السعدي999
15-09-2007, 05:10 PM
في كل عام وبالتحديد في الشهر الفضيل نواجه مشكلة وسلوكاً اجتماعياً منتشراً وهو الإسراف حيث تميز هذا الشهر بمصاريفه التي تتجاوز ميزانية الأسرة وقد يلجأ بعض الأفراد إلي الاقتراض وبيع بعض الممتلكات حتي يوفوا بمتطلبات غير ضرورية ومع ارتفاع الأسعار والذي سحق الزيادة في المرتبات حرصت عقيدتي علي طرح المشكلة ووضع روشتة حلول من خلال خبراء متخصصين لتحقيق توازن شامل مع الالتزام بمباديء الإسلام.
بداية يري دكتور حمدي طلبة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق.. أن العادة جرت علي الإسراف في الطعام والشراب خلال رمضان حيث ينظر البعض إلي فترة الإمساك علي أنها فترة حرمان يجب تعويضها عقب انطلاق مدفع الإفطار مباشرة ولذلك فهم حريصون علي أن تكون المائد الرمضانية زاخرة بأشكال وأنواع لا حصر لها من الأطعمة.
كذلك فمن العادات الاجتماعية والتقاليد بهذا الشهر إقامة الولائم وهذا الأمر طيب ومرغوب فيه إذا تم في إطار الترشيد والاعتدال فهو يقوي الروابط الإنسانية والاجتماعية وهو صورة للتكافل. لكن هذه العادات تأخذ شكلاً سلبياً لدي البعض حيث يدفعهم حب التباهي والتفاخر إلي الإسراف المبالغ فيه.
ويري دكتور طلبة أنه من غير المعقول أن تكون ميزانية الأسرة عاجزة عن مواجهة تكاليف الحياة العادية وتقوم بزيادة بنودها في رمضان من أجل الإنفاق علي الطعام والشراب وإضاعة الحكم الجليلة التي شرع من أجلها الصيام.. ويضيف أن هناك بعض الأسر التي تقوم بالاقتراض والاستدانة في هذا الشهر في حين أنه الشهر الوحيد الذي يمكن الاقتصاد فيه لو جعلنا احتفالنا به يتم بصورة صحيحة بعيداً عن الإسراف والعادات الاجتماعية المرفوضة.
استهلاك فوضوي
يشير دكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر إلي أن النصوص الدينية والأبحاث العلمية تؤكد علي أهمية الصوم وآثاره الجليلة روحياً ونفسياً وصحياً.. إلا أن واقع المسلمين اليوم بعيد عن أهداف ومدلولات هذه الشعيرة الدينية الجليلة فمن المؤسف والمخجل ألا يستوعب المسلمون مقاصد الصوم ونجد المجتمع يتحول إلي الكسل وإهدار الطاقة والاستهلاك الفوضوي البعيد عن الوعي العقلاني. وقد أوضح الإمام أبو حامد الغزالي ما لجوع الصائم من فائدة فيقول: الصيام زكاة للنفس ورياضة للجسم وداع للبر فهو للإنسان وقاية وللجماعة صيانة. وفي جوع الجسم صفاء القلب وإيقاظ القريحة وإيقاظ البصيرة لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار في الدماغ فيتبلد الذهن.
من جانبها تضع دكتورة نبال عبدالرحمن أبوالعلا الاستشاري بالمعهد القومي للتغذية روشتة غذائية للمحافظة علي الصحة ومواجهة ارتفاع الأسعار وكذلك الحد من الإسراف فتقول: لابد من استغلال الصيام في القضاء علي الكثير من المشاكل التي نعاني منها في حياتنا العادية مثل السمنة وزيادة الوزن والتدخين والاضطرابات الهضمية والإمساك مع الاهتمام بتناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي علي جميع العناصر الغذائية الأساسية.
