإن الأولى أن يكون البكاء والتأثر عند سماع كلام الله .
9- ترك التهجد في العشر الأواخر من رمضان، والانشغال بالتجوال في الأسواق، وشراء الأغراض وحاجيات العيد، فتضيع على العبد - رجلاً كان أو امرأة - هذه الليالي المباركة، وتضيع عليه ليلة القدر التي من حُرم خيرها فقد حُرم الخير كله، وهو أمر يقع فيه كثير من المسلمين في أواخر هذا الشهر المبارك، مخالفين بذلك سُنَّة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان من هديه في هذه الأيام المباركة أن يحيي ليله، ويشدَّ مئزره، ويوقظ أهله، ويشمر عن ساعد الجد والنشاط .
وكل عام وانتم بخير
منقول بتصرف من الشبكة الاسلامية
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اخواني اخواتي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
كثيرا مانقع في عدة اخطاء في رمضان سهوا أو عمدا ...وعليه
إليكم هذه الاخطاء أسئل الله ان نتجنبها جميعا وتقبل الله صيامكم وقيامكم
وكل عام وانتم بخير .
أخطاء في السحور
من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين فيما يتعلق بسحور رمضان الأخطاء التالية:
1- ترك بعض الناس السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه تناول طعام السحور إذا أراد صيام فرض أو نفل. وقد حث صلى الله عليه وسلم على تناول طعام السحور، وجعله فارقًا بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب، يقول عليه الصلاة والسلام: ( تسحروا؛ فإن في السحور بركة ) متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر ) رواه مسلم ، وعلاوة على ما تقدم، فإن في السحور تقوية على الصيام، فلا ينبغي ترك هذه السنة المباركة.
2- التبكير في تناول طعام السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهذا خلاف السنة أيضًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الشأن: ( عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور ) رواه الطبراني وصححه الألباني . والسنة أن يكون تناول السحور في وقت السحر، أي قبيل طلوع الفجر بشيء يكفي لتناول طعام السحور، ويمكن تقديره بنصف ساعة تقريبًا. ومنه سمي السحور سحوراً، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم و زيد بن ثابت تسحَّرا، فلما فرغا من سحورهما قام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الصلاةِ فصلى، فسئل أنس : كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة ؟ قال: " قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية " رواه البخاري .
3- الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء؛ إذ الواجب على العبد أن يحتاط لصومه، فيمسك قبل أذان الفجر بدقيقتين أو ثلاث، وعلى أكثر تقدير بمجرد أن يسمع أذان المؤذن .
أخطاء في الإفطار
التي يقع فيها بعض الصائمين عند الإفطار نقف على الأخطاء التالية:
1- تأخير الإفطار إلى بعد أن يدخل وقته، وهو خلاف السنَّة التي جاءت بتعجيل الفطر إذا دخل وقته، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) متفق عليه .
2- ومن ذلك أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد أن ينتهي المؤذن من أذانه احتياطًا، وهذا من التنطع والتكلف الذي لم يطالب به العبد .
3- ومن الأخطاء انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن الترديد مع المؤذن، والسنة للصائم وغيره أن يتابع المؤذن عند سماعه، فيقول مثل ما يقول، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) متفق عليه. ولا يلزم الصائم أن يقطع أكله أو شربه من أجل المتابعة، بل يتابع المؤذن مع مواصلة الإفطار؛ حيث لم يرد في الشرع نهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد ما يقول .
4- ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار، مع أن هذا الموطن من المواطن التي يُسن فيها الدعاء ويُستجاب، ومن الغبن والحرمان أن يضيع العبد على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر ) رواه أحمد وصححه الألباني . وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ( ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود .
5- ومن الأخطاء الإكثار والتوسع في أنواع المطاعم والمشارب حال الإفطار دون حاجة لذلك، مما قد يجر إلى الإسراف الذي نهى الله عنه، قال تعالى: { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين } (الأعراف:31). كما أن الإكثار من الأكل والشرب يُثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة بخشوع وحضور قلب، وهذا خلاف ما شُرع له الصوم .