ولقد أجمل الرسول الفوائد الصحية للصيام في كلمتين: "صوموا تصحوا" فالصيام يعد فرصة لإعطاء بعض أجهزة الجسم الراحة حيث يقوم بتجديد أنشطة هذه الأجهزة والأعضاء ويخلِّص الجسم من الفضلات المتراكمة ويحسن مستوي دهون الدم ويخلِّص من الوزن الزائد ويعطي للصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة ويوفر له ارتقاء روحياً ونفسياً وتوازناً فسيولوجياً متكاملاً. لذلك يجب علينا اتخاذ هذا الشهر نقطة انطلاق لنا لتغيير عادات الأكل السيئة التي اعتدنا عليها فيعمد الكثير من الصائمين إلي الإسراف في تناول الطعام والتركيز علي الأطباق الرمضانيةوالحلويات ومعظمها عالية السعرات الحرارية وغنية بالدهون المشبعة فيفقد الصيام فوائده الصحية كما أوضح رسول الله أن: "المعدة بيت الداء. والحمية رأس كل دواء فأعط نفسك ماعودتها". فلابد من الاهتمام بالجهاز الهضمي لأنه من أكثر الأجهزة حيوية وحساسية ويتأثر من أقل الأشياء وحيث إن القاعدة الإسلامية في الحياة هي الاعتدال. فلا "إسراف" ولا "تبذير" ولا "إفراط ولا تفريط" وإنما "خير الأمور أوسطها" فالإسلام يدعو للأكل والشرب ولكنه لا يدعو للإسراف.
روشتة صحية
تشير دكتورة عفاف عزت الأستاذ المساعد للكيمياء الحيوية بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث إلي أن إفطار النبي علي التمر يُعد أحسن الأساليب المتبعة لعلاج أي شعور بالإعياء من الصيام لأن التمر يحتوي علي ألياف اللجنين التي تخفض الدهون في الدم والتمور بها سكريات يحتاجها الصائم بخلاف احتواء اللبن علي بروتينات وكالسيوم وفيتامينات.
وتري أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي علي الكربوهيدرات والبروتينات ونسبة قليلة من الدهون بالإضافة إلي الخضراوات الطازجة والفاكهة وأن وجبة السحور تنال نفس الأهمية لوجبة الإفطار. وتنصح بطبق الفول بالزيت والليمون والسلطة الخضراء والخبز لقيمته العالية. واحتوائه علي عناصر غذائية يحتاجها الجسم كما أن الفول يمكث بالمعدة مدة أطول مما يزيد من زمن الإحساس بالشبع في يوم الصائم" ويجعله يقضي يوماً هادئاً مليئاً بالخشوع والذكر.
ومن جانبه يشير دكتور سعيد شلبي أستاذ ومستشار الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث إلي أهمية طبق الشوربة بعد صيام 12 ساعة. لأن المعدة تكون خاوية وفي حاجة إلي غذاء دافيء يغازل عصافير البطن. وينبه إفراز العصارات الهاضمة. لكن ينبغي أن يسبق ذلك تناول بعض التمور أو العصائر بكميات بسيطة. تمد الجسم ببعض السكريات التي تنبه المخ.
ويشير دكتور سعيد شلبي إلي طبق السلاطة الخضراء وما يمثله من قيمة غذائية عالية وخفيفة وسهلة الهضم لاحتواء مكوناتها علي الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لجسم. ومن مميزاته أنه عند تناوله في بداية الوجبة الغذائية يكون مصدراً هاماً للمواد المالئة للمعدة. الأمر الذي يجعل الفرد يقلل من تناول النشويات مثل الأرز أو المكرونة. مما يحمي من زيادة الوزن.
نظام الحسبة
وعلي صعيد آخر يشير دكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر إلي أن لمشكلة غلاء الأسعار أسباباً كثيرة منها تصرفات وسلوكيات رجال الأعمال من تجار ومصنعين ووسطاء بالمخالفة لأحكام ومباديء الشريعة الإسلامية مثل الاحتكار والتكتلات المغرضة والغش وانخفاض الجودة. ولقد نهي الإسلام عن هذه السلوكيات الاقتصادية السيئة ووضع منهجاً لعلاج مشكلة غلاء الأسعار منها منع الاحتكار بكافة صوره وأشكاله وتجنب المغالاة في فرض الضرائب والرسوم والمكوس علي المعاملات حيث يقوم رجال الأعمال بإضافتها ونقل عبئها علي المستهلكين فترتفع الأسعار. منع المعاملات المنهي عنها شرعاً في الأسواق والتي تقود إلي ارتفاع الأسعار منها وسائل الإعلان والدعاية المنهي عنها شرعاً والتي تعطي معلومات كاذبة وخادعة للمستهلكين. تحريم الإسراف والتبذير ويجب الاقتصاد في النفقات ولا سيما وقت الأزمات الاقتصادية وتحريم التخزين بدون ضرورة. إعادة النظر في سلم الأولويات في النفقات. الرقابة الفعالة علي سلوكيات التجار ومعاقبة الجشعين والمحتكرين منهم. قيام الدولة بالتسعير في حالة الاحتكار. قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الضرورية عند الحاجة. قيام الجمعيات الخيرية بدعم الحاجات الأصلية للفقراء من موارد الزكاة والصدقات.
ويشير د.حسين شحاتة إلي نظام الحسبة وهو نظام إسلامي من أهم أغراضه الرقابة علي الأسواق للتأكد من خلوها من المعاملات المنهي عنها شرعاً بصفة عامة وخلوها من الاحتكار والسلوكيات غير المنضبطة للتجار وما ينجم عن ذلك من ارتفاع مفتعل في الأسعار بصفة خاصة.
يقول دكتور صلاح زيدان الأستاذ بجامعة الأزهر شرع الله سبحانه وتعالي يسعد خلق الله في حياتهم وبعد مماتهم إذ أن الذي خلق هو الذي شرَّع. وعندما يشرِّع الله فإنه يشِّرِع ما يُسعد الناس وبقدر قربهم وأخذهم بهذا الشرع في حياتهم بقدر ما تكون لهم من سعادة. والله أخبر الناس أن يأكلوا من الطيبات والطيبات هي الحلال وتعهد الله أن يحييه حياة طيبة في كل شيء.
فالذي يعايش العمل المشروع والرزق الطيب الحلال ويتصرف في رزقه وفقاً لشرع الله فلا إسراف ولا تقتير فيتعامل مع النعمة بقدر ما هي نعمة فيأخذ منها بقدرها ولا يسرف في استخدامها ويحمد الله علي النعم قليلها وكثيرها يبارك له الله.
ويشير د.صلاح زيدان إلي ما يعايشه البعض من سوء التعامل مع الطعام فيكون الإسراف عند الإفطار فيقضي ذلك علي ما شرَّع له الصيام من زهد في الطعام وبُعد عن الإسراف في التعامل مع نفقات الحياة.
ويري أن الدعوة المنصفة أن يعود الناس إلي أدب شرع الله حتي تعود السعادة كما كانت للمسلمين الأوائل فيكثروا من الطاعة ويتعالوا علي الشهوات حتي ترقي نفوسهم وتسمو أرواحهم.
شهر الروحانيات
يقول دكتور محروس محمد محروس المدرس بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر ان ما يحمله شهر رمضان من معان سامية وروحانيات عالية يجعل المسلم في لهفة إليه في ظل هذه الماديات المفرطة التي يحياها الناس في عصرنا الحاضر ولقد استبدل الناس بعض الفوائد العظيمة لهذا الشهر الكريم بأخري تناقضها وتذهب بآثارها الطيبة هباءً حتي غدا رمضان شهر الإنفاق لا الاقتصاد وشهر الطعام لا الصيام وحديث القرآن الكريم عن الإسراف عظيم وتحذيره فيه واضح معلوم لقوله تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" ولقد نعي القرآن الكريم علي أهل البذخ والتبذير قال تعالي: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً" ومجتمعات المسلمين وما يحدث فيها الآن من غلاء يستطيع المسلم أن يتفاداه بالاستغناء عن بعض ما يرهقه ولقد اشتكي الناس غلاء اللحم لسيدنا عمر بن الخطاب فقال لهم رضي الله عنه أرخصوه بتركه وهذا هو الأصل في الصيام أن يترك الناس الإسراف والتبذير في المطعم والمشرب وأن يتزودوا من القربات والطاعات لترتقي نفوسهم وتصح أجسادهم وتنقي.