6- ومن الأخطاء التي تقع عند الإفطار أيضاً ما يفعله بعض الصائمين من الفطر على ما حرم الله، كالسجائر وغيرها من الخبائث. ولا شك فإن الصوم فرصة عظيمة للتخلص من هذه العادات السيئة، إذ فيه تدريب للإنسان على ترك المألوفات التي تعودها، فمن استطاع أن يتركها في نهاره، فلا يعجزه - بالصبر والعزيمة - الإقلاع عن هذه الخبائث في ليله أيضًا، حتى إذا انتهى رمضان كان قد تعود على تركها، فيسهل عليه المداومة والاستمرار على ذلك .
أخطاء في قراءة القرآن
ثمة أخطاء يقع فيها بعض الصائمين في قراءتهم للقرآن الكريم أثناء هذا الشهر المبارك، من ذلك نقف على الأخطاء التالية:
1- يظن بعض الناس أن ختم القرآن مقصود لذاته، فيسرع في قراءة القرآن بهدف إكمال أكبر عدد من الأجزاء والسور، دون مراعاة لتدبر آيات القرآن، وأحكام تلاوته، مع أن المقصود من قراءة القرآن إنما هو التدبر والوقوف عند معاني الآيات، وتأثر القلب بها، وقد قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: إني أقرأ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال له ابن مسعود : " أهذًّا كهذِّ الشعر ؟! إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع " .
2- وفي مقابل هذا نجد التفريط من بعض الناس في ختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك، فربما مر عليه الشهر دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة، وهذا بلا شك من التفريط في قراءة القرآن في شهر القرآن .
3- ثم من الأخطاء أيضًا اجتماع بعض الناس على قراءة القرآن بطريقة معينة، فيما يُعرف بعادة " المساهر "، حيث يستأجرون قارئًا لهم يقرأ عليهم من كتاب الله، يجلس الناس حوله من بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور، يرفعون أصواتهم بعد قراءة القارئ لكل آية، مرددين بعض عبارات الاستحسان والإعجاب، والاجتماع بهذه الطريقة - إلى جانب كونه غير مأثور عن السلف - فإن فيه كذلك رفعًا للأصوات، وتشويشًا ينافي الأدب مع كلام الله، ويفوت الخشوع والتدبر، ولأن يقرأ الإنسان وحده بتدبر وخشوع خير له من الاجتماع على الصياح الذي يفوت عليه ذلك .
4- رفع الصوت بالتلاوة في المسجد بحيث يشوش على المصلين، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ( ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة ) رواه أبو داود .
5- ومن الأمور التي قد يتساهل فيها بعض من يجتمعون للتلاوة وتدارس القرآن، الضحك واللغط، وقطع القراءة للانشغال بأحاديث جانبية، والذي ينبغي في هذا الموطن الاستماع والإنصات، وتجنب كل ما يشغل ويقطع عن التلاوة .
6- عدم الالتزام بآداب التلاوة من طهارة، وسواك، واستعاذة، وتحسين صوت، وغيرها من آداب التلاوة المعروفة، التي ينبغي أن يكون القارئ لكتاب الله على بينة منها، وهو يتلو كلام الله جل وعلا .
أخطاء في القيام
من الأخطاء التي قد تحصل من البعض أثناء قيام ليالي رمضان ما يـأتي:
1- التهاون في أداء صلاة التراويح، بحجة أنها سُنَّة وليست واجبة، فترى الرجل يُضيِّع كثيرًا من أوقاته فيمضيها في مجالس اللهو والسمر، أو في الأسواق، أو أمام شاشات التلفزة، أو في غير ذلك من الأمور التي ضررها أكثر من نفعها، ويفرَّط في هذه السُنَّة العظيمة، مع علمه بما ورد في فضل قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا. ولا شك أن ذلك من الغبن والحرمان. والذي ينبغي على المسلم أن يحرص على أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام ولا ينصرف حتى ينصرف إمامه؛ ليكتب له أجر قيام ليلة .
2- ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا ثبت دخول شهر رمضان، لا يصلي تراويح ليلته الأولى، ظنًا منه أن هذه الليلة ليست من ليالي رمضان، وهو خطأ ظاهر لا يتنبه له الكثير من الناس، وهم في غفلة ساهون؛ إذ بمجرد رؤية هلال رمضان يكون الإنسان قد دخل في أول ليلة من رمضان، ولذا فإن من السُّنَّة المبادرة والمسارعة إلى أداء صلاة التراويح جماعة في المسجد بدءًا من تلك الليلة .
3- إسراع بعض أئمة المساجد في أداء صلاة التراويح، إسراعًا يُخل بمقصود الصلاة، فيسرع في التلاوة إسراعاً شديداً، ولا يراعي الطمأنينة والخشوع فيها، بل كل همه إنهاء تلك الرُّكيعات لينصرف الناس بعدها لأعمالهم وأشغالهم وأفراحهم، مع أن الواجب على الإمام أن يطمئن في صلاته، ويخشع بها، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. وإذا لم يتيسر له ختم القرآن، أو قراءة قدر كبير منه في صلاة القيام تخفيفاً على الناس، فلا أقل من أن يحسن صلاته، فيطمئن فيها، ويقيم ركوعها، ويتم وسجودها، ويراعي سائر أركانها .
4- مسابقة بعض المأمومين لإمامهم في صلاة التراويح في الركوع والسجود والرفع منهما؛ والمشروع في حق المأموم متابعة الإمام في أفعال الصلاة، فيأتي بها بعده مباشرة، لا يسبقه ولا يتخلف عنه. وقد ورد الوعيد الشديد لمن سابق الإمام، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار ) رواه البخاري .
5- ومن الأخطاء الملاحظة في هذا الموطن، حمل بعض المأمومين المصحف أثناء صلاة القيام، وذلك من أجل متابعة قراءة الإمام، وهذا الأمر بجانب كونه غير مأثور عن السلف، فإن فيه شُغلاً للمصلي عن الخشوع وتدبر الآيات، ولذا فإنه لا ينبغي فعل ذلك، إلا لمن يتابع الإمام من أجل تصويبه إذا أخطأ، فلا حرج عليه في ذلك حينئذ .
6- الإطالة في دعاء القنوت، والتكلف فيه، والإتيان بأدعية غير مأثورة مما يسبب الملل والسآمة للمصلين، وربما نفَّرهم منها. وقد يحول بعضهم القنوت إلى موعظة، يذكر فيها أشياء تتعلق بالقبر وعذابه، والصراط واجتيازه، والبعث وهوله، والجزاء وعاقبته، وكل هذا من الأعمال المنهي عنها في الدعاء. والذي ينبغي في هذا الموطن الاقتصار على الأدعية المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، وقد كان صلى الله عليه وسلم - كما تروي عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها -: ( يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك ) رواه أبو داود .
7- ومن الأخطاء رفع الصوت بدعاء القنوت أكثر مما ينبغي، وهو مناف لأدب الدعاء؛ وقد قال الله تعالى: { ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين } (الأعراف:55) ولما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالتكبير نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم - أي: اخفضوا أصواتكم - فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ) متفق عليه، والذي ينبغي على الإمام أن يرفع صوته بالقدر الذي يُسْمِع مَن خلفه من المأمومين، ولا يتكلف فوق ذلك .
8- رفع الصوت بالبكاء والصراخ بحيث يتسبب في التشويش على المصلين، فإن البكاء وإن كان مطلوبًا عند قراءة القرآن وسماعه إلا أنه ينبغي على العبد أن يحرص على خفض صوته وإخفائه ما أمكن، حتى يكون أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء. وبعض الناس ربما اشتد بكاؤه وتأثره إذا جاء وقت الدعاء والقنوت، ولا شك فإن الأولى أن يكون البكاء والتأثر عند سماع كلام الله .
9- ترك التهجد في العشر الأواخر من رمضان، والانشغال بالتجوال في الأسواق، وشراء الأغراض وحاجيات العيد، فتضيع على العبد - رجلاً كان أو امرأة - هذه الليالي المباركة، وتضيع عليه ليلة القدر التي من حُرم خيرها فقد حُرم الخير كله، وهو أمر يقع فيه كثير من المسلمين في أواخر هذا الشهر المبارك، مخالفين بذلك سُنَّة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان من هديه في هذه الأيام المباركة أن يحيي ليله، ويشدَّ مئزره، ويوقظ أهله، ويشمر عن ساعد الجد والنشاط .
وكل عام وانتم بخير
منقول بتصرف من الشبكة الاسلامية