منقول
بداية يري دكتور حمدي طلبة أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الزقازيق.. أن العادة جرت علي الإسراف في الطعام والشراب خلال رمضان حيث ينظر البعض إلي فترة الإمساك علي أنها فترة حرمان يجب تعويضها عقب انطلاق مدفع الإفطار مباشرة ولذلك فهم حريصون علي أن تكون المائد الرمضانية زاخرة بأشكال وأنواع لا حصر لها من الأطعمة.
كذلك فمن العادات الاجتماعية والتقاليد بهذا الشهر إقامة الولائم وهذا الأمر طيب ومرغوب فيه إذا تم في إطار الترشيد والاعتدال فهو يقوي الروابط الإنسانية والاجتماعية وهو صورة للتكافل. لكن هذه العادات تأخذ شكلاً سلبياً لدي البعض حيث يدفعهم حب التباهي والتفاخر إلي الإسراف المبالغ فيه.
ويري دكتور طلبة أنه من غير المعقول أن تكون ميزانية الأسرة عاجزة عن مواجهة تكاليف الحياة العادية وتقوم بزيادة بنودها في رمضان من أجل الإنفاق علي الطعام والشراب وإضاعة الحكم الجليلة التي شرع من أجلها الصيام.. ويضيف أن هناك بعض الأسر التي تقوم بالاقتراض والاستدانة في هذا الشهر في حين أنه الشهر الوحيد الذي يمكن الاقتصاد فيه لو جعلنا احتفالنا به يتم بصورة صحيحة بعيداً عن الإسراف والعادات الاجتماعية المرفوضة.
استهلاك فوضوي
يشير دكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر إلي أن النصوص الدينية والأبحاث العلمية تؤكد علي أهمية الصوم وآثاره الجليلة روحياً ونفسياً وصحياً.. إلا أن واقع المسلمين اليوم بعيد عن أهداف ومدلولات هذه الشعيرة الدينية الجليلة فمن المؤسف والمخجل ألا يستوعب المسلمون مقاصد الصوم ونجد المجتمع يتحول إلي الكسل وإهدار الطاقة والاستهلاك الفوضوي البعيد عن الوعي العقلاني. وقد أوضح الإمام أبو حامد الغزالي ما لجوع الصائم من فائدة فيقول: الصيام زكاة للنفس ورياضة للجسم وداع للبر فهو للإنسان وقاية وللجماعة صيانة. وفي جوع الجسم صفاء القلب وإيقاظ القريحة وإيقاظ البصيرة لأن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر الشجار في الدماغ فيتبلد الذهن.
من جانبها تضع دكتورة نبال عبدالرحمن أبوالعلا الاستشاري بالمعهد القومي للتغذية روشتة غذائية للمحافظة علي الصحة ومواجهة ارتفاع الأسعار وكذلك الحد من الإسراف فتقول: لابد من استغلال الصيام في القضاء علي الكثير من المشاكل التي نعاني منها في حياتنا العادية مثل السمنة وزيادة الوزن والتدخين والاضطرابات الهضمية والإمساك مع الاهتمام بتناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي علي جميع العناصر الغذائية الأساسية.
ولقد أجمل الرسول الفوائد الصحية للصيام في كلمتين: "صوموا تصحوا" فالصيام يعد فرصة لإعطاء بعض أجهزة الجسم الراحة حيث يقوم بتجديد أنشطة هذه الأجهزة والأعضاء ويخلِّص الجسم من الفضلات المتراكمة ويحسن مستوي دهون الدم ويخلِّص من الوزن الزائد ويعطي للصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة ويوفر له ارتقاء روحياً ونفسياً وتوازناً فسيولوجياً متكاملاً. لذلك يجب علينا اتخاذ هذا الشهر نقطة انطلاق لنا لتغيير عادات الأكل السيئة التي اعتدنا عليها فيعمد الكثير من الصائمين إلي الإسراف في تناول الطعام والتركيز علي الأطباق الرمضانيةوالحلويات ومعظمها عالية السعرات الحرارية وغنية بالدهون المشبعة فيفقد الصيام فوائده الصحية كما أوضح رسول الله أن: "المعدة بيت الداء. والحمية رأس كل دواء فأعط نفسك ماعودتها". فلابد من الاهتمام بالجهاز الهضمي لأنه من أكثر الأجهزة حيوية وحساسية ويتأثر من أقل الأشياء وحيث إن القاعدة الإسلامية في الحياة هي الاعتدال. فلا "إسراف" ولا "تبذير" ولا "إفراط ولا تفريط" وإنما "خير الأمور أوسطها" فالإسلام يدعو للأكل والشرب ولكنه لا يدعو للإسراف.
روشتة صحية
تشير دكتورة عفاف عزت الأستاذ المساعد للكيمياء الحيوية بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث إلي أن إفطار النبي علي التمر يُعد أحسن الأساليب المتبعة لعلاج أي شعور بالإعياء من الصيام لأن التمر يحتوي علي ألياف اللجنين التي تخفض الدهون في الدم والتمور بها سكريات يحتاجها الصائم بخلاف احتواء اللبن علي بروتينات وكالسيوم وفيتامينات.
وتري أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي علي الكربوهيدرات والبروتينات ونسبة قليلة من الدهون بالإضافة إلي الخضراوات الطازجة والفاكهة وأن وجبة السحور تنال نفس الأهمية لوجبة الإفطار. وتنصح بطبق الفول بالزيت والليمون والسلطة الخضراء والخبز لقيمته العالية. واحتوائه علي عناصر غذائية يحتاجها الجسم كما أن الفول يمكث بالمعدة مدة أطول مما يزيد من زمن الإحساس بالشبع في يوم الصائم" ويجعله يقضي يوماً هادئاً مليئاً بالخشوع والذكر.
ومن جانبه يشير دكتور سعيد شلبي أستاذ ومستشار الباطنة والكبد بالمركز القومي للبحوث إلي أهمية طبق الشوربة بعد صيام 12 ساعة. لأن المعدة تكون خاوية وفي حاجة إلي غذاء دافيء يغازل عصافير البطن. وينبه إفراز العصارات الهاضمة. لكن ينبغي أن يسبق ذلك تناول بعض التمور أو العصائر بكميات بسيطة. تمد الجسم ببعض السكريات التي تنبه المخ.
ويشير دكتور سعيد شلبي إلي طبق السلاطة الخضراء وما يمثله من قيمة غذائية عالية وخفيفة وسهلة الهضم لاحتواء مكوناتها علي الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة لجسم. ومن مميزاته أنه عند تناوله في بداية الوجبة الغذائية يكون مصدراً هاماً للمواد المالئة للمعدة. الأمر الذي يجعل الفرد يقلل من تناول النشويات مثل الأرز أو المكرونة. مما يحمي من زيادة الوزن.
نظام الحسبة
وعلي صعيد آخر يشير دكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر إلي أن لمشكلة غلاء الأسعار أسباباً كثيرة منها تصرفات وسلوكيات رجال الأعمال من تجار ومصنعين ووسطاء بالمخالفة لأحكام ومباديء الشريعة الإسلامية مثل الاحتكار والتكتلات المغرضة والغش وانخفاض الجودة. ولقد نهي الإسلام عن هذه السلوكيات الاقتصادية السيئة ووضع منهجاً لعلاج مشكلة غلاء الأسعار منها منع الاحتكار بكافة صوره وأشكاله وتجنب المغالاة في فرض الضرائب والرسوم والمكوس علي المعاملات حيث يقوم رجال الأعمال بإضافتها ونقل عبئها علي المستهلكين فترتفع الأسعار. منع المعاملات المنهي عنها شرعاً في الأسواق والتي تقود إلي ارتفاع الأسعار منها وسائل الإعلان والدعاية المنهي عنها شرعاً والتي تعطي معلومات كاذبة وخادعة للمستهلكين. تحريم الإسراف والتبذير ويجب الاقتصاد في النفقات ولا سيما وقت الأزمات الاقتصادية وتحريم التخزين بدون ضرورة. إعادة النظر في سلم الأولويات في النفقات. الرقابة الفعالة علي سلوكيات التجار ومعاقبة الجشعين والمحتكرين منهم. قيام الدولة بالتسعير في حالة الاحتكار. قيام الدولة بدعم السلع والخدمات الضرورية عند الحاجة. قيام الجمعيات الخيرية بدعم الحاجات الأصلية للفقراء من موارد الزكاة والصدقات.
ويشير د.حسين شحاتة إلي نظام الحسبة وهو نظام إسلامي من أهم أغراضه الرقابة علي الأسواق للتأكد من خلوها من المعاملات المنهي عنها شرعاً بصفة عامة وخلوها من الاحتكار والسلوكيات غير المنضبطة للتجار وما ينجم عن ذلك من ارتفاع مفتعل في الأسعار بصفة خاصة.
يقول دكتور صلاح زيدان الأستاذ بجامعة الأزهر شرع الله سبحانه وتعالي يسعد خلق الله في حياتهم وبعد مماتهم إذ أن الذي خلق هو الذي شرَّع. وعندما يشرِّع الله فإنه يشِّرِع ما يُسعد الناس وبقدر قربهم وأخذهم بهذا الشرع في حياتهم بقدر ما تكون لهم من سعادة. والله أخبر الناس أن يأكلوا من الطيبات والطيبات هي الحلال وتعهد الله أن يحييه حياة طيبة في كل شيء.
فالذي يعايش العمل المشروع والرزق الطيب الحلال ويتصرف في رزقه وفقاً لشرع الله فلا إسراف ولا تقتير فيتعامل مع النعمة بقدر ما هي نعمة فيأخذ منها بقدرها ولا يسرف في استخدامها ويحمد الله علي النعم قليلها وكثيرها يبارك له الله.
ويشير د.صلاح زيدان إلي ما يعايشه البعض من سوء التعامل مع الطعام فيكون الإسراف عند الإفطار فيقضي ذلك علي ما شرَّع له الصيام من زهد في الطعام وبُعد عن الإسراف في التعامل مع نفقات الحياة.
ويري أن الدعوة المنصفة أن يعود الناس إلي أدب شرع الله حتي تعود السعادة كما كانت للمسلمين الأوائل فيكثروا من الطاعة ويتعالوا علي الشهوات حتي ترقي نفوسهم وتسمو أرواحهم.
شهر الروحانيات
يقول دكتور محروس محمد محروس المدرس بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر ان ما يحمله شهر رمضان من معان سامية وروحانيات عالية يجعل المسلم في لهفة إليه في ظل هذه الماديات المفرطة التي يحياها الناس في عصرنا الحاضر ولقد استبدل الناس بعض الفوائد العظيمة لهذا الشهر الكريم بأخري تناقضها وتذهب بآثارها الطيبة هباءً حتي غدا رمضان شهر الإنفاق لا الاقتصاد وشهر الطعام لا الصيام وحديث القرآن الكريم عن الإسراف عظيم وتحذيره فيه واضح معلوم لقوله تعالي: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" ولقد نعي القرآن الكريم علي أهل البذخ والتبذير قال تعالي: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً" ومجتمعات المسلمين وما يحدث فيها الآن من غلاء يستطيع المسلم أن يتفاداه بالاستغناء عن بعض ما يرهقه ولقد اشتكي الناس غلاء اللحم لسيدنا عمر بن الخطاب فقال لهم رضي الله عنه أرخصوه بتركه وهذا هو الأصل في الصيام أن يترك الناس الإسراف والتبذير في المطعم والمشرب وأن يتزودوا من القربات والطاعات لترتقي نفوسهم وتصح أجسادهم وتنقي.
منقول